رواية غزوة حب بقلم اسماء ايهاب
ابنتها الحبيبة قائلة
_ أيوة يا اكرم بنتك تعبانة اوي حتي محدش معاها شهاب طلقها و راح يقعد عن اهله و هي لوحدها الله الاعلم بيها
شعر پاختناق ل يفك ازرار قميصه ل تتحدث هناء بتوسل اليه قائلة
_ خليها تيجي هنا اراعيها لحد ما تقوم من العملية لو مش عايزها تيجي هنا اروح اقعد معاها هناك هو سابلها الشقة
جلس اكرم مرة أخري يدفن رأسه بين كفي يده ل يجثو هناء علي ركبتيها امامه وضعت يدها علي ركبته و هي تتحدث اليه
_ بنتك محتاجة مساعدتنا دلوقتي يا اكرم متنساش ان دي ياسمين يا اكرم
لم يتحدث و لم ينظر اليها ل تمسح دموعها و هي تكمل حديثها قائلة
صمتت تتنفس و هي تمسك بيده يزيحها عن رأسه ل يظهر وجهه الحزين و اعينه الحمراء ل تقبل باطن يده و هي تقول
_ بس انت كنت بتظلم فيروز و شهاب و كل اللي حصل ڤضيحة جوز اختها اڼتحر في اوضتها يوم كتب كتبها انا مكنتش موافقة من الاول انك تسعد واحدة علي حساب التاني .. انت عملت كدا في فيروز عشان هي ...
_ متطلعيهاش منك يا هناء انتي عارفة انا بحب فيروز قد اية و غلطتها بالنسبة لياسمين حاجة تافهة .. انا غلط فعلا في حق فيروز و شهاب بس كنت عايزاني ارمي بنتي من غير ما اعرف هتعيش ازاي شهاب مكنش هيسيبها لوحدها زي ما ستر عليها في الاول بس حكاية جواز فيروز هي اللي خليته يتخلي و الكل شافني اناني و ظالم بس انا كنت عايز بنتي تكون في امان و هي بعيد عني كنت عايز شهاب يفقد الامل في فيروز
اغمضت عينها تتسدل دموعها الحارة و هي تضغط بيدها علي يده ثم فتحت عينها ترمقه بتوسل و رجاء قائلة
صمت أكرم مطولا حتي ظنت انه لن يرد علي سؤالها ل يبتعد عنها برفق يقف عن الأريكة و هو يقول
_ قلبي مش راضي عنها بس دي بنتي هاتيها تقعد هنا بس علي الله اشوفها و لا تكلمني
اسرع نحو غرفته بحزن شديد اصبح انانيا بالفعل هل كان سيسعد ياسمين و يتعس فيروز الي الابد كم يمقت نفسه الآن و لكن جزء كبير منه يتألم حد الچحيم بعد ان اتكشف مرض ابنته لن يقدر علي الاقتراب منها او الاعتناء بها كالسابق حين تمرض لن يطمئن عليها كل نصف ساعة لن يري وجهها و لن يمازحها ل تضحك و يزول الألم اغلق الباب پعنف و هو ېصرخ پغضب من اعماق قلبه في حين جلست زوجته تبكي و هي تعلم تمام العلم ما يشعر به
و هي تتحدث بانفاس لاهثة و صوت زابل من شدة البكاء
_ شهاب
نظر اليها بقلق من هيئتها ل يشير الي الممرضة بالانصراف و يتقدم هو منها پخوف قائلا
_ فيروز .. مالك اية اللي حصل
ارتجفت شفتيها السفلية و ذقنها پبكاء و هي تنظر اليه بحزن شديد تهمس بطريقة هستيرية
_ بيقول اني مش بنتهم بيقول اني مش بنتهم يا شهاب
الفصل السادس عشر
حص
استطاعت بعد نصف ساعة من فقدانها للوعي ان تفتح عينها ببطئ شديد و كأنها لم تعرف يوما كيف تفتح عينها رأت وجهه امامها مشوش و غير واضح ل تغمض عينيها من جديد حتي اثارت قلقه ل يربت علي وجنتيها مرة اخري و هو يتحدث بقلق قائلا
_ حبيبتي سمعاني .. فيروز قادرة تفتحي
فتحت عينها مجددا بثقل ظلت تنظر اليه برهة حتي اتضحت لها صورته بشكل واضح امسك بيدها يساعدها علي الاعتدال بجلستها و من ثم امسك بعلبة العصير الورقية الموضوعة علي الطاولة و التي طلبها من اجلها حين افاقتها فتحها و مد يده بها و هو يقول بلطف
_ اشربي يا حبيبتي عشان تفوقي
امتنعت عن الشراب و هي تبعد يده بما يحمله و قد اصبحت عيونها مليئة بالدموع تنهد واضعا العلبة بمحلها و هو ينظر الي عينها امسك بيدها يربت عليها برفق و رفعها ل يقبل باطنها و هو يهمس بلين
_ اهدي يا روز اهدي
هزت رأسها بنفي و هي تجهش بالبكاء ساحبة كف يدها عن يده تضعها علي وجهها و تبدأ باصدار شهقات عالية من داخل صدرها پألم يجتاحها لكنها تحدثت من بين تلك الشهقات قائلة
_ هو كداب انا بنتهم انا بنت اكرم و هناء مش بنت حد تاني انا فيروز اكرم علام
رفعت رأسها حين وجدته صامت لا يبدي اي ردة فعل ل تشير الي نفسها و هي تبتلع ريقها بصوت مسموع قائلة
_ واحد يجي يقولي انتي مش بنتهم و اصدقه كدا عادي انا بنت اكرم علام صح انا بنته
توسلت بأعين دامعة و هي تقول برجاء
_ قولي اني بنته يا شهاب عشان خاطري
صمته دام و لم تطمئن لذلك ابدا نظرت اليه برجاء و قد احتد صوت بكاءها العالي بانين مؤلم احني رأسه الي الاسفل و لم ينظر الي عينها الباكية التي تعزف الحان حزينة علي اوتاره شهقت بحدة و قد تملكت منها نوبة من البكاء الحاد لم تستطع الا أن تلقت بجسدها علي الارض تبكي ل يتنهد هو بأسي يبدو ان القادم اقسي بكثير من زي قبل جلس جوارها علي ركبتيه وضع يده علي كتفها و هو يهمس بهدوء
_ روز انا
قطعت جملته حين القت بيده عن كتفها بقوة و نظرت اليه بلوم و هي تصرخ به پاختناق متسألة
_ كنت عارف
ابتلع ريقه بصعوبة و هو ينظر اليها قليلا بصمت ل تهز رأسها بنفي و هي تتحدث بدموع قائلة
_ لا يا شهاب لا عشان خاطري أنت مكنتش عارف لا
همس الاخير باعتذار و هو يجذب خصلات شعره الي الخلف من شدة غيظه و ضيقه قائلا
_ انا كنت هقولك صدقيني انا لسة عارف اليوم اللي كان هيبقي كتب كتابك علي احمد
وقفت فيروز بصعوبة و قد تجاهلت يده الممدودة لها نظرت اليه بذات النظرة التي كانت ترمقه بها عند زواجه من ياسمين و التي تؤلمه حتي الآن كادت ان تخرج من الغرفة دون ان تلقي كلمة واحدة الا انه لحق بها يقف امام الباب يمنع خروجها و هو يقول
_ كنت هقولك صدقيني انا لسة راجع شغلي و انتي مبتكلمنيش و لا بتردي عليا هقولك امتي
رفعت عينها اليه بجمود و هي تقول بلامبالاه
_ انتوا خلتوني معنديش ثقة في اي حد خالص
لم يسمح لها حين حاولت الخروج عينه تتوسل قلبها ان لا تفعل به ذلك و هو يقول
_ فيروز انا مليش دعوة بكل دا انا ليا دعوة بيكي انتي عشان خاطري كفاية اللي احنا عدينا بيه
_ ابعد عن الباب عايزة اخرج
لا تعبير بنبرتها و كأنها تتحدث مع اي شئ اخر غيره شخصا غريب و هذا ما أثار ضيقه و غضبه قائلا بحدة
_ مش هتخرجي من هنا غير لما تفهمي ان انا مليش ذنب و لما خبيت عليكي كان الايام اللي كنت فيها في المستشفى و انتي بعد ما عرفتي اني فوقت لا جيتي و لا كلمتيني و كنتي بتكلمي شريف تطمني منه بس اقولك امتي و انا أساسا ورا ضهرك
بكت من جديد