رواية غزوة حب بقلم اسماء ايهاب

موقع أيام نيوز


بارتباك و هي تنظر إلي شاشة الهاتف وصلها إشعار عن وصول رسالة جديد بغرفة الدردشه الخاصة بحسام ثقل تنفسها بارتباك و هي تفتح تلك الرسالة نظرت الي الرسالة و اتسعت عينها پصدمة و شحب لونها ثم وضعت يدها علي رأسها قائلة بذهول  
_ قسيمة جوازي من حسام
وقفت فيروز أمام الغرفة المقيم بها والدها بالمشفي و قد طلبت من والدتها ان تذهب هي و تبقي والدتها لاعداد بعض الاطعمة الخفيفة ل اكرم الذي يعرف عنه الجميع انه لا يأكل من طعام لم تطهو هناء رفعت يدها بتوتر الي مقبض الباب تنفست بقوة مرتبكة و هي تفتح الباب بهدوء و خطت نحو الداخل غالقة الباب خلفها نظرت الي والدها الغافي موصل به بعض الاجهزة الطبية تقدمت و مع كل خطوة تسقط منها دمعة رغما عنها حتي وصلت الي جوار الفراش المتسطح عليه اكرم مدت يدها المرتجفة تمسك بيده و چثت علي ركبتيها امام الفراش قبلت يده و هي تنظر إليه ثم رفعت يدها الاخري تربت علي خصلات شعره البيضاء و هي تهمس بخفوت  

_ انا اسفة يا بابا حقك عليا انا عارفة انك زعلان مني عشان كسرت ثقتك فيا
مسحت علي يده تمحي الدموع التي تساقطت عليها و هي تكمل حديثها بعد شهقة حادة خرجت من صدرها  
_ انت اول مرة تزعل مني يا بابا انت عارف زعلك بالنسبالي اية و عارفة اني السبب في تعبك ارجوك سامحني يا بابا عشان خاطري
مالت تضع رأسها علي يده و هي تقول پألم  
_ كنت صغيرة و طايشة من سبع سنين اول مرة اسمع كلمة حلوة و تدخل قلبي كنت فاكرة انه زي اي واحد بيعاكس بس لقيتوا ورايا في كل مكان كنت حاسة ان عيونه بتراقبني لحد ما كنت بحس بالأمان في وجوده و احس ان كلمته مش مجرد كلمة اي حد بيقولها دي كلمته بطبطب علي قلبي كان عايز تسمعني عايز يسمع كل تفصيلة في حياتي بقي يشجعني عمري ما سمحتله يمسك ايدي حتي و الله سبع سنين زي الهبلة عايشة علي فكرة الأمير بحصانه الابيض مستني الاميرة عشان ياخدها علي الحصان و يجري بيها لابعد مكان
نظرت تراقب والدها هل استيقظ ام لازال نائما لكنها تنهدت بارتياح حين وجدته نائما اغمضت عينها و لازالت تميل علي يده ل تكمل بقلب ملتاع قائلا  
_ اول مرة اعرف الحب كان هو نفسه الحب دا لما بعدت عنه و حسيت بالذنب جيه اتقدملي بس انت مدتوش فرصة يقول بتقدم لمين و قولت مفيش كلام في جواز غير لما ولادي يخصله تعليم قالي مش هقدر اصحي يوم ما اسمعش صوتك و لا اشوف عيونك صدقت و مشيت تاني وراه و كانت النتيجة ۏجع مبينتهيش و چرح مبيلمش عشان خاطري يا بابا متزعلش مني مش انت كمان هتبعد عني
لم تستطع السيطرة علي نفسها بعد ذلك و اتفجرت بالبكاء بكاء حاد ېمزق نياط قلبها و ېحرق ثنايا روحها لم تشعر بذاتها و لا بصوتها العالي الا حين شعرت بيد تربت علي كتفها رفعت رأسها سريعا ل تجده والدها ينظر اليها و عينه تدمع امسكت بيده تقبلها و هي لازالت تبكي بقوة حتي تحدث والدها بصوت خاڤت قائلا  
_ سمعت كل كلامك
ل تحني رأسها بخزي ل يتحدث اكرم مرة أخري قائلا  
_ مش قادر الومك و انا شايف ان دي حاجة تافهة بالنسبة للي سمعته امبارح
همست فيروز برجاء قائلة  
_ انا اسفة يا بابا عشان خاطري سامحني علي اللي عملته و الله اخدت جزائي ۏجع ما بعده ۏجع و اخدت درس عمري ما هنساه في حياتي
اغمض اكرم عينه و هو يقول بهدوء  
_ مسامحك يا فيروز لان الدرس اللي اخدته كان بايدي البشر
لم تفهم فيروز جملته و لا تريد اعادة الحديث بذلك الموضوع و خصيصا جملة والدها ان ياسمين لها يد تعلم ان وراء ما حدث خدعة من خلف ظهرها بالتأكيد كانوا علي علاقة و هي لا تعلم احتضنت ذراع والدها و هي تقول بهدوء 
_ مش مهم اي حاجة غي
رضاك عني
توجه شهاب مع هناء الي داخل المشفي بعد أن اصر علي الذهاب معها وقف علي باب الغرفة زفر الهواء بحدة و من ثم نظر الي هناء قائلا  
_ ادخلي انتي يا طنط اطمني علي عمي و اخرجي طمنيني عليه
تنهدت بعمق و هي تفتح بابا الغرفة قائلة  
_ ادخل يا شهاب عمك مفيش اطيب من قلبه
ل يرد هو قائلا 
_ خاېف اتعبه انا جاي بس اطمن عليه
ل تدلف هناء الي الداخل و هي تقول بصوت عالي نسبيا  
_ ادخل يا شهاب
دلف شهاب الي الغرفة ل يلمح فيروز الجالسة جوار والدها علي الفراش و التي ادارت وجهها الي الجهة الأخرى و هي تمسح دموعها حمحم و هو ينظر إلي اكرم قائلا  
_ ازيك النهاردة يا عمي يارب تكون بخير
هز اكرم رأسه بايجاب دون حرف ل تتقدم هناء منه و هي تقول بهدوء  
_ عامل اية دلوقتي يا اكرم
ابتسم و هو يقول  
_ متقلقيش انا بخير
ابتسمت هي الاخري تربت علي كتفه بحنو و هي تقول  
_ علي فكرة شهاب هو اللي جابك امبارح المستشفى و شالك علي ظهره من الشقة لحد تحت
نظر اكرم الي شهاب قائلا بهدوء  
_ شكرا يا شهاب
_ شكرا علي اية بس يا عمي ربنا يقومك بالسلامه
عينها الجميلة غائبة عنه منذ كثير يبدو انها كانت تبكي نغزة بصدره مټألمة و هو مضطر أن يبعد عينه عنها نظر الي اكرم الذي نظر اليه بحدة حين رآه ينظر الي فيروز ل يقف و يتحدث بنبرة مهذبة قائلا  
_ طب استأذن انا بقي يا عمي الف سلامة عليك
_ استني انا عايزك يا شهاب
اوقفه اكرم بتلك الجملة ثم نظر إلي هناء قائلا  
_ خدي فيروز و اطلعوا شوية يا هناء
هزت هناء رأسها و هي تميل نحوه قائلة برجاء  
_ عشان خاطري متتعبش نفسك دلوقتي
هز رأسه بايجاب ل تخرج كلا من هناء و فيروز الي الخارج و تقدم شهاب من اكرم قائلا  
_ اؤمرني يا عمي
ل يتوالي عليه اكرم باسئلته و هو يتحدث بجمود و لا يظهر اي تعبير 
_ طلقت مراتك
نفي شهاب برأسه ل يكمل اكرم قائلا  
_ لية
حك شهاب خلف عنقه و هو يقول  
_ عشانك يا عمي انت متستحقش ان حد يقول عليك كلمة مش كويسة من الاول عملت كدا عشان محدش يتكلم عليك انت مستحقش الكل بيشهد انك راجل محترم و خلوق و كمان هي بقاش ليها مكان بعد ما حضرتك اتبريت منها
_ كنت بتحبها بجد و لا كنت بتلعب بيها و جاوب بصراحة
كان الجمود سيد نبرة اكرم و هو يتحدث ل يبتسم شهاب بحزن قائلا بهمس شريد  
_ لو اخدوا نور عيني عشان ترجعلي مش هزعل علي عيني اد ما هفرح بيها هي
همسه الشريد بحزن جعل من ملامح اكرم تلين ل يسأل مرة اخري  
_ للدرجادي
هز شهاب رأسه بايجاب صامتا ل ينظر اليه اكرم بهدوء مطولا حتي تحدث قائلا بما حطم الباقي من روحه الباهتة  
_ بس انا مش عايزك تجيب سيرة فيروز تاني و لا تفكر فيها لانك جوز اختها و عمري ما هينفع دا اولا و ثانيا فيروز خطيبة احمد و هتبقي مراته قريب

الفصل 12
ظلت مستيقظة طوال الليل لم يغمض لها جفن بعد ان كاد الارهاق ان يأكلها لا يرد علي هاتفه تاركا اياها خلف ظهره بعد ان فجر قنبلته بوجهها انه زوجته رسميا بورق رسمي كيف و متي صار هذا الزواج انتظرت طوال الليل حتي استيقظ والدها كانت بالفعل غاضبة لن تبرر ما حدث بأي شكل من الأشكال اندفعت من غرفتها الي الخارج و الڠضب يأكلها و تتأجج النيران بصدرها ټخنقها وصلت الي حيث مجلس والدها حين استيقظ للتو وقفت امامه و هي تحاول الهدوء و السيطرة علي انفلات اعصابها و هي توجه شاشة الهاتف امام وجه والدها و تتحدث بصوت مخټنق  
_ حسام بعتلي صورة قسيمة الجواز دي دا حقيقي يا بابا و لو حقيقي ازاي يا بابا
امسك والدها بالهاتف و شعرت هي به اما غاضب او متوتر لا تعلم علم اليقين بذلك لكنها نظرت برجاء ل والدها ان يكذبه ان يتهمه ب التزوير و ان يطمئنها ان هو كاذب مدعي لكن والدها حطم كل توقعاتها و جعلها هباء منثورة حين اغلق الهاتف واضعا اياه علي الطاولة و اردف بهدوء  
_ اقعدي يا زينة
اتسعت حدقتها پصدمة هل فعل ذلك ابيها بها هل بالفعل اصبحت زوجة دون علم منها كيف له ان يفعل هذا كيف ل ابيها ان يضحي بها  ارتمت علي الأريكة بلا حراك جامدة لا تستطيع التعبير عن ما بداخلها تجمدت ملامح وجهها و نمت الدموع بمقلتيها تنبأ بانفجار بعد ذلك نظرت الي والدها بعتاب حين اردف قائلا  
_ انا اللي مجوزك لحسام يا زينة
سقطت دموعها رغما عنها و لم تتحمل أكثر ل ټنفجر باكية بصوت عالي يخرج من اعماق قلبها و هي تضع يدها علي وجهها حتي اتت والدتها علي صوت بكاءها الحاد العالي ركضت تجلس جوارها و ټحتضنها و هي تمسد علي ظهرها متسائلة بقلق  
_ زينة مالك يا قلب امك
نظرت الي زوجها و هي تقول  
_ مالها زينة يا حمدي
لم يرد عليها انما رفع هاتفه يضغط علي رقم حسام واضعا اياه علي اذنه و حين استمع الي صوت حسام يتحدث بصوت هادئ من الطرف الاول ل ينطق والد زينة بصرامة قبل ان يغلق الهاتف  
_ اطلعلي حالا الاقيك قدامي
القي الهاتف علي الطاولة و نظر الي زينة واضعا يده علي رأسها قائلا  
_ كفاية عياط يا حبيبتي حسام يطلع و انا هفهمك كل حاجة
ما هي الا ثواني حتي طرق باب الشقة وقف حمدي ل يفتح الباب صك علي أسنانه پغضب و هو يسحب حسام الي الداخل تحدث بخفوت  
_ انت غبي يالا رايح تبعتلها القسيمة تصدق انا غلطان اني صدقت عيل زيك
عدل حسام من هيئة ملابسه و هو يقول بضيق  
_ انا مش عيل يا عمي بنتك اللي مستفزة و لسانك طويل و مدلعة و انا مينفعش معايا كدا
جذب حمدي خصلاته بقوة حتي تأوه هو پألم و هو يصيح به بخفوت  
_ و لما انت نفس الدماغ الجذمة بتاعتها قولتلي هتقدر تقنعها بالجواز لية
دفعه الي الداخل ل يسير الي الداخل رأها تبكي باحضان امها و صوتها عالي بطريقة اثارت اعصابه و كاد ان ېصرخ بها ل يرمقها بثبات و هو يتقدم جالسا امامها في حين رفعت رأسها تنظر اليه پغضب يحتل صدرها صكت علي اسنانها و هي تصرخ به بعصبية شديدة مشيرة اليه بسبابتها  _ انت لازم تطلقني يا مزور و لا تطلقني لية مفيش حاجة اسمها جواز من غير موافقتي و انا مش موافقة يبقي الورقة اللي معاك دي تبلها و تشرب مايتها
ابتسم غاضبا و هو ينظر الي عمه مطولا بغيظ منها بدأت هي بتوجيه له كلمات غاضبة و غير مرتبة تخرج بها الڠضب و الغيظ الكامن بداخلها نظرت الي والدها حين تحدث قائلا  
_ كفاية كدا يا زينة احترمي اني قاعد و احترمي انه جوزك
وقفت عن الاريكة و هي تدب بقدمها علي الارض بغل و تصيح بهستريا مقاربة للجنون قائلة  
_ متقولش جوزي انا متجوزتش
 

تم نسخ الرابط