ندوب الهوي بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز

هرجعهم والله هرجعهم متقلقيش
أكمل بحزن أكبر وهو يبصر عينيها پخوف طفل أخذ من أحد زملائه قلمه عنوة وقد كانت الأم الأضعف وهي تنظر إليه
أنا بس اخدتهم علشان كان عليا فلوس لمسعد وكان بيهددني كان لازم يرجعوا ومكنش عندي طريقة غير دي
نظرته وحديثه جعلوها ضعيفة للغاية وداخلها ڠضب مكبوت تجاة مسعد الذي لم
يترك داخل شقيقها شيء جيد
لو طلبت مني كنت هديلك.. مش من جاد أنا معايا فلوس بتاعتي!.
ظهر لؤلؤ في عينيه العسلية وكأنه سيبكي
أنا آسف إني عملت كده قدام جوزك وصغرتك وفضحتك
ظهر بعينيها هي الأخرى لؤلؤ أكثر منه وخرجت الدموع وهي تتحدث بضعف وقلة حيلة قائلة
جاد مهموش الغوشتين ومسألش عليهم ومش هيعرف حاجه ولا أنت هترجعهم وأنا مسمحاك بس بس بشرط أنك تتغير بجد
هتف بصدق رأته به بقوة وجدية وشعرت بتغييره منذ هذه اللحظة
هتغير.. والله هتغير 
بصدق..
بعد أسبوع
في وسط النهار وبعد أحداث كثيرة بينها وبين أثاث الشقة جلست على الأريكة بعد أن خلعت عباءتها البيتية لتسريح قليلا وكذلك خلعت عنها حجابها لأنها كانت تقوم بوضع الملابس التي قامت بغسلها في شرفة الشقة لكي تقوم بتجفيفها..
جلست بملابسها التي كانت عبارة عن بنطال قصير يصل إلى ركبتيها وقميص بنصف كم يعلوه لحظات لما تستطع أن تأخذ بها أنفاسها واستمعت إلى صوت عربات الشرطة التي تصدر ازعاج كبير والتي تؤكد وجود الشرطة في المكان..
دق قلبها پعنف ولهفة لا تدري لما ولكن هذا الصوت وحده يوتر الشخص ويجعله خائڤ إلى أبعد حد صمتت الأصوات ولكن ظهر من خلفها حالة من الهرج والمرج في الحارة وهي تستمع إليهم من هنا!..
وقفت على قدميها بقلق بالغ وأخذت عباءتها مرة أخرى ترتديها لتنظر من الشرفة وترى ما الذي يحدث ولمن تأتي هذه الشرطة سارت في الصالة إلى الشرفة وهي تضع حجابها على رأسها بطريقة عشوائية ثم فتحت الباب ونظرت إلى الأسفل لترى عربة الشرطة تقف أمام منزلهم!.. وبالتحديد أمام ورشة جاد والأخرى ذو الصندوق الكبير الذي يكن بها المتهمين في الخلف قليلا..
ما الذي يحدث لما هما هنا!.. لما يقفون هنا!.. وأين جاد..
حقا لم يستطيع عقلها إتمام تفكيره عندما رأتهم يمسكون بزوجها يخرجونه من الورشة وهو مسالم للأمر يخرج معهم بهدوء و عبده يصيح ومن خلفه طارق و حمادة وهذه والدته تخرج من منزلها تصيح بصوت عالي وخوف..
كل هذا رأته عينيها في لحظة واحدة ولم تستوعب إلا وهي تصيح بإسمه بكامل قوتها من الأعلى وتنظر عليه پخوف وريبة احتلت قلبها
جاد
ثم
لم ترى نفسها إلا وهي تركض بعباءتها البيتية والحجاب عليها ليس مهندم بل موضوع بطريقة غير صحيحة بالمرة لتخرج من الشقة وقلبها يدق عڼفا وخوفا على معذب فؤادها الذي تناست كل ما فعله بها ومعها والآن فقط تذكرت أنه زوجها وحبيها ورفيق دربها الذي لن تتركه أبدا..
يتبع
ندوب_الهوى
الفصل_الخامس_والعشرون
ندا_حسن
سلب منها معذب الفؤاد الآن يسلبوا منها شرفة!!
لحظات مرت عليها ك الدهر وهي تركض على درج المنزل لتهبط إليه بأقصى سرعة وتراه أمام عينيها لم تفكر في أنها حامل في الشهور الأولى وعليها التروي أكثر من هذا ولم تبطء لكونها تعثرت أكثر من مرة في عباءتها وكادت أن تقع على وجهها قلبها يدق پعنف ولهفة قلقة خائڤة على معذب فؤادها ألم تكن منفصلة عنه وقلبها يؤلمها لما فعله ويفعله!.. ألم تكن كارهه كذبه وحديثه!.. الآن لا يوجد شيء كهذا فقط يوجد جاد زوجها وحبيبها والجالس داخل قلبها ويأخذ أكبر مساحة به تناست كل شيء وتذكرت كونه الحنون والرجل الوحيد بحياتها يحبها ويهواها ويهوى راحتها على راحته في لمح البصر خرجت ترى ما الذي يحدث ولما تأخذه الشرطة!.. لما تبعده عنها بهذه الطريقة أمام الجميع في لحظات!..
خرجت من باب المنزل إلى الشارع أمام الورشة والجميع متجمهر ليشاهد ما يحدث نظرت إليهم بقلق ولهفة وهي تتقدم منه پخوف ثم صاحت تناديه بارتعاش وهي تقف خلفه
جاد!
كان يعطي لها ظهره يقف مع والدته التي بدأت في البكاء عندما علمت لما يأخذونه واستأذن من الضابط فقط لحظات ليجعلها تهدأ ولم يكن سيجعله يفعل هذا إلا لأنه يعرفه ويعرف ابن عمه بالأكثر استدار لينظر إليها وقلبه عذبه بعد الاستماع لصوتها الذي يرتعش لم يتوقع ظهورها أمامه بهذه الملابس البيتية وهذا الحجاب الذي يخرج نصف خصلاتها إلى الخارج
اطلعي يا هدير
أقتربت منه أكثر ولم تستمع إلى حديثه من الأساس قائلة بقلق ونظرة عينيها مثبتة على عينيه بعمق
رايح معاهم ليه.. عايزينك ليه يا جاد!..
ضغط على شفتيه ولم يكن يريد الصياح عليها في مثل هذا الوقت فقدم يده اليمنى إلى حجابها جاذبة على خصلاتها للأمام قائلا بحدة مخفية
مافيش حاجه يا هدير اطلعي
حركت عينيها عليه تحاول أن تستفهم ما الذي يحدث وخلفه والدته تبكي بقوة
وهو كان يذهب معهم رأته ورأت عبده يصيح خلفه
مافيش إزاي.. اومال رايح معاهم ليه
وجدت سمير يقتحم الحديث وهو يدلف بينهم بلهفة وقلق ويبدو عليه أثر النعاس وملابسه مكونه من بنطال قصير إلى الركبة وقميص داخلي عادت للخلف خطوة وعينيها مثبتة عليه واستمعت إلى سمير يهتف
بقلق
في ايه يا جاد.. واخدينك ليه
أمام كل من يقف من الحارة في شارعهم أجاب عليه بقوة وهو ينظر إليه ولم يتغاضى عنها وعن وقفتها هنا
حد مبلغ عني إني بتاجر في البودرة
حلت الدهشة على كل من استمعت أذنه إلى هذا الحديث جاد! لم يجدوا إلا هو فهو معروف بأخلاقه واحترامه وتربيته الحميدة كيف له أن يفعل شيء كهذا لقد تركوا من يفعل هذه الأشياء أمام الجميع وذهبوا إلى شخص بريء ومعروف بكونه شاب صالح من شباب الحارة القليلون!..
نظر سمير إلى الضابط الذي كان على معرفة به لم يعطي سلامات ولا أي شيء فقط بدأ حديثه بسؤال وبه اللهفة واضحة
فتشتوا يا صلاح باشا
أومأ إليه برأسه إلى الأسفل دليل على فعل ذلك حقا ولأن سمير واثق في ابن عمه للغاية هتف بجدية وهو يشير بيده
طب مادام فتشتوا وملقتوش حاجه واخدينه ليه
أجابه الضابط بعملية بحتة وهو يقول مقتربا منه مستعدا للرحيل
للأسف يا سمير لقينا وعلشان كده جاد هيجي معانا
شهقت پعنف وقوة واحتلت الدهشة كيانها وهي تضع يدها الاثنين على فمها بعدما علمت أنهم وجدوا شيء من هذا السم داخل الورشة!.. خرجت دموع عينيها وهي تعلم أن هذا الأمر سيطول كثيرا مادام تم الإمساك به داخل ورشته هو لا يفعل شيء كهذا مستحيل وهذه البودرة الموجودة ليست له مؤكد هناك من وضعها قصدا للإمساك به وهو من قام بالتبليغ عنه ولن يفعل هذا إلا شخص واحد الجميع يعرفه..
نظر إليها بضيق وهو يقف شامخ وكأن شيء لم يحدث من الأساس على الأقل أمامها وأمام والدته التي مازالت تبكي وتضع يدها على كتفه تتمسك به أشار لها بعينيه الرمادية أكثر من مرة أن تصعد إلى الأعلى وهي تنظر إليه فقط!.. إلى داخل عينيه وقلبها مشتعل وجسدها يرتجف پعنف وقوة ظاهرة بوضوح قد رآها وهو على بعد..
صاح الضابط موجها حديثه إلى سمير قبل أن يرحل مع جاد
تم نسخ الرابط