ندوب الهوي بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز

أخرى باتساع أكبر من السابق ووجهها يتلون بالحمرة وداخل عقلها تسترجع جميع الذكريات التي مضت عليهم أمس وكيف كان يعترف بذلك الحب في أحضانها..
الآن لن تجعل ذلك العبث الذي يأتي إليها ليجلس داخل عقلها يؤثر بها
الآن هي تأكدت من حبه لها طريقة اعترافه ونظراته وانفعالاته لن تجعلها تعكر صفو حياتهم مرة أخرى ولن تتحدث عني أي شيء آخر سوى أنها تبادلة ذلك الحب القابع بقلبه سنكون منصفين ونعترف أنها كانت تعلم ولكن الاستماع إلى ذلك شعور آخر لا تستطيع وصفه ومحو جميع الشكوك التي كانت في رأسها شيء لا تصدقه من الأساس ومع ذلك يشعرها بالسعادة المفرطة...
جاد يحبها وهي تحبه ولن تتخلى عن هذا الحب أبدا مهما حدث ومهما يكون لن تترك من تألمت لأجل حبه ليالي طويلة وشفاها الله بزواجها منه شكر الله في هذه الحالة وبعد هذه السعادة التي حلت عليها لن يكن كافي أبدا..
نظرت إلى باب الشقة بعد أن استمعت إلى صوته يفتح وجدته يطل عليها من خلف الباب بتلك العباءة البيضاء الخاصة به كم يبدو وسيما رائعا عندما يرتديها!.. مصفف خصلاته السوداء المخالطة للبنية والتي تكتسب طولا يوما بعد يوم ووجه وسيم نقي تزينه لحيته وشاربه..
خلع حذائه وترك المفاتيح وتقدم إلى الداخل وهو ينظر إليها وقفت على قدميها فنظر إلى خصلاتها الطويلة بشدة والتي تغطي كامل ظهرها وجهها المستدير الذي يحبه إلى الممات وعينيها العسلية الصافية التي تزينها بالكحل لتجعله ينجذب إليها أكثر من ذلك ولكن إلى أين!.. وتلك الشفاه الرقيقة التي تضع عليها الآن ملمع وردي يظهرها رائعة وكم كان مظهرها بالكامل وهي بهذه الفتنة رائعة..
أقترب منها إلى أن وقف أمامها مباشرة لا يفصل بينهم شيء وضع يده الاثنين حول خصرها يقربها منه وهو يستنشق تلك الرائحة العطرية الجميلة منها تحدث بصوت خاڤت وهو يقترب على أذنها
وحشتني يا وحش
ابتسمت بخجل طفيف وهي تشعر به يضغط على خص. رها فقالت وهي ترفع يدها نحوه تضعها خلف عنقه بشغف وحب يلمع بعينيها
أنت كمان وحشتني يا ابن أبو الدهب
احتض. نها وهو لا يصدق أن كل شيء انتهى وتلك الشكوك برأسه ورأسها رحلت وذهبت إلى أبعد مكان عنهم والآن ينعمون بالسعادة بداخل أحضان بعضهم بعد
ذلك الإعتراف المچنون الجامح في وقت كان بالنسبة إليه حياة أخرى..
أبتعدت عنه بهدوء لتقف قبالته قائلة بجدية وهي تبصره بهدوء وابتسامة
على ما تغير هدومك هكون غرفت الأكل علشان جوعت
قرص وجنتها اليسرى بيده بقوة خفيفه وهو يقول ساخرا
طب سيبي الجوع ده لحد تاني
أبعدت يده عنها وهي تتألم ألم بسيط محبب إلى قلبها بسبب يده التي تركت أثرها على وجنتها أردفت بقوة وجدية متهكمة عليه
محدش قالك تعمل شجيع السيما وتمنع الأكل... أنا اتحايلت عليك كتير أنت أدرى بنفسك بقى
ابتسم بغيظ وهو يستمع إليها فقد حاولت معه كثير حقا أن يأكل وهو من رفض ذلك نظر داخل عينيها قائلا بخبث ومكر
لأ ما أنا كلت.. كلت كل اللي كان نفسي فيه من زمان
ابتسمت وهي تبعد وجهها بعيد عنه ثم استدارت وذهبت إلى المطبخ لكي تحضر الطعام لهم ومعها السعادة والفرحة تدفعها لفعل ذلك وتركته ينظر في أثرها الذي اختفى بعد أن فهمت ما الذي ألقاه عليها بهذه الكلمات ابتسم بسعادة غامرة وتقدم هو الآخر ليذهب إلى غرفة النوم حتى يبدل ملابسه إلى أخرى بيتية مريحة...
بمهارة عالية أخذ جس. دها يتحرك في المطبخ بسهولة ونعومة وهي تحضر أطباق الطعام الذي فعلته بيدها وضعت بعض الأطباق على الصينية واخذتها وخرجت من المطبخ متجهة إلى غرفة السفرة التي يتناولون بها الطعام ثم ذهبت إلى المطبخ وأعادت الأمر مرة أخرى وقفت بهدوء جوار الطاولة تضع الأطباق عليها بينما دلف هو إلى داخل الغرفة وهو ينظر إليها وإلى هذا الطعام الذي أعدته مستشقا رائحة شهية للغاية..
ابتسم باستغراب وهو يدلف ثم جلس على مقعدة وأشار إلى الطعام قائلا
ايه كل الأكل ده... جبتيه منين الحمام ده أصلا
جلست هي الأخرى على مقعدها بجواره ثم أجابته ببساطة وابتسامة واضحة
من ماما فهيمة لما كنت عندها ادتني جوز الحمام ده وشوية ملوخية وكمان فرخة بلدي
استرسلت حديثها والإبتسامة تتسع على محياها وهي تذكر ما قالته لها عنه
بتقول إنك بتحب الحمام
نظر إلى مظهر الطعام على الطاولة وكم بدا له شهيا ولذيذ وهو منذ الأمس لم يأكل شيء عاد ببصره إليها قائلا بمرح
هو أنا فعلا بحبه وبصراحة
شكله مغري أوي
ابتسمت له بحنان وهدوء عفوي وهي تقول
بالهنا والشفا
مد يده وبدأ في الطعام بهدوء وهو يتحدث معها باهتمام قائلا
مكنتش أعرف إنك بتعرفي تطبخي حلو كده.. كنت مفكرك مش بتدخلي المطبخ أصلا
ضيقت ما بين حاجبيها بعفوية وأردفت تلقائيا وهي تمزح ضاحكة
ليه يعني على أيدي نقش الحنه أنا ماما معلماني كل حاجه
نظر إليها بقوة وهو يبعد الطعام عن فمه قائلا بانبهار وجدية شديدة
طعمه يهبل... قربي طبق الملوخية ده كده
بعد أن تذوقها همهم بتلذذ عاليا تحت نظراتها الفرحة وكأنه لأول مرة يتذوق طعامها ولكن حقا هذا مختلف كل شيء منذ اعتراف أمس سيكون مختلف غمز إليها بعينيه الرمادية التي تلمع مع دخول أشعة الشمس عليها وهتف بنبرة ماكرة
مكدبتش لما قولت عليكي وحش.. طلعتي وحش في كل حاجه
رفعت حاجبها وتساءلت باستنكار لا يخلو من المرح وهي تعلم من الأصل في حديثه
لا يا شيخ
أومأ إليها وهو يضع الطعام في فمه
آه والله بأمانة
أكملت الطعام في هدوء وابتسامتها لم تختفي بعد ولكن أبعدت نظرها عنه استمعت إلى هاتفه يصدر صوت وصول مكالمة هاتفية في الخارج فأردفت وهي تقف
موبايلك بيرن
أمسك بيدها ليجذبها جاعلها تجلس مرة أخرى وقال دون اهتمام
كملي أكل وسيبك منه ده أكيد الواد سمير
أشارت بيدها إلى الخارج وما تقصده هو الهاتف وقالت هي باهتمام معاكس له
طب ما تشوف ماله يمكن في حاجه يا جاد
نفى حديثها وهو يأكل في هدوء دون الاكتراث لأمر هاتفه وابن عمه من الأساس
لأ مفيش حاجه بيأكد عليا أننا ننزل الچيم بالليل
زفرت بهدوء وأبعدت نظرها عنه وهي تكمل طعامها فتحدث بنبرة رجولية جادة يقترح عليها
أنا هنزل معاه بالليل لو حبيتي تروحي عند أمك روحي
أجابته بصوت جاد قائلة
لأ هذاكر شويه بدل ما أضيع وقت على الفاضي
أومأ إليها بهدوء وقد أيد فكرتها أكثر دقائق أخرى يأكلون بها ثم أنهى طعامه ووقف من على المقعد تاركا الطاولة ليغسل يده وتوجه لصنع الشاي لهما وهو في المطبخ..
صاح من المطبخ بصوت عال قائلا
هعمل شاي
صاحت هي الأخرى مقابلة له بصوتها العالي ليستمع إليها قائلة
مش عايزة
ثم وقفت على قدميها وجمعت كل ما على الطاولة من أطباق ووضعتها على تلك الصينية ونظفت المكان بمهارة في دقائق أخذت الصينية إلى المطبخ لتنظيف ما عليها من أطباق فخرج هو وبيده كوب من الشاي قائلا بجدية وهو يتوجه إلى الخارج
هشرب الشاي في البلكونة
أومأت إليه برأسها فخرج وبقيت هي في المطبخ تنظف الأطباق الذي كانوا يأكلون بها وتعيد ترتيب المطبخ مرة أخرى..
بقيت به ما يقارب الربع ساعة ثم ذهبت إلى الخارج
تم نسخ الرابط