ندوب الهوي بقلم ندا حسن
المحتويات
لتمر على الصالة وجدته يجلس على الأريكة مستقيم في جلسته وبيده كتاب القرآن الكريم ينظر به بعينيه ويتمتم بشفتيه ما يقرأه ووجه خاشع ثابت بوضوح
ابتسمت وهي تتقدم منه ثم جلست بجواره ومالت برأسها عليه لتنظر إلى ما يقرأ وجدتها سورة الكهف أعتدلت في جلستها وبقيت تنظر إليه بحب وراحة كبيرة اجتاحت جسدها وخلدها وهي تراه على هذه الوضعية وداخلها تقول أن الحمد لا يكفي على هذه النعمة الكبيرة من الله لقد وهبها شخص لن تجد مثله ولن يكون هناك مثله من الأساس ومهما حدث ومهما فعل يبقى جاد الله الذي حقا ېخاف الله وقبل فعل أي شيء يفكر به وبعواقبه ونتيجته..
ترك كتاب الله على الطاولة أمامه بعد أن تصدق واستدار برأسه ينظر إليها فابتسمت بحب وشغف كبير قابلته به قبل أي شيء وهي تعترف قائلة
أنا بحبك أوي يا جاد... مستحيل تتخيل أنا بحبك قد ايه ومن امتى
أقترب منها وهو يأخذ يدها ورفعها إلى فمه يقب. لها بحنان معقبا
وأنا بحبك أكتر يا روح جاد... وبردو مستحيل تتخيلي من امتى
إزاي مش فاهمه!.. أنت بتحبني من زمان..
أغمض عينه اليسرى ومط شفتيه قائلا بمرح
أنت الأول يلا قولي بتحبيني من امتى بقى يا شقية
أخفضت وجهها إلى الأسفل وهي تبتسم وتتذكر هذه الذكرى البعيدة منذ عامين تقريبا رفعت
رأسها إلى الأعلى ونظرت إلى داخل عينيه بعمق وهي تقول
من يوم ما رجعتلي شنطتي اللي اتسرقت
ضيق ما بين حاجبيه وهتف سريعا باستنكار متذكرا ذلك اليوم جيدا الذي كان منذ عامان..
من سنتين.
أومأت إليه برأسها والابتسامة لا تفارق ثغرها الوردي مكملة بحب وعشق اخترق قلبها
حرك جاد عينيه الرمادية عليها وهي تتحدث بكل هذا الشغف والحنين إلى ما مضى وتلك اللمعة الغريبة والواضحة بعينيها كلما تحدثت
بس في نفس الوقت كنت بحاول إني أبعد وأحافظ على نفسي.. بخاف ربنا أوي يا جاد وكل ما كنت أفكر فيك ابقى كأني عملت ذنب كبير وبخاف أكتر لو مكنتش من نصيبك يبقى ذنب أكبر
كنت في كل صلاة ادعي تكون من نصيبي وأكون من نصيبك وأحيانا كنت بدعي إني أبطل أحبك..
قاطعها وهو يتسائل باستغراب لما قالته للتو
ليه.
ابتلعت ما بجوفها متحدثة بصدق وجدية وهي تنظر إلى عينيه التي يحق لها النظر وقتما شاءت
يعني... زي مرة من المرات لما عرفت أنك هتخطب ولما كنت بحس أنك مش ليا كنت بدعي إن ربنا ينزع حبك من قلبي.. بس سبحان الله كان دايما بيزيد وكل يوم أحبك أكتر.. عارف. كل الفترة اللي فاتت دي كان نفسي بس تأكدلي إنك بتحبني بكلمة واحدة كنت خاېفة تكون مجبور على الجواز مني وشوية أفرح وانسى وشوية مقدرش انسى
ابتسمت بسعادة غامرة وأصبح هناك غمامة دموع خلف جفنيها وهي تقول مكملة
لحد امبارح بس.. الكلمتين اللي قولتهم طلعوني السما أنا بحبك أوي يا جاد بحبك ومقدرش استغنى عنك أبدا.. مقدرش استغنى عن حنيتك وخۏفك عليا وغيرتك كمان
ابتسم باتساع عندما وجدها تقول آخر كلماتها بضجر واضح يا له من قدر مكتوب حقا منذ عامين وهي تفكر به وتحبه أيضا والإنسان يكتم ما يشعر به داخله ليظل الآخر يتعذب ويتعذب معه هو يقول إن هناك غيره وهي كذلك هو يقول أنها لا تريده وهي كذلك وشكوك داخل الرأس تولد وفي النهاية لا يريد غيرها وهي لا تريد غيره.. السبب الوحيد في ذلك هو الصمت والكتمان لو كان تحدث منذ البداية لكان عاش أسعد اللحظات معها ويستكملها الآن لا يبدأ..
سألته وهي تعتدل لتقابله بجدية وتريد أن تستمع إلى قصته معها هو الآخر
وأنت بقى..
ابتسم مبادلا إياها وأكثر ابتسامته كانت سخرية لأنها مهما حدث أحبها أولا ظل ممسكا بيدها بين كفه وتحدث بنبرة رجولية رخيمة تحبها كثيرا
قولتلك مستحيل تتخيلي من امتى
استغربت وداخلها تفكر أكان يحبها قبل أكثر من عامان.. لقد كانت صغيرة في هذا الوقت استكمل هو بوضوح
حبيت بنت الجيران من زمان أوي من لما كانت بتمشي والشنطة متعلقة على ضهرها متخيلة.. من لما كان صوتك طول النهار في الشارع عرفتي امتى
حركت رأسها يمينا ويسارا بخفة وهي حقا لا تدري على أي مرحلة يتحدث ومتى كان ذلك فابتسم أكثر وضغط على يدها بقوة واسترسل مكملا
أربع سنين.. وأنت لسه مدخلتيش أولى جامعة خطفتي قلبي وعقلي وروحي وكل حاجه كانت
حية فيا جمالك ورقتك والأدب اللي كنت بشوفه منك خلاني مش شايف غيرك مش عارف حتى أحاول أشوف غيرك.. ډخلتي قلبي وقفلتي وراكي بالمفتاح ولحد النهاردة مطلعتيش ومش هتطلعي
أربع سنين يا جاد..
صوته الأجش أجابها بجدية وصدق
أربع سنين يا هدير أربع سنين وأنا بحبك وبتعذب بحبك وأنا بسمع كل يوم إن فيه عريس متقدملك وبحط ايدي على قلبي لتوافقي أربع سنين وأنا قلبي فيه ڼار لما مبقاش عارف أنت فين ولا مع مين أربع سنين بحاول أقرب منك وأرجع تاني استغفر ربنا وأقول إن ده حرام ولو حصل ربنا مش هيكرمني بيكي
حركت عينيها عليه ورأت الصدق بملامحه واستمعت إليه بحديثه ولكن السؤال في عقلها ارهقها أثناء ذلك الحديث
فقالت بجدية وتسائل والاستغراب أكثرهم داخلها
طب ليه محاولتش تتقدملي ولا مرة يا جاد ولا مرة!..
هذه المرة سيكذب أن يقول أن والده منعه عنها عندما أراد التحدث والبوح علاقتها بوالده جيدة للغاية وهو أيضا فهم أن تفكره كان خاطئ وتراجع عنه لذا لن يقول ما قاله ولن يقول أن الاعتراض من عنده من الأساس أردف بجدية يجيب على سؤالها
كنت لسه بردو يتعبر ببدأ حياتي كنت حابب أكون حد مناسب لما أجيلك بفلوسي مش فلوس الحج رشوان وسنة ورا سنة وأنا بعمل كده كنت بحاول أشوف أي مشاعر من ناحيتك ليا وعدوا أربع سنين وكل يوم بشوف حجه لنفسي علشان خاېف تكوني بتحبي حد تاني..
ابتسم بسخرية وهو يعلم أنه ېكذب ولكن لتكن الكذبة مقنعة أكثر
لدرجة إني كنت مستني لما تخلصي الكلية وتبقي البشمهندسة هدير بس الحج رشوان انقذني من الڠرق ونجاني
هل ېكذب.. لقد قال سابقا أنه كان سيخطبها وتحدث مع والده عن ذلك وما حدث من مسعد هو الذي جعل الأمر يأتي بهذه الطريقة تسائلت بخفوت
بس أنت قولت أنك كنت هتخطبني فعلا بس الموضوع اللي حصل خلاها تيجي بالطريقة دي
هز رأسه بتأكيد وهو
متابعة القراءة