ندوب الهوي بقلم ندا حسن
المحتويات
يظل معلق بمحيرة قلبه ولا يفكر بغيرها..
كان ينتظر اليوم الذي ستوافق فيه بزواجها منه أو لا توافق حتى فيكفي موافقة شقيقها ثم تأتي بعدها موافقتها بما كان سيفعله لأجلها فقط ولأجل عينيها
العسلية التي تسكره من نظرة واحدة..
احترق قلبه بعد أن سرقها منه جاد وجعلها ملك له هو وحده يأخذ منها ما يشاء في أي وقت يريد لقد كانت برنسس الحارة كما أطلق عليها إنها لا تتناسب مع ابن أبو الدهب بل كانت تتناسب معه هو كان سيجعلها شيء آخر غير الذي عرفته عنها..
عاد إلى الخلف بظهر المقعد المتحرك وهو يطلق زفره طويلة تخرج من صدره بحرارة ڼارية داخله تكاد أن تحرقه لكنه منعها عن فعل ذلك بتفكيره الشيطاني بها..
نظر إلى مدخل محل الهواتف الخاص به وهو يجلس على مكتبه في الداخل ليرى شقيقها جمال يدلف إليه ابتسم داخله بسخرية شديدة على ذلك الأبلة الذي يحركه مثل عروس المريونت بين يديه فقط لأنه يوفر له عمل مشپوه!..
يعلم أن جمال شاب كسول وطائش ويفعل أي شيء لأجل الحصول على المال حتى وإن كان يبيع شقيقته إليه دون رضاها ولكن يعلم أيضا أنه له عودة سريعة وإن شعر أن عائلته تضربها الأمواج يلقي بنفسه ليكون فداء لهم..
أهلا بسي جلجل... اللي ضحك عليا وعملني قرطاس بعد ما خد فلوسي وجوز أخته للمكانيكي
ألقى جمال نظرة ساخرة عليه وهو يحرك رأسه يسارا ويمينا متمتما بسخرية مثله
بلاش الشويتين دول يا عم مسعد أنا وأنت عارفين إن الفلوس اللي باخدها دي علشان الشغل يمكن زيادة حبتين بس بردو شغلي يابا.. وبالنسبة بقى لجوازة أختي فهي مش عايزاك كرهاك مش طايقة تبص في سحلتك أعملها ايه
تقدم إلى الأمام ضاربا سطح المكتب بعصبية وهو يصيح به
تجبهالي لحد عندي ڠصب عنها وأنا اخليها تحبني.. اخليها ټموت في تراب رجليا بعد العز والنغنغه اللي هوريهالها
لأ متقلقش مهي هتشوفه أكتر مع الاسطى جاد
وقف مسعد على قدميه بعصبية وانزعاج من حديث هذا الأبلة الصغير وأردف قائلا
امشي ياض من هنا يلا... يلا ياض
وقف جمال مبتسما باستفزاز وسار للخارج فهتف مسعد بحړقة قائلا
خليك عارف البرنسس مش هتشوف يوم حلو مع الميكانيكي الجربان ده وهنغص عليها عيشتها علشان مش مسعد الشباط اللي يتعمل معاه كده... وابقى اسألها أنا كنت هعمل ايه لولا الميكانيكي بتاعها لحقها
لم يعطي جمال انتباهه له من الأساس استمع إلى كامل حديثه ولكنه لم يعلقه داخل رأسه لأنه يعلم أن مسعد لا يستطيع التصدي ل جاد..
عليا الحړام ما هسيبك يا بنت ال
في المساء
بعد أن قامت بصلاة العشاء وانتظرت ما يقارب النصف ساعة ارتدت هدير فستان يجمع بين اللونين الأبيض والأسود كان يصل إلى قدميها كما كل الفساتين لديها فضفاض ولا يبرز أي شيء من مفاتنها تصل أكمامه إلى معصم يدها ويزين وجهها حجاب لونه أبيض وقليل من كحل الأعين الأسود ليس إلا..
وفي هذه الطلة كانت غاية في الجمال والرقة ملامحها هادئة وجميلة تدعوك للاسترخاء وأنت تنظر إليها..
أخذت حقيبتها السوداء الصغيرة ووضعت بها الهاتف ثم تقدمت من باب الشقة وصاحت قائلة لتستمع إليها شقيقتها بالداخل
مريم هاخد الهيلز الأسود بتاعك
ماشي
رأت والدتها تتقدم منها بجسدها المملوء قليلا وهي تنظر إليها بحب قائلة بسعادة وفرحة أم ترى ابنتها الجميلة
بسم الله ما شاء الله هتتحسدي يا بت يا هدير
ابتسمت الأخرى وهي ترتدي الحذاء مجيبة إياها بسخرية
على ايه بس يا ماما
لوت شفتيها بحركة شعبية وهتفت قائلة وهي ترفع حاجبها
على ايه.. على الجمال والحلاوة والله دا يا بختوا بيكي جاد
ابتسمت إليها بود ثم وقفت باعتدال بعد أن انتهت وقالت بجدية وهي تضع الحقيبة على إحدى كتفيها
أنا ماشية يا ماما
ماشي يا حبيبتي مع السلامة.. متتأخريش علشان مقلقش عليكي
أومأت إليها
ثم خرجت من باب الشقة وأغلقته خلفها فتوجهت بجسدها لتستدير وتذهب إلى الخارج ولكنها تفاجأت به يدلف من باب المنزل هو وابن عمه وضحكاتهم تعلو أمامها..
رأته يرتدي بنطال بيتي أسود
يعلوه قميص قطني أسود بنصف كم أيضا ويرتدي سمير شورت جينز يعلوه قميص أسود مثل جاد والعرق يتصبب منهم هم الاثنين..
تقدموا إلى الداخل فترك سمير جاد وصعد إلى الأعلى مبتعدا عنهم بعد أن ألقى عليها السلام مبتسما بوجهها لتبادله الابتسامة والتحية..
وتذكرت هي أن اليوم الجمعة وكما المعتاد بعد صلاة العشاء في المسجد يذهب هو وابن عمه إلى الصالة الرياضية الموجودة بالحارة ليعتني بجسده قليلا وليحافظ على وزنه ورشاقته...
ابتسم بوجهها وهو يقف أمامها مباشرة ناظرا إليها وإلى جمالها الذي سيؤدي بحياته أردف سائلا إياها والابتسامة على وجهه
رايحه الفرح
أومأت إليه برأسها بهدوء وهي تشبع نظرها منه ومن وسامته التي أصبحت ملك لها.
مرة أخرى يردف باستغراب وجدية
اومال فين رحمة
أنا لسه هعدي عليها ونروح من هناك.. الفرح قريب منها
أبعد خصلات شعره للخلف بيده وهو يهتف بصوت أجش قائلا
طب ادخلي استنيني جوا هغير بسرعة واجي اوصلك
امتنعت عن الفكرة وهي ترفع يدها تشير بها يمينا ويسارا مردفة
لأ لأ مالوش لازمة أنا هروح لوحدي
أمسك بيدها يضغط عليها وهو يهتف بصوت حازم ثم جعله يذهب للين معها
قولت هوصلك وكمان وأنت جاية كلميني اجي أخدك ما أنا قاعد فاضي مواريش غيرك
جذبت يدها منه ووضعتها أمام صدرها بتحفظ وحدة وكأنها تود العراك الآن هاتفه بجدية شديدة وهي تتساءل
وأنت عايز حد تاني ولا حاجه
رفع إحدى حاجبيه بذهول لرؤية غيرتها وانطلقت ضحكته الرجولية التي كرمشت عينيه الرمادية لتتوه في وسامته الجذابة ثم رأته يتحدث ومازالت آثار الضحكة على وجهه
لأ يا وحش أنت كفاية
ابتسمت بسبب ابتسامته الهادئة لها ومناداته لها ب الۏحش كدليل على قوتها بعد أن رأى ردها عليه حاد..
هطلع أغير هدومي أحسن دي كلها عرق.. استنيني جوا خمسة وجاي
أومأت إليه مرة أخرى بهدوء
ماشي متتأخرش عليا
داخله أحيانا يشعر بأنها مچنونة لقد نشبت معه مشاجرة على السطح في الصباح والآن ودت ولو نشب بينهم عراك آخر ولكن في نفس الوقت تود أن تكون سعيدة وتبادلة الابتسامة ربما هي فقط مشتتة..
أردف متهكما بسخرية
والله مچنونة... بس وحش
ثم في لحظة خاطفة مال عليها ووضع قبلة سريعة على وجنتها اليمنى اشعرته بحمم بركانية داخل جسده الذي من الأساس يتصبب عرقا.. سريعا أبتعد عنها وهو يستغفر بصوت عال أمامها بطريقة مضحكة ثم صعد إلى الأعلى راكضا..
كل هذا وهي تضع كف يدها على وجنتها تحاول استيعاب ماذا فعل!.. ثم تذكرت
متابعة القراءة