ندوب الهوي بقلم ندا حسن
المحتويات
تعلم ما الذي عليها فعله!..
نظرت أمامها واختفت الابتسامة تدريجيا وهي تنظر إليه بقلق لما مظهره هكذا!.. يبدو أنه غاضب بشدة ملامح وجهه منكمشة بقوة غريبة تظهره وكأنه قارب على قتل أحدهم غير ذلك الڠضب الذي يظهر عليه وتعرفه جيدا تستطيع أن تميزه من بين ألف حاله بسبب قلة ظهوره.. لا يظهر غضبه إلا عندما يكون تخطى كل مراحل التماسك والصبر..
عضلات جسده الذي يتقدم منها متشنجه للغاية وحركته مشدودة وعيناه الرمادية مثبتة عليها بقوة وكأنها هي الشخص الذي أغضبه ألا تدري أنها هي حقا!..
يتبع
ندوب_الهوى
ندا_حسن
وما به القلب سوى الهوى الهوى للمحبين القادرين
على التخطي وما به سوى العڈاب الممزوج بالهوى
للمحبين الراغبين الندوب بعد الجروب
ضغطت على الكتب التي بيدها بقوة شديدة وهي تتابع تقدمه منها والذي أوحى إليها باشياء عدة وهو بهذه الحالة الغريبة عليه وعليها..
استشعرت أن هناك خطب ما ومؤكد الآن أنها هي من فعلته فلو كان أحد آخر
لما كان يأتي إليها هكذا وملامحه لا تبشر بالخير أبدا بل كل شيء به لا يبشر بالخير..
أسرعت تخفض بصرها عنه وبدلته إلى صديقتها وأردفت بتوتر وقلق وهي تبتعد عنها هي وشقيقها متقدمة منه
لم تعطي إليهم الفرصة للرد عليها بل ذهبت إليه تتقدم منه لتقطع طريقه إليهم حتى لا يتحدث أمامهم بشيء لا تدري ما الذي ممكن أن يفعله هي فقط تستنتج من ملامحه التي لا تبشر بالخير..
وقفت أمامه بعد أن قطعت المسافة بينهم وثبتت أقدامه بالأرضية بمجرد وقوفها معه حركت عينيها عليه بقلق وجدية شديدة وربما هناك رهبة بنسبة واحد بالمئة من مظهره هذا..
أردفت بتردد وهي تضع يدها اليمنى على ذراعه بتلقائية تتسائل عما به
مالك. شكلك متعصب أوي كده ليه
رفع نظرة إلى خلفها بعد هذا السؤال ورأى زميلتها وشقيقها قد صعدوا إلى سيارتهم وبدأت بالتحرك مغادرين المكان ضغط بقوة على كف يده أخذا نفسا عميقا أمامها جعل صدره الضخم يرتفع وينخفض بقوة...
فتح لها باب السيارة وجعلها تجلس في مقعدها بعد أن أشار لها ثم أغلق الباب بقوة جعلتها تنتفض بتلقائية لفعلته المباغتة استدار حول السيارة تحت أنظارها المتعجبة صعد إلى مقعد السائق وتولى القيادة عائدا إلى الحارة كما أتى إلى هنا مع حدوث تغير كبير ومؤثر واضح كثيرا عليه وهو شعوره بالڠضب والعصبية التي احتلت أوردته وتود الانفجار الآن بوجه أي شخص كان..
أمسكت بحقيبتها الصغيرة وتلك الكتب التي كانت تحملها على يدها واستدارت بجسدها تميل إلى ناحيته وهو يقود السيارة وألقتهم بالمقعد الخلفي أعتدلت مرة أخرى في جلستها نظرت أمامها بتوتر كبير وهي تراه عاقد حاجبيه بقوة ووجه يحمل انزعاج لم تراه بحياتها منه بهذا الشكل لأنه من الأساس ليس من هؤلاء سريعين الڠضب..
أغمضت عينيها العسلية تضغط عليهما بقوة محاولة أن تتشجع وتقترب منه لتعلم ما الأمر ولكن للحق!.. كان مظهره مخيف
للغاية!..
فتحت عينيها بهدوء ووضعت يدها اليسرى على ذراعه الموضوع على المقود بحدة وهتفت بلين مع ابتسامة هادئة وهي تتسائل عما يحدث معه
مالك يا جاد.. في حاجه مضيقاك..
نظر إلى يدها الموضوعة على ذراعه ثم إلى وجهها بنظرة خاطفة وأعاد بصره إلى الطريق يعطيه تركيزه الواهي أمامها ألا تدري حقا ما الذي فعلته ألا تدري أنه منزعج منها بشدة.. لما تقف مع ذلك الشاب مرة أخرى. ألم ترى غيرته عليها منذ أول يوم رآها معه.. الآن هي زوجته ما الذي تنتظره منه.
أبعدت يدها عنه ونظرت أمامها مرة أخرى تبتلع غصة حادة تشكلت في حلقها ضغطت على يدها كما المعتاد في تلك الحالات المتوترة ومن ثم مرة أخرى عادت تتسائل باهتمام وهي تنظر إليه بتمعن
جاد أنا بكلمك!. مالك فيك ايه
تحدث من بين أسنانه بحدة حاول أن يخفيها ولكنه لم يستطيع لم يكن ذلك الرجل المتشكل يوما بل كان واضحا كوضوح الشمس
رنيت عليكي مردتيش مع إنك مكنتيش مشغولة بالعكس كنتي واقفة مع زميلتك
استدار ونظر إليها بجدية ثم أبعد بصره عنها مكملا بغيظ وضيق
وأخوها.. مش أخوها بردو.
أبعدت وجهها إلى الناحية الأخرى تنظر من النافذة وودت لو تبتسم أو تضحك بقوة! هل كل ذلك لأجل وقفتها مع زميلتها وشقيقها.. الآن فهمت حقا لما يأتي هكذا ومظهره يدعوه لقتل أحدهم.. لم يكن هكذا في الصباح لذا كان عليها الاستغراب عندما أبصرته يتقدم منها...
استمعت إلى سؤاله الذي أتى بصوت خشن قوي منه يليه هذا التهكم الواضح
ما تردي عليا ولا مسمعتيش
هتفت مجيبة إياه بجدية وبساطة وكأنها لم تستشعر تلك السخرية في حديثه
لأ سمعت.. الموبايل بتاعي كنت عملاه صامت علشان المحاضرة
أكملت وهي تستدير إلى الخلف
أنت أصلا فكرتني أنا كنت ناسيه خالص
مدت يدها إلى المقعد الخلفي وجذبت حقيبتها من عليه ثم استدارت مرة أخرى تجلس معتدلة براحة وهي تخرج الهاتف من الحقيبة عبثت به قليلا ثم وضعته مرة أخرى في الحقيبة وأعادتها في الخلف كما كانت..
نظرت إليه باستغراب اصطنعته بإتقان وهي تسأله مضيقة ما بين حاجبيها
هو أنت مضايق علشان مردتش عليك..
لم يجيبها بل بقي كما هو يقود السيارة وجسده مشدود حتى أنه لا يستطيع الجلوس براحه مثلها!.. نظر إلى عينيها العسلية نظرة خاطفة عندما رآها تنظر إليه مطولا تنتظر منه إجابة..
وضعت يدها مرة أخرى على ذراعه وهتفت برقة ولين وهي تعتدل لتقابله في جلستها
أنا بجد مكنش قصدي والله بس الموبايل كان صامت.. مش مستاهلة كل ده يا جاد
لم تتلقى منه ردا مرة أخرى هو لا يستطيع الحديث معها الآن بشكل طبيعي لا يستطيع حقا ولا يود
أن يغضب فيتهور في حديثه أو أفعاله يعلم أنه لا يفعلها ولكن هذا وارد!.. وأيضا لا يريد النظر إلى هاتين العينين العسليتين كم أنها صافية! يمكنك أن تبحر داخلها أو تستقر دون خروج.. بل كلما نظرت إليها أردت الهروب من الواقع وتكن حبيس هذه النظرات الساحرة..
بقي على وضعه ينظر إليها من الحين إلى الآخر نظرات مسروقة دون أن تشعر وداخله يود أن تفهم وحدها دون شرح منه لما هو على هذه الحالة.. أهي غبية أم تتفهم ما يحدث جيدا وتتصنع الغباء.. ربما تكن تفعل هذا لن يستبعد أبدا فهو يعرف زوجته جيدا ويعرف تصرفاتها الغريبة هذه.. على الرغم من أن زواجهم لم يمر عليه كثير ولكنه يعرف كل تفاصيلها منذ أول وهلة شعر بها أنه يحبها.. إذا بالضبط منذ أكثر من أربع أعوام.. منذ أربع أعوام وهو غارق بحب هذه الصبية الجميلة التي تحمل نقوش بنية هادئة على وجهها تجعله يتوه في صنعها..
هي الأخرى أبعدت نظرها عنه إلى الناحية الأخرى وتركته وحده بهذه الانفعالات الظاهرة عليه وداخلها تود أن ترقص من هنا إلى المساء إنه يشعر
متابعة القراءة