ندوب الهوي بقلم ندا حسن
المحتويات
نفسها أكثر من اللازم
والله دا شيطان ودخل بينكم يا حبايبي.. اهدا يا جاد مش كده يا حبيبي
نظر إلى والدته بعينين تشتعل ڠضبا لما تقول له هو أن يهدأ فهو لم يفعل شيء من الأساس هي التي تقف أمامه بكامل قوتها وترفع صوتها عليه
هو ايه ده اللي اهدا انتوا مش شايفين الهانم بتتكلم إزاي
نظرت مريم إلى والدتها بقلق وهم الاثنين من الأساس لم يفهموا شيء ومن هذه المرأة كمثل والده بالضبط من رآها فقط هو عمه وزوجته ووالدته التي استمعت إلى حديثها الغريب له في المشفى مع سمير..
هتفت والدتها بهدوء ولين وهي تشير إليها بعينيها
يلا.. يلا انزلي معايا روحي
عاندت معه أكثر من السابق وهي تتحدث بثبات مصرة على موقفها معه ولن تكررها إلا عندما تفهم ما الذي يحدث من خلف ظهرها
مش مروحة معاك يا جاد غير لما أفهم ايه اللي بيحصل من ورايا
جعلته يغضب أكثر من اللازم وهو يقترب منها غير متوقع أنها سترفض الذهاب معه إلى بيتها
مش مروحة معايا إزاي يعني هو بمزاجك
بكامل القوة الهشة التي تحتمي بها من منقذها وسندها الوحيد أجابت
آه بمزاجي
تسائل بسخرية وتهكم واضح أمامهم وهو ينظر إلى عسلية عينيها الحزينة المعاتبة
هذه المرة من وقفت هي والدتها التي خاڤت بشدة من عناد ابنتها صلبة الرأس والتي تعرفها جيدا ماذا سيحدث أن تركت بيتها وأتت لتجلس معها ما الذي سيقوله الناس!.. أسرعت تقول بقوة
لأ لأ يا جاد يا بني معنديش بنات تغضب هتروح معاك بس انتوا استهدوا بالله
نظرت إلى والدتها تنفي حديثها ثم مرة أخرى إليه تنفي حديثه بجدية وثبات
لأ مش هروح معاه ومش هنزل عند أمي يا جاد هقعد هنا مع أمك وأبوك أنت
أقترب منها جاد ضاربا بحديثها عرض الحائط أمسك بيدها يحثها على الذهاب وهو يهتف بجدية ووجه جامد دون تعابير
جذبت يدها منه بحدة وعصبية تبتعد عنه وصړخت به بقوة لتجعله يغضب إلى أن يصل إلى ذروة غضبه
قولتلك مش نازلة معاك
وقفت والدته سريعا وهي ترى جاد يحاول جاهدا في السيطرة على نفسه وألا يتهور ويفعل أشياء يندم عليها أقتربت منها ووضعت يدها على كتفها قائلة بحنان ربما تمتص ڠضب الموقف
معلش يا هدير يا حبيبتي روحي معاه واتفاهموا بالراحة
أقتربت والدتها هي الأخرى مكملة
انزلي يا بت مع جوزك بلاش فضايح
أبصرتها بقوة وعينيها متسعة بذهول وابتعدت عنهم هم الاثنين بهمجية تقف أمامهم في ركن بعيد قائلة بعناد
إلى الآن والده يستمع وينظر كما أخيه وزوجته ومن الأساس لم يفضل أن يكون هذا العرض أمام الجميع بهذه الطريقة لا يعرف ما الذي حدث ولا يريد التدخل من الأساس ولكن ثبات زوجة ابنه على موقفها يدل على فعله لشيء حقا
عملت ايه في مراتك يا جاد
رفع عينيه عليه مجيبا إياه بهدوء قائلا ما يستطيع التصريح به فقط لأنه لا يعلم ما الذي تريده منه كاميليا وإن تحدث بهذا من هنا إلى العام القادم زوجته لن تصدق
هكون عملت ايه يا حج الهوليله دي كلها علشان غيرانه من واحدة زبونه عندي
جن چنونها وصړخت به بهستيرية غير جاعلة والده يأخذ فرصة الرد بل أقتربت منه بسرعة كبيرة تقف أمامه تنظر إلى عينيه وبصوتها العالي قالت
اهو بتكدب يا جاد.. أول مرة دخلت بيها وأنت شايلها على إيدك وقولتلي أنك ساعدتها وجبتها عندي وأنا معترضتش بالعكس شيلتها على دماغي والله أعلم ايه اللي حصل أصلا.. ومن بعدها وهي إتصالات في نص الليل وفي كل وقت وكام
مرة تيجي الورشة بدون داعي وعبده قالي إنها مالهاش شغل عندك يبقى ايه
صړخ هو الآخر بقوة وقد ضغط على صبره كثيرا وإلى هنا وقد أرسل له رسالة بأنه حقا نفذ منه ولن يستطع الصمود أمامها أكثر من ذلك
يبقى تخرسي
لم تكتفي من حديثها السابق بل أرادت أن تجعله يأتي بأخره وهي تعانده بقوة أمام الجميع وهذا احرقه بشدة مكملة كما كانت
لأ مش هخرس.... مش هخرس غير لما أفهم درجة القرب بينكم ايه يخليها تقولك جاد من غير أي احترام.. درجة القرب ايه اللي تخليها تيجي قدام الكل في المستشفى وتقولك معنديش أغلى منك اتعب علشانه هاا
افترب منها وهو يضغط على قبضة يده وعلى حين غرة رفعها في الهواء يهوي بها بكامل
قوته ناحيتها وهو يهتف بصوت عال جهوري أفزع الجميع
بقولك اخرسي بقى
ضغط على صبره أكثر من اللازم أمامهم وهي على موقفها لا تريد أن تحيد عنه ماذا يفعل. ماذا يفعل وهو نفسه لا يعلم ما الذي يحدث!.. هي من جنت على نفسها
بفعلتها هذه أمام الجميع بوقفتها أمامه تصرخ به وتقلل منه أمام عائلته وعائلتها هي من تخلت عن الأخلاق ورفعت صوتها عليه وأظهرت كثير من صفاتها أمام ابن عمه.. إذا لتتحمل..
يتبع
ندوب_الهوى
الفصل_الثاني_والعشرون
ندا_حسن
صدمت بشدة وارتسم الذهول على ملامحها وهي تراه يتقدم ناحيتها قابضا على يده بقوة وكأنه سيضرب كيس ملاكمه ارتعد جسدها من اقترابه أكثر وأكثر والجميع ينظر إليه بذهول ولم يتحرك أحد ابتلعت مرارة العلقم الذي وقف بجوفها خوفا من تهوره عليها.. لن يفعلها مؤكد لن يتهور عليها هذا ليس من صفاته مهما حدث... ارتعشت شفتيها من صوته العالي الذي أتى مرة واحدة وعلى حين غرة منه وكأنه ألقى كل صبره عرض الحائط..
انتفض جسدها وهي تراه يقف أمامها وليس هناك شيء يفصل بينهم يرفع قبضة يديه ليضرب بها الحائط جوار رأسها تماما..
أغمضت عينيها بقوة والخۏف يحتل كيانها من تهوره أمام الجميع هنا وقف ينظر إليها بقوة وهي مغمضة العينين يلهث پعنف وقد نفذ صبره وتحمله وأتى بآخر ما عنده وليحدث ما يحدث.. يكفي هذا الضغط عليه فهو لا يتحمل أكثر من ذلك ويرى نفسه يسير في زفاف ولا يدري هو لمن!..
استنشقت أنفاسه العڼيفة وهو يلهث أمامها پعنف ووقفت هي بضعف تفتح عينيها بهدوء وقلة حيلة بعد أن جعلته يفقد صوابه الآن ستعود تلك البريئة لتتلاشى هذا الڠضب نظر إلى داخل عينيها بعمق يرمي بسهام العتاب عليها مختق مما فعلته أمام عائلاتهم ما يحرقه أكثر شيء هو وقوفها أمام وجهه في حضور الجميع!..
عاد للخلف خطوة ثم بكامل قوته قبض على يدها لتنظر إلى يده الممسكة بها پألم ثم عادت إلى نظرته مرة أخرى لتراه يهتف بجمود ونظرة حادة
يلا
أمام الجميع وفي صمت تام جذبها معه إلى باب الشقة ليرحل من هنا وضع كف يده الأخرى خلف ظهرها يدفعها معه للأمام وهي لم تقابله بالاعتراض بل كان الصمت والذهول حليفها تاركة قوتها وعنفوانها لمرة أخرى.. ففي هذه الحالة التي وصل إليها لا تعلم ما النتيجة التي ستحصل عليها..
نظرت العائلة جميعها إلى بعضهم البعض بذهول تام لما حدث أمامهم بين ابنهم الحكيم وزوجته المعروفة بأخلاقها.. اقتربت والدته تجلس جوار
متابعة القراءة