ندوب الهوي بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز

الحارة..
ولكن النصيب قد كتب منذ لحظة الوضع وما يحدث ما هو إلا تنفيذ له مهما حاولت التغير لن تستطيع ومهما حاولت الهرب لن تفلح وما تستطيع
فعله حقا هو الجهاد أن تجاهد نفسك الامارة بالسوء وتتقرب من الله وتنال رضاه ثم تنعم بالجنة..
وكان هناك أحد آخر بدأ حياته من النقطة الأصلية والتي كانت عند وجود الشريك المناسب وبشدة لقد كانت عيني عبده تقع دائما على رحمة صديقة هدير والتي إلى الآن تتحدث معها وتسير على درب الصلاح جوارها منذ الكثير وعينيه تقع عليها بين الحين والآخر ولن يقول إنه أحبها فهذا إلى الآن لم يحدث ولكنه للغاية معجب بها بذلك الأدب الذي تتحلى به وجمالها الطبيعي الهادئ وكل ما بها أي رجل يتمنى مثله في شريكة حياته لذا كان عليه أن يأخذ خطوة
هو الآخر بعد أن شعر أنه يستطيع فتح بيت زوجية..
وقد كان عندما تقدم إليها مع والده ووالدته ولكن كان في وقت خاطئ يذهبون فيه إلى منشأ والدتها فكان الإتفاق على أن يتم الرد عندما يعودون..
وفي هذا الموقف ظهر تشتت رحمة التي كانت تنظر إلى شقيق صديقتها جمال والذي لا يرى أي شيء بحياته سوى نفسه وما ينفعه حتى أنه لا يراها ولا يشعر بها لم تصل إلى مرحلة الحب الذي وصلت إليها صديقتها ولكنها على الأقل تستطيع أن تقول إنها معجبة به وتريده ولكن بعد تقدم عبده إليها تعتقد أنها سيكون لديها خيار آخر أفضل منه بكثير..
أنا عمري ما فرحت في حياتي كده
ألقت هذه الكلمات وجميع ملامح وجهها تبتسم ليست شفت. يها فقط وألقت بجسدها هو الآخر خلف كلماتها على الأريكة في صالة الشقة ناظرة إليه وهو يرتوي من زجاجة المياة بشراهة..
أخفض الزجاجة عن فمه ونظر إليها وهو يغلقها قائلا بسعادة وراحة لأنه يجعلها تشعر بالفرحة
وطول ما أنا عايش مش هتحسي غير بالفرحة
ابتسمت باتساع أكثر وهي تنظر إليه لقد أخذها في جولة ولا أروع منها احتفالا بتخرجها وبكونها أصبحت المهندسة هدير الهابط وقفت على قدميها وتقدمت لتقف أمامه واضعه يدها الاثنين خلف ظهره متحدثة بحب وشغف
يا حبيبي ربنا يخليك ليا
قبل وجنتها قبلة سريعة بريئة وهو يبتسم قائلا بمرح ومزاح
ويخليكي ليا طول العمر لحد ما اكركب كده ووشي يكرمش
ضحكت بسعادة مردفة
سوا بقى متنسانيش
مرر إبهامه على وجهها ويده الأخرى خلف خصرها قائلا بنبرة خاڤتة شغوفة بها
بقى وش القمر ده يكرمش.. لأ معتقدش
رفعت حاجبها الأيمن ولوت شفتيها مازحة معه قائلة باستنكار وتعجب
ياشيخ
أكد حديثه وهو ينظر إلى داخل تلك العسيلة الرائعة ببلاهة تستطيع أن تجعله يشعر بها دون مجهود
آه والله بأمانة
ترك خصرها وأبتعد قليلا وهو يتوجه إلى غرفة النوم قائلا بجدية
هجيب حاجه وجاي لحظة
وقفت تنظر إليه باستغراب وهو يبتعد تنتظره عندما يأتي وترى ما الذي سيأتي به وفي تلك اللحظات ابتسمت عنوة وهي تتذكر ركوبها خلفه على الدراجة الڼارية لقد طلب منها أن يذهب معها بالسيارة ولكنها أصرت على ركوب الدراجة لأول مرة والذي كان صعب للغاية بالنسبة إليها وهي تجلس في ناحية واحدة بقدميها الاثنين بسبب فستانها الواسع الذي حصرته بين قدميها وتمسكت به من الإمام بقوة لدرجة أنه كاد في مرة أن يفقد توازنه عليها بسبب شعوره بتوترها وتشبثها به بطريقة غريبة..
وجدته يخرج أمامها وبيده علبة قماشها ناعم بشدة لونها أبيض وتعلم أنها علبة من علب الحلى والذهب نظرت إليها بتدقيق متسائلة
ايه ده
فتحها بهدوء موجها فتحتها إليها وتسائل بابتسامة رائعة ارتسمت على شفتيه
ايه رأيك
ظهر إليها داخل العلبة سلسال ذهبي اللون رائع وقد خطڤ عينيها ولن تستطيع وصفه من شدة جماله واعجابها به لقد كان عبارة عن سلسال في منتصفه فراشة كبيرة الحجم على وضعها وكأنها طائرة يتدلى منها سلاسل صغيرة حاملة فراشات أصغر بكثير بينهم اسمها الذي ظهر بشكل رائع يخطف الأنفاس..
لأ بجد كده كتير والله أوي
دمعت عينيها بكثرة وهي ترفع نظرها إليه ثم سريعا تقدمت منه ملقية نفسها عليه تقوم بغمره بقوة لتشعر بذلك الحب والحنان وما خلفهم من مشاعر هائلة
حاوطها بيد والأخرى تحمل تلك العلبة يهتف بصوت حاني في أذنها وهو يشعر وكأنه الآن فعل إليها الكثير وما هو إلا القليل
والله ما كتير عليكي أنت تستاهلي أكتر من كده بكتير.. تستاهلي تعيشي في مكان أحسن من ده مليون مرة..
عادت للخلف برأسها تنظر
إليه نظرة رضا وحب لا مثيل له قائلة بشغف وعشق له وحده
أنا مش عايزة أي حاجه غيرك ولو هقعد في متر في متر بردو مش عايزة غيرك
نظر إليها عن قرب ووجه مقارب إليها بشدة تحت. ضنه وهو يحاوطها بيد واحدة وقلبه يخفق پعنف لتلك الكلمات وهذه النظرة وهذا الحب الذي ينعم به معها..
أبتعدت وهي تضربه في كتفه بخفه قائلة بمرح
ايه تنحت ليه يلا لبسني
ابتسم إليها وهي تستدير لتقابلة بظهرها حتى يستطيع أن يضع لها السلسال أخذه من العلبة وألقاها على الأريكة ثم وضعه على ص. درها من الأمام ممسكا به بيد والأخرى تبعد حجابها قليلا ليستطيع وضعه.. استمع إليها تهتف بحزن ونبرة خاڤتة
تصدق إني مالقتش الغوشتين.. أنا مش عارفه راحوا فين قلبت عليهم الشقة والله وبردو مش لقياهم
أغلق السلسال على عنقها وهتف بأريحية وهدوء
أكيد شيلتيهم في مكان وناسيه هيظهروا متزعليش نفسك فداكي
استدارت تنظر إليه فنظر إلى السلسال عليها وقد كان رائع حقا فعله لها خصيصا وكان كذلك ولكنه في هذه اللحظة تذكر ما حدث بالأمس فقال بحزم وجدية
وآه على فكرة أنت مصلتيش الفجر امبارح أنا سبتك بس علشان حسيت إنك تعبانة بجد لكن ده مش هيحصل تاني
أردفت مجيبة إياه بجدية وضيق في نفس الوقت من نفسها لأنها لم تستطع أن تنهض وتؤدي فرضها معه لأول مرة
جاد أنت عارف إني
مش بفوته معاك كل يوم بس بجد كنت تعبانه أوي طول الليل صاحين مقدرتش أقوم.. حتى إني قمت النهاردة جسمي مكسر
شعر أنه هو من ضغط عليها فبعد ليلة أمس الطويلة قامت بواجبها نحوه كزوجة ولم يفكر في الإرهاق أو التعب الذي يراودها في هذه الفترة بسبب وجودها مع شقيقتها منذ أيام تساعدها في ترتيبات الزواج
ومقولتيش ليه لما رجعنا من الفرح كنت سيبتك تنامي
ابتسمت ببساطة قائلة وهي تنهي الموضوع
حبيبي أنا محبتش افصلك وبعدين خلاص عدت وإن شاء الله مش هتتكرر تاني
بعد أسبوعين
سار جاد في شارعهم ومعه ابن عمه سمير عائدون من صلاة العشاء في المسجد ولكن كلما مروا على أحد نظر إليهم نظرة لم يفهم أحد منهم معناها وكانت هذه النظرات تستهدف جاد بالأكثر ربما البعض نظرته إليه شفقة والآخر ڠضب وربما هناك من نظر بضيق إليه وغيره بحزن وربما اختلطت كل هذه النظرات مع بعضهم في نظرة واحدة لم يفهم ما هي..
إلى درجة أنه تبادل النظرات مع سمير بحيرة وكلا منهم يريد معرفة ما الذي يحدث هل أول مرة يروهم أم ماذا!..
تسائل سمير باستغراب وحيرة وهو ينظر إلى جاد
هو في ايه! الناس مالها
لوى شفتيه دليل على عدم معرفته وأردف مجيبا
تم نسخ الرابط