ندوب الهوي بقلم ندا حسن
المحتويات
ملامح وجهها بالكامل وعينيها تناجيه بضعف وقلة حيلة ليفعل شيء ينتشلها من كل هذا ويقول أنها ستكون له..
وهو عندما رآها خانته عيناه ونظر إليها وعليها وأشبع نظره منها قائلا لنفسه أن بعد ذلك لن يستطيع أن يرفع عينيه بها لن يكن له الحق في النظر إلى عسلية عينيها ولن يكن له الحق في السؤال عنها ستكون زوجة رجل آخر!.. لقد احرقه الشوق كل هذه السنوات وازداد الحريق داخله ليصل معها إلى هذه النقطة!.. إنها السخرية بحق..
أكملت طريقها بهدوء شديد متوجهة إلى منزل صديقتها رحمة الذي يبتعد عنهم بسير عشر دقائق لتفرغ ما لديها من حديث لا يجوز أن يخرج من الأساس ولتبتعد عن المنزل وعن الجميع وعلى رأسهم جاد..
وقفت أمامه في وسط الغرفة تشير بيدها إليه من الأعلى إلى الأسفل باشمئزاز
بص لنفسك يا جربوع وأعرف إن كامليا عبد السلام هي اللي عملتك وعملت الراجل الناجح اللي كل الناس شيفاه أنت كنت حتة عيل لا راح ولا جه
قولي مهما تقولي أنا سامعك
تقدمت منه بحدة وهي لا تستطيع تمالك أعصابها بعد الآن وهو بكل هذا البرود تريد التحرر منه يكفي الوقت الذي قضته معه إلى الآن
ما أنت لو كنت راجل زي بقيت الرجالة مكنش ده هيبقى ردك
ابتسم ببرود مرة أخرى وهو يتكئ على يده ويضعها أسفل ذقنه
وبعدين!..
صړخت بعلو صوتها مرة أخرى عليه بعد أن فاض كيلها منه
أنت جبلة حيوان طلقني وخلي عندك ډم يا بني آدم
وقف على قدميه متقدما منها ثم وقف أمامها يبتسم ببرود واستفزاز أمسك خصلة من خصلات شعرها ليعود بها إلى الخلف قائلا
غمزها بعينيه بوقاحة وبرود وهو يحاول أن يجعلها تفقد آخر ذرة عقل بها حتى يجعلها تتعلم كيف يكون الحديث معه وكيف تقلل منه كلما سمحت لها الفرصة خرج من الغرفة وأغلق الباب خلفه ليستمع إلى شيء ېحطم وأصدر صوت مزعج حاد ربما ألقت المزهرية خلفه..
هبط الدرج ليرى الخدم كل واحدة تفر هاربة إلى عملها بعد أن استمعوا لصړاخها وما يحدث معها ابتسم داخلة لأنه سبب فرحة هؤلاء البسطاء مثله في يوم من الأيام!..
في الساعة الواحدة صباحا
امك وأبوك مش ناويين يرجعوا يابني ولا عجبتهم القعدة هناك
أجابه سمير وهو يركل حجرة صغيرة وقعت أمام قدمه وهم يسيروا عائدين إلى المنزل
كلمتهم النهاردة وقالوا راجعين بكرة
يجوا بالسلامة
ابتسم سمير وهو يتذكر ماتش الكرة العائدون منه الآن بعد فوز فريقهم على الفريق الآخر وتحدث بسخرية وتهكم
شوفت سلامة عمل إزاي بعد ما خسر مش عارف أنا ليه الثقة الزايدة اللي في الواحد دي
ابتسم جاد هو الآخر بسخرية متذكرا تحدي المدعو سلامة لهم متوعدا بالفوز لم يكن يريد الذهاب وأراد المكوث في المنزل فقد غلبه الحزن والإرهاق ولكن سمير الح عليه ليذهب معه ولم يتركه وحده حتى يجعله ينسى ما يمر به قليلا وسيأتي الحل من عند الله دون مجهود..
رفع جاد يده ووضعها على كتف سمير من الخلف وهم يسيرون عائدون إلى المنزل ودلفوا إلى بداية شارعهم الذي كان خالي من المارة وتحدث قائلا باتمان
متشكر يا عم سمير
ابتسم الآخر وغمزه يعبث معه
مردفا
عد الجمايل يسطا جاد
عاد بنظره إلى الأمام وهو يبتسم ثم وقعت عينيه على منزلهم ليرى والدة هدير وشقيقتها متجهين ناحيتهم عقد ما بين حاجبيه باستغراب لخروجهم في مثل هذا الوقت على غير العادة واستمع إلى سؤال سمير
المستغرب
مش دي أم جمال ومريم. رايحين فين في الوقت ده
لم يكن الشارع به الكثير من الناس بل كانوا جميعهم في بيتهم وهناك فقط ثلاثة أو أربعة من الشباب وقلت الحركة به كثيرا!
أنزل يده من عليه وأسرع في خطاه متقدما منهم ليقف أمامهم هو وابن عمه سائلا إياهم باستغراب وجدية
انتوا رايحين فين يا أم جمال.. الوقت متأخر وأنت عارفه المنطقة مش كلها أمان
أجابته بحزن وضعف لا تستطيع أن تتصدى له إن تغلب عليها سيأخذ حياتها معه أردفت بلهفة وخوف
والله ما كنا خارجين يابني دي هدير هي اللي خرجت ومرجعتش لدلوقتي
خفق قلبه داخل أضلعه وبرزت عينيه پخوف شديد ورهبة داخله عملت على توتره وقد ظهر هذا عليه أمام الجميع ليردف بحدة متسائلا
مرجعتش يعني ايه دي الساعة واحدة! راحت فين أصلا
أجابته مريم پخوف شديد على شقيقتها ورفيقة روحها
خرجت من بعد صلاة العشا قالت هتروح لرحمة صاحبتها ونسيت تلفونها في البيت ورحمة تلفونها مقفول حتى جمال معرفناش نوصله فخرجنا نروحلها نشوفها
أردف بحدة وعصبية وهو ينظر إليهم نظرة جامدة وقلبه يتلوى داخله
من بعد العشا ومستنين ايه!. مستنين الفجر
أبتعد عائدا مرة أخرى ليتوجه إلى بيت صديقتها بيت المغازي وأردف بحدة وهو يبتعد
ارجعوا وأنا هشوفها.. سمير رجعهم البيت
أردف سمير بجدية مجيبا إياه وهو يشير إليهم بالابتعاد
هرجعهم واجيلك
ذهب معهم ليعيدهم إلى المنزل ويذهب إليه سريعا وداخله يدعوا الله أن لا يكون حدث لها شيء فهو يعلم أن هناك مكان رديء تمر عليه في الذهاب والعودة..
بسم الله الرحمن الرحيم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم يارب سلم
تحدثت هدير بينها وبين نفسها في طريق العودة إلى المنزل بقلق وهي ترى الحارة فارغة من البشر على غير العادة لقد كانوا دائما مستيقظين إلى وقت متأخر لما اليوم بالتحديد لا يوجد أحد إلا القليل!..
عندما ذهبت إلى صديقتها اكتشفت أنها قد نسيت هاتفها في المنزل جلست معها وافرغت كل ما كانت تريد أن تخرجه من قلبها مصاحبه البكاء الحاد ثم غفت في أحضانها على فراشها ولم تستيقظ إلا الآن! وبخت رحمة على تركها إياها إلى هذا الوقت بالأخص أنها تعلم أن هاتفها قد وقع منها وكسر ولن تستطيع أن تتواصل مع والدتها لا من هاتفها الذي تركته ولا من هاتف رحمة المحطم..
خرجت سريعا وألحت عليها رحمة كثيرا أن تقوم بتوصيلها ولكنها لم توافق لأن لا يوجد أحد بالمنزل سوى والدتها وذهبت هي وحدها في هذا الوقت..
كانت تسير بسرعة وقلبها يخفق بقوة مستغربة لما اليوم بالتحديد لا يوجد أحد خائڤة فقط من مكان واحد ستمر عليه يسمى عندهم ب الخړابة وهو مكان مهجور يجمع كل تالف في حارتهم تعلم أن ذلك المكان يحدث فيه أشياء محرمة بين الشباب بداية من شرب الممنوعات إلى أشياء أكثر سوءا..
ولم تكن تعلم أن الأسوأ ينتظرها كلما اقتربت من
متابعة القراءة