ندوب الهوي بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز

وشك التحدث ولكن دخولهم لم يجعله يكمل ما بدأه..
اليوم التالي
جلست مريم على المقعد فوق السطح وبيدها الهاتف في منتصف النهار لقد كانت تمرر عينيها على صور وضعتها في الهاتف واخفتها داخله لحبيب قلبها ومالك ما به..
سمير أبو الدهب لقد عشقته ولم تدري كيف حدث ومتى ولما من الأساس ولكن ليس على قلبها سلطان لقد أحبته دون مجهود يذكر دون أن يفعل أي شيء وجدت نفسها وقعت بعشقه ولا
ترى بحياتها أحد سواه هو..
لا ترى غيره ولا تنظر إلى غيره أصبح حبه بقلبها كوجود الأمواج بالبحار كوجود السحاب في السماء حبه داخلها لا يتجزأ منها أبدا وكأن الله لم يخلق سواه
في صلاتها وقيامها تدعي بأن يكون من نصيبها الطيب المكتوب لها تعلم أنه يكبرها بثمان سنوات وربما يذهب إلى التسع سنوات ولكن تحبه وتريده هو دون غيره وإذا حدث ما يتمناه قلبها لن يكون هذا عائق بينهم من المؤكد..
ابتسمت براحة وهي تتذكره عندما أعطى درسا مثاليا لشباب ضالة كانت تثير حنقها في الذهاب والعودة عندما تستمع منهم إلى كلمات غير محببة إليها..
أغلقت الهاتف والابتسامة على وجهها تشرقه وتجعله منير رفعت وجهها لتنظر إلى الأمام ووجدت أن من كانت تنظر إليه عبر الهاتف بصورة يقف أمامها الآن بالواقع!..
يقف وهو يرتدي قميص بنصف كم لونه أبيض وبنطال جينز لونه سماوي يصل إلى ركبته وبقدميه حذاء منزلي بلاستيك وبيده كوب الشاي والسېجارة في اليد الأخرى..
ابتسم وهو يتقدم منها قائلا بعبث ومرح لأول مرة
دا الحمد لله إن الواحد شافك بتضحكي يا آنسة مريم
وقفت على قدميها سريعا والخجل جعل وجهها الأبيض يتحول إلى اللون الأحمر لهذه الدرجة هي لا تبتسم!.. أهو لا يرى ابتسامتها المشرقة
تقدمت منه وعينيها مسلطة على باب السطح لتخرج منه فقد ارتبكت بشدة من وجوده وحديثه عن أنها لا تبتسم..
تحدث بضيق وانزعاج وهو يراها تذهب
هو إن حضرت الشياطين تذهب الملائكة ولا ايه
توترت كثيرا وأردفت بتخبط قائلة وهي تشير بيدها
لأ لأ شياطين ايه بس.. دا أنا لازم أنزل علشان قاعدة هنا بقالي كتير
تقدم
إلى سور السطح ووضع كوب الشاي عليه مردفا بمزاح
لأ كده بقى أنا اللي غلطان علشان مطلعتش من بدري
وزعت نظرها على الأسطح المجاورة لهم ولم تجعل عينيها تتقابل معه بسبب احمرار وجهها الذي لاحظه وتوترها دون داعي..
هذه الكلمات بالنسبة إليها ككلمات الغزل التي تتعرض إليها الفتيات ممن يحبون ألا تعتبر هكذا..
أردف بجدية قائلا وهو ينظر إلى وجهها الجميل المخفي عنه دائما ولذلك الحجاب أبيض الذي يخفي خصلاتها
مش شايفك بتذاكري المرة دي يعني
ابصرته بعينيها بعمق أهو يراها وهي تدرس ليقول هذه المرة. يا الله ما هذا التخبط ابتلعت ما وقف بجوفها وقالت برقة وصوت ناعم
لأ أنا يعني كنت بشم هوا ومريحة شوية
ابتسم إليها ورفع كوب الشاي إلى فمه يرتشف منه بتلذذ وهدوء أخذت توزع نظرها على الأسطح مرة أخرى لتهرب من عينيه رأته يضع السېجارة في فمه ويستنشقها بشراهة فقالت له بلهفة غريبة عليه
السجاير مضره جدا على فكرة وأثرها بيبان بعدين... عن اذنك
لم تعطيه الفرصة للرد عليها ففي لحظات كانت قد اختفت من أمامه لوى شفتيه ونظر إلى السېجارة بيده ثم ابتسم بغرابة وألقاها على الأرضية ودعسها بقدمة...
عاد نظره إلى مكان اختفائها ودقات قلبه تتسارع وعينيه تشتاق لرؤيتها ثانية!.. ما به..
ده كل اللي حصل مش عارفه بقى هما فعلا عندهم حق ولا الجوازة بتم بسرعة ولا هو أصلا مش موافق ولا فيه ايه
جلست رحمة مع هدير على الأريكة أسفل النافذة بغرفتها وبعد أن أنهت حديثها أردفت هي بجدية
أنا اللي أعرفه إن مفيش راجل بيتجوز واحدة ڠصب عنه دي اللي هيكمل معاها بقيت عمره.. إذا كان البنات محدش يعرف يغصب عليهم دلوقتي الراجل اللي هيتغصب عليه!..
رأت على وجهها علامات الحيرة والتخبط في الأمور فأكملت حديثها بجدية
أنت كنتي بتحاولي تعفي نفسك مع إنك بتحبيه ودعيتي ربنا كتير وربنا استجاب دعائك أهو يا هدير واللي حصل من مسعد ده كان سبب بس علشان الجوازة تتم.. ارتاحي يا حبيبتي وأفرحي
نظرت إليه عبر النافذة ورأته وهو بالورشة يعمل مع الذين معه بالداخل تذكرته بالأمس عندما اختار لها كل شيء بنفسه وذوقه الرفيع من تعامل مع الأمور وحقا أعجبها اختياره بشدة ومن بعد أن أتى بالذهب أخذهم لأحد محلات الملابس الراقية بالنسبة للمكان المتواجدين به واختار لها أكثر من فستان كهدية منه وكانوا غاية في الروعة والجمال..
عادت نظرها إلى صديقتها وأردفت بهدوء
أنا صليت استخاره وحسيت فعلا إني مرتاحة بس حاسه أن هو اللي مش مرتاح.. مش عايزني
إنها حقا تبحث عن التشتت والتعب هتفت مجيبة إياها بجدية وحزم
لأ عايزك يا هدير بس أنت تفهمي ده كويس.. الراجل لحد دلوقتي مصدرش منه حاجه بتقول عكس كده
أومأت إليها بهدوء وهي تنظر إليه مرة أخرى لتراه ينظر إليها وكأنه كان ينتظر نظرتها له رفع يديه إلى جانب أذنه ليفعل حركة بيده تدل على أنه يريد مهاتفتها..
وقفت على قدميها وأتت بالهاتف من على الفراش لتراه أرسل إليها رسالة بالفعل قبل عشر دقائق عبر الواتساب كتب بها..
قعدتك دي متنفعش ادخلي من وش الصنايعيه واللي رايح وجاي في الشارع
أردفت إلى رحمة بسخرية وتهكم مضحك
آه لبسني الدبلة وبدأنا بقى تحكمات
ابتسمت رحمة متسائلة بهدوء عن ما الذي يريده لتجيبها قائلة
قال القعدة دي ماتنفعش علشان الصنايعية واللي رايح
واللي جاي
وقفت رحمة واتكئت بقدمها اليمنى على الأريكة ثم جذبت النافذة وأغلقتها قائلة
طب ما الراجل عنده حق
خلعت هدير الحجاب عن رأسها بعد أن أغلقت رحمة النافذة ثم جعلت خصلاتها الحريرية ذات اللون البني الداكن التي تنتهي بالبني الفاتح تنساب على ظهرها لتغطيه إلى آخره..
استمعت إلى سؤال رحمة الخجل
هو جمال فين!
نظرت إليها بشفقة وحزن كبير عليها وعلى حال شقيقها الذي سيؤدي بحياته إلى الچحيم وهذه المسكينة لا تقول أنها تحبه ولكن على الأقل معجبة به
رحمة سيبك من جمال أخويا ومتبصيش ليه إلا لو اتعدل وبقى بني آدم بجد
نظرت رحمة إلى الأرضية بهدوء بعد أن أومأت إليها بجدية وداخلها الحزن يشتد يوما بعد يوم بسبب ما يفعله جمال الذي تنتظره منذ زمن وتعتقد أن الأوان قد فات عليه!..
بعد مرور ثلاثة أيام
كان يسير في الشارع ورأسه مرفوع وهو مقرر داخله أنه اليوم سيذهب
بالمال المطالب به إلى رشوان أبو الدهب ليجعل الجميع يصمت وسينتظر قليلا حتى يدبر أمرا بسيطا في رأسه تعود به برنسس الحارة إليه لأنه الأولى بها ومن تحدث عنها من البداية بعيدا عن الخرافات التي تحدث بها ذلك الرجل العجوز...
استمع إلى صوت زغاريد عالية تعم أرجاء المكان وأطفال تسير وبيد كل منهم علبة من علب المشروبات الغازية ف أمسك بطفل كان يسير متجه إليه وبيده واحدة فسأله قائلا
ايه الزغاريد دي يلا ومين بيوزع كنز
أجابه الطفل سريعا ورحل
دي علشان كتب كتاب الاسطى جاد بتاع الورشة
جز على أسنانه وكاد أن يهشمها بينما ضغط على يده إلى أن ابيضت مفاصلها وظهرت بوضوح سار صدره يعلو وينخفض بسرعة من
تم نسخ الرابط