ندوب الهوي بقلم ندا حسن
المحتويات
اڼفجرت بداخلها عندما خص الأمر زوجها
يعني ايه الكلام ده أنا عايزة افهم اللي حصل.. المحامي قال ايه هو قال ايه الظابط قال ايه أنا مش عايزاك تطمني قولي اللي حصل يا سمير
أجابها على حديثها بجدية متفهم حالتها
بعد مرورها بيوم عصيب منذ بدايته إلى الآن
والله ده اللي حصل جاد اتحبس على ذمة التحقيق مفيش أكتر من كده وهنروح بكرة تاني
مررت حديثه عما حدث وعما قاله لأنه لا يعطيها الحقيقة الكاملة وأردفت بحزم وجدية شديدة مشيرة إليه بيدها
أنا عايزة أروح معاكم ومتقوليش لأ يا إما هروح لوحدي... أنا عايزة أشوفه
حاضر يا هدير... حاضر
وقف على قدميه بعد أن تنهد مرة أخرى والحمل وقع على عاتقه في لحظات معدودة قال بجدية
أنا هطلع أنا خلي مريم معاكي الليلة دي
اردفت بجدبة هي الأخرى تبادلة قائلة
لأ أنا كويسه مش محتاجه حاجه
تحدثت مريم بعد أن تقدمت وهي تستمع إليهم محاولة إقناعها بالجلوس معها حتى إلى الصباح فقط ثم بعد ذلك لن تبقى
خليني معاكي بس....
قاطعتها بحزم وجدية غير قابلة وجودها هنا لتكون معه وحدها لتعبر عما داخلها وحدها دون تطفل أحد عليها
هتف سمير بهدوء
لو احتاجتي حاجه كلمينا يا هدير
أومأت إليه بهدوء يماثله وصمت تريد أن تنعم به فأكمل وهو يسير متجها إلى باب الشقة
تصبحي على خير
وقفت مريم خلف زوجها ثم تقدمت من شقيقتها قائلة بحنان وقلق عليها
متأكدة إنك كويسه.. أنا عايزة أقعد معاكي يا هدير هيكون أحسن
أجابتها بحزم وقوة
أنا كويسه يا مريم متقلقيش اطلعي
خرجت مريم خلف زوجها وتركتها وحدها لم تكن تريد ذلك فهي تعلم أنها ليست على ما يرام ليست بخير أبدا عينيها تتحدث نيابة عن شفتيها وكل ما بها ينطق بالألم والقهر الذي تعرضت له تشعر بكم الحزن الذي يجتاحها قلبها يشتعل لأجل شقيقتها وعينيها بهتت بحزن طاغي لما تواجهه منذ ۏفاة والدهما إلى اليوم لم تستطع أن تشعر بالراحة قليلا حتى بعد زواجها من جاد..
كيف يمكنها أن تساعدها في مثل هذه المصېبة التي تمر بها.. ليست وحدها بل هذه مصېبة وقعت على العائلة بأكملها تهدد جمعهم تهدد وجودهم مع بعضهم تهدد كل جميل كان بينهم..
وقفت هدير من خلفهم وتقدمت بعد خروجهم تغلق الباب عليها بأحكام أغلقته بالمفتاح عدة مرات وتركته في المزلاج استدارت تستند على الباب تنظر إلى الشقة الفارغة عليها من كل إتجاه.. حان وقت الإنهيار لقد صمدت أمام الجميع كثيرا..
والخۏف زحف إلى قلبها بمهارة عالية إنها لم تشعر بالخۏف يوما وجوده كان يغنيها عن كل شعور سيء رغم كل ما مرت به معه إلا أنه كان كل شيء لها ومازال لن تزعجه مرة أخرى عند عودته ستكون هي مكان راحته وأمانه.. ستكون كل ما يحتاجه حتى وإن كان على حساب نفسها..
جاد رجل لا يقدر بثمن ليس هناك مثله ولن يكون هناك في جلستها وأثناء تفكيرها به عادت إلى رأسها
صورة لها وذلك الحيوان يقوم بالتهجم عليها وهنا ازداد البكاء والقهر كيف له أن يقوم بفعل شيء كهذا وهي إمرأة ضعيفة للغاية!.. تظهر شراستها في
الحديث والصوت العالي غير ذلك فلا يوجد..
لو لم يأتي سمير لكانت الآن مع المۏتى!.. لن تستطيع إبعاده ولن تستطيع فعل أي شيء معه قوته تضاعفها أكثر من اللازم كيف له أن يكون هكذا رجل كبير ولديه زوجات وأطفال كيف له أن يكون هكذا..
كيف له أن يستحل ما حرمه الله عليه ويسرق حلال رجل آخر كيف له أن يهتك عرضها بهذه الطريقة البشعة الحقېرة التي لو كانت حدثت كانت ماټت من بعدها..
حمدا لله على نعمته في كل آخر لحظة يرسل لها المنقذ ليغير حياتها ويسترد ما كان سيقع منها في وادي الذئاب..
وقفت على قدميها تمسح على وجهها بحدة بكفي يدها تقدمت إلى الداخل تسير متجهة إلى غرفة النوم دلفت إليها ووقفت أمام الفراش تنظر إليه بغل وكره بسبب ذلك البغيض الذي جلس عليه تقدمت وبقوة جذبت الملاءة الموضوعة على الفراش وألقتها پعنف على الأرضية ثم جذبت مفروشات الوسادة هي الأخرى وتركت الفراش هكذا..
استدارت وأخذت العباءة التي كانت ترتديها وقميصه القذر ثم وضعته معهم وأخذتهم إلى الخارج تضعهم في سلة القمامة!.. لا يجوز أن يبقى رائحة أو ملمس لرجل آخر في بيت جاد الله..
عادت تدلف إلى المرحاض ثم وقفت أسفل صنبور المياة بعد أن تخلصت
من ملابسها تتهاوى المياة عليها من أعلى رأسها إلى أسفل قدميها تود التخلص من أي لمسه قد تكون حدثت من قبله تود محو كل ما حدث لتستطيع مقابلة زوجها في الغد دون أن يكون هناك ذكرى تشوب عقلها أو جسدها..
أخذت تمسح بيدها بقوة على وجهها تمحي أثر صفعاته التي تركت علامات واضحة بقوة تمحي كل چرح ترك ندب من خلفه..
مازالت الدموع تخرج ولن تتوقف الليلة!..
اليوم التالي
ذهبت هدير مع سمير لزيارة جاد هو يوم واحد فقط الذي غاب به عنها ولكنه بالنسبة إليها كعام مضى دون رؤيته والنظر إلى رمادية عينيه الساحرة عام مضى لم تشعر بالراحة والسکينة جواره..
جلست مقابل سمير أمام مكتب الضابط الذي خرج من الغرفة وتركهم ينتظرون جاد لرؤيته والتحدث معه وإليه والتشبع من نظراته وكلماته..
لحظات تمر كالأيام والاشتياق قاټل والإنتظار مرهق تنظر على الباب المغلق منتظرة لحظة دخوله إليهم عينيها تتخيل رؤيته يدلف الآن لم يدلف! الآن سيكون هنا!.. لا مازالت تتخيل محاولة قتل هذه الدقائق واللحظات الكريهة لتراه.. لتقع عينيها على معذب الفؤاد..
وفي تلك اللحظة بالضبط حضر على ذكر معذب الفؤاد وفتح الباب ليطل منه بهيئته التي مازالت أجمل من الجمال نفسه مهما حدث به..
عامل ايه يا جاد
ابتسم جاد بهدوء وكأن ليس هناك شيء يزعجه ولم يشعر بالخۏف أبدا مجيبا إياه
الحمد لله بخير
عاد سمير للخلف قائلا بجدية وأمل يود أن يبثه فيه هو الآخر
متقلقش خير إن شاء الله.. المحامي طمني يا جاد وبإذن الله هتطلع منها
أومأ إليه برأسه عدة مرات متتالية ونظراته تبتعد منه إلى حبيبته التي تريد أن تنال جزء منه هي الأخرى هتف سمير مرة أخرى
مش محتاج أي حاجه يا جاد.. إحنا جبنا معانا حاجات بس أنت لو محتاج حاجه قول
عاد بنظره إليه بعد أن أبتعد عن زوجته قائلا
متابعة القراءة