ندوب الهوي بقلم ندا حسن
المحتويات
مع ابنه
كلام يحترم بردو.. ألعب معاها يا آدم معلش
زفر آدم بقوة وهو غاضب منها ومن تصرفاتها الطفولية التي تزعجه للغاية صاح بضيق وضجر
يوه.. مش لاعب خليهالك بقى.. أنا رايح أقعد عند جدو
ذهب الطفل بخطى ثابتة نحو الشرفة الذي يجلس بها جده رشوان مع جده عطوة وهو كان من محبي الجلسة معهم ويحب جده رشوان بطريقة لا توصف..
صاحت عشق من خلفه بقوة وهي تناديه ثم جلست على الأريكة جوار عمها لتختفي أكثر وهتفت بطريقة نسائية كبيرة ليست كطفلة
استنى يا آدم.. عاجبك كده عمايل ابنك دي.. مش عارفه طالع قفل كده لمين يا بابا جاد
من السابق ثم صاح بسخرية ممېتة
آه ما أنت بنت سمير هيطلع منك ايه يعني
ذهبت سريعا بعد أن وقفت على الأرضية لتدلف إلى الشرفة تحاول أن تتحدث مع آدم الذي يعتبر قاطعها للتو أتى والدها سمير من الداخل وهو يهتف بسخرية هو الآخر موجها حديثه لابن عمه بعد أن استمع إليه
ومالها بنت سمير بقى يا أبو آدم مش عجباك
ضحك جاد بسخافة وطريقة سمجة للغاية ثم أجابة قائلا بنبرة لعوب
وأنا أقدر أقول كده بردو
نظر إليه سمير بقوة مضيقا عينيه عليها ثم هتف
أقترب ليجلس جواره على
الأريكة ثم مال عليه يقول بنبرة خاڤتة لكي لا يستمع إليه أحد ولكن جدية
بقولك ايه مش هننزل الچم بعد بكرة في الخباسة كده
تحدث الآخر سريعا بلهفة وهو يجعله يصمت فزوجته إن استمعت لهذا لن تصمت أبدا
بس اسكت هدير لو سمعت إني نازل هتشبط في رقبتي
هذه المرة قال سمير بجدية وهو يشير إليه
ياعم ما أنت اللي مش راحم نفسك شغل.. مش الناس عايزينك بردو
غمزه بعد أن قال آخر جملة له بطريقة وقحة لا يحب جاد أن يتبادلها معه بهذه الطريقة فصاح بقوة وهو يبعده بكف يده ضاربا فخذه
طب لم نفسك ياض وقوم من هنا
أبعد يده عنه بقوة وضجر وهو يصيح كما قالت ابنته على آدم
نظر إليه جاد وقد فهم من أين أتت الصغيرة ابنته بهذا الحديث أنها تقول عنه هكذا ترمي بالحديث عليه هو الآخر إذا بالمعنى الحرفي أن ولده نسخة منه وعقله مغلق!..
وجد ابنة سمير الصغيرة والمسماه ب غرام تسير في الصالة آتية من المطبخ وتحاول بكل قوتها أن تثير بثبات كي لا تقع أردف بحب وحنان وهو يفتح لها ذراعيه
أيوة حبيبة عمو جت يا أهي
تحدث سمير بانزعاج وضجر يوضح له أن هذه الطفلة مثله ليست كوالدها تحب الحياة بل تحب البكاء دوما
أيوه بالظبط أهي دي اللي تمشي معاك أنت وابنك نكدية وقفل زيكم
اخرس ياض.. حبيبة عمو القمر
بابا جاد!
أجابها بهدوء
نعم
أردفت بنبرة خاڤتة بعد أن حاولت مع آدم ولكنه لا يريد الحديث معها وهي لا تحب ذلك بل تحبه كثيرا وتريد اللعب معه
قول ل آدم يصالحني
زفر هو الآخر بقوة ثم وضع غرام على قدمه ممسكا بها
يادي النيلة عليا
ابتسم سمير بسخرية يشمت به فصاح الآخر بصوت عالي مناديا على ابنه لكي ينهي ذلك الڼزاع بينهم والذي يتعب له أعصابه
ولا يا آدم
دلف ابنه من الشرفة ووقف أمامه على بعد خطوات واضعا يده أمام صدره وكأنه هو
بالضبط ومظهره رائع وجميل شعره الكثيف مصفف بعناية جيدا ووجه أبيض نقي كوالدته وعينيه الرمادية الساحرة هذه أكثر من والده نفسه أجاب بضيق وعدم رضا
نعم
هتف وهو ينظر إليه بجدية ربما يستمع لحديثه هذه المرة ويبعد ابنة سمير عنه فهي ابنته على حق كما يقولون
صالح عشق وخلصنا وألعبوا سوا
هتف الآخر بجدية مثل والده واستدار ثم دلف إلى الشرفة مرة أخرى والذي ظهر منها جدهم
أنا قاعد مع جدو مش هلعب
نظر إلى الأخرى ليراها تنظر في أثره بضيق شديد ووجهه عابس ثم عادت بنظرها إليه مرة أخرى منتظرة منه الحديث أو فعل أي شيء فقال بجدية
بقولك ايه روحي لجدو رشوان وهو يخليه يصالحك
ابتسم والدة ثم أشار لها بيده وقال
تعالي يا عشق.. تعالى يا آدم
دلف مرة أخرى إلى الشرفة وجلس على مقعدة المقابل لأخيه وقف الاثنين أمامه فقال بجدية وهو مبتسم بهدوء
يلا صالحها وألعب معاها علشان متزعلش
استمع إلى حديث جده الذي لا يستطيع أن يزعجه أبدا أو يجعله يحزن منه فاستدار ينظر إليها ثم بنظرة طفل بريء جميلة هتف بنبرة لينة هادئة
خلاص صالحتك بس مش هلعب بلعب البنات
ماشي
أردف عمه عطوة من داخل الشرفة بصوت عالي موجها حديثه إلى جاد
استعجل الأكل يا جاد إحنا جوعنا
حاضر يا عمي
وقف على قدميه ثم وضع غرام الصغيرة التي كانت تتشبث به على قدم والدها وهتف بهدوء
أمسك ياض بنتك
ذهب إلى المطبخ بعد أن ترك الفتاة الصغيرة مع والدها وقف على أعتاب باب المطبخ لتقابله الرائحة الشهية مثل كل مرة وقف ينظر إلى الأصناف المحضرة في الداخل وإلى زوجته الحبيبة ثم صاح إلى والدته
ايه يا أم جاد الأكل فين
قالت والدته بجدية شديدة وهي تضع في الأطباق قطع من المعكرونة الشهية
تعالى شيل يلا رص على السفرة
تسائل بسخرية وهو يميل على باب المطبخ بجسده
كمان
أومأت إليه برأسها وأكملت بجدية موجهه حديثها إلى مريم التي تقف وبطنها ممتدة أمامها بدرجة كبيرة حيث أنها كانت في شهرها السابع من الحمل الثالث لها
آه يلا.. روحي أنت يا مريم ارتاحي
أخذت هدير طبقين من على الطاولة التي
وضعت في المطبخ مؤخرا ثم توجهت إليه وهي تبتسم وكان بدوره هو عندما وجدها تتقدم منه عاد للخلف قليلا خارج المطبخ كي يستطيع الحديث معها على طريقته الخاصة بعيد عن مسامعهم
خد يلا
ابتسم بقوة غامزا لها بعينيه الرمادية الساحرة لقبها وعقلها وكل ما بها وأردف بنبرة لعوب خاڤتة خبيثة
ايه الحلاوة دي وحش بالذمة في حد قمر كده ولا حلو كده ولا جميل كده
رفعت كتفيها بدلال واخفضتهم مرة أخرى قائلة بغرور والابتسامة على وجهها تكاد تخفي ملامحها
الله ما أنا قدامك أهو يبقى فيه طبعا
حرك رأسه بخفة يمينا ويسارا مضيقا عينيه عليها قائلا بسخرية وتهكم
غرور من هنا لآخر المجرة يابت الهابط
رفعت حاجبيها هذه المرة متسائلة بقوة بعد أن أتى على ذكر اسم عائلتها بطريقته الساخرة هذه
وماله الهابط بقى
يسطا جاد
غمزها مرة أخرى وهو يقترب منها متناسيا أين هم ولم يتذكر سوى أنها أمامه كالقمر حقا في ليلة سطوعه لينير الأرض بأكملها
قمر... قمر
استمعوا إلى صوت والدته الحاد من الداخل والتي وجدتهم يقفون يتهامسون متناسيين أين هم
شهلي يا هدير أنت وجاد كده مش هنتغدا
أجابت هدير سريعا وهي تقدم له الأطباق الذي بيدها لكي يأخذها إلى غرفة السفرة
حاضر حاضر.. يلا خد دول
هتف سمير من الصالة بصوت عالي ساخر ليشاكس ابن عمه
أساعدك يسطا جاد
أخذ منها الأطباق وعادت هي إلى المطبخ وتوجه هو الآخر إلى غرفة سفرة الطعام وصاح بقوة وضجر
خليك متلقح مكانك
أردف الآخر بقوة مرة أخرى وصوت عالي ضاحكا بقوة
كان غرضي خير والله
أجاب عليه جاد بقوة مثله ليصل إليه صوته في الخارج يتحدث بضيق وانزعاج يبادله إياه
متابعة القراءة