ندوب الهوي بقلم ندا حسن
المحتويات
سيئة بدأت منذ أن توفى والدهم إلى أن تزوجوا من أولاد عائلة أبو الدهب.. كم أن تدبير الله رائع واختياره لا يوجد أفضل منه..
أسباب وراء أسباب كادت أن تجعلهم ېموتون حزنا ثم في لحظة خاطفة يأتي القرار الذي يعترف للجميع أن السبب هذا ما كان إلا من حوادث القدر وتدبير الله ليكون هو الخلاص لما يريدون..
ما فعله مسعد مع هدير إلى اليوم كان له حد وإن لم يكن حدث ذلك لما كان والد جاد قد لان ناحيته ليدافع عن شرف فتاة أصبحت في مقام ابنته وهو أمام الجميع الوصي عليها من بعد والدها بالأخص أنها هي من كانت الوصي على شقيقها الأكبر..
ألم تكن كل هذه أسباب تعيسة تحزن الجميع في وجودها!.. ولكن الآن كم هي أسباب جابرة رائعة مقدمة من الله عز وجل لأجل اخلاصهم وصبرهم وقلوبهم النقية الطاهرة ليست هي وشقيقتها فقط بل و جاد ومعه ابن عمه وشقيقه سمير..
أتدري أن بعد الصبر جبر! وبعد الشدة رخاء! هل انتهت الشدة إلى هنا!..
ورضاه عليهم..
كم هي فرحة كبيرة ورائعة كم هو إحساس لا مثيل له وشعور لا يوصف لا استطيع ببضع كلمات أعبر عنه..
خرجت كل منهن وداخلها كلمات وأفكار ولحظات تود أن تتعايش بها مع النصف الآخر بعد خبر كهذا وفرحة كهذه
والقلب لا يهوى سوى قليل من الكلام المعسول وأفعال مرضية تقول أن ليس هناك غير الحبيبة الأولى والزوجة الأخيرة وما بين هذه وتلك أنت فقط حبيبتي الموجودة على حبال أفكاري وشرايين قلبي..
في المساء
تناست كل شيء تعيس وحزين مرت به معه وإن أتت لتتحدث عن الحب فالحزن معه كان قليل تذكرت الفرح والسعادة تذكرت كل لحظة رضا وحنان أتت منه وتركت
كل ما مضى والآن هي تبدأ بداية جديدة لهم هم الاثنين وثالثهم..
فعلت ذلك وحضرت نفسها لتكون في مقابلته بأفضل ما عندها ولتجعله يفعل ما يريد بعد أن امتنعت عنه أمس فهي الآن قد اطمئنت من الطبيبة على وضع الطفل داخلها والذي بعمر الشهرين وقد بدأ في الشهر الثالث هذا الأسبوع..
حضرت طعام العشاء الذي كانت أنهت تحضيره قبل رحيلها إلى الخارج مع شقيقتها ووضعت كل شيء على السفرة في غرفة الطعام وكان جاد يقوم بغسل يديه بعد أن استقبلته بأروع ابتسامة لديها والحماس داخلها وكأنه بركان يثور أمامه..
جلست على السفرة متنظرة أن يأتي والابتسامة مازالت مستمرة في الظهور على شفتيها وقلبها يرفرف من الفرحة والتوتر أيضا أعادت خصلاتها المتطايرة إلى الخلف لتستقر خلف ظهرها في لحظة دلوفه إلى الغرفة مبتسما وهو يراها قد تحولت مئة وثمانون درجة بل وقبلته عندما أتى وكأنها تمحي ما فعلته أمس والآن تقول أنها لن تمانع اقترابه!..
جلس جاد في مكانه على سفرة الطعام ونظر إلى الطعام الذي أعدته أمامه فتحدث قائلا وهو يجذب شوكة
الكشري ده شكله يفتح النفس يا وحش
ابتسمت وهي تقدم الطبق إليه ليأكل كما يحب وترفرف داخلها لأجل عودة لقب الۏحش الذي أطلقه عليها قائلة برقة وحنان
بالهنا والشفا يا حبيب الۏحش
نظر إليها بعمق وداخله يدعو الله ألا يحدث بينهم مشاكل بعد الآن فهي أطيب قلب قد رآه وبعد كل ما حدث سامحته وتؤدي واجبها أمامه بكل حب
ايه الرضا ده كله يا ست هدير.. هتعود على كده
رفعت عينيها عليه ومحت ابتسامتها ثم قالت بجدية وعمق صادق داخلها
من امتى وأنا مش معوداك على كده يا جاد! إلا لما تكون أنت اللي مش عايز وواخد جنب لوحدك
ترك الشوكة من يده وأقترب بوجهه منها يحاول محو هذه اللحظة الجدية التي وضعتها بينهم لتتذكر اشياء يعملون على محوها وقال بوضوح ومرح
طب تعرفي بأمانة أنا مش بفهم.. آه والله بأمانة مهو اللي ياخد جنب بعيد عن القمر ده يبقى مش بيفهم
ابتسمت وهي تعاود وضع الشوكة بيده ليأكل وقالت بتهكم ليفهم حديثها جديا وقد أوصلت له ما تريد بالفعل
طب يا سيدي أفهم من يوم ورايح بقى
حاضر يا وحش
أكل طبقه بالكامل بشراهة وظهر جوعه أثناء تناوله الطعام لأنه لم يصعد لتناول الغداء بل من الصباح إلى الآن لم يأكل شيء سوى وجبة الإفطار وضعت له هدير مزيد من أصناف المعكرونة في طبقة وأضافت له كثير من الأشياء ليبدأ يتناول مرة أخرى فهتف هو قائلا
لأ بجد الكشري ده مفيش منه.. شكلي طول عمري باكل اونطه
ضړبته في يده بخفة قائلة بحدة
متقولش كده على أكل ماما فهيمة أحسن والله أقولها
لمعت عينيه الرمادية بطريقة درامية للغاية وهو يبتلع ما بحلقه قائلا بعتاب زائف
تبيعي جوزك لحماتك!.. أهون عليكي
تعلم أنه يمزح ليس إلا ولكن نظرته وعتابه لها بهذه الطريقة جعلها ك الأم
عندما يعاتبها طفلها بطريقة لطيفة لتركها له كرمشت ملامحها بلطف وقالت بنبرة خاڤتة
لأ طبعا متهونش
ابتسم باتساع وهو ينظر إليها بحب خالص وبادلته الابتسامة والحب كمثل وداخلها تتوق لتجعله يعلم أن هناك زائر يود أن يأتي ليكون معهم إلى الأبد.. فقط ينتهي من طعامه ثم ستخبره كل شيء..
أخرج جاد هاتفه أثناء تناول طعامه ووضعه أمامه على السفرة جوارها لأنه ضايقه في جلسته وجعلها غير مريحة.. أكمل طعامه بهدوء معها بين مرح وضحك وسعادة كبيرة احتلت الجلسة مرة واحدة وقد راقه هذا وبشدة..
دق جرس الباب فجأة فنظرت إليه تتسائل بعينيها من قد يأتي إليهم الآن وقف على قدميه وقال بجدية
خليكي هنا وأنا هشوف مين
أبتعد عن مقعدة واتجه ليفتح باب الشقة ولكنه استدار عندما وقف على أعتاب باب الغرفة قائلا مرة أخرى بنبرة رجولية جادة
متطلعيش برا الاوضه علشان لو حد جاي من الجماعة
أومأت إليه برأسها مؤكدة أنها ستفعل هكذا وخرج هو ليرى من الطارق
أكملت تناول طعامها بهدوء وداخل رأسها أمور كثيرة وعدة تحاول أن تبعدها عنها سواء كانت سعيدة أو حزينة فهي فقط تود أن تعيش هذه اللحظة وتخبره أنه سيكون والد عن قريب..
رنة بسيطة وإضاءة خاڤتة يخرجون من هاتف جاد امامها لم تكن تريد أن تعرف ما هذا ولكن عينيها هي
متابعة القراءة