ندوب الهوي بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز

بالخارج به المطبخ والمرحاض جوار بعضهم وعلى مسافة صغيرة غرفة النوم عاد مرة أخرى إلى الصالة ومازال يتمسك بيدها وهي تسير جواره ودلف إلى الجهة اليسرى للشقة وأول غرفة دلف إليها كانت غرفة الأطفال الصغيرة
والناحية التانية دي اوضه الأطفال أهي
ولج إليها معها بعد أن فتح الباب وأشعل الأضواء لتنظر إلى الأثاث باللون الأبيض الجميل الذي يظهر وكأنه لأول مرة يوجد.. الغرفة بها فراشين صغيرين وخزانة صغيرة أيضا ومرآة وعلى الحائط رف صغير في الخلف يحمل بعض التحف وكم كانت جميلة ورائعة تشعرها باللطف الشديد ناحية وجود أطفال هنا..
خرج منها ليدلف إلى الغرفة المجاورة
وهنا الصالون شوفتيه
خرج منها سريعا لأنها رأته قبلا ليدلف إلى الغرفة المجاورة لغرفة الصالون
ودي آخر حاجه السفرة... آه نسيت أن فيه بلكونه في الصالة بره وفي بردو في الصالون أهي
نظرت إلى غرفة السفرة التي كانت تحتوي على سفرة لونها بني غامق مائل للاسود كباقي الأثاث ويحاوطها ستة من المقاعد متقابلين وخزانة النيش موجودة بها أيضا..
نظرت إليه وتحدثت بسعادة والانبهار داخلها يزداد بهذه الشقة التي أصبحت هي سيدتها بعد
شقة صغيرة ملك لوالده يمن على أهلها بها
مكنتش متخيلة أصلا إن العفش هيبقى حلو أوي فيها كده.. ده تحفه ما شاء الله
تقدم منها ليقبل أعلى رأسها قائلا بحنان هائل وعشق يتضاخم داخله كلما نظر إلى عينيها العسلية
تتهني فيها وأنت معايا يا وحش
ابتسمت بوجهه بحب تود لو يراه دون حديث بينهم لتوضح الرؤية لكليهما سار إلى غرفة الصالون مرة أخرى وهي خلفة ثم رفع صينية الأطباق الفارغة من على الطاولة وهتف بسخرية ضاحكا وهو يتذكر عبثه مع ابن عمه
الولا سمير أكل الجاتوه
زفرت بهدوء وهي تجيبه بابتسامة هادئة
يا جاد حرام عليك بجد أنت ليه بتحب تحرجه كده
نظر إليها وهو يضع الأطباق في حوض الغسيل بعد أن دلف للمطبخ وأردف بتهكم صريح وكلماته تدل على أن هناك بينهم شيء خفي
هو ده بيتحرج اسكتي أنت متعرفيش حاجه
نظرت إليه باستغراب متناسية حديثهم عن ابن عمه عندما رأته يغسل الأطباق أمامها دون وجود أدنى مشكلة منه
أنت بتعمل ايه سيب وأنا هعملهم وهحضر الغدا
نظر إليها ومازال يقوم بعمله مع الأطباق أسفل المياة وأردف بمرح ومزاح معها وهو يخبرها كيف سيكون في الأيام المقبلة عليهم
طول ما أنا فايق ورايق كده هساعدك في المطبخ وطول ما أنت في حياتي هبقى فايق ورايق يعني هساعدك على طول... ولا عندك اعتراض
استندت بظهرها على حائط المطبخ أمامه ورفعت إحدى قدميها تستند بها لتظهر القدم الأخرى بسخاء ووضعت يدها الاثنين خلف ظهرها ليضيق القميص عليها أكثر وتصبح مغرية أمامه بشكل لا يصدق
لأ يا سيدي براحتك
ابتلع ما وقف بجوفه لتتحرك تفاحة آدم خاصته المغرية بالنسبة إليها وأخذ يمرر بصره على كامل جسدها بدقة وأردف بخبث
ما تيجي أقولك حاجه
اقتربت منه ووضعت يدها على كتفه منتظرة منه أن يتحدث
قول
ترك ما بيده وغسلها أسفل المياة ثم أغلقها وفي لمح البصر أمامها كان ينحني إلى الأسفل ليرفعها على ذراعيه بقوة وهو يبتسم بمكر والخبث يظهر في نظراته لها
لأ مش هنا... دي حاجه سر مش هينفع الحلل والكوبيات تسمعها
أطلقت ضحكة رنانة بجانب أذنه ليبتلع ريقه مجددا ويزفر پعنف أمامها وهي تضع يدها حول عنقه ولا تدري أين ذهب حيائها وذلك الخجل الذي كان يلازمها منذ قليل فقط!.. يبدو أنه حل مكانه السعادة والراحة طلما كان هو جوارها وتخلى عنها الخجل ليترك مساحة لتلك الأنثى القابعة داخلها وتجعلها تخرج ليراها ذلك الزوج الحنون العاشق لها دون علم أحد حتى هي..
لقد وضعت نفسها في مأزق عندما تزوجت ذلك الفقير الوضيع حذرتها صديقتها وكل من حولها بأن لا تتزوجه ليس له أصل ولا تعرف له أحد عرفته وحيد وهو إلى الآن كذلك لم يكن جيبه يحتوي على مئة جنيها ولكن الآن أصبح ممتلئ بالمال بفضلها..
أصبح يملك قناة شهيرة على التلفاز يعمل بها كل من لديه شأن من
ممثلين ومقدمي البرامج وغير ذلك أصبح رجل مهم وسط زملائها ووسط الجميع أينما يذهب يجد من يعرفه ويرحب به وكأنه رئيس يحكم دولة..
أغراها مظهره الوسيم وعنفوانه منذ خمسة سنوات وأحبت أن يكون ملك لها تتباهى به أمام الجميع وتتحدث بحصولها على رجل مثل هذا في شبابه وحيويته..
قدمت له القناة على طبق من ذهب نعم لم تكن ك الآن نهائيا وهو من عمل عليها وأسس كل شيء بها لتكن بهذه الشعبية الكبيرة في البلدة بأكملها..
الآن هي ملت منه ومن وجوده معها تريد التحرر والابتعاد عنه حدثت فجوة كبيرة بينهم منذ سنة تقريبا عندما بدأ يظهر للجميع أكثر وأكثر وأصبح النجاح يحاوطه من كل جانب غارت منه وبشدة ورأته يزدهر وهي ينطفئ بريقها..
ظلت تتحدث دائما بأنه لا يملك شيء ولم يكن هذا الذي عليه الآن بل كان فقير ضائع كبيره في القناة أن يكون عامل تنظيف وهو كان لديه كرامة واحترام لذاته ولم يكن يعلم أنها كذلك إلا بمرور السنوات عليهم..
لم يقابلها منه إلا البرود التام!.. الذي أغاظها كثيرا وجعلها تود أن تقتله..
وضعت السېجارة بالمنفضة أمامها على الطاولة وأخذت الهاتف من عليه ثم أجرت إتصال به ووضعته على أذنها تنتظر رده عليها..
خاب أملها ككل مرة لا يجيب عليها زفرت بضيق واستهجان ثم أجرت الإتصال مرة أخرى
مقررة داخلها أنها لن تتوقف إلا عندما يجيب عليها..
على الناحية الأخرى كان هو ممد على الفراش في منزله الآخر مع زوجته الثانية شهيرة صديقتها!..
التي وجد الدفء بين أحضانها وعوضته عن حرمانه الذي وجده عند كاميليا لقد قدمت له الحب والاحترام والحنان في كل حديثها وأفعالها معه غير منتظرة أي مقابل مادي منه بل كل ما كانت تريده هو حبه فقط وأن لا يعكر صفوه بسبب ما تفعله به كاميليا..
أعتدلت زوجته في جلستها وهي تستند على مرفقها فوق الفراش لتتحدث بقلق وهي تنظر إليه
رد عليها يا عادل ليكون حصلها حاجه
استهزأ حديثها عن زوجته الأخرى وما الذي سيجري لها فهي هذه القوية بلسانها قبل أي شيء
هيحصلها ايه يعني!.. دي زي القطط بسبع أرواح
وضعت كف يدها على مقدمة صدرها حتى تستعطف إياه بلهفة ليجيب عليها الهاتف
طب معلش علشان خاطري شوف مالها
ابتسم بحنان وهو ينظر إليها واعتدل في جلسته على الفراش يستند بظهره إلى الخلف ومد يده إلى الكومود يأخذ الهاتف من عليه متحدثا بنبرة رقيقة تليق بها
علشان خاطرك بس
فتح الخط عليها ووضع الهاتف على أذنه ببرود ليردف بتهكم وسخرية يملؤها البرود
أيوه.. مالك.. مش صابره ليه
استمع إلى صوتها على الناحية الأخرى يأتي بحدة
أنت فين
وأنت مالك
استشعر ضيقها من حديثه الفظ وزفرتها العالية قبل أن تردف بحدة وعصبية
يعني ايه وأنا مالي.. لأ مالي ونص تعالى دلوقتي حالا على البيت عايزاك
ابتسم بسخرية واضحة حتى أن زوجته شهيرة استغربت ذلك ولكنها فهمت سخريته عندما أكمل حديثه معها
اوه بجد.. لأ لو كده مسافة الطريق وجاي
صړخت به عبر الهاتف بقوة ليبعد الهاتف عن أذنه وهو يستمع إليها
أنت بتستهبل بقولك عايزاك دلوقتي حالا
مرة أخرى يجيب
تم نسخ الرابط