ندوب الهوي بقلم ندا حسن
المحتويات
معه
ألف مبروك عليك البرنسس يسطا جاد
نظر إليها نظرة خاطفة ثم استدار وذهب من أمام الجميع يجر خيبته خلفه مقررا أنه لن يصمت هنا بل سيفعل المزيد إلى أن يصل لما يريده..
صړخ عبده بالجميع بحدة شديدة
يلا كل حي يروح لحاله
ذهب الجميع واحدا تلو الآخر وأشار رشوان إلى عبده ومن معه بالدخول إلى الورشة ثم تقدم من والدة هدير وهتف بجدية قائلا
بعد اذنك يا أم جمال هنيجي بالليل شوية أنا وجاد نحل الأمور
أومأت إليه عدة مرات متتالية وداخلها يقول إنه سينهي ما قاله حقا
تنور... تنور يا حج طبعا
طب وأنا مالي يا عم سيبني
نظر إليه جاد بحدة وأجابه بعصبية
أخرس خالص
سار معه على مضض وهو يراه ليس معه هنا من الأساس بل كان جاد في منطقة أخرى يفكر فيما فعله والده أمام الجميع وتحدث به وكأنه حدث بالفعل..
جذبت هدير أبواب النافذة للداخل لتغلقها وعقلها لم يستوعب بعد أن رشوان أبو الدهب أعلن خطبتها
بابنه جاد! ربما لم تستمع جيدا! كيف لم تستمع وهو تحدث بكل شيء حتى أنه ذكر عقد القرآن!..
أنت دلوقتي هتعملي ايه
نظرت إليها كاميليا بحيرة ولا تدري ما الذي ستفعله معه لتجعله يطلقها ويبتعد عنها أخفضت السېجارة من على فمها وتحدثت قائلة بانزعاج
مش عارفه هعمل ايه.. الواطي بيعمل راجل عليا مكنتش أعرف إنه هيعمل كده
نفثت دخان سجارتها واكملت حديثها بغل وحړقة
مكنتش أعرف إنه هيقوى كده بس بردو هيطلقني وهاخد منه القناة ڠصب عنه
مرة أخرى بغل واضح تحدثت وهي تسبه
الواطي
تحدثت شهيرة بهدوء وهي تلوي شفتيها متذكرة كم من مرة حذرتها سابقا
تقدمت الأخرى إلى الأمام قليلا ثم أمسكت بخصلات شعرها قائلة بحدة
وحيات ده لازم يطلقني واتجوز سيد سيده وأخد منه القناة وهفضل بردو كاميليا عبد السلام اللي مفيش زيها
رفعت شهيرة أحد حاجبيها باستغراب منتظرة أن تعلم ما الذي ستفعله
وده هتعمليه إزاي بقى..
لحد دلوقتي مش عارفه بس هطلع عينيه لحد ما يطلقني
قالت الأخرى بجدية محاولة أن تفهم كيف تفكر به الآن وما الذي يدور بخلدها
معتقدش أنه هيعملها بسهولة كده أنت بالنسبة ليه كنز
تشدقت كامليا قائلة بسخرية وتهكم لأنه الآن أصبح من الرجال أصحاب الأموال الكثيرة لا ينتظر امرأة لتقوم بالانفاق عليه
آه قولتيلي
نظرت إليها شهيرة بابتسامة سخيفة وداخلها تحتقر هذه الغبية الذي ترى كل شيء مال ومظهر ووجود كاميليا عبد السلام ولا ترى زوجها الذي تتحدث عنه بالسوء وأنه كان لا شيء وبمالها ظهر وأصبح له عمله الخاص ونسيت أنه أصبح هنا بفضل جهوده وتركيزه على أن يكون شخص ذو أهمية وكانت هذه الغبية هي اليد التي تمده بالمال بفضل الله.. إنه سيطلقها وأيضا سيعطيها مالها بالكامل ولكنه يريد أن يعذبها قليلا حتى تعلم ما مقامها ومن هو أنه لا يريدها من الأساس ف وجود زوجته شهيرة أغناه عنها!...
هو ده كل اللي حصل يا حج
هذه كانت كلمات جاد لوالده وآخرها بعد أن أخبره بكل شيء حدث بداية من تعرض مسعد إلى هدير وبالنهاية ما حدث في بيتهم قص عليه كل شيء حتى مقابلته
لها على السطح ليكون على دراية تامة وليقرر على أساس ما حدث لها وله وللجميع
أومأ والده بهدوء وهو يمط شفتيه للأمام وآمال رأسه قليلا ولم يتحدث نظر سمير إلى جاد باستفهام فنظر الآخر إليه ولوى شفتيه كدليل على عدم معرفته بما يفكر..
رفع والده نظره إليهم وتحدث قائلا بنبرة جادة وملامحه تظهر الجدية التامة حقا
هنروح النهاردة نخطبها ليك يا جاد
ابتسم سمير بسعادة واضحة عليه لما تفوه به عمه الآن ونظر إلى ابن عمه ليجده لم يبتسم لم يفرح ولم يظهر على وجهه أي شيء سوى تعابير الدهشة أو الاستغراب استمع إلى سؤاله الجاد
علشان أنت قولت أنها خطيبتي قدام أهل الحارة ولا علشاني يا حج
ابتسم والده وحرك رأسه يمينا ويسارا بخفة نظر إلى ولده وهتف بهدوء قائلا
لما لقيتك عايزها بجد.. بحق وحقيقي يعني فكرت كده مع نفسي وقولت يا واد يا رشوان هي البت دي ناقصها ايه يعني مهي زي الفل وتربيتي وأنا معتبرها هي وأختها زي عيالي تمام يبقى ليه أرفض
عاد بجسده إلى الخلف يستند بظهره إلى ظهر الأريكة وأكمل قائلا بجدية وهو يبتسم بوجهه وظهر حديثه صادقا للغاية لأنه كان هكذا حقا
كنت ناوي أقولك النهاردة الكلام ده ونروح نتقدملها بس مسعد كان رايد إني أقول الكلام ده قدام الحارة كلها قبل ما أقول ليك
ابتسم سمير باتساع مبادلا عمه بينما الآخر بقى مثلما هو لم يظهر عليه أي شيء ربما يحاول الاستيعاب وأن يتفهم ما قاله والده الآن إنه وافق دون شروط أي قبل كل ذلك!
خرج من شروده على صوت سمير وهو يتحدث قائلا بمرح ومزاح إلى عمه
بقولك ايه يا عمي دا شكله رجع في كلامه أنا هنا موجود في الخدمة
نظر إليه جاد بحدة وڠضب مجيبا إياه وهو يقترب منه بعصبية
أقسم بالله هعمل فيك زي اللي عملته في مسعد بالظبط
وقف سمير سريعا وتوجه يجلس جوار عمه يضحك عاليا ويتبادل عمه معه الضحك بينما اعتدل جاد في جلسته وتحدث مرة أخرى بجدية إلى والده سائلا إياه
يعني مقولتش كده علشان تحميها من كلام الناس!. وكنت مقرر من قبلها فعلا
نظر إليه والده بجدية بعد أن نظر إلى ابن أخيه وكأنه يقول له هل هذا الشاب أبله!
أيوه يا جاد وكان ممكن متكلمش قدام الناس واستنى لحد ما أقولك ونروحلهم بس زي ما قولتلك أنا اعتبرتها بنتي ومكنش ينفع اسيب حد يتكلم عليها... تحب احلفلك!
العفو يا حج مش قصدي أنا بس كنت
عايز اطمن أنك راضي عن الجوازه
اطمن يا بشمهندس
ابتسم جاد وقلبه يرفرف من الفرحة حامدا الله داخله وشاكره على ما حدث وكأن ما حدث هو سبب من الأسباب ليجعلها من نصيبه حقا لقد كان واثقا في قدرة الله رغم أن كل شيء لم يكن لصالحه ولكن ها هو الآن والده وافق والجميع يعلم أنها له.. له هو وحده بعد أن سبب الله الأسباب ليتم ذلك على أكمل وجه ابتسم وشعر بالراحة بعد أن علم أن يقينه وإيمانه بقدرة الله في محلها ودائما ستكون في محلها..
أردف قائلا بهدوء وسعادة
حيث كده بقى يبقى ألف مبروك ليا
ابتسم الجميع بينما وجد والدته تدلف إليهم بعد أن استمعت إلى آخر كلماته تهتف بالزغاريد عاليا لقد كانت تستمع إلى حديثهم!
فرحة والدته لا توصف عانقته وعينيها تدمع لقد كانت تريد أن يتزوج بها منذ زمن
متابعة القراءة