ندوب الهوي بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز

الفكرة كثيرا وود فعل ذلك حقا فقال بجدية
بس كده يلا بينا
أخذ هاتفه من جانبه ثم ولج إلى أحد التطبيقات الذكية يبحث عن أغنية بخلده تحمل التصنيف الشعبي خالية من الألفاظ الخارجة والكلمات البذيئة ليتمايل معها عليها دون أن يلوث أذنه وأذنها بأغاني قاطعها هو وإياها معا..
ارتفع صوت الهاتف بالأغنية فألقى الهاتف مرة أخرى على الأريكة ووقف يبعد الطاولة عنهم قليلا ثم تقدم ناحيتها يأخذ يدها وجميع أعضائه تشتعل بالحماس ليفعل ذلك معها بينما هي استغربت كثيرا لموافقته السريعة دون اعتراض وكأنه كان ينتظر شيء كهذا..
جذبها لتقف أمامه ثابته فحركها بيده وهو يتحرك معها بخفه على هذه الأصوات التي تضج مسامعهم لحظات من برودها وهي تنظر إليه وتراه بهذه الحيوية وهذا النشاط وسريعا بعدها دلفت معه بحالته تلك لترتسم الابتسامة باتساع على محياهم وتتحول إلى ضحكات رائعة وهم يتمايلون معا لتبتسم لهم السعادة مرحبة بهم في عالمها..
بعد مرور أسبوع
ولجت مريم إلى السطح وهي تزفر بضيق وحدة من إزعاج جمال لها طوال الوقت فقررت أن تصعد إلى السطح لتتنفس بعض الهواء الرطب الآن في هذه الساعة..
نظرت إلى جانبها الأيمن بعد أن دلفت لتراه يجلس على المقعد الموجود وبيده سېجارة يدخنها وكوب من الشاي أمامه على الأرضية نظرت إليه للحظات ثم فكرت هل تجلس هنا!.. سريعا نهرت نفسها وتفكيرها كيف تسمح لنفسها بأن تجلس معه دون وجود أحد آخر..
استدارت سريعا لتهبط مرة أخرى وهي تزفر بضيق وانزعاج شديد ألا يوجد مكان تجلس به قليل من الدقائق لتشعر بالراحة!.. وبينما هي تبتعد رأته بطرف عينيها يقف سريعا من على المقعد داعسا السېجارة بقدمه ويتوجه ناحيتها يهتف بصوت جاد
استني يا مريم
وقفت مكانها لتراه يقترب منها إلى أن وقف جوارها على مسافة مناسبة أردفت وهي تستدير تنظر إليه بجدية شديدة
نعم فيه حاجه
سألها باستغراب وجدية وهو ينظر إليها باهتمام يدقق النظر في ملامحها دون خجل
أنت مالك مبقتيش طيقالي كلمة ليه.. دا أنت حتى مش طايقة تبصي في وشي
نظرت إلى الأرضية عندما وجدته ينظر إليها هكذا وأجابت عليه بعفوية شديدة ثم بترت حديثها في المنتصف عندما وجدت نفسها تقول أشياء لا يجب أن تتحدث بها
أنا! بالعكس بقى دا أنت.... وأنا ليه هعمل كده يعني
وضع يده بجيب بنطاله وآمال رأسه إلى الجانب وهو ينظر إليها بدقة
ما أنا بسألك أهو
جذبت أطراف أكمام العباءة على كف يدها بتوتر وهي تجيبه بابتسامة هادئة
لأ أنت بيتهيالك كده بس أنا فعلا بكلمك عادي
ضيق عينيه السوداء ناحيتها وأقترب قليلا ومازالت يده بجيب بنطاله وهتف بسخرية
لأ مش واضح وبعدين حاسس أنك بتهربي مني دايما ومش عايزة تكلميني ولا تسمعيني حتى
أبتعدت هي خطوة للخلف وتحدثت هذه المرة بحدة ليتوقف عن هذا الحديث الغير صحيح والذي إذا استمع إليه أحد سيقول أن بينهم شيء ما
لأ بجد بيتهيالك أنا مش بعمل كده ولو ده حقيقي مكنتش هقف معاك دلوقتي
أشار برأسه إلى ناحية الدرج وأردف مجيبا إياها بسخرية وتهكم واضح
ما أنت كنتي نازلة جري ولا أنا مش واخد بالي من دي كمان
نظرت إليه بهدوء وأجابته بطريقة فظة وهي توضح له سبب ذلك الإحساس الذي يقول عنه
الفكرة بس
أن مش بحب أبقى مع حد غريب في مكان لوحدي
ابتسم وهو يخرج يده من جيب بنطاله وأبتعد قليلا ينظر إلى الخارج ثم نظر إليها وقال بحب وشغف
بس أنا مش غريب بالعكس.. أنا قريب وقريب أوي كمان
لم يستمع إلى ردها عليه بل نظرت إليه باستغراب وفكرت في حديثه الذي لأول مرة يكون واضح هكذا ومنذ فترة وهو مهتم بها من الأساس وذلك يوترها إلى أبعد حد
ممكن تديني رقمك
تساءلت باستفهام
ليه
أجابها بصدق وجدية وهو ينظر إليها ويقترب مرة أخرى
علشان اطمن عليكي
لحد ما الواد ده ينقبض عليه
امتنعت عن ذلك قائلة بآسف يظهر بطريقة فظة
آسفة مش هينفع
تسائل بجدية مستغرب رفضها مع أنها في يوم قد اعطته ل جاد أمامه دون امتناع
ليه
وضعت يدها أمام صدرها بتحفظ وأبصرته باستغراب متسائلة داخلها كيف له أن يتحدث هكذا ومن أين أتى بكل هذه الشجاعة
نفس الحكاية مش هينفع أكلمك.. يعني هكلمك بصفتك ايه..
عاد يضع يده في جيب بنطاله بهدوء ممېت ونظر إليها بحب رأته قبل في عيني جاد لشقيقتها ولكنها كذبت نفسها من رؤيته هنا
على راحتك بس قريب هتكلميني يا مريم وبصفتي حاجه كبيرة وقريبة ليكي أوي يمكن أكتر من نفسك
عن اذنك
تركته سريعا وعادت مرة أخرى تهبط الدرج لتبتعد عن حديثه الموتر للأعصاب والذي يلعب به على أحبال حبها له لقد استغربت كثيرا من حديثه معها هكذا لأول مرة ربما شعرت بأنه يقترب منها منذ زواج هدير و جاد ولكنه لم يتحدث أبدا بهذه الصراحة من قبل وقد فهمت ما الذي ألقاه عليها ولكنها منعته عن عقلها حتى لا تأتي بالمتاعب إلى قلبها قبل عقلها وهي مازالت في بداية الطريق..
وقفت هدير في مطبخ والدة جاد تعد معها الطعام للعشاء لزوجها ووالده بحب كبير بينها وبين والدته وهم يتسامرون في الحديث معا..
حملت صينية المكرونة على يدها بعد أن انتهت منها وبقي فقط آخر مهمة لفعلها وهي تسويتها وضعتها أمامها على رخامة المطبخ متسائلة
ها يا ماما فهمية احطها في الفرن كده
نظرت إلى الصينية وهي تقطع السلطة وأومأت برأسها بهدوء والابتسامة على وجهها
أيوه كده حلوة أوي يا حبيبتي تسلم ايدك
استدارت هدير لتذهب إلى الفرن في الناحية الأخرى وهتفت بابتسامة عريضة تجيبها
يسلملي عمرك وكلامك الجميل
نظرت إليها والدة زوجها بحب وحنان وهي تمدح بها وكأنها ابنتها قائلة بحماس وطريقة شعبية
كلام ايه يابت يا هدير طب والله أنت ما يعلى عليكي في الطبيخ وبعدين دا جاد بيشكر في أكلك وده مش من العادي يابت افرحي
تركت الصينية في الفرن بعد أن اشعلته ووقفت جوارها تتسائل بلهفة عن حديث زوجها الحبيب عن مأكولاتها
بجد بيشكر في أكلي
أكدت والدته الحديث بجدية وهي تقص عليها ما حدث بالأمس من ابنها وزوجها ومازالت تقطع السلطة
إلا بجد امبارح وهو هنا الحج كان بيقوله يتغدا معانا مرديش أبدا وقال ايه أكل هدير ياما.. أكل هدير ياما قولتله قوم يا واد أمشي من هنا
ابتسمت هدير بسعادة بعد الاستماع إلى ذلك الحديث منها ثم جاملتها بود ولين قائلة
لأ بس بردو مفيش أحسن من أكلك ده أنا هتعلم منك واعمله علشان ابقى جمعت كل حاجه حلوة يحتاجها
ابتسمت باتساع وهي ترى زوجة ابنها تود أن تجعله لا يفتقد بها شيء بل تجمع كل ما هو يريده بها لتوفر له الراحة والسعادة معها تحدثت هي الأخرى بابتسامة عريضة
تعجبيني يابت يا قمر أنت اتشكلي كل يوم وخليه يلف حوالين نفسه كده من جمالك قفلي عليه كل البيبان علشان عينه متبصش بره أبدا
أردفت هدير سريعا بعد هذه الكلمات من والدته بلهفة وثقة من حديثها ومنه هو أولا
لأ لأ جاد مش بتاع كده مش بيبص بره ده بيغض بصره في أي مكان
تركت والدته السکين من يدها وتقدمت إلى حوض الغسيل لتغسل يدها وهي تهتف بفخر واعتزاز
تم نسخ الرابط