ندوب الهوي بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز

بأمانة أنت أغبى واحدة شوفتها في حياتي
دافعت عن تفكيرها الذي يتحدث عنه موضحة له موقفها ونظرتها للأمور
أنا مش غبية أنا فاهمه كل
حاجه وأنت اللي بتستهبل عليا... ولا حاسس بيا أصلا
تسائل بجدية وهدوء في ذات الوقت وهو ينظر إليها محاولا السيطرة على نفسه فقد ارهقته وهي أيضا يبدو عليها الإرهاق الشديد من هذا النقاش الحاد
مش حاسس بيكي ليه.. قوليلي ما أنا واقف أهو بحاول اتفاهم معاكي وأعرفك أن مفيش حاجه
بجدية شديدة اقتربت منه أكثر وأردفت بقوة مطالبة بشيء ما يجعلها تصدق حديثه وهي تذكرة بما حدث
بينهم منذ فترة
اثبتلي يا جاد.. متزعلش مني أنت مش فاكر عملت ايه معايا على حوار الصور اللي أنا مكنش ليا دخل فيها أصلا. أنت يعتبر لسه مكلمني يا جاد.. كنت مقاطعني علشان...
قاطعها قبل أن تكمل حديثها المسمۏم الذي تزعجه به وتذكره بما حدث بينهم بعد أن حاول أن يتناسى في هذه الأيام الأخيرة
المفروص كنت أعمل ايه يعني وأنا شايف صورك متوزعه على الكل رجالة وستات بيملوا عينيهم منك وكل ده بسبب غبائك
اردفت قائلة بضيق وانزعاج
بردو هتقولي غبية
أومأ إليها بقوة مؤكدا حديثه بثبات وجدية وهو يتجه ناحية باب الشقة
آه غبية وستين غبية وأنا غلطان أنا بتكلم معاكي أصلا
تسائلت باستغراب وهي تراه يتجه إلى باب الشقة وكأنه ينوي الرحيل
رايح فين
أجابها ببرود مستفز قائلا
هبات عند أمي
تفاجات من رده الغريب وتسائلت باستنكار
نعم..
زفر بهدوء وهو يتمسك بالباب بعد أن فتحه ناظرا إليها بعمق داخل عسلية عينيها التي تسحره
مش علشان حاجه يا هدير.. أبويا تعبان والمفروض أكون معاهم وهسيبك لوحدك يمكن تفكري كويس وتعقلي بقى..
خرج من الشقة وأغلق الباب خلفه بهدوء تاركا خلفه قلبا ينذف ألما لما واجهه على يده أنها تشعر بالغيرة الشديدة التي تنهش قلبها من الداخل وتجعله يتلوى على نيران مسكوب عليها بنزين بشراهة لېحترق في لحظة خاطفة..
رأته وهو يحاول أن يجعلها تصمت ثم حاول أن يتحدث معها باللين وهي من أوصلته إلى حالة الڠضب هذه والآن عاد مرة أخرى يحاول معها باللين ليتخلص من ذلك العبء وذلك الحائل الذي يقف بينهم..
تنهدت بعمق وهي تخلع
حجاب رأسها عنها ثم توجهت إلى الصالة في الداخل وألقت بنفسها على الركنية تنام على ظهرها تنظر إلى سقف الصالة پضياع وعقلها لا يستوعب التفكير أكثر من ذلك..
فقط تود لو كل شيء يمضي وتعود حياتهما كما كانت في السابق لا تفعل أي شيء سوى أنها تتدلل عليه ولا يفعل أي شيء سوى أنه ينعم بكامل الحب معها!..
إلى الآن لم يكن يمرر أمر الصور تعرف أنه يزيد الحمل في هذا الأمر عليها ولكن مع ذلك وجدت داخله أنه كاد يمضيه!.. ليأتي أمر هذه المرأة الغريبة عنهم إلى أبعد حد وتتدخل بينهم وتفسد جمعهم..
من أمر الصور إلى هذه!.. يا الله كم أن الزواج مرهق مع هذا جاد الله!..
بعد أن عاد جاد إلى والده مرة أخرى ورسم على وجهه ملامح الهدوء والراحة حتى يفهم أن الخلاف الذي حدث بينه وبين زوجته قد مر وتناسى ما حدث به الأساس..
ورأى الجميع ذلك وهناك الكثير منهم لم يدلف الأمر عليه بهذه السهولة ذهب كل منهم إلى بيته وبقي هو فقط هناك طلب منه والده العودة إلى زوجته رفض رفضا قاطعا فطلبت والدته أن يأتي بها إلى هنا رفض أيضا معللا بأن هذه أفضل لهم هذه الليلة..
هبط سمير على درج المنزل ليذهب إلى شقته ومعه زوجته مريم التي هتفت وهي تدافع عن شقيقتها بعدما قص عليها ما حدث في المشفى
طب ما هدير كده مش غلطانه.. أي واحدة مكانها هتعمل كده وأكتر
رفع حاجبه وهو يستدير ينظر إليها قائلا
يعني أنت لو مكانها هتعملي كده
تحولت نظرتها عندما وضعها في مثل ذلك الموقف وهتفت بقوة وهي تنظر داخل عينيه
وأكتر من كده كمان.. أفهم عايزة ايه وإزاي تتكلم بالطريقة دي أنت نفسك بتقول استغربت وبقيت مش فاهم هي إزاي تتكلم كده ولا كأنه من بقيت أهلها
عاد مرة أخرى يتفق معاها وهو يكمل سيره إلى الأسفل على الدرج قائلا بجدية مستنكر وقفتهم أمام الجميع
مقولتش حاجه بس المفروض مكنش يكون قدامنا كل اللي حصل ده
وضعت يدها على ظهره وهي تهبط بهدوء وراحة بعد أن شعرت بتوعك معدتها أجابته بصوت خاڤت
أكيد في حاجه إحنا منعرفهاش وإلا مكنتش عملت كده
هتف بجدية شديدة مدافعا عن ابن عمه وشقيقه وهو يخرج من باب المنزل إلى الشارع يعبر معها الناحية الأخرى لمنزلهم
أيوه بس جاد مابيعملش حاجه غلط.. هو أكيد فاهم هو بيعمل ايه
نظرت إليه في سيرها بقوة مستغربه من موقف هذا مع ابن عمه حتى ولو كان في الخطأ!..
بلاش تدافع عنه.. يعني يسمحلها تطاول معاه بالشكل ده قدام مراته وتستفزها قدامنا إحنا كمان وتقولي مش بيعمل غلط
برم شفتيه للأمام قليلا وهتف وهو يخمن داخل عقله
قصدي إن فيه سبب
دلفوا إلى منزلهم وببطء تصعد الدرج خلفه قائلة بجدية مثله مستمرة في الدفاع عن شقيقتها
وليه يخبي السبب ده عنها ويزعلها بالشكل ده ويحرجها قدامنا
تضايق منها ومن حديثها
فهتف بعناد يظهر أنها كانت من الممكن أن تصمت لحين وصولها منزلهم
أختك هي اللي اتكلمت قدامنا وهو حاول يسكتها.. كان ممكن تستنى لما تروح بيتها معاه
أجابته هي الأخرى بضيق وانزعاج تكمل حديثه الفظ
أهو مشي معاها ورجع تاني ايه اللي حصل يعني
زفر بضيق وانزعاج وهو يرى على بعد مسافة عراك وشيك بينهم ف أنهى الحوار ببساطة
بقولك ايه بلاش ۏجع دماغ الموضوع مايخصناش مش هنتخانق عليه
نظرت إليه
بسخرية وودت الضحك وهي تهتف
مكنتش هتخانق أصلا أنت اللي......
بترت حديثها وهي تشعر بتوعك معدتها أكثر وتشعر بأنها تود التقيؤ كرمشت ملامحها وهي تزفر پعنف نظر إليها وتسائل بقلق ولهفة ظاهرة على ملامحه
مالك
أشارت إلى باب الشقة وتحدثت بصعوبة وهي تضع يدها على فمها
أفتح الباب
وضع المفتاح بالمزلاج سريعا وهو يراها تضع يدها بقوة على فمها فتح الباب فدلفت تركض إلى المرحاض بسرعة كبيرة ذهبت من خلفه في لمح البصر فشعر بالقلق الشديد وهو يغلق الباب بعد أن أخذ منه المفتاح ودلف خلفها بسرعة يهتف بلهفة
مريم.. مالك
دلفت إلى المرحاض والباب مفتوح وأخذت تتقيء بقوة وعڼف فدلف خلفها ليقف جوارها فتحت صنبور المياة لتغسل وجهها بالمياة الباردة وهي تهتف بقلة حيلة
مش عارفه
أردف بعد أن لاحظ أن هذه ليست المرة الأولى في هذه الفترة
القصيرة
دي مش أول مرة تحصل أنت محتاجه تروحي لدكتورة تشوف مالك
شعرت هي أيضا بوجود خطب ما ربما ستحبه كثيرا وتشعر به حقا!.. أومأت إليه مؤكده
أيوه... أيوه هروح
أمسك بيدها يحثها على السير إلى الخارج وهو معها بهدوء وراحة
طيب تعالي.. تعالي ارتاحي شوية
اردفت وهي تسير جواره بعد أن فكرت فيما تريده الآن بالتحديد نظرت إلى جانب وجهه وقالت بهدوء
أنا عايزة حاجه حادقة
ابتسم بهدوء وتحدث بجدية ونبرة رجولية هادئة
اجبلك ايه طيب
عايزة مانجا
استنكر طلبها ونظر إليها باستغراب وأردف مجيبا إياها
وهي المانجا حادقة مش المفروض الحادق ده جبنه قديمة مثلا
جلست على الأريكة وأردفت بقوة
أنا عايزة مانجا وخلاص الله
ابتسم بهدوء ومال على رأسها يقبلة بحنان
تم نسخ الرابط