ندوب الهوي بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز

علاقته مع ربه هذه الفترة عليه أن يعود كما السابق فهو لم يعتاد على هذا الشيء..
تحدثت والدة هدير بابتسامة بسيطة وهي تجلس على المقعد أمامهم بجدية
حمدالله على سلامتك يا حج
أجابها بهدوء ونبرة خاڤتة مرهقة يبتسم
الله يسلمك يا أم جمال
ابتسمت فهيمة والدته بود وحب وقد عادت ملامح وجهها البشوشة الطيبة بعد خروج زوجها من المشفى نظرت إلى الأكياس التي دلفت بها وقالت بود مكملة بعتاب
الله يسلمك يا حبيبتي.. مكنش له لزوم تعبك ده والله يا أم جمال
وضعت الأخرى يدها الاثنين فوق بعضهم البعض وقالت بهدوء
تعب ايه بس يا أم جاد ده من فضلة خيركم
أصيلة يا حبيبتي ربنا يخليكي
نظرت إلى هدير الجالسة جوار رشوان قائلة لها بجدية
قومي يا هدير اعمليلنا حاجه نشربها يا حبيبتي
حاضر يا ماما فهيمة
وقفت على قدميها وابتعدت تمر من أمامه وهو جالس على الأريكة جوار ابن عمه تخرج من الغرفة لتتوجه إلى المطبخ لفعل ما قالته والدة زوجها ولكن الصدمة الكبرى التي قابلتها عند مرورها على باب الشقة الذي كان مفتوحا تطل منه كاميليا!..
نظرت إليها بدهشة وذهول ألم تكون في المشفى اليوم!.. ماذا تفعل هنا في منزلهم!.. ماذا تريد!.. لم تكتفي بعد! لقد رأته واطمئنت عليه ما الذي تريده بعد ذلك ستجن منها حقا.. يكاد عقلها ينفجر من التفكير وكثرة الأفكار السيئة التي تتواجد داخله عن تقربها من جاد..
وقفت أمامها جماد لا يحرك ساكنا تنظر إليها وإلى هذها الغرور الذي يظهر عليها تنظر إلى وقفتها التي تظهرها بعنجهية وكأن المنزل لها..
أقتربت مريم منها والتي أتت لتساعدها في المطبخ ولكن تراها تقف هكذا دون حديث وأمامها امرأة تقف على أعتاب الباب صاحت قائلة بجدية وابتسامة وهي تقترب منها
اتفضلي عايزة مين..
ابتسمت إليها الأخرى متغاضية عن وجود زوجته أمامها وهتفت
الاسطى جاد
أومأت إليها مريم وفهمت أنها هنا لرؤية والده ربما يعرفها أشارت لها بيدها إلى الدلوف داخلا في الغرفة سارت خلف مريم وبقيت
هدير في مكانها لا تحرك ساكنا تنظر في أثرها بذهول تام..
دلفت على
الجميع في الداخل ومن رآها صباحا ورأى ما فعلته وقع عليه دلو من الماء البارد لحضورها مرة أخرى وهنا في منزلهم!.. لا أحد يستطيع السؤال عنها الآن ولكن الجميع في نفس الوقت يريد تفسير واضح من جاد الذي وقف على قدميه بدهشة عندما وجدها هنا مرة أخرى..
لم يستطع أن يفعل أي شيء سوى أن يرحب بها كأي ضيف يأتي إلى بيته حاول قدر الإمكان أن يكون طبيعيا ولكن منعته زوجته من فعل ذلك بدخولها الھمجي على الجميع وأولهم كاميليا وقفت أمامها
ونظرت إليها بقوة داخل عينيها قائلة بحدة
أنت ايه اللي جابك هنا وعايزة ايه بالظبط مننا
ذهل جاد من دخولها المفاجئ الحاد وكلماتها الغاضبة أمام الجميع لم يكن يتوقع أنها من الممكن أن تفعل هذا
هدير!.. أنت اټجننتي
أبعدت نظرها عن كاميليا ونظرت إلى جاد بحدة أكبر وعصبية لأول مرة بحياتها معه تفعلها وأمام الجميع
كنت مچنونة وفوقت وحالا هعرف الست دي عايزة ايه منك
ابتسمت كاميليا بتصنع وهي تبادلها النظرات الهادئة على عكس الأخرى غاضبة وداخلها دلو من الماء البارد يجلس على قلبها وفرحتها لا توصف لأن زوجته فهمت الذي يحدث وهذا كان أول مسمار يدق في خړاب بيتهم
هكون عايزة ايه يعني.. أنا جاية اطمن على باباه جاد عمل معايا معروف وأنا بحاول ارده بأي طريقة مع إني مش هعرف مهما عملت
وضعت يدها الاثنين أمام صدرها بقوة تقف غير معتدلة وصاحت بقوة وثبات تضغط على حروفها بشراسة وهي تتحدث
أولا اسمه الاسطى جاد ثانيا إحنا متنازلين عن المعروف ده ومش عايزينك ترديه
لأول مرة تتحدث هكذا في وجوده أمام الجميع وهو لا يتحمل ما تفعله غير أنها تهين ضيفه في بيته أقترب بخطوة واحدة منها ليقف جوارها جاذبا ذراعها بحدة يهتف بصوت عال
هدير كفاية لحد هنا وبطلي الجنان ده
جذبت يدها بحدة وعصبية شديدة ونظرت إليه دون خوف ودون احترام له ترفع صوتها عليه أمام الجميع من أهلها وأهله
سيب أيدي كده أنا مش هبطل جنان والست دي لو شوفتها مرة تانية بجد هوريك الجنان اللي على حق
استدارت تنظر إليها بشراسة وټهديد
سمعاني..
نظرت إليها ببرود وكأنها ليست هنا من الأساس ولم تنظر إلى أي شخص من هؤلاء الجالسين بل نظرت إليه قائلة بهدوء وتصنعت الحزن فقط عندما نظرت إليه
أنا آسفة يا جاد شكلي عملتلك مشاكل.. همشي وهبقى أكلمك
اقتربت منها هدير على حين غرة بقوة وعنفوان والغيرة داخلها تنهش قلبها
يا بجاحتك يا شيخه تكلميه بتاع ايه إن شاء الله.. هاا
نظرت الأخرى إليه وبادلها هو نظرة معتذرة ثم ذهبت إلى الخارج دون التفوه بحرف واحد ولكن لنقول أنها حصلت على ما أرادت والآن بدأت اللعبة الرابحة لها عن حق..
أقترب منها زوجها بعينين مشټعلة بالڠضب لأجل ما فعلته مع كاميليا أمامه وأمام والده والجميع وجعلته يقف وكأنه ليس هنا
ايه اللي عملتيه ده
أبصرت عينيه بقوة رغم الضعف الذي تشعر به داخلها بسببه ولكن هذه المرة لن تصمت لقد تمادى كثيرا معها وهي لن تصمت أجابته بقوة وجدية شديدة وصوت عالي نسبيا
أنا لسه معملتش حاجه يا اسطى جاد ومحتاجة تفسير دلوقتي على اللي بيحصل ومتفكرش أنك تاكل بعقلي حلاوة ولا تهرب مني
أقترب منها أكثر إلى أن وقف أمامها مباشرة والجميع يجلس يستمع إلى ما يحدث وينظرون إليهم ولا أحد يفهم لما كل هذا! صدح صوته الرجولي الخشن وهو ېعنفها قائلا
وطي صوتك واحترمي نفسك يا هدير أنا قولتلك قبل كده بينا شغل
تجرأت وبصوت عال أمامهم أظهرته غير صادق مراوغ يفعل شيء محرم من وراءها
كداب يا جاد.. كداب وستين كداب لأن عبده قال إن ملهاش شغل عندك
جن جنونه عن حق عندما استمع إلى هذه الكلمات الأخيرة واشټعل صدره بالنيران أكثر من السابق متى رأت عبده ولما تحدثت معه وكيف! نظر إليها بعينين اختفى بريقهم تماما متسائلا پعنف
وأنت شوفتي عبده فين وبتكلميه ليه أصلا
وضعت يدها أمام صدرها مرة أخرى وحركت قدمها اليمنى باستفزاز أمامه قائلة بسخرية
سيب الموضوع بقى وامسكلي بتكلمي عبده ليه
جذب يدها من أمام صدره بكفه العريض جاعلها تقف معتدلة ضاغطا بيده بقوة عليها وهو ېصرخ بها
ايوه بتكلميه ليه ها
بكامل القوة التي تعرفها وبشراسة هدير المعهودة للغريب حضرت عليه لتجادله في وجهه وبكامل العناد المعروف قالت
علشان أعرف كدبك يا جاد
نفض يدها من بين يده بحدة وقوة لتترنح للخلف وهو ېصرخ بها غير قادر على فعل شيء آخر وهي لا تصمت وإن استمرت على هذا لن تمر الليلة مرور الكرام
قولت احترمي نفسك بقى
استدعى الأمر أن يقف سمير على قدميه أمام الجميع بعد أن توتر الجو أكثر من اللازم ولا أحد يعلم كيف سيتدخل بينهم وليس هناك فرصة من الأساس هتف بجدية
صلوا على النبي يا جماعة مش كده
ابتلعت والدته
ما وقف بحلقها وتخاف حقا من توتر هذه الليلة
بينهم أكثر من ذلك فهي تعلم أن هدير لا تقف قبالته هكذا بل
هي مطيعة ولا ترفع صوتها عليه ولكن يبدو أنها ضغطت على
تم نسخ الرابط