ندوب الهوي بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز

من وقعت على الشاشة عندما أضاءت ليس أكثر من هذا فظهرت أمامها رسالة عبر الواتساب تأتي باسم كاميليا!!..
مرة أخرى كاميليا بحياتهم!. هل مازالت كما هي هل هو يتحدث معها بعد كل هذا هل هي أهم من زوجته وعائلته ليبقى على تواصل معها!..
نظرت إلى الهاتف بعمق وحزن شديد احتل مجلسها وكيانها بالكامل!.. تركت الشوكة من يدها وعادت بظهرها إلى الخلف وملامحها قد تحولت إلى شخص آخر من الأساس انطفئ واسودت شاشته وبقى على وضعه
ولكنها لن تكون كذلك بالمرة..
امتدت يدها إلى الهاتف وأخذته بين يديها لتفتحه بسهولة حيث أنه لا يضع له كلمة مرور مما أدى إلى ظهور اسم كاميليا على الشاشة..
فتحت الواتساب الخاص به لترى أخر رسالة أتت له من تلك المراة نظرت إلى الرسالة بدقة من الخارج ولم تفتحها حتى لا يظهر له أن هناك من رآها قبله وستكون هي من المؤكد..
ده اللوكيشن يا جاد
هذه كانت رسالتها له أو هذا ما ظهر منها ترى ما الذي يوجد خلف هذه الرسالة وهذه المحادثة ما بها من الداخل!.. لم يأتي بخلدها بيوم من الأيام أن تبحث خلفه أو تشكك به لم تفكر بأنه قد يفعل هذا بها وقالت أنه رجل صالح آمين لا يفعل بها هذا ويغضب الله عليه!.
رسالة أخرى قد بعثت والهاتف بيدها تهتف باسمه وبجانبه علامة استفهام تدل على أنها تريده أن يجيب عليها. أو لما لا يجيب عليها!..
خرجت من هذا التطبيق ثم ذهبت إلى سجل المكالمات لتراه متحدث معها بالأمس!.. بعدما هبط من عندها من هنا!.. بعدما قام بمصالحتها والحديث معها بكامل اللين ووعدها أنه لن يزعجها بهذه المرأة وسيضع لها حد لأن علاقتهم ووجودها معه أهم شيء..
خرجت من كل هذا ثم محت آثار دلوفها إليهم وتركت الهاتف كما هو في مكانه وداخلها دوامة تكاد تبتلعها والأفكار تداهمها بشراسة وعقلها لا يرحمها وحزن قلبها ازداد أضعاف أي موقف حزن قد عليهم فهو يخفي عنها شيء كبير يفضل عنها إمرأة أخرى ېكذب عليها ويتحدث معها ېخونها!...
خرجت دمعة من عينيها في لحظة وهي غير منتبه لتفكيرها ودموعها الذي خرجت خلف واحدة فقط وأعلنت الحداد على كل شيء مسحت دمعاتها سريعا لأنه سيدلف في أي لحظة لن تبكي.. مستحيل أن تبكي ولن تعطيه فرصة في فعل ذلك فيكفي بكاء بسببه إلى الآن فهي ستتبع مبدأ البادي اظلم يا جاد الله
عاد جاد مرة أخرى وجلس على السفرة بهدوء كما كان وأبعد طبق الطعام من أمامه لأنه بالفعل قد امتلأت معدته بالطعام أبصرها بهدوء وقال دون أن تسأله
دي أمي بعتالنا فاكهة مع الواد ياسر ابن عبد الله دخلتهم المطبخ
لم يستمع منها ردا بل بقيت تنظر إليه نظرة غريبة لم يفهمها وكانت أقرب للحزن لو فسرها جيدا ابتسم بغرابة وهو يقول
مالك
أجابته بصوت خاڤت ساخر
بذات الوقت ساخر من نفسها وذلك الموقف الذي وضعت به معه
ماليش
شعر أن هناك خطب ما بالأخص بعد إجابتها بتلك النبرة وهذه النظرة ما الذي حدث في لحظات ليجعلها هكذا استمع إلى سؤالها الواضح تقول
هي الست اللي اسمها كاميليا لسه على تواصل معاك ولا بعدت
لا يدري ما الذي جعل هذا الأمر يعود على خلدها من جديد لقد كانت لحظات سعيدة الآن يا زوجتي الحبيبة لما تودين ضياعها!. ابتسم بسخرية كاذبة يود أن يوضحها لها ولكن ليته لم يفعل
تواصل!.. بعد اللي عملتيه ماظنش
ابتسمت هي الأخرى تبادلة بنفس السخرية وودت وبشدة لو تبكي الآن وتفرغ عينيها من الدموع الذي داخلها بالكامل ولكن لن تفعل يا جاد
أحسن بردو
عاد جاد بظهره إلى ظهر المقعد وأردف بعد أن تذكر بجدية يتسائل عن حال شقيقتها
صحيح مريم طلع مالها
حامل
دون سابق إنذار ودون أي مقدمات ودون رسم أي تعابير على وجهها ألقت هذه الكلمة البسيطة المكونة من أربع أحرف أمام وجهه وعلى مسامعه بقوة ووضوح تام والحدة ظاهرة في نبرتها ولكنه تغاضى عنها..
تغاضى عنها عندما استغرب إجابتها السريعة ولكن سريعا هو الآخر فهم ما الذي القته عليه فتقدم إلى الأمام مرة أخرى بلهفة وحماس كبير ظهر على عينيه الرمادية الذي ظهر بريقها
بتتكلمي جد!.. مريم حامل!
أومأت إليه بقوة وهي تنظر إلى فرحته وحماسه الظاهر لأجل ابن عمه من المؤكد أبصرت جسده بالكامل وهو يتحرك پعنف غير متزن من فرط السعادة التي وقعت عليه ماذا كان سيفعل لو علم أنها هي الأخرى تحمل طفل داخلها!.. هو من بدأ هو من منع هذه النعمة عنه بكذبه وخداعه لها..
الواد سمير هيبقى أب.. عقبالي
نظر إليها بعمق
وشغف خالص والحماس تأكله فرحة لابن عمه وله لأن هذا الطفل سيكون ابنه هو الآخر نظر إلى عينيها الجامدة متغاضيا عن ذلك والحب داخله يتضاخم مع صدره وهو يقترب منها ليمسك يدها قائلا بشغف وعينيه تلمع بغرابة
عقبالنا يا هدير.. عقبالنا يا وحش
ابتسمت بجفاء ونظرتها إليه ليست كما السابق وهو لاحظ هذا أكثر من مرة ولكنه يقول داخله أنه يفهم نظراتها وحديثها خطأ لأنها من قابلته بكل ما هو رائع أجابته بجدية ممېتة
إن شاء الله
تذكرت ذلك اليوم الذي أعترف لها به عن ما الذي يريده وكأنه حلم وهي من ستحققه تذكرت نبرة صوته ولهفته وتمنيه لما قاله تذكرت الكلمات بالحرف الواحد تلو الواحد الآخر وترددت داخل أذنيها وهي تنظر إليه الآن..
نفسي في ولد.. ولد حته مننا إحنا الاتنين أنا عارف إن لسه بدري وعارف
إن لو ده حصل هيبقى كتير عليكي وأنت لسه مخلصتيش كلية بس مع ذلك كل يوم بتمنى من ربنا إن ده يحصل.. أناني أنا مش كده
ترتكب چريمة الآن وهي تحرمه من أسعد لحظة بحياته ولكنه من بدأ في ذلك وهو من اضطرها لفعل ذلك وهي بحسن نية تناست ما مضى ووثقت به وقالت أنه لن يجعلها تحزن لأجل إمرأة لا تخصه ولا تكن له أي شيء..
ولكن اتضح لها أن جاد الله ېكذب ويخفي وينكر وكثير من الأشياء فعلها في الفترة الماضية تدل على أنه لم يعد ذلك الشخص الخائڤ من الله البار بها وبأهله لم يعد ذلك الحنون الذي ېخاف عليها من الهواء المار جوارها أصبح الآن يحزنها وهو يعلم أنه يحزنها ولكن يتغاضى عن علمه أو يتغاضى عن حزنها لا تدري أي جانب يمحيه من ذاكرته..
ولكن الذي تعرفه الآن أنه لم يعد جاد زوجها ولن يعود إلا عندما يعترف بكل شيء يحدث معه وبينه وبين تلك المرأة لم يعد به أي شيء تعرفه سوى أنه مازال معذب فؤادها..
يتبع
ندوب_الهوى
الفصل_الرابع_والعشرون
ندا_حسن
لا أريد الفراق ولا أريد الإبتعاد عنك
أنت معذب الفؤاد ولكن لا استطيع
التكملة من دونك
اليوم التالي
بقيت مريم طوال ليلة أمس تتلهف لعودة زوجها من سفرة والفرحة تدق بابها من كل الاتجاهات منذ أن تأكدت من حملها وهي مثل شقيقتها تطير فرحة وسعادة لأجل ذلك الخبر لم يكن على البال ولم تتأخر بالانجاب بل هي منذ أشهر تزوجت ولكن هذه فرحة كبيرة شديدة دقت قلبها وشعور مختلف لأول مرة تشعر به جعلها غير
تم نسخ الرابط