ندوب الهوي بقلم ندا حسن
المحتويات
يفرحوا
نظرت إليها وقالت بصدق ونبرة فرحة حقيقية وأكملت بسخرية ضاحكة
والله منا عايزة غير كده يا سعيدة.. دا الواد كان معزوم عندي استكتر يسيبها تساعدني خدها جري على الاوضه
دعت لهم زوجة عمه وتمنت أن ترى ابنها هكذا هو وزوجته والسعادة
تحيطهم لينعم بالراحة
ربنا يسعدهم يارب وأشوف سمير ومريم كده ياختي
أردفت الأخرى قائلة
قريب بإذن الله
وقفت والدة هدير على حين غرة وأردفت وهي تبتعد بسرعة قائلة بانزعاج وضيق
يادي العيبة.. الكلام خدني ونسيت اجبلكم حاجه تشربوها
لم تستطع احداهن الإعتراض فهي ذهبت
وقفت في المطبخ بعد أن دلفت إليه لتأتي إليهم بالعصير وكانت ابنتها هي الأخرى في المطبخ منذ أن أتوا ولم تستطيع الخروج منه حتى لا يروها تقدمت إلى والدتها وقالت بحنق وضيق
يا ماما مش قولتلك مليون مرة ماينفعش تقولي لحد زارنا النبي
تركت الزجاجة من يدها ثم وضعت إصبعها السبابة والإبهام على شفتيها بعد أن افتعلت صوت بهما قائلة بضيق
يوه يا مريم نسيت والله.. الكلمة على لساني
ربتت مريم على ظهرها وقالت بهدوء وابتسامة
طيب يا ماما حاولي يا حبيبتي متقوليهاش بقى علشان حرام ماينفعش نشبه زيارة حد بزيارة النبي عليه الصلاة والسلام
ومنذ الصباح كانت ذهبت هدير إلى شقيقتها ووالدتها لتكن معهم إن أرادوا شيئا سعدت كثيرا لشقيقتها ولم تكن سعادتها عادية بل كانت غاية الفرحة اعتبرت مريم مثل ابنتها وتولت تلك المسؤولية عنها منذ أن توفى والدها والآن تحمد الله لكون شخص مثل جاد يريد الزواج منها..
من أصله وطباعه ومن عائلة على الأقل معروفة في منطقتهم ولها كلمة مسموعة بين الجميع هنا ستكون سعيدة.. ستكون في غاية السعادة مؤكد فهي تحب سمير وهو يحبها وهذا ظاهر بشدة أمام الجميع..
زوجته حبيبته نصفه الآخر وقوته حقا لم تكن تصدق أنه شعر بوجودها وقرر الإقتراب أكثر.. الإقتراب إليها أكثر من نفسها...
لقد قال وفعل.. حقق ما ألقاه عليها بصفة غير مباشرة إلى حقيقة واقعية تحاول تصديقها..
سعادته هو الآخر أكتملت أكتملت بوجودها بوجود شخص شعر بأنه يريد قربه وحده طوال الوقت يريد رؤية ابتسامة منها رؤية نظرة عينيها العسلية براءتها وحبها الغير محدد..
ابتسم جمال بعد أن استمع إلى حديث رشوان والد جاد وكبير العائلة بطلبة زواج شقيقته من ابن أخيه
أنا مقدرش أرفض يا حاج رشوان وبعدين انتوا اخدتوا الكبيرة مش هديكوا الصغيرة
أردف الآخر مرة أخرى بجدية وهو ينظر إليه منتظرا حديث ليس محسوب كحديثه في ليلة جاد
ربنا يخليك يا جمال يابني.. طلباتك ايه بقى إحنا تحت أمرك
أجابه جمال بجدية شديدة وحزم وهو يعرف ما الذي سيفعله
طلباتي في مريم هي هي طلباتي في هدير
نظر إليه عطوة والد سمير باستغراب هو لم يكن موجود أثناء اتفاقه على زيجة جاد لذا لا يعرف ما الذي يريده تسائل بجدية وهدوء
اللي هي ايه يابني
تحدث جمال ببساطة ووضوح شديد ولم يخفي شيء بل تحدث بصدق أمامهم
الدهب مية ألف والقايمة نص مليون معلش يا حج عطوة أنا عايز اضمن حاجه لأخواتي.. مين عارف ايه اللي هيحصل بكرة
كانت تقف على أعتاب باب الغرفة تنظر إليهم من بعيد تبتسم بسعادة لأجل شقيقتها الصغرى التي قاربت على أن تكون كبيرة ناضجة.. تستمع إلى حديثهم وذلك الإتفاق الذي يخوضه والد زوجها وشقيقها..
عندما استمعت إلى آخر حديث لشقيقها ذهلت وكأنها استمعت إلى حديث خاطئ هل هو من طلب الذهب بهذا المال!.. إنه ليس كثير لدرجة الذهول ولكن ذهولها من كونه يطلب مبلغ أكبر منها ومنه أن يأتي بالحلى بهذه القيمة لها هي قمة في السخافة والأنانية بل قمة الإستغلال والطمع..
لقد فهمت أن والد جاد هو من حدد المبلغ في ذلك الوقت وصمتت لأنها اعتقدت أن حديث الإتفاق واقعي أكثر من هذا!..
وماذا عن النصف مليون!.. إنه أبله لا يفهم شيء غبي متهور ومستغل بل طامع وبشدة لما يطلب أموال كثيرة كهذه هل يقوم بعقد صفقة!..
انزعجت هدير بشدة وشعرت بالضيق من فعلة شقيقها وانتظرت الرد منهم لترى إن كان على حق في ذلك..
نظر إليه عطوة باستغراب شديد هل يتحدث عن الإنفصال وهم في الإتفاق!.. هل هو أبلة إنه لا يفرق معه المال إن كان كثيرا أو قليلا ولكن ما يفرق معه حديث هذا الأبلة وطلبه هذا في الأساس مبلغ كهذا ليس قليل
بل إنه كثير للغاية فهي لن تأتي باشياء بهذا الثمن..
ابتسم رشوان بهدوء وعقلانية وهو يعلم ما الذي يريده جمال وعندما وجد شقيقه صمت أردف هو قائلا بلين
اللي أنت عايزة يا جمال المهم الولاد يفرحوا
أكد جمال دون أن يبتسم حتى قائلا
إن شاء الله هيفرحوا ويتهنوا
اتكأ رشوان على عصاه وهو ينظر إلى جاد و سمير الذين يجلسون بصمت في حضوره منتظرين إتمام ما اتفقوا عليه قبل أن
يأتوا إليهم
الفرح إن شاء الله يبقى بعد ما العروسة تخلص السنة دي على خير يكون سمير جهز شقته وانتوا كمان لو فيه حاجه نقصاكم
أردف قائلا بجدية
على خيرة الله
ابتسم سمير عندما استمع إليه يهتف بهذه الكلمات ورأى الأمر يسير بهدوء بسبب حضور عمه وحديثه هو و جمال فلو كان أحد آخر لم يكن يستطيع التخلص من جمال وحديثه الغريب دائما ولكنه يقصر المسافات ويجعله يأتي بالمفيد فقط..
يبقى نقرا الفاتحة
ابتسم جاد وهو ينظر إلى سمير الذي هتف بحماس وفرحة رفع الجميع أيديهم أمام وجوههم يقومون بقراءة الفاتحة لتكن هكذا تمت خطبة مريم و سمير..
بعد أن مر قليل من الوقت عليهم ذهب سمير ومعه جاد وزوجته وشقيقتها إلى أحد محلات والده ليأتي إليها بالذهب..
وفي أثناء خروجهم ذهب جمال إلى الخارج ومعه والد جاد و سمير وتبقى والدة هدير و فهيمة ووالدة سمير أيضا في المنزل وامتنعوا عن الذهاب معهم تاركين جاد و هدير فقط ليجلسون سويا جلسة يستمتعون بها بحكايات الزمن الذي مضى عليهم منتظرين عودة أبنائهم بالحلى الخاص ب العروس مريم
بعد انتهاء هذه الليلة بسعادة على الجميع بقيت هي الوحيدة المشغول بالها مما استمعت إليه وما حدث أمامها..
لقد انزعجت حقا بسبب طلب شقيقها الغبي لم تكن تعلم أنه سيفعل هذا لو تعلم لما وافقت من الأساس ألا يدري أنه تزوجها ليبعد مسعد عنها ألا يدري أنه فعل هذا لأجل أن يصمت الجميع ولا يتحدث أحد بالسوء عنها ألا يدري أن فعلته هذه آتية بسبب أخلاقة الكريمة وشهامته معها ألا يدري أن هذا تعاطف والده هو الآخر وشفقته عليها..
نظرت إلى جاد جوارها على الفراش كان ينام ممدد على ظهره يضع قدم فوق الأخرى ممسكا هاتفه يتصفح ما به بينما هي جالسة في مكان نومها على الفراش
متابعة القراءة