ندوب الهوي بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز

يبتسم ابتسامة مصطنعة ليكمل حديثه بها
آه ده حقيقي يعني لما الحج قال إنه عايز يجوزني وكمان نقالي العروسة عرفته نيتي ناحيتك بس هو قال إن ليه نستنى طلما أنا موجود وأنت موجودة
ابتسمت له بسعادة وما يجول بخاطرها هو شيء واحد! كم هي محظوظة به وبوجوده جوارها ومعها محظوظة بحبه وعشقه لها منذ ذلك الوقت الذي لم تكن تعرف عنه أي شيء سوى في الفترة الأخيرة أهي إلى تلك الدرجة نقية وتستحق ذلك..
وضع جاد كف يده على وجنتها يحرك إبهامه عليها ببطء وحنان ويده الأخرى تمسك بكفها وأردف قائلا بنبرة رجولية خشنة
تعرفي نفسي في ايه
تسائلت بلهفة وكأنه يود شيء تستطيع فعله له ولتجعله يسعد أكثر وتغمره الفرحة ولكنه تحدث قائلا بحنين وتمني
نفسي في ولد.. ولد حته مننا إحنا الاتنين أنا عارف إن لسه بدري وعارف إن لو ده حصل هيبقى كتير عليكي وأنت لسه مخلصتيش كلية بس مع ذلك كل يوم بتمنى من ربنا إن ده يحصل.. أناني أنا مش كده
وضعت يدها فوق كفه الذي يضعه على وجنتها وابتسمت بوجهه وهي تتعمق بالنظر إلى عينيه قائلة باستنكار أولا ثم أكملت بلهفة وصدق
أناني.. طب يحصل بس ومالكش دعوة أنت.. الكلية كلها كام شهر وهتخلص وحتى لو مخلصتش طول ما أنت معايا أنا مش هشيل هم حاجه.. بس يحصل
وضع يده خلف عنقها وجذبها ناحيته ليستقر بجبينه على جبينها وأخذ يستنشق تلك الأنفاس المنبعثة منها أغمض عينيه وتمنى داخله أن يمن الله عليه بأخر طلباته
بأذن ربنا هيحصل.. كل شيء بأوان يا هدير
تركت ما يفعله وجذبت يدها منه لتضع يدها الاثنين حول عنقه ثم اقتربت منه وغمرته بشدة وقد كانت بحاجه إلى هذا العناق الذي يشعرها أن كل ما يحدث حقيقه وهي بين يدي زوجها الحبيب الأول والأخير لها ومن تمناه قلبها وبادلها ذلك العناق مرحب به كثيرا وهو يضغط بيده حول خصرها يقربها منه أكثر ليشعر بتواجدها معه بعد معاناة الحب الخفي والاشتياق الذي كان ېقتل روحه بالبطيء..
لم نقول أن لحظة الإعتراف بالمكنون داخل القلوب كانت أول درجة من درجات سلم السعادة كانت لحظة بمثابة دواء أشفى جميع الچروح غائرة وسطحية واختفت جميع الندوب الذي لا تختفي..
مرت ثلاثة أشهر وكانت بها السعادة أبسط مثال على ما يعيشون به الفرحة كلمة قليلة التعبير والراحة توضيح فاشل لن يعود بالنفع أما الهدوء فلم يتواجد بينهم فكان هناك صخب وجموح لم يعهدوه سابقا..
كل شيء كان مختلف اختلاف محبب إلى جميع القلوب يجعلهم يشعرون بنعيم الحياة والبساطة بها الأمان والراحة الحب والهدوء..
هي لم تقابل رجل مثله ولن تقابل بكامل حياتها لن تتحدث عن كم الحنان الذي يتمتع به ويفرط منه نحوها حتى وإن كان يمانع ما يريده لن تقول كيف تكون رجولته أمام الجميع وأمامها أولا ولن توضح كيف يشعر بالغيرة الممېتة تجاه أي رجل آخر يمر جانبها وما يتمتع به
بكثرة هو الكتمان يشاركها ما
يخصه فقط وإن كان حديث أحد غيره لا وجود له من الأساس..
ينزعج أحيانا ولا يوضح ذلك بل يلتزم الصمت وتجنبها ربما هذه الصفة الوحيدة الكريهة به تود لو كان يتحدث ويسرد ما يزعجه لا ينتظر أن تشعر هي..
ولكن على أي حال هو لا يعيبه شيء بنظرها لا ترى أن هناك أفضل منه بل هو الأفضل وبجدارة كان في الفترة الأخيرة يساعدها كثيرا وكثيرا والوصف قليل أثناء فترة امتحاناتها كان يد العون بالنسبة إليها والنظرة في عينيه الرمادية تعد دعم خالص وراحة هائلة لن تنسى ما فعله لأجلها أبدا لن تنسى أنه لم يجعلها تشعر بالضغط بل كان في تلك الفترة يصعد إلى الشقة قبل معاده ليكون بالقرب منها ويساعدها فيما تريد ويجعلها تشعر بالطمأنينة والراحة..
ولن تنسى أنه دائما يعطي إليها الأموال لتعطيها إلى شقيقتها لن تنسى أنه تحدث معها بحزم حينما رفضت ذلك وتعهد بإعطاء المال لها كل شهر لأن شقيقتها أصبحت مسؤولة منه وهذا كان من وجهة نظره.. جاد الله رشوان أبو الدهب فريد من نوعه ولا يوجد مثله ولن يوجد ولو بعد حين رمز للرجولة والشهامة الأخلاق الحميدة والتربية الصالة رجل يملك المال ولا يهمه غير أن يكون ذلك الصالح التابع لربه ويحاول جاهدا لفعل ذلك..
وهو أخذ ما يريد حصل على ما تمنى لمدة أربع سنوات دعاءه ليلا نهارا قد زرع وها هو الآن يحصد الزرع وما به من طيبات راقته سعادته بوجودها جواره نومها بأحضانه وشعوره بأنها ملك له وحده زوجته وحبيته سعادة لا تقدر بثمن لا يستطيع وصفها لو بقي العمر بأكمله يصف كيف تكون..
ابتسامته عندما يراها أمامه من أجمل الابتسامات التي حصل عليها رؤية وجهها الأبيض المحبب إلى قلبه وعينيها العسلية الصافية ولن ينسى النمش الخفيف الذي يجعلها من أجمل جميلات العالم رؤية كل ذلك يجعله مثل طائر كان خلف القضبان وحصل على الحرية ويرفرف في السماء عاليا..
عندما تضع الطعام أمامه وتصر عليه أن يأكل لأنه يتعب في عمله عندما تحضر له ملابسه حتى لا يرهق نفسه في الورشة ومعها أيضا خۏفها عليه ولهفتها عند وصوله إلى المنزل حنانها الذي تغدقه به وكأنها والدته كل هذه الأشياء لن يجدها إلا في زوجة صالحة كتبها الله له بعد عناء كبير ومجاهده حادة داخله على أن يقترب أكثر من الحلال مبتعدا عن الحړام..
كانت بالأمس ليلة زفاف سمير و مريم ولم تكن ليلة أقل حماس من ليلة جاد و هدير بل كانت أكثر حماس والفرحة على وجوه الجميع ترتسم بدقة والسعادة تتراقص بين الرجال على أنغام الموسيقى..
كانت الليلة الأسعد والأفضل بالنسبة لهم بعد اعتراف كل منهم إلى الآخر بالحب القابع داخل قلبه وقد حدث ذلك قبل العرس بشهر كامل فأصبحت العلاقة بينهم أكثر أريحية وصفاء ولم يكن هناك شيء يعيق فرحتهم ببعضهم البعض بل كانوا يسبحون في مياة نقية وإحساس روعة المياة يدغدغهم..
فلم يكن سمير ذلك الشاب الكتوم الذي يبحث عن الفرص المناسبة بل كان دائما مندفع بالخير يتحدث ثم يبحث عن النتائج يفعل ثم ينظر إلى ما فعله وقد أفاده هذا بشدة في علاقته مع زوجته مريم أول من دق قلبه لها پعنف ولهفة هائلة ليس طبيعية..
وساعدته مريم على ذلك معترفة بكل شيء منذ البداية منذ أن رأت سمير أبو الدهب زوج لها وتمنته من الله ليكن كذلك خير زوج الأمور على صراحتها تكون أفضل بكثير وتوفر أفكار ومتاعب كثيرة نأتي بها لأنفسنا وكأننا لا نريد الراحة..
ولم يكن هناك غير الفرح والسعادة من جميع الحاضرين والأكثر بينهم هدير ووالدتها ولم يكونوا يعلموا أن جمال هو الآخر يشعر بالسعادة لأن شقيقتيه قد ذهبوا من بين يده لمن يستطيع الحفاظ عليهم والاعتناء بهم دون أن يكونوا تحت ضغط أو حزن بحياتهم فيكفي ما مر عليهم وهما معه..
ومن كان يصدق أن فتيات الهابط سيكونون زوجات لأبناء عائلة أبو الدهب من أغنى وأقدم العائلات في
تم نسخ الرابط