ندوب الهوي بقلم ندا حسن
المحتويات
الآن ما المغذى منه..
وقف أمامها ناظرا إليها بضعف انتقل إليه عبر النظرات المتبادلة بينهم يتسائل بقلة حيلة وما وصل إليه قاټل ودون رحمة
وقولتلي مريم حامل وقتها بالطريقة الناشفة دي علشان توجعيني! علشان اتوجع أن سمير مراته حامل وأنا لأ مع أن نفسي في عيل من زمان حتى من قبل ما اتجوزك وأنا منايا أشوف عيل ليا
وقفت على قدميها سريعا تتمسك بيده قائلة بضعف وعينيها تذرف الدموع دون توقف نافية ما فكر به وما هتفه
أقسملك بالله أبدا.. اوجعك أنا اوجعك يا جاد دا أنا أموت فداك والله العظيم عمري والله يا جاد ما أفكر في وجعك دا بيبقى ليا الضعف.. أنت إزاي تقول كده
وهي تتفهم إزاي غير كده ها تتفهم إزاي لحد امبارح وقبل لحظة مكنتش مدي للموضوع أهمية أصلا ولا افتكره بس أنت اللي فكرتيني بيه وأنت فعلا كنتي قاصدة إنك تقولي بالطريقة دي علشان توجعيني
اتسعت عينيها وازدادت في البكاء وهي تراه يتفهم الأمر بطريقة خاطئة تزيده سوء وتعقيدا
والله العظيم أبدا بقولك مقدرش اوجعك.. أنا اللي بتوجع يا جاد مش أنت
حرك عينيه على كامل وجهها ناظرا إلى بكائها بقوة متسائلا بجدية ونبرة حادة
أجابته بقوة هذه المرة وقلبها يتذكر قبل عقلها تلك النيران التي كانت تشتغل داخله غيرة وحزن منه وعليه
لحد ما أفهم ايه اللي كان بيحصل من ورايا
صړخ جاد پعنف فجأة وهو يبتعد للخلف
بردو بتقولي من ورايا
أقتربت ببطء ورفعت يدها تضم أصابعها أمامه تبكي بحړقة وها قد عاد من المۏت لتدلف معه إلى مۏت أشد منه
أفهمني يا جاد.. أفهمني شوية أنا سألتك وأنت كدبت عليا مع إن أنت اللي مكلمها مش هي وليه على تواصل معاها ومن ورايا يا جاد أنا اڼصدمت وده أقل واجب.. جوزي اللي مش بيخبي عني حاجه اللي بيحبني مرة واحدة اتغير معايا كده وبيكلم واحدة من دون أي أسباب مقنعة وبيكدب عليا وهي أصلا ست مش سالكة.. معرفتش أنا أعمل ايه والله يا جاد بس كنت حزينة والقهرة كانت ھټموټني..
كنت خاېفة وزعلانه وحاسه بحاجات كتيرة مش عارفة اشرحهالك بس فكر فيا أنا وحط نفسك مكاني كنت بقوم بالليل كام مرة علشان أبص عليك واتاكد إنك نايم جنبي... جاد أنا كنت مړعوپة
ابتسم بسخرية محركا شفتيه بذهول وهو يقول ويصطنع الابتسام
يعني كمان بتشكي فيا
نفت حديثه بكامل قوتها وهي تشير بيدها بالنفي
لأ والله عمري ما شكيت فيك.. أنا بثق فيك أكتر من نفسي بس أنا مكنتش واثقة فيها هي.. مكنتش حاسة بالأمان من ناحيتها وكلامي طلع صح يا جاد
نظر إليها يتعمق في عسليتها الباكية ورمادية عينيه ودت لو بكت مثلها نظر إلى كل
أنت أكتر واحدة عارفه قد ايه أنا نفسي أخلف وأكتر واحدة عارفه قد ايه أنا بحبك ولو خيروني بين نفسي وبينك هختارك أنت.. عارف أنك معاكي حق تغيري عليا وتزعلي مني لما كدبت عليكي وتفكري في حاجات كتير وأنا عارف عقلك مايتوصاش.. اسمحلك بكل ده عادي مفيش مشكلة
صمت قليلا وأخفض بصره للأرضية ثم رفع عينيه مرة أخرى ووضع يديه الاثنين داخل جيب بنطاله ووقف شامخا لا يدري كيف فعلها وتحدث بصوت عاري من كل شيء ويوضح أكثر ما به وهو العتاب
لكن أنك تشكي فيا وتخبي عني حملك! بأمانة ده صعب.. مع إني قولتلك قبل كده إن عمري ما أبص لواحدة غيرك ومش علشانك كمان أنا أصلا عمري ما عيني
اترفعت في واحدة يا هدير.. وعمرها ما هتحصل
بس إزاي أنا بخونك!..
بس الخېانة الحقيقية بقى هو اللي عملتيه إنك تخبي عني حاجه من حقي زي ما هي من حقك ده اللي اسمه خېانة ومش هسامح فيه يا هدير
تقدم إلى الفراش يخرج يده من جيبه أخذا القميص الخاص به لكي يرتديه قائلا بجدية وهو يتجه للخارج مرة أخرى
البسي يلا في ناس مستنيانا
خرج من الغرفة وجذب الباب خلفه بقوة مصدرا صوتا عاليا وغرضه الأول من ذلك ألا تخرج خلفه لأنه الآن لا يريد أن يتحدث في هذا الأمر حتى لا يحدث أشياء لا يريدها..
ترك لها الغرفة وخرج يرتدي قميصه في الصالة ضاغطا على أعصابه التالفة من الأساس والتي تقف على المحك وتريد الإڼفجار في الجميع لكي ترتاح بعد هذا العڈاب..
لم يكن يعتقد أنها تفعل به هذا حامل منه وبطفل له وتخفي عليه وهي تعلم أنه يريد ذلك أكثر من أي شيء آخر تشكك به وبأخلاقه وبحبه لها تمحي الثقة التي بينهما هكذا في لمح البصر..
لقد كڈب عليها لن ينكر ذلك مهما حدث ولها الحق في الحزن والإبتعاد والغيرة وغيرهم ولكن أن تفعل به هذا!..
ذهب إلى النيابة وتعرض لأمر ليس له به يد وتقدمت إليه هناك وتحدثت معه عن كثير من الأمور وحتى لم تكلف خاطرها بقول أنها حامل لتعطي له أي أمل ولتخفف عن نفسها ما فعلته..
لقد قال لها كل شيء حقا لما هي لم تقول له!..
لقد قهرت قلبه ومزقت روحه إلى أشلاء بعد أن فهم أنها لا تثق به بل تشكك بكل ما يقدمه منذ دلوف هذه المرأة الغبية الكريهة التي إلى حياتهم عن طريق مساعدة نبيلة منه..
الأمر لن يمر هكذا على قلبه وعقله.. لن يمر بهذه السهولة.. عقله سيجن!..
وهي بالداخل لم تستمع إلى حديثه بل جلست على الأرضية بعد خروجه تخرج كل ما داخلها من بكاء والندم يتأكل قلبها وعقلها لما فعلت به ذلك.. لما
ولكنها أيضا ليست مذنبة لقد شعرت بالصدمة في ذلك الوقت وهو من عليه العتاب لأنه كڈب عليها هو من عليه العتاب لأنه من فعل كل هذا دون أن يخبرها!
تبكي لأن كلما اقتربوا من بعضهم حدث ما لا يحمد عقباه وتم البعد بينهم بنجاح وكأنها عملية جارية التنفيذ كل فترة صغيرة لا تتكون من أيام حتى..
ما العمل الآن يا هدير ما الذي سيجعله يعفو عنك بعد ما فعلتيه وحطمتي قلبه بتفكيرك الغبي..
توجه معها إلى منزل والده بعد أن ارتدى ملابسه كاملة وهندم مظهره ليليق به وكذلك فعلت هي بعد قليل من الوقت الذي استغرقته في البكاء ارتدت عباءة بيتية واسعة تناسب فرحتها بعودة زوجها فلا أحد يعلم ما الذي يدور بينهم سلم على والدتها في الأسفل بحرارة مبتسمة له بسعادة معبرة له عن كم الفرحة التي حصلت عليها عندما علمت بخروجه داعية له ولابنتها كثيرا بالخير والسعادة..
صعد إلى شقة والده بوجه جامد لا يشوبه أى تعابير مفهومة بل كان يسير معها وينظر إليها بكامل الجدية وكأنه يرفض أي نظرة غير تلك أو أي تعبير آخر منها..
تصعد خلفه بوجه شاحب غير ذلك الذي قابلته به مختلف عنه بفرق شاسع وكأنه من السماء إلى الأرض عقلها لا يستوعب ما
متابعة القراءة