ندوب الهوي بقلم ندا حسن
المحتويات
هادئة رخيمة
مهما حصل أنا عمري ما ابص لواحدة تانية غيرك وعمري ما انسى اللي بينا.. وحتى لو مليون واحدة وقفوا قدامي علشان أشوف حد فيهم مش هشوف غير مراتي حبيبتي وأم ولادي إن شاء الله
ابتسمت بهدوء وعذوبة وطار قلبها يرفرف من السعادة المفرطة التي ألقاها عليه في لمح البصر وعلى حين غرة في الحقيقة لم تكن تتوقع منه أن يفعل ذلك بل توقعت أن يستمر فيما يفعل ويكمل الجفا بينهم إلى أن ينتهي..
وهي أيضا أن تجعل الأمر يأخذ أكبر من حجمه بينهم فيكفي ما حدث إلى الآن ستحاول باللين أن تفعل كل ما تريد بعيدا عن الشجار
أقتربت منه تضع يدها حول خصره ومالت برأسها على صدره تحتضنه
بشدة وهي تتناسى كل ما مضى وتقوم بحذفه الآن من عقلها حتى تنعم بما أرادت مرة أخرى وهو عيش حياة طبيعية كما السابق مع زوجها ولكن!... لن تتخطى وجود كاميليا بهذه السهولة ولن تصمت إلا عندما تعرف ماذا تريد..
قابلها جاد بعناق كبير وكأنه يريد أن يبتلعها داخله ليشعر بتواجدها المستمر جواره وكم كانت هذه سعادة مطلقة عندما قام باحتضانها بعد طول غياب لم يكن يفعلها إلا وهو
نائم ليلبي نداء جسده بقربها منه..
مش هنفطريني ولا ايه أنا مردتش أفطر معاهم واسيبك لوحدك يا وحش
أسرعت تقف على قدميها مبتعدة من جواره وهي تهتف بسعادة كبيرة تلبي ما يريده
هغير هدومي في ثواني وأحضرلك أحلى فطار
وقف هو الآخر وقال بجدية
أنا كمان هاخد دش على ما تخلصي
أومأت إليه بسعادة وتوجهت إلى الداخل وقلبها يرفرف فرحا وسعادة ومع ذلك فهناك من يجلس داخل عقلها لم تتناسى أمره ولن تتناسى مهما حدث..
تناول طعام الإفطار معها ثم هبط إلى عمله في الورشة ولكن قبل دخوله إليها إتجه إلى ركن بعيد قليلا عنها وأخرج هاتفه ثم فتحه وعبث به قليلا ومن بعدها وضعه على أذنه ينتظر الرد الذي أتى في لحظات لا تعد..
ازيك يا مدام كاميليا
أتاه الرد من الناحية الأخرى بلهفة تظهر في صوتها الذي استغربه للغاية تقول
الحمدلله بخير يا جاد.. أنت عامل ايه
تجاهل سؤالها عنه ومنع استغرابه ثم أكمل حديثه بنفس النبرة والجدية
أنا بكلمك علشان اعتذرلك عن اللي عملته مراتي امبارح.. أنا بجد آسف بس هي بغير زيادة عن اللزوم
لم يكن هذا السبب الأساسي لهذه المكالمة نعم وجد أن عليه الاعتذار منها لما فعلته زوجته معها في منزله ولكن السبب الأكثر أهمية من هذا هو أنه يريد مقابلتها ليفهم ما الذي تريده منه ولن يستطيع أن يفهم إلا عندما يقوم هو بهذا ويطالب بكامل شجاعته..
استمع إليها تهتف بدلال وصوت لم يرتاح إليه ولم يكن يريد سماعه
طبعا أنا تحت أمرك في أي وقت بس هو فيه حاجه
بمنتهى الجدية أردف وهو يحك مقدمة أنفه بإصبعه وقد شعر بالملل فقط من سماع صوتها هل زوجته محقة لما تتدلل هكذا
آه محتاج أتكلم معاكي في موضوع
تسعد أم تنتظر لترى ما الذي يريده مهما يكن في النهاية ستفعل ما تريد
طب تمام أوي بالليل هبعتلك عنوان نتقابل فيه
وافقت في لحظات فقط هذا سيوفر عليه كثيرا
تمام إن شاء الله.. مع السلامة
أغلق الهاتف ووضعه في جيبه ثم عاد مرة أخرى إلى الورشة ليرى عمله وليكمله مع العاملين لديه وهو يشعر أنه أنجز بعض المهام والأفضل بينهم أنه فض الڼزاع مع زوجته..
ذهبت إلى منزلهم لتطمئن على والده وترى إن كانت والدته تريد شيء تفعله لها وتبقى هي جوار زوجها..
لكنها تركته ينام في فراشه وذهبت لتجلس مع هدير في صالة المنزل وهي تتحدث معها بعمق تعطي لها بعض النصائح حتى لا تهتاج مع ولدها مرة أخرى
هو قالنا إن مفيش حاجه يا حبيبتي والله
أبصرت عيني والدته بعمق بعد أن قضبت جبينها قائلة بجدية ويقين
يا ماما فهيمة أنا عارفة إن مفيش حاجه من ناحية جاد لكن هي أنا مش واثقة فيها وبصراحة قلقانه منها
ابتسمت إليها ابتسامة هادئة لتكمل حديثها بيقين هي الأخرى وثقة تامة في ولدها
ولو بردو جاد عمره ما يعمل حاجه غلط ولا يمكن يبص لواحده غيرك يا عبيطة.. جاد ابني وأنا عرفاه
أكملت بعتاب لين وهي تبصرها بعينيها معتدلة في جلستها أمامها
كل اللي زعله هو وقفتك قصاده قدام الكل وكمان رفعتي صوتك عليه وصغرتيه قدامنا
نظرت هدير إلى الأرضية بخجل وهي تعلم أن ما فعلته كان خاطئ للغاية وأكبر شيء اغضبه واستفزه هو فعلتها هذه رفعت وجهها إليها قائلة بجدية معترفة بالخطأ الذي فعلته كرد فعل
أنا عارفه إن اللي عملته غلط بس ده كان بسببه هو اللي اضطرني لكده
وقفت والدته على قدميها واتجهت بهدوء
لتجلس جوارها على الأريكة وضعت كف يدها على فخذها بحنان قائلة
أنت بس لو تهدي يا حبيبتي وبلاش تتعصبي على الفاضية والمليانه
اعتدلت مستديرة لتقابلها بوجهها قائلة بجدية ولوعة الغيرة داخل قلبها تنهش به
والله هادية يا ماما فهيمة بس أنا بردو زعلانه وقلبي قايدة فيه الڼار بسبب الست دي.. عايزاه يبعد عنها بأي طريقة
ربتت على فخذها مكملة بثقة كبيرة
هيبعد يا حبيبتي مستحيل يشوف زعلك ده كله ويفضل على تواصل معاها حتى لو كان شغل
عاندت هدير هذه المرة أيضا عندما ذكرتها بكذبه عليها فهو لم يكن يعمل معها ولم يكن هناك أي صلة عمل بينهم
كان بيكدب بردو في حتة الشغل دي.. عبده قالي أنها مالهاش شغل عندهم
ابتسمت الأخرى بلين وود وهي تحثها على غلق هذه الصفحة التعيسة من حياتهم وأن تتناسى ما فعله وتبدأ معه من جديد
بحب وثقة
بقولك ايه انسي بقى وافتحي صفحة جديدة وبالراحة يا حبيبتي بالراحة.. جاد طيب وغلبان وبيجي بالراحة مش بالزعيق
أومأت إليها برأسها عدة مرات متتالية وهي تتفهم كل ما تحدثت به معها وتقدر ذلك بشدة لأنه يأتي من والدته
حاضر يا ماما فهيمة.. حاضر
يحضرلك الخير يا حبيبتي
أبعدت وجهها للناحية الأخرى ثم مرة أخرى نظرت إليها بخجل وهي على وشك أن تتسائل في شيء تعتبره خاص قليلا ولكن لا تستطيع أن
تصمت أكثر من هذا
إلا قوليلي بقى يعني مفيش حاجه كده ولا كده
نظرت إليها هدير بعمق وكأنها تعيد سؤالها مرة أخرى داخل عقلها.. أخرى وأخرى وكأنها تذكرت شيء ما أتى على خلدها بحديث والدته أجابته بابتسامة ضاحكة
يعني وهو لو فيه هخبي عليكي يا ماما فهيمة
أسرعت الأخرى تهتف بقوة ومعها اقتراح تود أن يقوموا بفعله
مش قصدي يا حبيبتي بس يعني مش نشوف دكتور بقى
ابتسمت إليها الأخرى وأومأت برأسها مؤكدة حديثها
شوية كده إن شاء الله ونشوف
إن شاء الله يا حبيبتي
في المساء
عادت هدير إلى شقتها بعد صلاة العشاء من منزل والده حيث أنهم قاموا بتناول العشاء معهم في جو هادئ بعد أن أظهر جاد لهم أنه قام بمصالحة زوجته واعتذر عما بدر منه وأظهرت زوجته أيضا أن الأمر قد مضى وكأنه لم يحدث من
متابعة القراءة