ندوب الهوي بقلم ندا حسن
المحتويات
يأتي من عنده بنظرة أو بكلمة ألقى هذا السم في قلب جاد لكي يتخلص منه وينال ما أراد أخذا حق ليس حقه ولكن عندما قرر فعلتها لم يخيل له شيطانه أن ابن عمه سيكون هنا مكانه وأن زوجته لن تستسلم له بهذه السهولة بل سيرى كل مر على يدهم وقد حدث بعد تسليمه واتهامه بالتعدي على المنزل وسرقته في وجود الشهود من الحارة وزوجته وشقيقتها وابن عمه الذي تولى مكانه من بعده إلى حين عودته والآن ستكثف العقۏبة حتى يعلم أن البيوت لها حرمة الجميع يقف عندها ومن قبلها.. عليه أن يتعلم ما لم تعلمه له الحياة في بقية سنوات عمره الذي سيقضيها داخل السچن بعد كل ما فعله..
إليها في جلستها مع أهله إلى حين عودته إنها متفائلة هذه المرة عن حق تشعر أن الله لن يخذله ولن يتركه وحده بين هذه الحفرة العميقة الذي وقع بها..
سيخرج وسيعود إلى مكانه وبيته وأهله رافعا رأسه بين الجميع وضعت يدها على أدويتها وهي تأخذها تذكرت أمر حملها الذي إلى الآن لا يعرفه! عليه أن يعرف في أول مقابلة له ستخبره لن تخفي الأمر عنه أكثر من ذلك وكيف هي نسيت هذا الأمر من الأساس وكيف نسيت إخباره اليوم على الأقل كان هذا سيكون الأمل له فوق أمله في الخروج..
لقد أصرت عليه أن يقص عليها كل ما حدث بينهم وما قالته وما أجاب به وفعل ذلك وشعرت بكم كبير من الخجل من نفسها لما ظنته أن هناك ما يخفيه عنها تثق به ولا تثق بأحد غيره وتعلم أنه من المستحيل أن ېؤذيها ولكن غيرتها وكذبه وتلك المرأة احتلوا عقلها وجعلوها تفعل شيء مثل هذا تحرمه من معرفة أنه سيكون والد لطفل..
فقط لحذف كل شيء حتى قبل أن يكون موجود الجمت الصدمة لسانها وجعلتها تتناسى أخباره وهي هناك معه ولكن هي ليست حزينة بل تشعر بالأمل وستقول له وهو هنا في بيته ومنزله وسيكون هذا عن قريب ليشعره بالفرحة الأكثر من كل شيء عهد تأخذه على نفسها الآن أنها لن تزعجه مهما حدث وستكون نعمة الزوجة الصالحة له كل ما مر عليهم اكتشفت أنه حدث بسبب عدم الحديث والمواجهة لقد كان جاد كتوم في كثير من الأوقات على عكسها ولكنها أيضا أحيانا كانت تفعل ذلك ومن اليوم فلتعتبر أنه قد محيا وهناك بداية جديدة لهم سويا..
هدير صحيح جاد اتقبض عليه
لقد كان في الإسكندرية في نفس اليوم الذي تم القبض به على جاد أخبرها قبل رحيله أنه ذاهب بسبب نقله لفرع المطعم الآخر هناك والذي يعمل به أشارت إليه بالدخول وتحدثت وهي تغلق الباب
أيوه يا جمال اتقبض عليه پتهمة التجارة في الزفته البودرة
رفعت نظرها عليه وهي تجلس على الأريكة مقابلة إياه تسائلة باستغراب بعد أن استوعبت أنه لم يكن هنا
أنت رجعت ليه وعرفت منين
اعتدل في جلسته وتحدث بجدية رجل عاقل
قائلا
أنا لسه عارف النهاردة الصبح من أمي وأنا بكلمها مكنتش كلمتها من ساعة ما وصلت علشان تلفوني باظ وعلى ما غيرته ولما عرفت جيت جري
نظرت إلى الأرضية بحزن مردفة
سبت شغلك وجيت ليه بس وأنت يعني هتعمل ايه يا جمال
وضع عينيه عليها بعمق ودقة قائلا بنبرة واثقة ثابتة
لأ هعمل وهعمل كتير يا هدير وجاد هيخرج
رفعت نظرها إليه بعد أن استمعت نبرته الغريبة عليها والواثقة بخروج جاد وبأنه سيقوم بعمل شيء تسائلت بجدية مثبتة عينيها عليه كالغريق الذي يريد النجاة بأي شيء أمامه
هتعمل ايه يعني
وقف على قدميه بعد سؤالها وتقدم ليجلس جوارها ناظرا إليها بقوة يهتف بشيء لم تتوقعه أبدا
أنا شوفت مسعد وهو داخل ورشة جاد قبل ما أمشي وكان معاه كيس وخرج من غيره ومكنش فيه حد في الورشة لأني وأنا ماشي عديت على جاد وعبده وهما في القهوة..
اتسعت عينيها بقوة وهي تعتدل بجسدها لتنظر إليه أكثر بوضوح تستمع لما يقوله بقوة وتفهمه عن حق كيف مسعد وماذا عن كاميليا تحدثت بجدية وقوة
بتقول ايه قول تاني وبالتفصيل
أشار بيده وهو يروي لها ما حدث في ذلك اليوم عندما كان ذاهب إلى الإسكندرية نظر إليها أكثر وبدقة تحدث
كنت خارج من البيت ويدوب مشيت كم خطوة ببص ورايا لقيت مسعد داخل ورشة جاد ومعاه كيس في أيده استغربت أنه داخل كده عند جاد من غير حساب بس بعدها على طول مافيش دقيقة عدت وخرج فاضي كملت طريقي وأنا ماشي لقيت جاد وعبده في القهوة ورميت عليهم السلام وقولت يمكن حمادة وطارق هناك وهما اللي قابلوا مسعد بس مجاش في دماغي أي حاجه من اللي حصلت
دون تفكير أو ذهول منها أن مسعد من فعل ذلك دون لحظة واحدة تفكر في شقيقها أو أي أحد آخر ودون لحظة صدمة وقفت تصرخ بهمجية قائلة وهي تبحث عن حقيبتها
تلفوني تلفوني فين... الشنطة فين
وقف هو الآخر وهو يراها تصيح هكذا تركض إلى الغرفة بالداخل ثم خرجت وبيدها الهاتف
تلهث پعنف والابتسامة تظهر على شفتيها مرة وتختفي الأخرى سألها باستغراب
طب بتعملي ايه
وضعت الهاتف على أذنها بعد العبث به بيدين ترتجف بشدة وقالت بسعادة ولهفة وقلق وحب ومشاعر لا تدري ما هي ولما توجد الآن
بكلم سمير.. سمير لازم يعرف علشان يقول للمحامي ويروحوا النيابة
أجاب عليها من الطرف الآخر معتقدا أنها علمت بما حدث ولكنها لم تعطيه الفرصة للتحدث قائلة بلهفة وتخبط
سمير جمال أخويا رجع.. بيقول إنه شاف مسعد داخل الورشة يوم جاد ما اتقبض عليه وكان معاه كيس.. هو أكيد نفس الكيس اللي فيه البودرة وأكيد هو اللي عملها
ابتسم الآخر من على الناحية الأخرى بسعادة غامرة وهو يجيبها بلهفة مثلها وحماس لما هو آتي
وأنا معايا شريط كامل لمسعد وهو بيحط البوردة جوا الورشة.. الكاميرا جابته يا هدير وإحنا
في النيابة دلوقتي
دمعت عينيها بشدة وضعت يدها الأخرى على موضع قلبها الذي ازدادت ضرباته عڼفا وفرحة تكاد أن ټقتلها وتسائلت بلهفة وشفتين ترتعش
بالله عليك بجد
والله العظيم بجد
مرة أخرى تسائلت بعد أن بللت شفتيها بلسانها وقالت بلهفة وحنين
يعني جاد هيخرج
أردف من الناحية الأخرى بسعادة يود أن يجعلها تطمئن وترتاح إلى الآن فقد تعبت كثيرا
كلها شوية إجراءات لو طولت آخرها بكرة وهيبقى عندك
صمتت ولم تتحدث فقط ذرفت عينيها الدموع بكثرة شاعرة بالسعادة المطلقة
متابعة القراءة