ندوب الهوي بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز

أطباق من ذهب قدموه لبعضهم لتكن حياتهم هكذا.. مبشرة بكل الخير..
في المساء
جلس جاد في الصالون منذ أن صعد إليها.. لم يتحدث معها ولم يعيرها أدنى انتباه وهو الذي كان قد قرر العودة عما حدث سابقا والبدء من جديد على نهجها الذي يحتوى على الصراحة الكاملة بينهم ولكنها هي أيضا من أخلفت كل شيء وكانت تود البدء وهو لا يعلم ما الذي حدث معها في غيابه..
كانت تريد أن تجعله ذلك الأبلة أمام جميع الناس بالحارة وأمام نفسه قبل أي شخص.. لما كل ذلك خوفا عليه ألا تدري أن قلبه ېحترق بنيران الغيرة والحړقة على ما حدث
ألا تدري أن هناك نصل حاد دفع
بقوة هائلة ليبقى في المنتصف بالضبط!..
يا الله عقله وقلبه وروحه كل عرق نابض به وكل عضو يحيى يدعوه لفعل شيء لن يندم عليه أبدا وبذلك سيكون أخذ حقه ولكن مرة أخرى يعود عنه لأن هذا ليس من طبعه...
غيرته على أهل بيته تحرقه بقوة هائلة غير معتادة.. فما سردته له عما فعله ذلك الحيوان نهش داخله وحطمه وفعل منه أشلاء لا تساوي شيء..
كذبها عليه ومداراة الأمر جعله يعود كما كان وأحضر كل خطأ قد فعلته ليكبر الوضع الأحمق الذي هم به وليبتعد عنها إلى حين أن يعود عندما يقول عقله وقلبه وهم لن يتفقوا معا أبدا
على هذه النقطة..
الآن مسعد بالسجن ولن يخرج منه بسهولة فهو يحاكم على عدة قضايا وليست واحدة بعد أن أعترف عليه بعض من الشباب مثل جمال سابقا أنه يتاجر في الممنوعات.. سيقضي بقية حياته في السچن هذا إن كان له بقية من الأصل.. ربما يكون كل ما حدث هذا لأجل أن ينال مسعد عقابه بهذه الطريقة..
هو إلى الآن ېحترق بسببه ولن يستطيع أن يجعل الأمر يمضي هكذا ولكن لن يعترض على أمر الله وقضاءه وهذا عقاپ ليس بعده عقاپ بل أن الله يأخذ بحقه وحق الجميع منه هو وهذه المرأة الأخرى..
أمسك ريموت التلفاز وأغلقه ثم وقف على قدميه يميل على الطاولة أخذا هاتفه وتقدم إلى غرفة الأطفال المجاورة لغرفة الصالون دلف إليها بعد أن أغلق الباب إلى المنتصف ووضع الهاتف على الكومود الموجود في منتصف الفراشين الصغيرين جلس على فراش منهم ثم خلع عنه قميصه ليبقى بالقميص الداخلي..
نام على الفراش واستدار يعطي الباب ظهره وترك كل شيء بعيد عن رأسه مقررا النوم قليلا فهو إلى الآن لم ينعم بالراحة منذ أن أتى..
خرجت من غرفة النوم لتذهب إليه في الصالون ولكنها وجدت أضواء الغرفة مغلقة وهو ليس بها نظرت إلي غرفة الأطفال الذي كان بابها مفتوح إلى المنتصف ووجدته ينام بالداخل..
هذا تعبير واضح وصريح عن كونه يريد الإبتعاد عنها! في ظل كل ما حدث بينهم منذ أول يوم دلفت فيه بيته هو لم يبتعد عن فراشهم يوم واحد!.. أهذا ابتعاد أم ما الذي يحاول فعله!..
أشعلت الأضواء ودلفت إلى الغرفة جلست على الفراش في الناحية التي ينظر إليها بوجهه أمسكت كف يده العريض وعلى أثر ذلك فتح عينيه الرمادية المرهقة ناظرا إليها ثم حاول يجذب يده منها ولكنها ضغطت عليه جاذبه كف يده إلى بطنها قائلة بدموع حبيسة داخل عينيها ونبرة خاڤتة ضائعة معه ولا تدري الذي تفعل صحيح أم لا بعد عاصفته الهوجاء
بلاش علشاني أنا!.. وحيات أغلى حاجة عندك.. وحيات اللي في بطني كفاية كده أنا تعبت
نظر إليها مطولا ويده موضوعه على بطنها ويدها هي الأخرى أعلاها أطال النظر إليها ثم صاح بحدة
وأنا تعبت أكتر منك
ضيقت ما بين حاجبيها برجاء وحنان تود لو تخرجه إليه تعتذر عما بدر منها كله وجعله حزين هكذا
طب خلاص يا جاد محلولة.. كفاية كده بقى بالله عليك
ولكنه هذه المرة كان أشد قسۏة من أي موقف قد مر عليهم بحياتهم.. هو من الأساس ليس به صفة القسۏة ولكنه رغما عنه تحلى بها
هو فعلا كفاية بس مش بالساهل كده
تسائلت باستنكار وضعف وهي تراه يسحب يده منها ويدعو ما يفعله بالسهل وكأنه لا يرى ما الذي يحدث بينهم
كل ده وساهل يا جاد كل ده وساهل
مرة أخرى ينظر إليها مطولا بعينيه الرمادية يرى كل تعابير وجهها وتسرده عليه ملامحها دون حديثه منها وهو ممدد على الفراش
لمي كل حاجة ليكي هنا في الشقة
توسعت عينيها بقوة وصدمة كبيرة بعد أن استمعت إلى كلماته التي خرجت من فمه بكامل البساطة والسهولة!
ايه
بنفس النظرة المثبتة عليها أجاب بقوة وقد قرر ما الذي سيفعله وانجزه بالفعل عندما هبط من هنا بعد الشجار الذي حدث بينهم
اي هدوم خاصة بيكي ولا أي حاجه تخصك دخليها الدولاب أو حطيها هنا واقفلي باب الاوض
أردفت بنبرة خاڤتة تتسائل
ليه كل ده
هتف وهو يبعد عينيه عنها إلى الفراغ قائلا بقوة وجدية شديدة وقد أخذ القرار ولا يريد النقاش به
بكرة جاي صنايعية يشيلوا السرير وهيركبوا غيره والركنة كمان
هذا الاهدار محرم أكيد.. لما كل هذا لأجل جلوس مسعد عليه.. تعلم أن الأمر صعب وهي لم تتحمله ولكنها قد فعلت ما تستطيع فعله لما يريد تغير الأثاث بالكامل
الموضوع مش مستاهل كل ده صدقني.. العفش لسه جديد حرام كده
لأ مش حرام ودي حاجتي وأنا حر فيها.. أنا اللي هدفع وأنا اللي هرمي مايخصكيش
عادت للخف برأسها عندما وجدته يصيح پعنف وقالت بنبرة لينة هادئة ليهدأ قليلا
براحتك... اللي شايفه صح أعمله
صاح مرة أخرى بقوة أكبر من السابق وقد جعلها كل هذا
تعود للخف بقرار مصالحته
من بكرا الصبح تنزلي
عند أمك ومترجعيش غير لما أقولك
حاضر
اعتدل في نومته على الفراش الصغير وأدار ظهره
إليها يستعد للنوم بعد أن قال لها ما يود قوله ولا يريد بعد ذلك شيء يزعجه أكثر من ذلك ولكنها وضعت يدها على ظهره منادية بإسمه بصوت رقيق هادئ
جاد!
استدار پعنف ملتقطا يدها من عليه صارخا بحدة واستهجان ونظرته عليها ثاقبة
بصي بقى أنا أصلا مش طايق نفسي فعلشان تقعدي تزني على دماغي ده هيرجع ليكي أنت بالسواد كله ف سيبيني أنام أحسن
ترك يدها پعنف واستدار مرة أخرى ينام يعطي لها ظهره نظرت إليه پصدمة وذهول كيف تحول هكذا!. في كل موقف يكون صعب عليه هو بالتحديد يفعل هكذا.. وهذا أثبت إليها أنه بالفعل لا يستطيع التخطي..
بعد أسبوع
بدل جاد منذ أسبوع فراشه الذي كان ينام عليه معها بعد أن كرهه بشدة بسبب ذلك البغيض على قلبه وكذلك الركنية ثم انتقل في اليوم التالي لينام جوارها كالعادة..
اتضح لها أنه انتقل إلى الغرفة الثانية فقط لأجل الفراش لم يود أن ينام عليه فذهب إلى الغرفة الأخرى ينام بها إلى حين تغيره..
حمدت الله أنه كان لأجل ذلك فقط فقد شعرت عندما ذهب إلى الغرفة الأخرى وتركها أنه يستطيع البعد عنها وتركها وحدها ولكنه بعد أن عاد مرة أخرى كما كان تأكدت أنه مازال كما هو على وضعه يبغى القرب منها إلى أقرب حد..
ولكن مع ذلك هو إلى الآن لا يحادثها جيدا ولم يعود كما كان في السابق بل يمارس العقاپ معها على أكمل
تم نسخ الرابط