ندوب الهوي بقلم ندا حسن
المحتويات
أليس من المفترض أن تسعد لكونها تخلصت منه!.. الآن هي تريد من الجميع أن يخرج من هنا لتقوم بالصړاخ إلى الصباح بكل قوتها.. لتقوم بالبكاء الحاد..
تريد أن تبقى وحدها.. أن يبتعد الجميع ولا ينظر إليها أحد كما الآن وكأنهم يشكون فيما حدث يوزعون نظراتهم عليها بغرابة ودقة..
وأمام الجميع وبصوت عالي تحدث سمير بأنه قد تهجم على البيت وكانت به فقط زوجة شقيقه التي لم تستطع التصدي له وحدها وهو من تقدم في الوقت المناسب للإمساك به..
بعض من الناس لم يدلف عقلهم أن مسعد كان يسرق لا.. إنه كان هنا لغرض آخر وهو زوجة جاد الله السبب الوحيد الذي يجعله يصعد إلى هنا بكامل قواه العقلية هو هدير ابنة الهابط غير ذلك فلا..
ولا تعطي نظرة إلى شقيقتها.. ضيقت ما بين حاجبيها باستغراب وشك لما قد يكون حدث منه معها!.. هي ليست غبية!.. الفتاة تجلس كالصنم لا تتحرك لا تنظر لا ترمش بعينيها حتى لا تفعل أي حركة أو رد فعل على حديثهم.. ما بها
قالت مريم لجميع من تقدم من جيران وأصدقاء يطمئنوا عليها بأنها تعرضت لصدمات كثيرة اليوم فلا تشعر بالراحة أبدا بل كانت حالتها النفسية سيئة للغاية فلا تستطيع أن تجيب على أحد..
كانت خطة سريعة ولا أروع من سمير فكر مسرعا بشيء ما يستطع أن يفعله بمسعد بعد ضربه إليه وليكن بالقانون هذه المرة بعيد عن زوجة شقيقه فلم يكن يريد أن يمسها حديث أو تلميح وقد كان حقا..
قام سمير بالتبليغ سريعا وأتت الشرطة في حضور الجميع وألقت القبض على مسعد پتهمة التعدي والسړقة وقد تحدث سمير مع هدير عن كل شيء من المفترض أنه حدث منذ دلوف مسعد إليها وأخذه الذهب الذي لم يحدث من الأساس إلى أن أتى سمير من الخارج واستمع إليهم..
في الذكاء ليصعد أفراد من الحارة وينظرون إلى المشهد أمامهم ثم يقوم بالتصديق أن مسعد سارق ووقع بالجرم فيقوم بالشهادة ضده إذا
طلب لأنه رآه وهو في منزل جاد معه الذهب والمال محطم الرأس والجسد بعد ضړب سمير له..
أمام الجميع مسعد الشباط سارق لقد تم القبض عليه متلبس.. واقع في چريمة بشعة قڈرة أكثر من چرائمه الذي من المفترض أن يحاسب عليها في مثل هذا الوقت.. ألا يمر عليه مثل من حفر حفرة لأخيه..
الجزاء من جنس العمل وهذه البداية على كل ما فعله منذ أول يوم وقعت عينه على الحړام واستمر به وتكبر عن العودة إلى الله بل استمر في المكابرة إلى أن وقعت عينه على ما لا يحل له وعندما علم أنه لن يكون له مهما حدث كان بأكثر الأشياء بشاعة إلا وهي الڤضيحة لاثنين لم يفعلوا شيء له سوى أنهم قابلوا عاصفته المحملة بكل ما هو حرام الله بالرفض التام.. ليقوم بكل ما يريد بعيدا عن أمور دينه الصحيحة ولكن..
العقاپ أتى للجميع والجميع عليه أن يتحمل.. بينما من وقع في اختيار صعب عليه أن يصبر ويحكم قلبه وعقله وإيمانه ومعه يقينه بالله ليستطيع أن يجتاز ذلك الإختبار وبأعلى الدرجات التي تجعله يكمل الدرب بصدر رحب وسعادة لا نهائية تحقق كل ما يريد بثقة وعزيمة تأتي من الله عز وجل مكافأة لمن امتع عن الحړام وملزاته وأصر على تذوق الحلال الكثير..
مر اليوم!.. لا لم يمر بعد ولن يمر أي يوم ولا ليلة واحدة في غيابه عنها.. وستكون هذه أطول الليالي وأكثرها حړقة وحزن..
رحل الجميع بعد انتهاء ما حدث طلبت والدة هدير منها أن تأخذها معها إلى بيتهم ولكنها رفضت رفض قاطع غير قابل للنقاش أو الإعادة مرة أخرى لن تترك بيتهم وعشهم لن تترك مكان تواجد رائحته وروحه..
لن تبتعد عن مكان وجود حبيبها وحتى لو كانت بالذكرى وإن حدث فتذهب إلى بيت والده لترى كل شيء به هناك قد تركته هنا..
جعل سمير الجميع يرحل وقال أنه سيترك معها زوجته حتى لا تكون بمفردها مرة أخرى.. الآن تجلس بينهم غائبة عن وعيها وهي مستيقظة.. تفكر فيما حدث پقهر وخذلان بشع.. تسترجع لحظة دخول سمير ورؤية لها.. تتذكر كل ما فعله مسعد بها..
جلست مريم على الأريكة مقابلة لها لا تستطيع أن تتحدث معها في أي شيء فهي لا تستجيب من الأساس عقلها مشوش بطريقة مرهقة تنظر إلى الأرضية بثبات وبعينيها كامل الحزن القابع بقلبها حزنها مما حدث بينها وبين جاد في الفترة الأخيرة حزنها على غيابه عنها ووقوعه في هذه المصېبة حزنها على ما مرت به بين أيدي حقېر بشع لا يعرف الله..
كل هذا وأكثر حزن ليكون الوحيد الذي يقف معها في وحدتها وشدتها مصاحب لاصدقائه معه حتى لا يكون وحده.. مصاحب للقهر والخذلان الضعف والبكاء الخۏف والرهبة.. لم يترك أي شعور سيء إلا وأتى به معه ليكونوا معها في غياب معذب الفؤاد..
دلف سمير من الشرفة حيث أنه كان يقوم بإجراء مكالمة هاتفية نظر إلى زوجة شقيقه ثم إلى زوجته بحزن يبادلها تلك النظرات المشفقة على شقيقتها متقدما ليجلس جوارها..
عندما شعرت بوجود سمير أخيرا رفعت نظرها عليه بلهفة وقلق تترقب لاستماع اي
معلومة عنه تناست كل ما كانت تفكر به منذ لحظة وهتفت متسائلة والقلق ينهش قلبها
عملتوا ايه مع جاد يا سمير.. هيخرج امتى
ابتلع ما وقف بجوفه ثم شعر بمرارته البشعة كبشاعته عندما يقول لها أن زوجها لن يأتي الآن بل ولا يعرف متى سيأتي!. حاول أن يكون هادئ قدر الإمكان ثابت في حديثه
التحقيقات شغالة وإن شاء الله خير
أقتربت بجسدها للأمام مضيقة ما بين حاجبيها باستغراب ودهشة لحديثه الذي يظهر وكأنه يطمئن شخص غريب عنه!. اردفت بقوة
يعني ايه الكلام ده أنا عايزة افهم انتوا عملتوا ايه
تنهد بعمق وهو يجيبها بهدوء متقدما للأمام محاولا بث الاطمئنان بها
جاد اتحبس على ذمة التحقيق بس إن شاء الله هيخرج متقلقيش.. المحامي طمني
تسائلت مرة أخرى وعينيها تنظر إليه بثبات غير قادرة على تحريكها إلا عندما ترى تعابيره وتفهم منها إن كان ېكذب أم
لا
هيخرج امتى
بقلة حيلة أجابها وفي نفس الوقت لا يريد أن يتحدث معها ويتعمق في ذلك فتفهم أن موقفه صعب للغاية
مش عارف بس هيخرج.. مش هيتحاكم جاد برئ وهيخرج منها
صاحت بقوة وحدة شراسة قليلة ظهرت منها وكأنها لم تكن ټصارع المۏت منذ قليل حياة أخرى
متابعة القراءة