ندوب الهوي بقلم ندا حسن
المحتويات
تنظر إليه من الحين إلى الآخر وتود الحديث معه..
شعر بأنها تود الحديث بعد نظراتها المترددة هذه لم يتحدث وبقي مثلما هو منتظرا منها البدء فيما تريد حتى لا يكون مشوش لافكارها وتكون هي من تحدثت وقالت ما تريد..
لحظات واستمع إليها تهتف بصوت خاڤت وهي تستدير في جلستها لتنظر إليه بعينيها العسلية الصافية التي تحمل داخلها براءة تعاكس شراستها بقوة
أنا عايزة اسألك عن حاجه
رفع نظرة من الهاتف بل أغلقه كليا وتركه على الكومود جواره بعد أن جلس نصف جلسه متكأ على الفراش بيده ينظر إليها
اسألي
أنت ليه مقولتليش إن جمال هو اللي طلب مبلغ الدهب
كان يشعر أنها ستتحدث عن هذا نظر إلى يدها التي تضغط عليها ثم أعاد نظرة إليها مردفا بلين وحنان لم تعهد على مثله إلا من والدها
مكنش هيفرق في حاجه سواء إحنا اللي قولنا ولا جمال وبعدين مية ألف يعني مش مبلغ فظيع للدرجة دي أنت شوفتي جابوا ايه دول كام جرام دهب يعني
هتفت بضعف وقلة حيلة ومرارة الفقر تعكر صفوها أمامه بينما تنظر إلى داخل عينيه بعمق
أمسك بيدها التي تضغط عليها واضعا إياها بين كفيه بحنان وهدوء وأردف وهو ينظر إليها بحب وشغف
لأ قليل وقليل أوي كمان.. فلوس الدنيا بالدهب اللي فيها قليل عليكي يا هدير أنت تتقدري بأغلى من كده بكتير
نظرت إليه بقليل من الاستغراب هل هذا غزل أم اعتراف بالحب بطريقة غير مباشرة هل هذا تقديره لقيمتها!.. لقد أصابها بالحيرة من حديثه الدائم المستمر بالعبث بها ومعها تساءلت مرة أخرى بعد أن استكملت الحديث معه
بس أنت كمان مقولتليش على فلوس القايمة
حاول جاد أن يبتعد عن الحديث في هذا الأمر فحوله إلى حديث ساخر يهتف بتهكم وسخرية
اوعي تطمعي وتطلقي وتاخدي الفلوس مني
نظرت إليه بجدية شديدة ولم تأخذ حديثه على محمل المرح بل أخذته على محمل الجدية التامة واستنكرته بشدة بل وشعرت بالضجر أيضا لمجرد تخيل أن هذا الشيء يحدث بينهم..
أبصرته بهدوء مجيبة إياه بضعف وحزن تخلل نبرتها المنكسرة
أطلق!.. وفكرك البعد عنك تداويه الفلوس..
هو من استغرب حديثها هذه المرة فتسائل بجدية واستغراب
تداويه..
ابتسمت بحزن يظهر بوضوح على ملامح وجهها ونظرة عينيها مثبتة على رماديته الخلابة متعلقان ببعضهم البعض واستمع إليها تهتف پألم ونبرة خاڤتة
آه.. أصل البعد عنك چرح چرح كبير إن طاب بيسيب ندوب كل ما تشوفها تفكرك بالهوى اللي صابك في المكان الغلط
بل هناك كبرياء إمرأة تمنع اعترافها بالعشق ناحيته بسبب ظروف زواجهم الذي أتى بوقت خطأ تراه تزوجها شفقة ليس إلا وشهامه لأجل إسكات الجميع وعندما تنحدر أكثر ترى حبه بوضوح ولكن دون حديث فتصمت هي..
وهناك تخبط داخله ود الإعتراف لها منذ اللحظة الأولى ولكنها دائما
تراه يعطف عليها بهذا الزواج هل غبية! من هذا الأبلة الذي يتزوج لأجل التعاطف أو الشفقة لو كان هكذا حقا من أسهل الطرق أن يبعد عنها مسعد ويجعل الجميع يصمت بطريقته بعد الذي أردف به عنهم لكنه مؤكد لن يتزوجها.. والآن فقط انتظاره أن يراها ليست مشتتة وسيعترف بكل شيء حتى لا تعتقد أنه يشفق عليها مرة أخرى بحديث كاذب يخترعه لأجلها..
أردف بعد وقتا طويل يتبادلون فيه النظرات المرهقة المعذبة لأجل الحب قال بجدية ونبرة رجولية خشنة
مش في مكان غلط ولا حاجه يا هدير.. بالعكس دا صح الصح وبكرة تعرفي.. الاسطى جاد مش بيقول أي كلام
ابتسمت بهدوء وردت مصححة
البشمهندس جاد
استند بظهره إلى الخلف بعد أن اعتدل قائلا بجدية
أهو البشمهندس دي مسمعتهاش من حد غيرك أنت وأمي وأبويا الحج رشوان
أردفت بشغف يظهر عليها وحنين يتأكل داخلها
بحبها.. وبحب الاسطى جاد بردو
أبصر وجهها الأبيض وجمالها الطبيعي ملكه وحده وأردف بمرح وعبث وهو يغمز بعينيه
يا حظه الحلو الاسطى
حاولت أن تتناسى ما تمر به معه حاولت أن تبعد جميع الأفكار عن عقلها ف جاد شخص لا يوجد مثله أبدا..
يكفي حديثه الدائم المتحدث عن كم الحب الذي يخفيه عنها نظراته نحوها وحديث عينيه عن العشق القابع داخله يكفي أفعاله وتصرفاته وما يظهر عليه من حب وحنان عندما تجمعهم لحظة رومانسية..
لو لم يكن يحبها لما يغير عليها بهذه الطريقة الغبية.. لما لا يجعلها تتحدث باكثر أريحية مع سمير بل يبدو منزعج بشدة وهو يراها تتحدث معه ولو بأمر عادي أمام الجميع!.. تشعر بذلك وهذه ليست أول مرة لما قد يجعلها تذهب معه إلى الكلية وتعود أيضا معه إلى انتهاء آخر سنة دراسية لها. لما يترك كل ما بيده ويذهب إليها..
لو لم يحبها لم يكن يهمه أمرها بل كان سيتركها تفعل ما يحلو لها..
كل شيء به يتحدث عن حبه لها وهي كالغبية تعكر صفو حياتهم لتحصل على اعتراف!.. وبالمقابل هو يحاول تعديل ما تقوم بتخريبه وصبره ليس له نهاية معها يجدده كلما شعر أنه يقل بسبب أفعالها..
مر أسبوع وهي تحاول أن تعود كما كانت في السابق معه وتتناسى كل ما حدثت نفسها به من قبل سوى الصبر.. الصبر إلى أن يتحدث عن ما يكنه داخله وإلى ذلك الحين لن تتحدث أبدا وستحاول أن تمتثل لذلك..
وقف جاد بسيارته أمام البوابة الخارجية كالعادة منتظرا إياها لتخرج له فك حزام الأمان عنه ومد قدمه اليمنى قليلا ليخرج الهاتف من جيبه حتى يقوم بالإتصال بها..
جلس براحة في السيارة وهو يضع الهاتف على أذنه بعد أن قام بالإتصال بها ولكنها لا تجيب على الهاتف حاول أكثر من مرة وهي لا تجيب.. أعاد تشغيل السيارة ليذهب إلى الأمام قليلا..
وبينما هو يذهب وجدها تخرج مع زملائها تقريبا صف السيارة في الأمام ثم أمسك بهاتفه ومفاتيحه وقارب على الخروج منها..
وقعت عينيه على المرآة الأمامية في الجانب الأيمن للسيارة التي كانت تعكس صورتها الضاحكة بشدة!.. مع إحدى الفتيات وذلك
الشاب الذي رآها معه من قبل!..
خرج من السيارة ووقف جوار الباب وصدره يتضاخم من شدة الڠضب الذي تجعله يصل إليه بأقل مجهود الغيرة تنهش قلبه الذي يخفق بقوة وعڼف لأجل أفعالها الغريبة..
لما تقف معه!.. إنه يتذكره جيدا ذلك الشاب الذي قالت عنه أنه شقيق إحدى صديقاتها لما تقهقه هكذا!.. ألا تشعر بالخجل أين حيائها وخجلها الآن.
ازعجته وجعلته يشعر بالڠضب يتأجج داخله ويتزايد بقوة وهو يراها مستمرة في الضحك معهم يحاول الإتصال بها وهي لا تجيب مؤكد منشغلة في ضحكاتها العالية وحديثها المدلل أمام ذلك الحقېر..
زفر بحدة وعصبية وهو يغلق باب السيارة بقوة شديدة جعلته يصدر صوتا عاليا..
سار إلى ناحيتها وملامح وجهه لا تبشر بالخير بسبب هذا المشهد الذي وقعت عينيه عليه منذ لحظات وقد كان يتنافى مع عاداته وتقاليده وما يجب أن تفعله زوجته أمام أي رجل أجنبي عنها لقد كان يعتقد أنها
متابعة القراءة