ندوب الهوي بقلم ندا حسن
المحتويات
لا يوجد مثلها
اخلص بقى
أبتعد ذاهبا إلى غرفة النوم وهو يغمز إليها مجيبا بقوة وتوعد
لينا كلام تاني يا وحش
ثم اختفى داخل الغرفة ودلفت هي الأخرى إلى المطبخ لتأتي بالطعام إلى غرفة السفرة ليتناولوه سويا في ظل جو أسري محبب إليهم بعد حديث جاد ومشاكسة ابنه في ظل محبتها لهم ورؤيتها للسعادة داخل بيتها..
في المساء
وقف في صالة المنزل شامخا وهتف بصوت عال قليلا لكي تستمع إليه والهاتف بيده
أنا في بلكونة الصالة.. هاتي الشاي وتعالي
أجابته من الداخل بنبرة عالية
ماشي
ذهب هو إلى الشرفة فتحها ودلف إليها بهدوء ثم أغلق الباب خلفه وجلس في الداخل على المقعد والهاتف بيده يجري اتصال بأحد ما بينما هي كانت في الداخل تحضر كوبين من الشاي لهما سويا في جلسة صفاء بينهم..
فتحت بابها بهدوء ودلفت إليه تجلس على المقعد المقابل له ووضعت الصينية على سور الشرفة وجدته يتحدث في الهاتف وكان ينهي المكالمة وضع الهاتف على سور الشرفة جوار الصينية بعد أن أنهى المكالمة فتسائلت بجدية
كنت بتكلم مين
تحدث بنبرة عادية ينظر إليها بهدوء
ده عبده والجماعة
بيسلموا عليكي
ابتسمت بهدوء وظهر الاشتياق على ملامحها فقد رحل عبده من هنا بعد أن تزوج من رحمة صديقتها كانت الظروف بالنسبة إليه صعبة للغاية فقرر البحث عن محافظة أخرى يتوفر بها عمل أفضل من هذا له لأن عمله مع جاد في النهاية لن يجني له ما يكفي أسرة كاملة..
مد يده وأخذ كوب شاي ثم قدمه إليها أولا فأخذته منه ثم مد يده ثانية وأتى بكوب إليه يرتشف منه بهدوء قال بجدية
كنتي خلي آدم ينام في اوضة الأطفال
عادت للخف بظهرها تستند إلى ظهر المقعد وعقبت على حديثه قائلة بهدوء ولين وهي تتذكر صغيرها نائم عليها بكل براءة
بعد ما نام جوه نقلته
ارتشف من كوب الشاي ثم أخفضه من على فمه قائلا باقتراح يود تنفيذه اليوم قبل غد
المفروض يتعود ينام فيها
اعترضت مكرمشه ملامحها ناظرة إليه بقوة وصوتها هادئ كما هو تنظر إليه بجدية
لأ لسه شوية يا جاد مقدرش اسيبه لوحده دلوقتي
بس تسيبيني أنا مش كده
سألته باستنكار مشيره بيدها الحرة من كوب الشاي
وأنا سيبتك امتى
ضيق عينيه الرمادية ذات اللمعة الرائعة عليها وقال بسخرية ويبدو حقا منزعج من هذا الوضع الذي لا يجعله يأخذ راحته معها
مش
بينام في نص السرير بينا
صدحت ضحكتها في المكان وهي تراه منزعج هكذا وكأنه هو طفل صغير يغير من أخيه الذي تفضله عليه والدته
معلش يا جاد اعتبره زي ابنك
هتف بجدية ينبهها أنهم يجلسون في الشرفة أي في الشارع
أومأت إليه برأسها فعاد مرة أخرى إلى موضوعه غامزا لها بعينيه مبتسما وكأنه يقدم إليها معروف وينتظر المكافأة
علشان خاطرك بس
أردفت قائلة بابتسامة هادئة ترتسم على ثغرها الوردي الصغير
طب أشرب الشاي وخلصنا عايزة أقولك أخبار حلوة
أخفض الكوب مرة أخرى بعد أن ارتشف منه وتسائل باستغراب وعينيه مثبتة عليها
أخبار.. أخبار ايه دي
أجابته بجدية والإبتسامة على وجهها ثم رفعت كوب الشاي ترتشف منه بهدوء مثله
اشرب الشاي وندخل جوه وأقولك
تسائل بنبرة جادة يستغرب حديثها
اشمعنى
علقت على حديثه بقوة لأنه لا يطيق الإنتظار أبدا ويريد أن يعرف كل شيء في وقته كما عودته في الفترة الأخيرة أن كل شيء بينهم واضح وصريح وكأنهم كتابين مفتوحين أمام بعضهم
كده يا جاد كده
لوى شفتيه ببرود وأكمل ارتشاف الشاي قائلا
طيب ياستي براحتك
دقائق مرت عليهم وهم في الشرفة ينتقلون من هنا إلى هنا في الحديث ثم دلفوا إلى الداخل بعد أن أغلق جاد الشرفة وتقدمت زوجته بالصينية إلى المطبخ لتضعها به دلف هو
إلى غرفة نومهم ينتظر قدومها وهي خرجت من المطبخ إلى غرفة الأطفال الصغيرة لتطمئن على صغيرها...
دلفت إلى غرفة نومهم وكان هو يجلس نصف جلسة يستند بظهره إلى ظهر الفراش وقفت أمام المرآة ثم أبعدت عنها هذا الحجاب والعباءة هي الأخرى ليظهر من أسفلها ذلك القميص القصير..
ترتدي قميص قصير لونه أحمر ڼاري يصل إلى منتصف قدميها البيضاء الناعمة به رسومات صغيرة للغاية تجعله يظهر بشكل مغري عليها بحملات أكتاف رفيعة للغاية..
تركت لخصلات شعرها العنان خلف ظهرها ثم استدارت تنظر إليه بابتسامة بعد أن رأته من خلال المرآة مثبت بصره عليها منذ أن دلفت إليه..
أقتربت وجلست على حافة الفراش جواره ثم أمسكت كف يده بين يدها الاثنين وفي لحظة خاطفة كانت تضعه على بطنها قائلة بشغف وحب
جاد... أنا حامل
اعتدل في جلسته وأبتعد عن ظهر الفراش يجلس باستقامه أمامها وعينيه الرمادية تتحرك على عينيها بسرعة فلم يكن يتخيل ذلك الآن فهي لم تأخذ أي وسيلة فقط استمر الإنتظار ليس كما شقيقتها وتسائل بصوت خاڤت
بجد
أومأت إليه برأسها وعينيها تضحك بسعادة ثم أكملت ضاحكة كي تذكرة بما حدث سابقا ولكن هذه المرة على طريقة المزاح
أيوه.. ولسه عارفه امبارح علشان متسألش السؤال ده تاني
كرمش ملامحه وأجابها بتهكم
قلبك أسود أوي
ضحكت بصوت عال وهي تنظر إليه فمال عليها يعانق إياها بشدة قائلا بسعادة وحب ثم أكمل بمرح
ألف مبروك.... عقبال التالت والرابع والخامس..
أبعدته للخلف وقاطعت حديثه الذي وجدته يستمر به وكأنها ستفعل ذلك حقا
ايه هما اتنين كفاية
أخذ يدها بين كفيه برقة يضغط عليها وقال بجدية وهو ينظر داخل عينيها بقوة وود لو فعل ما يهتف به معها حقا هنا سيكون أمتلك كل ما في الدنيا
كفاية أوي بس نقدر نربيهم التربية الصح
وضعت يدها الأخرى على وجنته تحرك إصبعها الإبهام عليه بحنان ودلال ظهر في كل تعابيرها التي تخرج منها دون أدنى مجهود
طلما أنت أبوهم يبقى هيتربوا أحسن تربية يا جاد
رفع يدها إلى فمه يقبلها بسعادة بالغة وفرحة كبيرة أخذها على هيئة خبر سعيد منها لقد أمتلك كل شيء حقا ما الذي يريده بعد
مبروك يا أحلى حاجه حصلت في حياتي
أقتربت منه قائلة بحب ونظرتها متعلقة به
يتربوا في عزك يا ابن
أبو الدهب
بعد أن طال الإنتظار لينجب مرة أخرى لم يكن طامع كثيرا في ذلك.. كان يوده ولو قال أكثر من السابق سيكون حقيقه ولكنه لم يكن يريد أن يكون من طامعي الدنيا فيأخذ كل شيء ولا يترك شيء للجنة يأخذه معها
الواحد يحبك أكتر من كده ايه بس
رفعت حاجبيها إلى الأعلى معقبة باستغراب
للدرجة دي
رفع رأسه ونظر إلى خلفها قائلا بحماس وجدية في نفس الوقت وعينيه تقص كم يحبها مردفا معهم كل ذلك وأكمل ناظرا إليها
ياه... وأبعد كمان وكمان وكمان.. بأمانة بحبك حب مش موجود في الدنيا دي ولا عمري اتخيل إنه يكون موجود
صاحت بقوة هذه المرة تريده أن يعرف أنها تحبه فوق حب المحبين حبا فلا يتخيل نفسه يحبها أكثر مما تحبه
ليه إن شاء الله وأنا ايه منا بحبك أنا كمان وشيفاك كل حياتي
ضغط على
متابعة القراءة