ندوب الهوي بقلم ندا حسن
المحتويات
الذي رأى الضعف حليفه والحزن يسيطر عليه فقال بمرح وخفه كعادته الطبع غلاب كما قيل حقا
مالك يا أبو جاد من أولها كده.. دا لسه التقيل ورا يا حج
نظر إليه بضعف حقيقي وهو يرى ابنه يسلب منه وهو الآخر مسلوب الإرادة لا يستطيع فعل أي شيء ولا يعلم من الذي قد يكون يكرهه إلى هذه الدرجة ليقوم بفعل ذلك به أكمل جاد قائلا بنبرة رجولية خائڤة حنونة على من يحب
خد بالك من أمي وهدير يا حج
أبعد نظره إلى سمير قائلا وملامح وجهه مكرمشه بحزن
خد بالك منهم يا سمير
ضغط سمير على شفتيه وعينيه تود أن
تدمع وتبكي وتفعل أكثر من ذلك في هذا الموقف الصعب عليه دائما كان جاد أخيه الأكبر ويد العون له كيف الآن يأخذ مكانه
ابتسم جاد بهدوء فتحدث العسكري الذي كان يقف معه بتأفف وضيق لأنه وقف كثيرا يكفي هكذا فقد حلل المال الذي أخذه من سمير ليستطيعوا الحديث معه..
حل المساء عليهم في المنزل وإلى الآن لم يخبرهم أحد بأي شيء حاولت مريم الإتصال بزوجها كثيرا من المرات ولكنه لا يجيب عليها أبدا هو في هذه الأثناء كان عند المحامي ومعه كلا من عبده و طارق و حمادة وعمه أيضا ازداد القلق في قلوب الجميع وحاولت هدير أكثر من مرة هي ووالدته أن يذهبوا إلى قسم الشرطة وحدهم ولكن منعهم الجميع من فعل ذلك..
بشيء يصر على عدم الخروج منه قلبها يؤلمها بطريقة غبية ولأول مرة تشعر بهذا الشعور البشع الخۏف وعدم الأمان كان بالنسبة إليها الأمان والمأمن السكن والسکينة كل شيء كان لها يجسد في زوجها الطمأنينة والراحة كانت به هو فقط مهما كان يحدث بينهم من جدال وبعاد عن بعضهم إلا أنه يظل هكذا إلى المنتهى..
أشار إليها عقلها أن مسعد من فعل ذلك به لأنه الوحيد القادر على جلب كمية كبيرة كهذه من البودرة وهو الوحيد الذي يكره جاد من بين الجميع في الحارة ولا يوجد غيره يبغضه..
جلست على سجادة الصلاة كثيرا من المرات في يومها تبكي وهي تدعي إلى الله كثيرا أن يعطي لروحهم السلام وإن يطمئن قلبها ويرد لها زوجها سليم معافى من محنته هذه وستترك كل شيء خلف ظهرها وتكن الأمان والحب والراحة فقط له ولن تكعر صفو حياتهم مرة أخرى مهما حدث..
وبسبب حملها الذي قد نسيته توعكت معدتها وقامت بالتقيؤ أمام الجميع والذين اشفقوا عليها كثيرا وهم يرون خۏفها وقلقها لهفتها وحبها لزوجها..
رحلت معها والدة سمير التي قررت عدم تركها إلى حين يعود والد جاد وذهبت معهم أيضا والدة هدير إلى منزلها بعد أن تأخر الوقت..
بقيت مريم مع شقيقتها دقائق بعدهم تحاول أن تكون جوارها تواسيها في محنتها وتحنن قلبها المحروق على زوجها ولكن هدير طلبت منها الصعود إلى شقتها وتتركها وحدها طالبة منها عندما يعود سمير تخبرها فورا..
جلست في غرفة النوم على الفراش في مكان نومه وعينيها تذرف الدموع بقوة دون توقف تتسابق في الخروج على وجنتيها الوردية من شدة
البكاء وأنفها الذي ازداد احمرار لما يحدث معها..
وجهها شاحب كشحوب الأموات عينيها يخرج منها الحزن مع الدموع بعد أن انطفئ بريقها اللامع كبريق عينيه الرمادية الساحرة..
أمسكت الهاتف بيدها واليد الأخرى تتحسس بأصابعها صورته الرائعة وهو على دراجته الڼارية يبتسم باتساع وعينيه تلمع بحب وشغف وسعادة هائلة شفتيه ترتسم بدقة وحرافية رائعة وكل ما به رائع محبب إلى قلبها..
إنه جاد الله معذب الفؤاد إلى الممات أول مرة تشعر بابتعاده أنها ضائعة طفلة ضلت الطريق وليس هناك سبيل للعودة أو التقدم خطوة دون أمانها وسندها روحها وكل ما تملك إلى هذه الدرجة تحبه!.. بل وصلت إلى أسمى درجات الحب تخطت العشق والغرام مرت بالشغف والهوى والآن لا تدري إلى أي درجة توصلت..
دق الباب على حين غرة انتفضت من مكانها سريعا خرجت من الصالة تأخذ حجابها معتقدة أنه جاد زوجها والآن فهمت لما تأخروا كل هذا! لكي يأتي معهم وضعت الحجاب على رأسها تلفه بعشوائية ربما يكن سمير معه في الخارج..
سارت بسرعة وخطوات واسعة لتفتح له باب الشقة وازداد توعك معدتها من الفرحة التي أتت بعد حزن هائل لتتجسد صورة الحزن والرهبة الحقيقية أمامها بعد أن فتحت باب الشقة!..
وقف مسعد بابتسامة عريضة كريهة تبغضها وتبغض رؤيته وكل ما به أغلقت الباب إلى آخره تمسكه بيدها ولم يبقى شيء ظاهر سوى هي أمامه تقول بقوة وڠضب
أنت عايز ايه غور من هنا
كادت أن تغلق الباب ولكنه أعاق ذلك بكف يده العريض ضاغطا على الباب ليبقى كما هو مجيبا إياها باستفزاز وسخرية
بالراحة مش كده يا برنسس أنا جاي أطمن على الاسطى جاد.. شدة وتزول
اتسعت عينيها بشراسة وقوة وكرمشت
ملامح وجهها پغضب حقيقي وهي تصيح بوجهه
أمشي من هنا يا كلب.. صحيح ېقتل القتيل ويمشي في جنازته
مرة أخرى يدفع الباب وهي تغلقه رفعت نظرها عليه برهبة واستغراب كلي لما يفعله وهو عينيه أتت بها من
الأسفل إلى الأعلى والعكس تستقر في نهاية المطاف على وجهها الحزين الباهت ولكن ذلك لن يمنعه عما يريد فهي تثير جنونه وكل ما به بتلك البشرة الرائعة المطبوع عليها نقوش فريدة من نوعها
دفع الباب مرة واحدة بقوة وهي تنظر إليه باستغراب ولم تعتقد أنه ربما يفعل ذلك لتعود بجسدها للخلف عنوة عنها بقوة كبيرة مذهوله مما بحدث وسريعا دلف هو إلى الداخل مغلقا الباب خلفه ناظرا إليها نظرة شيطانية خبيثة تصر على تحقيق ما يريد حتى لو كان الأمر سينتهي بمۏته..
صړخت بقوة وهي تعود للوراء وعينيها متسعة پخوف ورهبة حقيقية ونفس المشهد يعاد عليها من جديد
أنت بتعمل ايه يا ژبالة أطلع بره.. امشي يا حيوان
ابتسم ببرود تام معبرا عن الذي بداخله وهو ينظر إليها معقبا على حديثها
مش كل مرة يا برنسس.. مش كل مرة تسلم الجرة
نظرته! عينيه المخيفة! أسنانه الصفراء! وجسده ووقفته وكل شيء به يثير خۏفها رهبتها! كل شيء يثير ضعفها وقلة حيلتها والآن بالتحديد!..
استدارت تركض إلى الخلف معتقدة أنها تستطيع فتح باب الشرفة قبل الوصول إليها ولكنها من الأساس لم تستطع الإبتعاد خطوتين متتاليتين فقد أمسك بها من الخلف رافعا جسدها عن الأرضية بيده
متابعة القراءة