ندوب الهوي بقلم ندا حسن
المحتويات
لم تعد الكلمات تعبر عن أي شيء داخلها جسدها يحكي ونظرتها تسرد وحركاتها تقول ما لم تقوله من قبل أكل هذا التأثير منك يا جاد الله!.
زوجها وحبيبها والدها وشقيقها كل ما يلزمها بالحياة هو ستحاول أن تفعل له كل ما أراد ولن ترد له طلب ولن تزعجه مهما حدث فقد أظهر لها بعدما قص عليها ما حدث منه ردا على كاميليا كم هي بشعة في التفكير به..
ستكون كل ما أراد وستمحي كل ما مضى هذه المرة حقا هذه آخر مرة ستزعجه بها وستجعل حياتهم القادمة أفضل بكثير مما قد مر عليهم..
أما من كانت سعادته لا تضاهي شيء حقا هي والدته ولدها الوحيد وكبيرها وحبيبها فرحة عمرها وكل ما انجبته من الدنيا كاد أن يسرق منها تحت أنظار الجميع في سكوت تام وليس هناك أي
حمد كثير على هذه الدموع الخارجة من الأعين وتلك الدقات العڼيفة من القلب الخارجة بصوت عالي فرحة لأجل عودته حبيب عمرها وفلذة كبدها لأجل عودته ليفتح ورشته ويفعل صوت للشارع والحارة ولكل مكان بهذه البلد بوجوده
لن نكون قادرين على سرد كم من شخص فرح وكيف كانت فرحته ولكن قادرين على قول أن الجميع طارت رؤوسهم في السماء مع الطيور ثم سحبت قلوبهم في البحار غير قادرين عن التعبير كيف تكون هذه الفرحة العارمة وكيف تصف..
ساعة فقط من صعود زوجته إلى ذلك البيت بتلك العمارة قد حضرت عربات الشرطة للقبض عليها متلبسة في قضية شرف فعلها هو ولكن برضاء تام منها!..
كان كل شيء من تخطيطه قام بكل شيء بدقة عالية وحرافية ممتازة كي لا يكون هناك أي ثقب يقع به وتخرج منه زوجته المصون.. كما قالت عنه طموح ويعمل بكثرة ليكون الأفضل وقد كان عقله يعمل باستمرار ليخرج بحلول غير متوقعة وقد تركها تفعل ما يحلو لها إلى اليوم لتكن الضړبة القاضية..
وقف في الأسفل رافضا الصعود معهم متصنعا الألم وكم أن رجولته مهانه مطعون بها بسبب فعلة زوجته الدنيئة علامات الانكسار مرتسمة على وجهه بوضوح شديد وكأنها حقيقية للغاية ولن تشكك بكونها مشاعر مزيفة..
الآن المواجهة الأصعب! حضر قدر كبير من الصحافة المعروفة بالكاميرا يترقبون هبوط المذيعة الشهيرة كاميليا عبد السلام من منزل رجل آخر غير زوجها في قضية شرف.. ليكون حديث الموسم
بعد أن رآهم يتقدمون إلى أمام البنية دلف سيارته وبقى داخلها كي لا يزعجه أحد وهو لا يود التصريح بأي شيء الآن تفكير شيطاني ممېت استعمله بعد أن نفذ كل صبره منه تجاهها..
أخذ عقله في تذكر الأيام السنوات التي مضت عليه معها في عڈاب مستمر وكأنه عقاپ ممېت من الله إمرأة غبية كريهة لا تفكر إلا بنفسها والجميع في سلة القمامة..
إهانته منها كانت من أشد العقوبات أن يكون رجل حاضر كامل ويقف أمامها لتقول كم كان فقير لا يساوي أي شيء وهي من فعلت له كل ما هو به الآن أن تقول له أنه ليس له أهل ولا أحد يعرف له هوية من أبشع الأشياء الذي حصل عليها..
هو من الأساس لم يحصل على شيء بشع إلا منها وحدها الآن عليها أن تجني كل ما فعلته به تعب كثيرا إلى أن أخذ هذه الخطوة وأخذ في التخطيط ليفعلها ثم التنفيذ كم ستبكي الآن! يوم! اثنين! عام! اثنين! ستبكي إلى المنتهى فهذه ڤضيحة الموسم والتي سيتحدث عنها الجميع قريب وغريب وإن بقي لها أحد التعامل معه فهكذا سيكون الله يحبها..
ابتسم بسخرية فمن الأساس لا أحد يطيقها بعنجهيتها وغرورها المعروف..
ضجة عالية جذبت عقله المنشغل لينظر من خلال زجاج السيارة ويرى عناصر الشرطة تهبط بها من أعلى درج العمارة الخارجي ملتفة في شرشف فراش كبير ومعها
ذلك الرجل كمثلها بالضبط يا له من شعور غريب شعور بالانتشاء واللذة يراها تبكي ووجهها ملطخ بكحل الأعين أثر البكاء عينيها بالأرضية وتتمسك بذلك الشرشف بكل قوتها وعدسات الكاميرا جميعها تصور بوضوح!..
لم ولن يقدر أحد ذلك الموقف كي يبتعد بل الجميع يتنافس للحصول عليه أولا ليرتفع محلقا في سماء الإبداع والتميز بعد حصوله على صورة ومعلومة كهذه ل كاميليا عبد السلام
الجميع الآن يشكر الشخص الذي أعطى لهم الإخبارية بأن ذلك يحدث الآن ولم يكن سواه الذي تخلى عن النخوة بداخله وترك رجولته جانبا لكي يأخذ حقه بأبشع الطرق منها راددا حقوق ناس أخرى غيره..
صعدت في عربة الشرطة منكسرة عينيها لم
ترتفع ولو لحظة واحدة ثم ذهبت من أمامه في لمح البصر والصحافة من خلفها..
عليه الآن أن يفكر في زوجته الأخرى حبيبته وأم أولاده القادمين..
فقد انتهت حكاية كاميليا معه هنا ومع الجميع بعد أن أخذت العقاپ الأكبر في التاريخ أخذ الله حق جاد وزوجته دون أدنى اهتمام ولا مجهود منه والله يرد الحقوق إلى أصحابها..
اليوم التالي
أخذت الإجراءات في الأمس وقت طويل فتم تأجيل خروج جاد إلى اليوم وقد عاد سمير بالأمس فرحا مبتسما بسعادة ليجعل الجميع يطمئن بعد تأجيل خروجه كان محقا ليفعل ذلك بحديث ونظرات وحركات فرحة فقد شعروا بالاحباط مرة أخرى ولكنه قال للجميع بجدية أنه سيخرج اليوم بالتأكيد..
نامت هدير ليلة أمس في منزل والده داخل غرفته ومكانه بعد أن أغلقت شقتها جيدا وتوجهت إليهم من الصباح الباكر استيقظت هي ووالدته ليقوموا بطبخ كل المأكولات التي يحبها تعويضا عن اليومين الذي قضاهم خارج منزله وموطنه الأصلي مستعدين لاستقباله على أكمل وجه والفرحة لا تستطيع أن تصف كيف تكون داخل قلوبهم..
دق باب المنزل وهما في المطبخ خرجت هدير إلى الصالة أخذه حجابها من على الكنبة ولفته على رأسها بأحكام ثم توجهت إلى الباب تفتحه بهدوء ناظرة إلى الأرضية وببطء ترفع عينيها لترى من الطارق!..
وعلى حين غرة كانت
وحشتني يا حبيبي
تعمق هو الآخر مجيبا هو الآخر بصوت رخيم
وحشتيني أكتر يا وحش
عادت للخلف بهدوء وعينيها متعلقة على كل انش بوجهه تحفره داخلها أكثر وأكثر بادلها تلك النظرات العاشقة المشتاقة إلى أرواح ابتعدت عن موضعها المعروف لتترك داخلهم ألم الفراق المعذب للقلوب..
أردفت بنبرة لينة مريحة خاڤتة وهي تضع وجهه بين كفي يدها كطفل صغير تحدثه والدته
الدنيا دي مالهاش أي لازمه من غيرك يا جاد
وضع كف يده فوق يدها الموضوعة على وجهه وابتسم بهدوء وما كاد ألا يجيب عليها ولكنه استمع إلى صوت حمحمة سمير من خلفهم بصوت رجولي واضح وقد تناسى وجوده من الأساس
متابعة القراءة