ندوب الهوي بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز

لما شوفت مراتك والبيت حسيت
إنه لسه جديد وهي بردو لسه صغيرة
لماذا تتدخل فيما لا يعنيها بهذه الطريقة. لما تتسائل عن الحمل والأولاد. أهي مچنونة أليس هذا شيء خاص به هو وزوجته وإن اتسع أكثر سيكون للعائلة ما ډخلها هي وأيضا نظراتها لا تعجبه أبدا أردف بفتور قائلا
آه فعلا
وفي أثناء أنها كانت ستتحدث مرة أخرى وقف طارق بالسيارة أمامهم وخرج منها قائلا بجدية إلى جاد وهو يشير إلى السيارة
العربية تمام يسطا جاد مفيهاش حاجه
ابتسمت بتصنع له وادعت الفرحة ثم الاستغراب بعدها وهي تتسائل
بجد طب كويس.. بس ليه كانت بتعطل.
أجابها طارق بعملية وهو يدلف إلى الورشة
مفيهاش حاجه.. سليمة
دلف إلى الداخل وتركهم فاستدارت بجسدها تقف أمام جاد وهتفت بابتسامة عريضة
متشكرة جدا يا جاد.. حسابك كام
جاد!.. هكذا جاد من دون ألقاب. من أين هي تعرفه.. أنهى عقله عن التفكير الآن ونظر إليها مبتسما بجدية
حساب ايه هو معملش فيها حاجه أصلا
بس عطلته عن شغله يبقى في حساب
ضغط على يده الذي وضعها في جيب بنطاله وكأنه يود لو تنشق الأرض وتبتلعه لينهي الحديث معها قال بود وهدوء
لو فيه حساب يبقى خليها علينا المرة دي
ابتسمت إليه برقة وخجل ثم ألقت عليه التحية ودلفت إلى سيارتها ورحلت من أمامه طبول الفرحة داخل قلبها تدق بأكثر قوة تمتلكها لأجل النظر إليه وإلى تعابيره الرجولية الرائعة ولأجل الحديث معه..
بينما هو مل كثيرا بسببها واستغرب حديثها ونظراتها الغريبة إليه وأحيانا إلى جسده وكأنها تسرق النظر إليه ولكنه رآها وهذا يجعله مندهش ليس فقط مستغرب أهي مچنونة.. يتمنى بالفعل ألا يراها مرة أخرى ولا يستمع إلى صوتها.. هناك شعور غريب داخله يجعله يقلق من رؤيتها..
وفي الأعلى كانت تقف في الشرفة ورأته وهو يقف جوارها! ويتهامس معها. ويبتسم إليها. ما كل هذا الكرم!.. لقد حرمت هي من كل هذا وسلب منها أقل حقوقها لأجل غلطة لا يجوز أن تنسب إليها من الأساس ويغدق هذه المرأة غريبة الأطوار به..
ما الذي يحدث من حولها يا وهي لا تدري به. هذه المرأة شخصية معروفة وليس لديهم صلة بها بل هي من مكان يبعد كامل البعد عن حياتهم وعاداتهم وتقاليدهم وعلى حين غرة ظهرت هكذا بينهم وتأخذ أكثر الوقت إليها وإن لم يكن بمقابلته هنا يكن بالهاتف!..
صحيح أغلب الأوقات لا يجيب ويكون تحت ناظريها ولكن هي تخاف وبشدة وقلبها قلق للغاية ربما هذه ليست المرة الثانية التي تقابله بها ربما يقابلها بعيد عن هنا بما أن هناك مكالمات بينهم ولن تعتبرها صديقته لأن جاد لا يصادق نساء ولن تقول أن بينهم عمل لأنها لن تترك الجميع لديها في حياتها المرموقة وتأتي إلى هنا!..
هناك شيء ولكن لا تعلم ما هو!.. وهي حقا لا تشك ب جاد بل هي تثق به ثقة عمياء وتعلم أنه بار بها ويعاملها كما يحب الله أن تكون مكرمة في منزله ولكن أيضا هي خائڤة تشك بها هي تشك بأفعالها وكلماتها ونظراتها أيضا..
يا الله مرة أخرى عدنا للتشتت والڼزاع!..
بعد نصف ساعة من ذهاب كاميليا صعد إلى شقته في الأعلى ليتناول الطعام فمنذ أن هبط في الصباح وهو لم يأكل شيء سوى أنه طوال اليوم يرتشف أكواب الشاي دلف إلى الشقة وأغلق الباب خلفه متقدما من الداخل بعد أن ترك حذائه قبل الدلوف سار إلى المطبخ فوجدها في الداخل تعطيه ظهرها ويبدو أنها تضع الطعام في الأطباق لأنها رأته وهو يصعد..
دلف إلى المرحاض وتعمد أن يفتعل صوت وهو يغلق الباب حتى تنتبه إلى وجوده معها دلف ليغتسل سريعا وهو كما هو عنوانه التجاهل الرسمي إليها والابتعاد الدائم عنها..
علمت أنه قد حضر واستعمل حيلته اليومية بأن يفتعل أي حركة تصدر صوتا لتعلم بوجوده وضعت الأطباق على صينية كبيرة وأخذتهم جميعا مرة واحدة..
خرج من المرحاض وهو يجفف وجهه ويده بمنشفة صغيرة وضعها على الأريكة وهو يتقدم إلى غرفة السفرة
دلف إليها وجدها تجلس في مكانها تنتظر حضوره حتى تبدأ في تناول الطعام..
لم يكن هنا صوت سوى أصوات الملاعق في الأطباق الذي يأكلون منها هدير كان داخلها أمر عليها أن تتحدث به معه وستفعل ذلك ولكن بعد دقيقتين فقط حتى إذا احتد النقاش بينهم يكن أكل ولم يبقى جائعا.. تعلم أن النقاش سيحتد كما في الفترة الأخيرة!..
رفعت وجهها ونظرت إليه وهو يأكل أخذت نفسا عميقا وتحدثت بجدية
جاد.. عايزة أسألك عن حاجه
رفع نظرة إليها وأبعد عينيه عن الطعام يدعو أن لا يكون هناك معركة جديدة حتى لا يسوء الوضع أكثر من ذلك أجابها ببرود
ايه..
ابتلعت غصة حادة كانت بحلقها وتركت الملعقة من يدها أبصرت عينيه الرمادية بقوة وهي تقول مكملة بجدية شديدة
الست اللي اسمها كاميليا دي عايزة ايه
عاد بنظره إلى طبقه مرة أخرى وأخذ منه ملعقة إلى فمه يمضغها ببطء كيف سيجيبها وهو من الأساس لا يدري ما الذي تريده!.. ابتلع ما بفمه وقال
عايزة ايه
إزاي يعني مش فاهم
تعلم أنه يراوغ بسؤالها أو لا يريد الإجابة من الأساس تعمقت بالنظر أكثر مثبتة عينيها عليه وهتفت بنبرة جادة وملامحها لا تشعره بالخير أو اللين
يعني عايزة ايه يا جاد.. بتكلمك في الموبايل ليه على طول وفي وقت مش مناسب بتجيلك هنا ليه..
مرة أخرى عاد يأخذ ملعقة وهو يبعد نظرة عنها مجيبا إياها بجدية
محددتش حاجه معينة... الأمور طبيعية
نظرت إليه باستغراب وهي تراه يتهرب من النظر إليها يخفي ملامح وجهه عنها الكاشفة لما بداخله وتساءلت بجدية وقوة
يغني ايه الأمور طبيعية أنت عمرك ما كلمت واحده ست بالطريقة دي
لم تعجبه طريقة حديثها بالمرة وهو يراها تشير إلى شيء غير مقبول أبدا هذه المرة ترك الملعقة من يده وأردف متسائلا
الطريقة دي تقصدي ايه
تضايقت ملامح وجهها بهذا الضعف الممېت الذي يشعرها بالغيرة عليه من قرب هذه المرأة فقالت وهي تقترب منه بهدوء
مقصدش حاجه بس عايزة أعرف هي بتكلمك ليه وكانت هنا النهاردة ليه يا جاد
رأى الغيرة بعينيها وطريقتها وهي كزوجته لها الحق في أن تغار عليه ولكن أيضا للحقيقة الأخرى لم يصدر منها فعل تحاسب عليه وهو لا يستطيع أن يجيب لأنه من الأساس لا يدري ما الذي تريده فأمر السيارة هذا لم يصدقه
عربيتها كانت عطلانه
رفعت حاجبيها بسخرية ممېتة إليه وتحدثت بتهكم صريح وهي تضع يدها على وجنتها كحركة ساخرة منه
والله!.. عيله صغيرة أنا علشان تضحك عليا.. وهي قبل كده كانت بتعمل ايه من غير الاسطى جاد اللي هيصلح العربية
لم يتقبل حديثها وطريقتها مرة أخرى يعلم أن هذا حديث لا يدلف العقول ولكن هذا ما حدث عن حق!. أردف بحدة وهو ينظر إليها بقوة
هدير!.. اعدلي كلامك
وقفت على قدميها دافعة المقعد من خلفها پعنف وقوة وكأنها قد أتت بأخرها معه هذه المرة فما يفعله لا يرضي أحد أبدا
إزاي.. اعدل كلامي إزاي.. أنت مش شايف نفسك بتعمل ايه.. زعلان تتقمص وتبعد عني من غير حتى عتاب.. أسألك عن حاجه تهرب من السؤال حتى لو أجابته عندك وهتريحني
وقف هو الآخر قبالتها ونظر
تم نسخ الرابط