ندوب الهوي بقلم ندا حسن
المحتويات
والابتسامة مازالت على ثغرها على غير العادة استغرب نظرتها هذه واستغرب أكثر عدم ركضها خلفه إلى الداخل والصړاخ عليه بأن يقوم بتطليقها والتنازل عن القناة إليها..
حقا استغرابه فاق كل شيء وهو يراها هكذا مسالمة إلى رؤيته ولم تفعل كل ما كانت تفعله عندما تراه لم تسبه بهذه الشتائم الرديئة التي كانت تقولها إليه وعن كونه كان فقير وهي من منت عليه! على كل حال هذا أفضل بكثير سيخرج من هنا دون أن يأتيه صداع نصفي من كثرة صړاخها فقط سيأخذ ما أتى من أجله ويرحل فورا قبل أن تعود إلى حالتها الطبيعية..
دلف إلى الداخل وهي مازالت هنا في مكانها ونظرتها عادت إلى جاد مرة أخرى وتحاول أن تجعل عقلها يفكر كيف ستفعل ما تريده معه وهو يملك كل شيء يريده المرء!.. كيف ستفعلها هذه المرة..
وهي لا تحب هذه الأمور المعقدة الغريبة بل تريده أن ينظر إليها ويتمتع بالنظر حتى يرى أنها جميلة وتسر أعين الناظرين!..
أخذت سيارتها والتي ستكون هي رابطة اللقاء بينهم وذهبت منذ وقت لتتوجه إليه وهي في قمة السعادة..
كيف لا تنظر إلى دينه. أخلاقه. كيف لا تبحث عن عاقل رزين محب كيف لا تريد رجل يعرف الله حتى يعاملها بالمودة والرحمة الذي تحدث عنها.. أهي مختلة أم تعاني من
مرض نفسي.
هناك امرأة بها هذه الصفات الرديئة أن تكون كل شيء أمام الجميع أخلاقها تسمح لها بالركض وراء رجل متزوج. دينها يسمح لها بخېانة زوجها بهذه الطريقة المهينة..
وصلت إلى الحارة وسارت بها بالسيارة إلى أن وقفت أمام الورشة في الشارع كان
جاد يقف في الداخل يعمل على إحدى السيارات يعطي لباب الورشة ظهره والعرق يتصبب منه بسبب انقطاع الكهرباء مرتدي قميص داخلي لونه رمادي بعد أن أزال عنه قميصه الآخر بسبب شدة الحر الذي يشوب الجو تظهر عضلات جسده بشدة وذراعيه متضخمة بفعل حمله الأوزان والعمل الجاد في الورشة..
منحني بجذعه للأمام قليلا ولا يوجد معه في الورشة سوى طارق بعد أن ذهب عبده وحمادة لعمل في الخارج..
نظر إليها طارق من الداخل بعد أن لاحظ أنها صفت السيارة أمامهم دقق النظر بها فعلم من تكون لأنه قد رآها قبل سابق هنا مع الاسطى جاد وقد وقفت معه بعض الوقت..
صدح صوته وهو يقول بجدية موجها حديثه إلى جاد
اسطى جاد.. الست اللي كانت هنا واقفة بره
رفع جاد رأسه للأعلى واعتدل بجذعه واستدار بوجهه ناظرا إليه باستغراب متسائلا
ست!.. ست مين
أشار له طارق برأسه إلى باب الورشة فاستدار ينظر بقوة ليراها أمامه! تقف جوار السيارة بعد أن خرجت منها وتنظر إليه بقوة هي الأخرى وكأنها تنتظر نظرته إليها..
أخفض عينيه وترك ما بيده أخذا قطعة قماش من جواره على طاولة صغيرة يمسح بها يده بقوة بسبب ما بها بفعل أدوات السيارة..
تقدم إليها بهدوء وثبات في سيره كالمعتاد يقف أمامها بشموخ كالجبل قائلا بجدية ونبرة رجولية خشنة
أهلا وسهلا اتفضلي
ابتسمت بنعومة إليه وهي تنظر داخل عينيه بعمق متحدثة
ازيك
أجابها بفتور وجدية
الحمدلله في نعمة
أنتظر أن تتحدث وتقول ما الذي أتى بها إلى هنا هل ملت من عدم رده على مكالماتها فأتت إلى هنا!.. نظرت إليه بتردد وهتفت بكذب قائلة وهي تنظر إليه
أنا جيالك في شغل.. أصل عربيتي من امبارح بتقف لوحدها
نظر إلى السيارة خلفها ذات الماركة العالية والفخمة مستغرب من حديثها لأن السيارة تبدو جديدة في الأصل عاد بنظره إليها وهتف سائلا إياها
بتقف إزاي يعني
وضعت يدها عليها بتلقائية وأردفت قائلة
بتعطل.. امبارح جيت ادورها لقيتها مش بتدور شوية واشتغلت وحتى النهاردة وأنا جاية عطلت مني في السكة واخرتني نص ساعة على ما اشتغلت
أومأ إليها برأسه بجدية تامة واستدار يشير إلى طارق الذي كان يقف خلفه من الأساس يعمل جواره واستمع إلى الحوار الذي دار بينهم
شوفها كده يا طارق
ذهب طارق إلى الخارج في الشارع ليتفقد السيارة فتقدمت هي إلى باب الورشة لتقف جواره وتنظر إليه على راحتها وكما تحب ابتسمت إليه بهدوء ورقة تجيدها جيدا ثم تصنعت الخجل قائلة
في سؤال كده بصراحة بيجي في دماغي على طول ونفسي اسألك عنه بس متفهمتيش غلط
ضيق ما بين حاجبيه بعد حديثها وتسائل داخله قبل أن يسائلها عن مضمون السؤال التي تخجل منه
ايه هو
نظرت إلى عينيه الرمادية بدقة وتعمقت داخلها وهي تسائله هذا السؤال لترى كيف سيجيب عليها وما الذي سيظهر على ملامحه
أنت ليه مش مخلف.
حقا لم يتوقع هذا السؤال أبدا يشعر بغرابة شديدة تجاهها نظراتها غريبة! مواضيعها غريبة! حديثها معه وعنه غريب للغاية ولم يعد يرتاح إليها كما السابق ويستغرب كثيرا لما هي هنا بهذه السيارة! أنها من طبقة غير طبقته ولن ټموت دونه مؤكد لما أتت إليه هو أجابها بهدوء وعقلانية وهو يبعد عينيه عنها
دي حاجه مش بأيدي.. كل شيء بأوانه
تعمقدت أكثر في الحديث بعد أجابته لتستطيع أن تبني معه حوار لا ينتهي حتى تستكمله فيما بعد ودون خجل هذه المرة تحدثت
وأنت مدورتش على الموضوع. قصدي متابعتوش مع دكتور يعني
نظر إلى البعيد يتابع طارق الذي ذهب بالسيارة من أمامهم بعد أن ألقى نظرة عليها يحاول أن يجد أي خلل بها أجابها بجدية فقط كي لا يخجلها
لأ.. أعتقد أن لسه بدري على أننا نتابع
سؤال خلف الآخرين وهي تستمر في أمور لا تعنيها من الأساس
ليه هو انتوا متجوزين من امتى
رفع نظرة إلى الأعلى بعد أن تقدم للأمام قليلا بعد شعوره بأنها تقف في الشرفة وأجاب بصوت منخفض
يعتبر ست شهور أهو
ابتسمت بغيظ اخفته داخلها لأنه يعتبر لم يأخذ القدر الكافي من زوجته الذي يجعله يستغنى عنها عندما تريد استمرت في الحديث الهادئ الذي تظهره وكأنه تلقائي وأخرجت حديثها هذه المرة
بمرح ومزاح
دا أنت عريس جديد بقى
ابتسم بتصنع وهو يعطيها ظهره بعد أن أخفض وجهه مرة أخرى وقد رآها بالفعل في الشرفة
لأ جديد ايه خلاص بقى
تقدمت إلى الأمام قليلا مثله لتقف جواره وأكملت بضجر وانزعاج داخلها
أنا بردو
متابعة القراءة