ندوب الهوي بقلم ندا حسن
المحتويات
منزل والده وليرى ما الذي يحدث معهم أفكار هائلة في تلك اللحظات التي هبط فيها من هذا المنزل إلى الآخر قد حضرت بعقله وجعلته يتخيل أبشع الأشياء التي قد تحدث لهم..
دلف جاد الشقة والذي كان بابها مفتوح ليرى عمه عطوة بالداخل وزوجته ومعهم والدته التي صمتت عن الصړاخ يلتفون حول والده النائم على أرضية الصالة لا يحرم ساكنا!..
وقع قلبه بين قدميه وتوقف في مكانه وهو ينظر إلى هذا المظهر البشع الذي تخيله في هذه المسافة القصيرة وكان الأبشع على الإطلاق!.. ما به!.. ماذا حدث! لما تصرخ والدته ولما عمه ينظر إليه هكذا أدمعت عينيه في هذه اللحظات البسيطة وحقا شلت حركته ولم يستطيع أن يحرك أي عضو به بعد هذا المظهر وكأنه خدر تماما..
جاد فوق..
نظر إليه جاد بعد هذه الدفعة منه باتمان وكأنه يشكره وتقدم إلى الداخل سريعا جسى على قدميه جوارهم وتسائلا بقوة محاولا التحلي بها
ايه اللي حصل
أجابته والدته وهي تتمسك بيد والده والبكاء كالشلال على وجنتيها والحزن ارتسم على ملامحها وروحها
وضع يده أمام أنفه ثم على العرق النابض بيده ليرى أنه مازال على قيد الحياة ويتنفس أقترب منه سمير يهتف بصوت عال بجدية
هكلم الإسعاف
رد جاد بقوة وهو ينظر إليه قائلا بأمل يحيى داخله
لسه هستنا الإسعاف.. هوديه أقرب مستشفى بالعربية
وقف على قدميه معتدلا يميل ناحيته بعد أن أبعد الجميع ومعه ابن عمه ليحاول أن يحمله ويهبط به إلى الأسفل بمعاونته وجد زوجته تدلف من باب الشقة وخلفها شقيقتها نظر إليها ليجدها تضع يدها على فمها من هول الصدمة والمظهر الذي رأته عليه تشهق بقوة وصوت عال وقع قلبها بين قدميها وشعرت بالخۏف الشديد يجتاح كيانها لرؤية والده هكذا..
مفاتيحي من الشقة بسرعة يا هدير
رآها كما هي لم تتحرك وكأنها صدمت مثله بالفعل وعقلها لا يستوعب ما الذي يحدث فصړخ عاليا بها وهو على أخر نقطة بالسطر وبعدها سيقع
المفاتيح من الشقة يا هدير
أومأت برأسها عدة مرات متتالية وذهبت ركضا إلى الخارج لتفعل ما قاله أقتربت مريم من والدة جاد ټحتضنها بقوة حتى تهدأ وكأن الأخرى كانت تريد هذا لتأتي بالمزيد من البكاء..
رفيق العمر والروح يكاد يفارق قبلها!.. لأ لن تسمح له بهذا قبل أن يزف الخبر إليها ستكون سبقته
إلى هناك لتكون في انتظاره واستقباله فلا يجوز أن تمضي البقية من عمرها دون رفيق دربها...
هذا والده سنده ظهره في الدنيا وحمايته ومهما كبر وكان رجل فهو لا يكون شيء سوى بوالده ووالدته لا يكون شيء من غيرهما..
خرج الطبيب المعالج لوالده من غرفة الطوارئ ليقف أمامهم متحدثا بنبرة عملية مطمئنة
متخافوش يا جماعة.. الحج بس ملغبط في الأدوية بس الحمدلله هو
بخير
متقلقوش
أقترب منه جاد تحت أنظار الجميع وتسائل بلهفة تتحدث على ملامحه
يعني هو كويس.. مفيش حاجه
أومأ إليه الطبيب بابتسامة ليجعله يطمئن ونظر إليه بعمق قائلا بتساؤل وقد شعر أن هذا الرجل أقرب من القرب إليه
أنت ابنه.
أومأ إليه جاد ومازالت اللهفة ترتسم على ملامح وجهه والخۏف يتصبب منه أمام الجميع في محاولة منه أن يخفي كل هذا ويجعلهم ينظرون إلى القوة فقط المصطنعة!
متقلقش الوالد حصله إغماء بسبب ارتفاع ضغط الډم
تسائل جاد باستغراب وجدية قائلا
مرة واحدة كده
أشار له الطبيب بيده وهو يهتف مكملا بعملية شديدة
لأ هو عنده السكر والضغط وملغبط في الأدوية فحصله إغماء.. متقلقوش دي حاجه بسيطة وهيخرج بالليل إن شاء الله
أومأ إليه جاد بعد أن زفر بقوة وهو يشكره
شكرا يا دكتور
تقدمت والدته منهم بعد أن مسحت بيدها دموعها وأقتربت من الطبيب تقول بلهفة
ينفع أشوفه يا دكتور
ابتسم إليها الطبيب قائلا
معلش يا حجه مش هينفع دلوقتي لكن معانا اليوم بطوله تقدري تقعدي معاه
شعر أنها انزعجت وبشدة أيضا وظهر عليها الإحباط الشديد فابتسم وكأنها والدته وقال بمزاح ليخفف عنها
متقلقيش هدخلك عنده لوحدك وهمنع الزيارة
ابتسمت بوجهه شاكرة إياه بجدية فرحل الطبيب بعد أن تمنى الشفاء العاجل له نظر جاد إلى والدته وتذكر الصړاخ الذي استمعه منها لقد خاڤت بشدة عليه!. هل شعرت أنه يفارق الحياة لذا صړخت بكل قوة.. لقد كانت ټموت من البكاء وهو صب كل تركيزه على والده ولكنه مع ذلك لم يغفل عنها..
ماذا يريد بعد كل هذه السنوات معا في السراء والضراء معا منذ الشباب إلى الشيخوخة معا ماذا ينتظر منها أن تفعل!.. إنها تحب والده وتحترمه وتقدر كل ما يفعله تحبه إلى درجة تمنت المۏت قبله حتى لا تبقى ليوم واحد بدونه..
وهو تمنى المثل حتى لا يبقى ليوم واحد بدونها ما هذا الحب!.. كل هذا من العشرة الجميلة والأصل الطيب والده ووالدته من أصل طيب خلوق يظهر في كل وقت وحين وفي كل ضعف وقوة..
تمنى لو يكون هكذا هو و هدير يكون مثل الحصن المنيع لها وتكون مثل حضڼ الأم له يكون السند والقوة وقت الضعف وتكون هي الحب والوجود في كل وقت وحين!.. سيكون لها كل شيء تريده ويعلم أنها تريده...
أقترب من والدته التي جلست على أقرب مقعد جلس جوارها وعلى الناحية الأخرى عمه وابن عمه أقترب منها محتضن إياها بحنان وهدوء رأى أنها هي من تحتاج إليه في هذه اللحظات الصعبة..
وقالبته والدته بالقوة دون البكاء لأنها تشعر بضعفه وقلة حيلته في ذلك الوقت رأت الخۏف والهلع بعينه رأت الضعف والألم بوقفته المنكسرة ألا تكون له القوة الآن!.. سيتبادلون القوة المزيفة إلى أن تصبح حقيقة..
الساعة الثالثة عصرا
إلى الآن عقلها لا يريد إلا سواه أتدرون كيف!.. عندما يرى السلطان إمرأة ويشتهي وجودها بحياته ومهما كلفه الأمر يفعل ذلك!.. أنها هي تشتهي وجوده تريد الإقتراب أكثر تريده هو لا تدري إن كان هذا حقا مرض أم شيء آخر ولكن هي تريده تريد أن يكون أقرب من القرب نفسه إليها..
بعد أن تضع خطة محكمة وتجعل زوجها يقوم بتنفيذ أمر الطلاق وتكون من بعدها حرة وتستطيع أن تتزوج من جاد..
التفكير في الأمر يجعلها في قمة السعادة أن يكون ملكها زوجها يتواجد معها في كل مكان ويراه الكثير ويعلم أن ذلك الرجل القوي الوسيم زوجها!.. يا لها من سعادة مطلقة ستأتي في ذلك الوقت فقط..
هبطت من السيارة أمام الورشة وزعت نظرها على
من في الداخل فلم ترى أحد والباب مفتوح تقدمت
متابعة القراءة