ندوب الهوي بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز

الذي كان يود أن يضايقها لتقع بفخه سريعا
مكنتش غامقة كانت رصاصي
فعلت مثله وأردفت بسخرية وضجر واضح
جاد ممكن تسكت دا على
أساس يعني أن الړصاصي ايه
أومأ برأسه وأخذ الهاتف إلى الناحية الأخرى ثم هتف بمرح وهو يعبث معها
ياستي ماشي.. بس ايه كل الحاجات الحلوة اللي في الدولاب دي مكنتش أعرف أن ذوقك جامد كده
لم تفهم عن ماذا يتحدث فسألته عاقدة بين حاجبيها باستغراب
حاجات ايه
ضحك بشدة حتى أنها استغربت ضحكاته فأجابها بخبث وهو يغمز بعينيه وكأنها تراه
يا وحش الحاجات الهشك بشك
صاحت به مرة أخرى بانزعاج لرؤيته أشيائها ولأنه نقض الاتفاق الذي كان بينهم
آه يا قليل الأدب... أنت مين قالك تطلع الشقة وتشوف اللي فيها أصلا مش اتفقنا نتفرج عليها ركن ركن سوا
وقف على قدميه وابتسم بسعادة بعد أن استمع صوتها المنزعج ثم أخذ يسير في الغرفة ذهابا وإيابا وهو يتحدث بجدية
بصراحة مقدرتش أقاوم وبعدين متستعجليش هخليكي تشوفي ركن ركن زي ما قولتي
زفرت بهدوء وابتسمت مرة أخرى والسعادة ترفرف داخلها بكونها ستذهب لمنزله غدا!.. أتصدق ذلك..
النهاردة تعبت أوي في الحنه أنا ما صدقت أنها خلصت
زفر وهو يتذكر الذي فعلوه هو وأصدقائه في الشارع لتوديع عذوبيته
ومين سمعك أنا اتهديت مش تعبت... الشارع كله كان مسدود من اللي فيه وصحابي مخلوش فيا نفس من كتر الرقص 
ضحكت عليه واستشعرت ضيقه من ذلك فهو لا يحب الرقص المفرط هذا على عكس ابن عمه
كنت سامعه كل حاجه.. كويس إني عملتها هنا على الضيق مش عارفه كنت هعمل أي بجد
أردف مبتسما باتساع
المهم أننا فرحنا واللي حوالينا فرحوا
عندك حق
قالت والابتسامة مازالت على وجهها وهي تتذكر وقفة سمير الجادة معه وكأنه زفافه هو
على فكرة سمير تعب معاك أوي.. ولا كأن هو اللي بيتجوز
سخر منها وكأنها لا تعلم أنهم أخوه وأكثر قائلا بمزاح
لو متعبش ليا يعني هيتعب لمين الواد ده
يا ساتر عليك.. كلمة شكر للراجل حتى تصدق لما أقابله هقوله
للحظة شعر بالغيرة لكونه تخيل أنها تتحدث معه بأريحية رغم أنه يعلم أنها لا تفعلها ولكن شعور الغيرة منذ أن أصبحت زوجته يزداد داخله دون دراية منه
وهتقوليله ايه إن شاء الله
رفعت إحدى حاجبيها وتحدث وهي تلوي شفتيها بسخرية
هقوله إني بشكر فيك وبقول قد ايه أنك تعبت علشانا وقد ايه أنت شخص كويس وفي المقابل الاسطى جاد مش عاجبه 
جلس على الفراش وأخذ الهاتف للناحية الأخرى من جديد وأردف بنبرة رجولية جادة ليس مثل السابق
هو أنت وقفتي مع سمير قبل كده
شعرت بتغير نبرته للجدية التامة فأجابته بجدية هي الأخرى وهي تعتدل في جلستها على الفراش
لأ أبدا هو بس لما بيشوفني في الشارع أو حاجه بيسلم عليا وبيقولي لو محتاجه حاجه مش أكتر من كده... بصراحة شخص ذوق يعني
تمام
استغربت تغيره المفاجئ دون داعي فقط من بضع كلمات عن ابن عمه ولا تعني أي شيء أنه يغير عليها غيرة مفرطة ولكن ليس لهذه الدرجة
مالك في ايه
نفى وجود شيء ما به ثم غير الحديث سريعا إلى شيء آخر وهو يسألها بجدية
مفيش حاجه... أنت هتروحي الكوافير بكرة من امتى
الساعة اتنين
وقف على قدميه ثم هتف بجدية
طيب يلا تصبحي على خير.. أنا تعبان ومحتاج ارتاح شويه
نادته بلين ورقة
عبر الهاتف
جاد
نعم
تحدثت بجدية تتغلغل بها مشاعرها المفرطة تجاهه وودت أن تقول هذه الكلمات حتى تبعد عنه انزعاجه الذي أخذه منها في لحظة خاطفة
على فكرة أنا مش شايفه حد غيرك!..
ابتسم بهدوء شاعرا بحبها الشديد له قابلها بنفس الكلمات اللينه والشوق يزداد داخله
وأنا مش شايف حد غيرك تصبحي على خير
وأنت من أهلي يا جاد
أغلق الهاتف واستدار ليجد صورته منعكسه بالمرآة فنظر إليه بجدية غدا ستصبح زوجته سينتقل معها إلى عش الزوجية ويقص عليها كل ما أخفاه عنها ستكون حياتهم سويا تبنى على طاعة الله هذا ما قرره داخله..
يعلم أن أفكاره مشوشه ولا يستطيع التفكير في شيء واحد فقط بل ينزحم عقله ويدلف باشياء أخرى ولكن هناك شيء واحد الذي يهمه..
وهو التقليل من الغيرة الغبية التي تجعله ينزعج من أقل الأشياء حتى وإن كانت تافهة..
نظرت إلى سقف الغرفة بعد أن أغلقت الهاتف والأفكار تتزاحم داخل عقلها بكثرة عن كثير من المخاۏف القادمة وبدايتها غدا..
توتر تشعر به أي فتاة في مثل ذلك الموقف رجل ستتحمل مسؤوليته وتكون هي عمود المنزل الجديد الذي ستذهب إليه وغير
ذلك كثير داخلها كلما فكرت به شعرت بصداع شديد..
اليوم قررت التخلي عن هذا الصداع ووقفت على قدميها لتأخذ كتاب القرآن الكريم من على الكومود وجلست على الأريكة معتدلة لتقرأ به قليلا وليكن خير فاتح لحياتها القادمة متناسية أي شيء وأي تفكير آخر..
منذ صباح اليوم التالي والجميع يعمل على قدم وساق فاليوم زفاف جاد و هدير..
هي ذهبت في الساعة الثانية ظهرا مع شقيقتها وصديقتها إلى صالون التجميل لتخرج منه العروس التي رسمتها داخل مخيلتها كثيرا..
بينما هو استيقظ الساعة الواحدة ظهرا بعد أن هبط إليه سمير ليجهز أشيائه ويكون على أتم الاستعداد لهذا اليوم..
هبط والد سمير ووالدته إلى شقة جاد ليجلسون بها مع جميع الأقارب الذين انتوا إليهم ليكونوا من حاضرين الزفاف وصعد جاد إلى شقة عمه ليتجهز فيها ويذهب إلى عروسه..
ومثل العادات المعروفة في الأماكن الشعبية أتى إليه الحلاق بكامل أدوات الحلاقة وأدوات التجميل الرجالية والتي لم يكن يحتاج إليها جاد من الأساس فوسامته الطبيعية تكفي..
بدأ الحلاق بعمله حيث أنه بطلب من جاد خف خصلات شعره قليلا للغاية وكأنه لم يفعل به شيء من الأساس فقط جعله يتساوى مع بعضه ثم بدأ بحلاقة ذقنه ومثل ما فعله بخصلات شعره فعله بذقته فهو يحب مظهرها وهي نامية ليست ناعمة وليست تعج بالشعيرات الكثيفة التي تجعل مظهره بشع كما يرى..
ومازال وضع شاربه كما هو فلا يحب أن يأتي ناحيته بالنسبة إليه هذا أهم شيء بوجهه شاربه الذي يميل لونه إلى البني..
أخذ كثير من الوقت وهو يفعل له كثير من الأشياء ليبدو مظهره في النهاية يسحر من يراه..
ذهب إلى المرحاض بعد ذلك ليستحم ويخرج ليستعد للذهاب إلى عروسه..
فعل ذلك حقا خرج من المرحاض وهو يرتدي ملابسه الداخلية ودلف إلى غرفة سمير وحده ليكمل ارتداء ملابسه كانت البدلة عبارة عن بنطال أسود اللون يعلوه قميص أبيض بأزرار سوداء ارتداهم وأخذ بيده حزام البطال وجاكت البدلة ذو اللون الأسود وذهب إليهم مرة أخرى ليكمل آخر اللمسات ويذهب أخيرا..
أنهى الحلاق تصفيف خصلات شعره ووضع الرائحة العطرية له ثم أكمل ارتداء ملابسه واضعا الحزام في خصره على البنطال وارتدى الجاكت الأسود لتكتمل الهيئة وتضع آخر لمسات اللوحة الفنية..
لقد ظهر غاية في الوسامة والأناقة بطوله الفارع وجسده الرياضي الذي يظهره وكأنه من أحد ممثلي التلفاز كان يظهر وكأنه الرجل الوحيد الذي يحمل كل هذه الوسامة بعينيه الرمادية ذات اللمعة الغريبة ونظرته الساحرة خصلاته السوداء التي تمتزج بالبنية أنفه الحاد وشاربه الذي يخفي معظم شفتيه بلحيته النامية وتفاحة آدم البارزة بعنقه تجعله رجل لا يقاوم...
خرج جاد من المنزل بعد أن انتهى من السلامات الكثيرة والمباركات
تم نسخ الرابط