ندوب الهوي بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز

في انتظار دورهم في الولوج إلى الطبيبة وكل منهم في رأسها أشياء عدة ټموت فرحا لو تحققت..
ستكون هذه السعادة الكبرى ل
مريم عندما تتأكد أن داخلها طفل تحمله من سمير!.. زوجها وحبيب السنوات الماضية والحاضرة.. أروع زوج على الإطلاق وأفضل شقيق وصديق وكل شيء تريده يقدمه إليها دون مجهود يذكر منها..
وكأنه وجد في هذه الحياة ليكون المارد المحقق لأحلامها إن اكتشفت أنها تحمل طفل منها ومنه داخلها ستكون السعادة الأكبر له ستأتي إليه بشيء يريده ويهواه.. الجميع يريده ويهواه ولكن معه مختلف للغاية.. سترد له شيء جميل مما يفعله لها
ابتسمت وهي تفكر كيف سيكون رد فعله عندما تخبره بأنها حامل وداخلها أفضل شيء بينهم شهور قليلة ويأتي ليظهر للنور ويكون سبب آخر يجمع حبهم ويعظمة أكثر لقد فكرت في كثير من الأشياء اعتقادا أنها حامل وقد وقع الأمر..
حتى أنها قررت تأجيل هذه السنة الدراسية لتكون متفرغة أكثر لهم حتى لا تهمله وتهمل زوجها! ولأنها لن تستطيع أن توفق في عملين معا كيف إن كانوا أكثر.. كل هذه قرارات بنيت على أساس أن الحمل موجود وكأنها تأكدت منه!..
بينما شقيقتها الكبرى كانت تفكر في غير ذلك تماما لا اهتمامات ولا مسؤوليات كانت تفكر في زوجها الحبيب معذب فؤادها هذا اللقب الأقرب إليها منه حقا تتوق لرؤيته عندما يعرف بحملها لطفله تتوق لسماع صوته ورؤية وجهه وهو يتلقى الخبر تحقيق حلم مثل هذا له يعتبر أكبر شيء ممكن أن تحققه..
حبها له غريب ومريب بنفس الوقت هي شخصية عنيدة وتريد تفسير لكل شيء ولكن لأجل أن تكون سعيدة معه تحاول محو كل ما يأتي بخلدها لينعم بالراحة والهدوء ولتقترب منه أكثر وتبعد كل صعب من أمامهم..
ترى حبه لها بل عشق وغرام أبدي هوى وما بعد الهوى ولكن يصعب الأمور عليها.. يجعلها مشتتة طوال الوقت غير قادرة على التحديد كيف يكون هو وكيف تكون حياتهم.. حتى أنه أحيانا يصعب الأمر عليها بمعرفة نفسها!..
ليس هناك مثل جاد أبو الدهب شجاع شهم صالح رجل وما يعرف برجل يوصف به حنون وما به من حنان يغدقها به يفيض للعالم أجمع ومع كل ذلك تخاف من بعده أو سرقته على يقين بحبه وإيمانه ولكن تخاف من غيره يأخذه لطريق آخر لا تكون هي من أساسه..
ستحاول جاهدة أن تمحي كل هذا من رأسها وتنعم بالراحة والسعادة معه ومن المؤكد أنه لن يجعلها تشعر بكل هذه الرهبة والخۏف لأجل إمرأة لا تخصه!..
نعم هذا هو زوجها جاد تعلم أنه مهما حدث بينهم فلن يهون عليه حزن قلبها وتشتت عقلها المستمر هي على يقين أنه سيجعل كل شيء على ما يرام وبالأخص عندما يعلم أن هناك من سيأتي لهم ويكمل عائلتهم الجميلة!..
وقفت هدير على قدميها وتقدمت إلى الفتاة الجالسة تعمل سكرتارية لدي الطبيبة قامت بدفع مقابلة لها هي الأخرى معها لتدلف مع شقيقتها في نفس الوقت وعادت مرة أخرى تحت أنظار مريم المستغربه ما فعلته الآن
جلست مرة أخرى جوارها وهذه المرة أبصرتها لأنها تعلم ما الذي ستتحدث به وتسائلت بالفعل قائلة
إحنا مش دفعنا يا بنتي بتدفعي تاني ليه
ابتسمت هدير بعمق وأجابت قائلة بجدية وثبات وكأنها تتحدث مع أحد يعلم القصة منذ بدايتها
لأ دا كشف ليا.. أنا كمان هكشف معاكي
استنكرت مريم فعلتها وحديثها فهي لم تتحدث من الأساس ولم تقول إنها تريد ذلك هكذا فجاءة!
فجأة كده!..
استدارت لتنظر إليها وتكن في مواجهتها لتتحدث بأريحية وتروي لها ما حدث ولكن قبل ذلك عليها أن تتأكد أنها لن تخبر أحد
لأ هو بصراحة مش فجأة ولا حاجه.. قبل ما أقولك احلفيلي إنك مش هتجيبي سيرة لحد ولا حتى سمير لازم أول حد يعرف يبقى جاد
شعرت مريم بالضيق وكأن هناك سر خطېر يجب ألا يعرفه أحد لذلك لم تتحدث إلا الآن
ياستي ماشي مش هقول لحد والله
الله
عادت هدير برأسها للخلف وهي تستند إلى ظهر المقعد ثم هتفت بنبرة خاڤتة مبتسمة
أنا جبت امبارح اختبار حمل وطلع إيجابي
دهشت مريم وفتحت عينيها على وسعيهما لم تكن تتوقع أن ذلك قد يكون حدث بالأخص أن شقيقتها لم تتحدث وهم بالمنزل بل لم يظهر عليها أي شيء أبصرتها مريم طويلا ثم خرجت من هذه الصدمة مبتسمة ببلاهة ظاهرة
بتهزري.. لأ بجد ايه ده ألف مبروك يا
دودو.. يا قلبي ايه ده بجد مبروك أنا فرحانه أوي معقول إحنا الاتنين فجأة كده
توقفت عن حماسها الذي خرج دفعة واحدة على حين غرة وقالت متسائلة بعتاب رافعة أحد حاجبيها باستغراب
وبعدين استني أنت ليه مقولتليش
أجابتها ببساطة وهدوء وملامح وجهها ساكنة وكأن هذا الذي كان في خلدها بالفعل
علشان ببساطة كنت مستنية إني أقول لجاد الأول وهو يجي معايا
ونتأكد بس بما إني هنا خلاص بالمرة بقى
وضعت مريم يدها فوق يدي شقيقتها والحماس يظهر عليها ووجهها بالكامل يبتسم بجميع ملامحه لتصيح قائلة
أنا مبسوطة أوي بجد يا هدير معقولة نطلع إحنا الاتنين حوامل..
ابتسمت هدير مبادلة إياها وهي تهتف بسخرية مضحكة لأجل خبر مثل هذا لهم هم الاثنين في آن واحد
يارب بجد دا هيبقى خبر الموسم
صمتت مريم للحظات وعقلها يشغله شيء ثم تحدثت عن جاد وهي تتذكر كيف كان يتحدث عن وجود الأطفال وكيف كان يتمنى طفل له
متخيلة فرحة جاد أكتر واحد!.. دا ھيموت على طفل يا هدير.. فاكرة آخر مرة لما اتكلمنا على الولاد كان عامل إزاي
اتسعت ابتسامة زوجته بطريقة غير عادية وهي تفكر به وبما سيحدث عندما يعلم وكيف ستسير الأمور معه بعد خبر كهذا
جاد!.. أنا مش عايزة حد يعرف غيرة أصلا علشان أشوف رد فعله
نظرت مريم أمامها وهي تعتدل على المقعد وحماسها يأخذها بالكامل لذلك الأمر والفرحة سيطرت عليها أكثر بعد أن استمعت لشقيقتها
لأ أنا خلاص بنيت أحلامي إننا حوامل.. تخيلي كده جبنا ولاد عم وخالة..
ضحكت الأخرى بخفوت وهي تتذكر أنها متزوجة قبل مريم بأشهر من الأساس
الموضوع مضحك أصلا.. أنا متجوزة قبلك يا مريم تحصل مع بعض!..
نظرت إليها مريم وكأنها الآن بالتحديد وجهت عقلها على هذه النقطة فقد كانت متناسية إياها تماما ولكن مع ذلك كل شيء بيدي الله
تصدقي! بس هو كل شيء بأوان
أومأت هدير برأسها وابتسمت بسعادة فهي محقة هناك من تزوج منذ أعوام وإلى الآن لم يرزق بهذا الرزق الكبير من الله وهناك من تزوج منذ شهر واحد فقط والآن يبتسم فرحا وسعادة لأجل معرفة بخبر حمل زوجته.. هناك هذا وذاك والله يعطي من يشاء
أكيد ما شيء بأوان
فرحة عارمة! قلوب تطير بين السحاب لكثرة هبوط السعادة عليها فقررت الإنحراف قليلا باتجاه السماء لتنعم بالسعادة الأكثر مما حصلت عليه..
عيون تدمع لأجل ما استشعرته من فرحة كبيرة تنتظرها في الأيام القادمة الشفاه ترتجف من كثرة الابتسامات التي توزعها على الجميع بسبب وبدون سبب ما هذا!.. ما هذا الشعور الفظيع الذي يكاد يوقف قلوبهم القابعة في السماء الآن..
أتدري أن هذه الفرحة الأكبر في حياتهم!.. أتدري أن عوض الله بعد صبر جبر!.. تحملت كل منهن لحظات
تم نسخ الرابط