ندوب الهوي بقلم ندا حسن
المحتويات
لوحدي
تعمق في نظرته لها عندما رفعت عينيها وبكل الحب المكنون داخل قلبه لها أجاب
تسمحيلي انول الشرف واساعدك
أومأت برأسها بهدوء وخجل سيطر عليها وحاول التوتر أن يغلبها ولكنها تماسكت وابتسمت له بترحاب عندما رأته يفك طرحة فستانها ويزيل عنها الإبر المثبتة إياه استغربت حيويته ومرحه معها وهدوءه رغم أنه تعب كثيرا في الأيام الأخيرة بالتحضير للزفاف وانهاء كل ما لزم عش الزوجية وإلى اليوم لقد تعب كثيرا عن حق..
أردفت وهي تساعده في فكها
مش هتفرجني على الشقة..
رفع عينيه الرمادية ليتقابل مع عسلية عينيها عبر المرأة وأردف مجيبا بحب وحنان بالغ
يسلموا عيونك
انتهى معها من فك الطرحة ليزيلها عنها ثم وضعها على المقعد المتواجد أمام المرآة وزال الربطة المتواجد بخصلات شعرها لينسدل على ظهرها فأمسكه بيده الاثنين وأخذ يفرده على ظهرها وعينيه لا تتحمل كل ما يراه بها من جمال وروعة..
فتن بخصلات شعرها التي لأول مرة يراه لقد كان طويل يصل إلى نهاية خصرها وما بعده بقليل لونه أسود ينتهي ببني فاتح يجذب عينيه إليه ويسحرها به.
رفع نظره إليها مرة أخرى عبر المرآة بعد أن شعر برجفتها على إثر فتحه لسحاب فستانها أطال النظر إلى داخل عينيها وداخله لا يستطيع المقاومة أكثر من ذلك.. لقد انتظر كثيرا ولا يستطيع الانتظار لبضع دقائق أخرى حتى..
طيب أطلع غير بره وأنا هغير هدومي وأخرج اتوضا
تنحنح بخشونة ثانية وأغمض عينيه بقوة ثم فتحهما وهو يتحدث بينه وبين نفسه بالانتظار قليلا بعد أومأ إليها برأسه وتوجه لخزانة الملابس المتواجدة في غرفة النوم فتحها ثم أخرج منها ملابس له وخرج من الغرفة دون أن ينظر إليها..
أسرعت خلفه حاملة الفستان بيدها لتغلق الباب خلفه ثم وقفت وراءه تضع يدها على موضع قلبها وتستمع إلى دقاته والابتسامة على محياها تتسع أكثر وأكثر لقد رأت لهفته في التقرب منها رأت حبه لها في حديثه وأفعاله صدقه في كل ما يفعله..
ابتعدت عن الباب وهي تحرك رأسها يمينا ويسارا والابتسامة لا تعرف طريق غير وجهها تقدمت لتخرج ملابس من الخزانة ثم تذهب للوضوء..
خرجت بعد قليل وهي ترتدي منامة حريرية لونها وردي بنطالها طويل وبلوزتها بنصف كم وعقصت خصلاتها للخلف خرجت لتراه يجلس في الصالة منتظر انتهائها وقف على قدميه بعد أن رآها وحاول أن يبدو طبيعيا وتحدث قائلا بنبرة رجولية هادئة
أنا اتوضيت ومستنيكي.. الحمام من هنا
أشار بيده على ناحية المرحاض لتذهب إليه دون خجل منه حاولت جاهدة في فعل ذلك لتنجح في النهاية ولم تستخدم يدها في الضغط عليهما..
بحجابه للصلاة به كان معه اثنين من سجادة الصلاة فرش الأرض بواحدة وهي تعدل من حجابها ثم وضع الأخرى خلفه في اتجاة القبلة وأشار إليها ليبدأ الصلاة بها..
صلى بها ركعتين لتكن الصلاة خير فاتح لهم معا في حياتهم الزوجية ولم ينسى الدعاء سرا بينه وبين الله أن يتم عليه نعمة وجودها في حياته دون حزن وألم وكأنها هي الأخرى شعرت بما دعى لتفعل المثل..
استدار بجسده ملتفا ناحيتها بعد الانتهاء ناظرا إليها بحب وشغف يظهر على وجهه وكل عضو به وضع يده اليمنى بحنان فوق رأسها بعد أن أخذ نفسا عميقا ثم أخذ يردد بنبرة خاڤتة
اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها ومن شړ ما جبلتها عليه
ابتسمت له بعد أن أبعد يده عنها وأطالت النظر داخل عينيه تبادلة نظرته العاشقة الصامتة تبادله حبه دون الاعتراف المجرد من الأفعال الملموسة..
هتفت بصوت خاڤت وهي تنظر إليه دون أن تحيد عينيها عنه
مثل السابق وهي تغض بصرها عنه
جعان صح. اجبلك أكل
وزع عينيه على جميع ملامح وجهها ببطء شديد ليتوقف عند شفتيها للحظة واحدة ثم عاد بالنظر إلى عينيها يهتف بنبرة رجولية خالصة بحب وشغف ولوعة الاشتياق داخله تقوم بدورها على أكمل وجه
أنا فعلا جعان.. جعان أوي يمكن من أربع سنين
نظرت إليه باستغراب كيف هو جوعان منذ أربع سنوات!. لابد أنه يمزح ولكن ملامح وجهه تقول عكس ذلك أبعدت تفكيرها عن عقلها الآن وهي تراه يميل عليها..
وضع يده اليمنى على وجنتها يحرك إصبعه الإبهام عليها بحنان وهدوء ثم أبعدها عن وجنتها ليزيل عنها حجابها بيده ويسقطه خلف ظهرها متعلق بالاسدال وزع نظرة مرة أخرى عليها ووجدها تنظر بعينيها في غير اتجاهه بخجل ووجهها يتحول للون الأحمر من شدة الخجل والحرج الذي هي به..
لم يدعها تدلف بتلك الدوامة وياخذها منه التوتر والخجل بل أقترب منها بوجهه ليطبع قبلة من خاصته بحب بالغ وحنان أعمى قبلة جعلها طويلة قدر الإمكان يبدأ بها ليلة معها في سعادة وحب وقلبه لا يستطيع الانتظار مطالبا باكثر من هذا..
وضع يده الاثنين خلف رأسها وفي تلك اللحظات وجد عنوانها الاستسلام التام أمام مروره عليها بحبه وقبلته التي حرم نفسه منه ومن فعل أي شيء آخر حتى ولو كان حديث عابر ليناله برضا الله وحلاله ليكن في النهاية حلال يتفاخر به وينعم به أكثر وأكثر وليشعر بالسعادة وهو يحصل عليه وبينهما مودة ورحمة من الله عليهم بها..
يتبع
ندوب_الهوى
الفصل_الحادي_عشر
ندا_حسن
ليلة العرس كانت من أطول الليالي التي مرت عليهما معا ومن أجمل الليالي وأسعدها بفضل وكرم من الله ليلة طويلة عاشت بها كثير من اللحظات السعيدة بجواره متناسيه أنه إلى الآن لم ينطق بحبها بل استمعت بقلبها هذه الكلمات في تصرفاته وأفعاله ونظراته لها...
ارتوى جاد أخيرا بوجودها جواره أربع سنوات يعشقها في الخفاء منتظرا أن يأتي الوقت المناسب للبوح بما داخله ناحيتها وها هو قد أتى ليروي اشتياقه وحنينه وليظهر شغفه وحبه لها عبر أفعاله ونظراته التي تتحدث بالنيابة عنه وترسل إليها كلمات الغرام دون مجهود وتتلقاها بفرحة عارمة
ليلة عاشوا بها معا ينعمون بحلال الله ويستمتعون به أكثر من أي شيء آخر ينعمون بأفضل اللحظات بينهم بفضل من الله الذي سهل لهم طريق الحلال لأنهم أرادوا السير به..
قبل اذان العصر في صباح اليوم التالي
وقفت نعمة وابنتها مريم أمام باب شقة هدير و جاد في المنزل المقابل لهم ومعهم والدته صاحبة الوجه الضاحك البشوش ابتسمت والدتها وهي تضع إصبعها السبابة على الجرس بجوار الباب وتحدثت لوالدته بحرج
والنبي زمانهم نايمين يا أم جاد.. كنا جينا بالليل ياختي
تقدمت والدته منها ثم وضعت إصبعها مرة أخرى على جرس الباب وهي تتحدث هاكمة
نايمين دا ايه لأ يصحوا بقى
أردفت مريم بسخرية وهي تبتسم تبادل والدته فهمية بتهكم
إحنا في العصر يا ماما هيفضلوا نايمين ل بالليل يعني
ضغطت والدتها بأسنانها على شفتيها بحركة شعبية وهتفت بحدة وضجر مستنكرة حديث ابنتها
ايش فهمك أنت اسكتي
أجابتها والدته فهيمة مرة أخرى بجدية وهي تضع الاكياس التي بيدها على الأرضية أمام الباب
عندهم ياختي وقت قدامهم طويل
متابعة القراءة