ندوب الهوي بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز

الفراش وجلست عليه قائلة بفتور محاولة أن ترى أين آخره وكيف ستتخطى هذا الموقف معه
مجبتش هدوم غير دي
نظر إليها بهدوء وهو يعلم أنها فقط تجادله لترى ما الذي يفعله أن لم توافق جلس جوارها بهدوء وأردف مجيبا إياها بجدية
البسي اللي جيتي بيه
امتنعت قائلة بحدة وهي تقف على قدميها مرة أخرى
ده درس أبيض هيتوسخ
وقف خلفها وعلى حين غرة أمسك بيدها ليجذبها إليه فاقتربت منه ولامست يدها الأخرى صدره وهي تستند عليه استمعت إليه وهي تنظر إلى عينيه بعمق يهتف بجدية واضعا النقاط فوق الحروف
لو بتفكري تمشي كلمتك عليا فده مش هيحصل يا هدير.. جاد الله مش هياخد أوامر ولا هيسمع كلام واحدة ست لو مين هي حطي ده في بالك أنا هنا الراجل وكلامي هو اللي هيمشي وإذا ملبستيش حاجه محترمة وخرجتي نتغدا مع أهلك يبقى هتلبسي هدومك اللي جيتي بيها ونرجع بيتنا
وجدها صامتة تنظر إليه ببلاهة ومازالت يدها على ص دره وهو ممسك بيدها الأخرى مقربها منه بحدة استدار بناحيته الأخرى إلى الفراش وأخذ إسدال الصلاة الذي أبصره قبل قليل ووضعه على صدرها بقوة لترفع يدها التي اخفضتها من على صدره تتمسك به كي لا يقع أرضا..
استمعت إليه يكمل حديثه بقوة وهو يقرب وجهه منها ويوزع عينيه على كامل ملامحها
أنا عارف إن اللي بره أخوكي بس ده مش مبرر أنه يشوف مفاتنك بالشكل المغري ده وعارف كمان أنك عمرك ما لبستي كده وياريت تستمري في اللي كنتي بتعمليه أنا مش عايز حد يشوف أي حته من جسمك وحتى لو هي ست زيك يا هدير.. ياريت يكون كلامي مفهوم..
ترك يدها واستدار وذهب ناحية الباب ثم هتف قبل أن يفتحه قائلا بجدية ورفق وكأنه سيحاسب
مكانها إن أجلت الصلاة
صلي قبل ما تخرجي
فتح الباب ثم خرج وأغلقة خلفه بهدوء بينما بقيت هي بالداخل تبتسم ببلاهة بعد خروجه.. هل يغير عليها إلى هذا الحد.. هل يحبها حقا!.. أجل يحبها فليس هناك أكثر من ذلك يثبت حبه لها سوى الكلمات المتبقية..
الكلمات التي ټموت في سبيل الاستماع إليها منه يتغاضى عن الحديث بها ويبدلها بأفعال جميلة ورائعة تعلم ذلك ولكنها من محبي الاستماع والتمتع بلحظة نطق الكلمات المعسولة التي تدل على الحب والهوى القابع داخل القلوب..
لقد أظهر رجولته عبر حديثه عن أنه لن يستمع لامرأة مهما كانت من هي وأظهر عنفوانه عبر حركات جسده وتعبيرات ملامحه المنزعجة من مراوغتها ومجادلتها معه في أمر يرفضه يتمتع برجولة شديدة الظهور وحديث ناضج واضح وأفعاله ليست لها مثيل غير تلك النظرات التي تخرج من عينيه الرمادية ترمي بسهام الهوى وكأنها لم تقع به لتسقط أكثر وأكثر والعشق يأتي بآخره معها منتظرة من معذب الفؤاد أن يتحدث..
في المساء
وقفت أمام المرآة تنظر إلى ما وضع عليها بتركيز شديد وكأنها تبحث عن شيء ما!. وكان بالفعل كذلك وهي ترفع الأشياء الموضوعة عليها أكثر من مرة وتنظر بتركيز شديد وتزفر بضيق وانزعاج حضر إليها الآن..
أمسكت بصندوق الحلى الخاص بها والموضوع به ذهبها بالكامل وذهبت إلى الفراش وافرغت كل ما به لتبحث عن أساورها المفقودة..
بحثت بينهم مرة واثنان وثلاث اعتقادا أنها لا ترى جيدا ذهبت إلى خزانة الملابس وأخذت تبحث بين ملابس الخروج التي قد أتت إليها من قبل وفتحتها ربما وقعوا هنا وهي تعدل ملابسها!.. مالت بجذعها للاسفل وهي تبحث بتركيز وتدقق في الأشياء ربما هي لا تراهم..
رفعت خصلات شعرها التي تنسدل على كتفيها وبجانب وجنتيها تعيق حركتها وتزعجها أكثر زفرت بحدة وعصبية وهي لا ترى أي أثر لهما..
ذهبت إلى المرآة مرة أخرى وانحنت
بجسدها على الأرضية تبحث أسفلها وبجوار المقعد ولكن دون فائدة..
دلف زوجها الغرفة وهو يزيل عنه قميصه البيتي ذو اللون الرمادي ك عينيه ليبقى عاري الصدر بينما يرتدي بنطال أسود قطني يسير حافي القدمين..
نظر إليها باستغراب بعد أن جلس على الفراش ورأى الذهب الموضوع بإهمال هكذا لقد كان يدلف لينام قليلا لأنه لديه عمل كثير في الصباح في الورشة وحقا هو متعب للغاية من كثرة الأعمال المتراكمة عليه..
أردف قائلا يتساءل عن سبب هذه الفوضى وحيرتها الواضحة
مالك بتدوري على ايه
نظرت إليه بعد أن رفعت رأسها ووقفت على قدميها أمامه تقدمت منه وجلست جواره على الفراش تستدير بجس دها لتنظر إليه وبالمنتصف الذهب الذي أخذت تضعه في الصندوق مكانه مرة أخرى أردفت بانزعاج وضيق
في غوشتين مش لقياهم
استلقى على الفراش في مكانه ولم يعطي الأمر أهمية معتقدا أنهم في مكان ما وهي قد نسيت أجابها بفتور
هيروحوا فين يعني أكيد هنا ولا هنا.. وتلاقيكي أصلا شيلاهم وناسيه
صاحت بحدة بسبب توترها وانزعاجها من هذا الموقف واختفاء الأساور المفاجئ
نسيت ايه يا جاد أنا كنت لبساهم
وضع يده الاثنين أسفل رأسه ليعلو قليلا وينظر إليها وتحدث باهتمام حاول إظهاره حتى لا تنزعج
وبعدين راحوا فين بالراحة بس وأنت هتلاقيهم
تركت ما بيدها وجلست على الفراش نظرت أمامها في الفراغ وهي تحاول أن تتذكر أين وضعتهم بالضبط
أنا كنت لابساهم وأنا عند ماما وجيت خلعت كل دهبي اللي كنت لابساه وحطيته هنا على المراية وقعدنا بره... دلوقتي وأنا برتب الهدوم وبحطه في الصندوق لقيت الغوشتين مش موجودين
سألها باستفهام وهو يستدير على جانبه الأيسر يتكئ على ذراعه وينظر إليها
بس أنا مشوفتش في إيدك دهب وإحنا هناك
أجابته وذهنها يفكر أين قد تكون وضعتهم أو أين اختفوا منها وهي لم تذهب إلى أي مكان بعيد
ما أنا كنت خلعاه
عاد يستلقي على الفراش بهدوء ولا يعطي للأمر بداخله أهمية من الأساس لأن من المؤكد أنها نسيت مكانهم ولكنه يتحدث معها باهتمام حتى لا تنزعج
طيب ممكن يكونوا هناك نسيتيهم أو وقعوا يا هدير
أردفت بتشتت واضح وحيرة من أمرها لا تستطيع أن تخفيها وهي تود معرفة أين الأساور
أنا مش عارفة... أنا حتى مش فاكرة خلعتهم هنا ولا لأ
استدار للناحية الأخرى ينام على جانبه الأيمن يوليها ظهره قائلا بنبرة ناعسة فقد تخطت الساعة الواحدة صباحا وهو يستيقظ باكرا لعمله
ابقي اسألي مريم أكيد نستيهم هناك
وقفت على قدميها وهي تتوجه إلى خارج الغرفة وخصلاتها تتطاير خلفها بقوة هتفت بجدية وهي تخرج
أنا هكلمها فعلا..
زفر بحنق وهو يستمع إلى صوتها العالي بالخارج بعدما تحدثت مع شقيقتها ولا يستطيع النوم بسبب هذه الأساور الملعۏنة وضع الوسادة فوق رأسه لكي يختفي صوتها ولكن ذلك لم يحدث وكان حقا في أمس الحاجة للنوم..
زفر بضيق وضجر مرة أخرى وهو يقف على قدميه متقدما من الباب ليغلقه حتى يستطيع النوم ولكن عندما أمسك به وقارب على غلقه كانت هي تدلف إليه تهتف بحنق وانزعاج شديد
مش هناك.. أنا هتجنن راحوا فين بس
أمسك بكتفيها معا
بيده الاثنين ثم ابتسم بهدوء رغما عنه وتحدث بجدية ونبرة خاڤتة ونظرته إليها رائعة بعينه الناعسة
ممكن تدوري عليهم بكرة ولا حتى متدوريش هيظهروا لوحدهم صدقيني بس أنا تعبان والله ومحتاج أرتاح شوية يا هدير
ابتلعت تلك الغصة التي تشكلت بحلقها بحرج وتوردت وجنتيها بخجل شديد منه إنها تزعجه دون أن
تم نسخ الرابط