ندوب الهوي بقلم ندا حسن
المحتويات
الآخر...
بعد صلاة العشاء بقليل كان الجميع على السطح جلست والدتها وشقيقها ومعهم أهل جاد والده ووالدته وعمه وزوجة عمه والدة سمير الذين أتوا أخيرا كان سمير يقف مع عبده يحاول تشغيل جهاز مكبر الصوت وكان طارق و حمادة أيضا هنا معهم وبعض الأشخاص القليلة للغاية من الأقارب والجيران لهم..
جلس والده في انتظار أن يذهب سمير لإحضار المأذون إلى هنا وهم على اتفاقهم لقد فرح والده عندما رآه سعيد وأبعد عنه فكرته الغبية التي كانت تلازمة عنها..
حقا إنه لم يكن يريد هذه الفتاة إلى الوحيد والغالي على قلبه
تنحى عن فكرته وقرر أنه سيزوجها له مادام هو لا يريد غيرها ولا يهوى غيرها إن الهوى ليس له حكيم بل هو الحكيم الأول والأخير على نفسه..
بعد أن فعل ذلك أمام أهل الحارة جميعا ورأى فرحة ابنه بما
فعله شعر هو الآخر بالفرحة العارمة والسعادة الغير طبيعية..
أما والدته فلم يكن لديها مشكلة معها نهائيا بل كانت تتمناها له منذ زمن.. تريد هدير زوجة ل جاد لتجعله يشعر بالفرحة والراحة الدائمة لأنه يراها راحته ومملكته التي تمتلئ بالانتصارات وهي الانتصار الأخير الذي يخلفه السعادة الأبدية...
ولم يكن حال عمه وزوجته غير ذلك بل فرحوا كثيرا له اعتبارا أنه ابنهم الآخر مثل سمير بالضبط وتمنوا لو يفعل سمير مثله..
ذهب سمير ليقابل المأذون ويأتي به إلى هنا في حضور جاد..
وقف جاد أمام المرآة ينظر إلى نفسه بابتسامة رضا وثقة كبيرة لقد كان يرتدي بنطال أسود اللون يعلوه قميص أسود مثله وجاكت البدله يماثلهم كما الحذاء بالضبط..
بعد أن خرج من الغرفة ضړب مقدمة رأسه بقوة وهو يستغفر داخله بسخرية على نفسه لقد جعلته يتناسى كل شيء سوى هي!.. عاد إلى الغرفة وأخذ من على الفراش باقة الورود الحمراء ذات الرائحة العطرية الجميلة التي ابتاعها لها لتكون أول هدية يأتي بها إليها ورود حمراء بباقة بيضاء كما هي بالضبط تلك البيضاء الرائعة الجميلة بالوجنتين الحمراء بشدة..
هبط إلى الأسفل براحة شديدة وثبات خارجي ولكن داخله لا يعلم ما الذي يحدث من اضطرابات وعڼف في دقات قلبه وفرحة مفرطة لا يعلم ما نهايتها...
وصل إلى باب شقتهم ليقف أمامه بثبات خارجي أخذا نفس عميق وزفره براحة وصوت عالي..
دق باب المنزل لحظات ووجد الباب يفتح وتظهر من خلفه شقيقتها الصغرى بمظهرها الطبيعي الخلاب كما حبيبته ابتسمت بوجهه بسعادة وأشارت له بيدها ليدخل الشقة فدلف بهدوء إلى الصالة وتحدث قائلا بنبرة رجولية متسائلا
هي خلصت ولا لسه..
خلصت ومستنياك بقالها عشر دقايق
أشارت له بالدخول إلى الغرفة وهي تتقدمه ف تنحنح وهو على أعتاب الغرفة بصوت خشن لتعلم بوجوده ولج إلى الداخل ورأى صديقتها تقف جوارها أمام المرآة بعد أن استدارت له مبتسمة بسعادة وود له ليرد لها الابتسامة بتحفظ ونظر من بعدها إلى مالكة قلبه التي توليه ظهرها وتجلس على المقعد أمام المرآة بزاوية تجعله لا يستطيع رؤية وجهها..
تقدم إلى الداخل إلى أن وصل إليها لتبتعد رحمة إلى أعتاب باب الغرفة من الخارج هي و مريم لترك مساحة بسيطة لهم تقدم أكثر منها محاولا أن ينظر إليها ثم هتف بسخرية مبتسما باتساع
هنلعب استغمايه ولا ايه بالظبط
ابتسمت رغم عنها بعد أن استشعرت ابتسامته المرتسمة على شفتيه واستدارت لتنظر إليه بخجل شديد ثم بعد أن نظرت إليه وقفت على قدميها أمامه لتراه ينظر إليها ببلاهة واضحة على ملامحه..
محق في نظرته لها غاية في الجمال والرقة لا يوجد لها مثيل ولن يوجد أبدا نظر إليها من الأسفل إلى الأعلى وعينيه لا تريد الابتعاد ولو ثانية واحدة كانت ترتدي فستان أبيض بسيط للغاية تشغله بعض الورود البيضاء عند منطقة الصدر وأكمامه واسعة محكمة عند المعصم وهناك حزام على شكل ورود ملتصقة ببعضها البعض يتوسط خصرها..
يزين وجهها حجاب أحمر اللون وتظهر عينيها العسلية ببريق لامع خلاب سحره من نظرة واحدة وهذا النمش البسيط الذي يجذبه إليها لا يدري كيف يشفى منه انخفض بصره
على شفتيها وكاد أن يتخيل كثير من الأشياء ولكن سريعا عاد إلى رشده متمتما بالاستغفار داخله بعد أن اعتصر عينيه وهو يغلقهم بقوة أمامها..
بسم الله ما شاء الله تبارك الخلاق
هذا ما ظهر من حركة شفتيه البطيئة أخفضت نظرها سريعا بعد أن وجدته أطال النظر عليها وللحق قد استغلت هي الأخرى الفرصة ناظرة إلى كل انش به ناظرة إلى جسده الرياضي الضخم بالنسبة إليها وهذه الأناقة التي يرتسم داخلها ووسامته القاټلة لها ولمشاعرها.. هل حقا بعد قليل ستصبح زوجته!... إن الأمر أشبه بالخيال
قدم إليها الورود لتأخذها من يده على استحياء وكأنه كان يدري ما الذي سترتديه ف آتي بهم لا تدري أنه أتى بهم لأنهم يشبهونها هي وليست الملابس نظر إلى الباب وأشار إليها ليتقدموا سويا للصعود إلى الأعلى بعد أن استمعوا إلى صوت الأغاني الشعبية المزعجة التي قام بتشغيلها سمير من المؤكد
سارت مريم ومعها رحمة أمامهم والتي كانت تطلق الزغاريد دون هوادة وهي تصعد معهم على درج البيت..
وقف الجميع لاستقبالهم عندما استمعوا إلى الزغاريد وتقدم سمير ووالدتها ووالدته إليهم والسعادة تنبثق منهن وكل ما كان حاضر أخذ بالتصفيق الحار لاستقبال العروسين..
دلفوا معهم إلى الداخل بعد أن أخذوا جولة ليست صغيرة
من السلامات والمباركات من العائلة والحاضرين جميعا..
أغلق سمير الأغاني إلى أن ينتهوا من عقد القرآن..
جلس المأذون في منتصف الطاولة وعلى الناحيتين له والد جاد وشقيق هدير وجوار جمال جلس سمير وعبده الشهود على العقد والناحية الأخرى جلس جاد وجواره هدير
بعد أن مر الوقت في كلمات المأذون وسؤاله للاثنين بالموافقة أو الرفض أعلن الانتهاء قائلا
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
من هنا انطلقت الزغاريد مرة أخرى من الجميع هذه المرة بعد أن آمنوا منه خلفه والدته ووالدتها زوجة عمه وصديقتها كل من كان يحمل في قلبه الفرحة لهم وقف على قدميه يطلق الزغاريد ومن ثم وقف سمير ليشعل الجو بالأغاني مرة أخرى بعد أن رحل المأذون..
انحنى مائلا عليها يهتف بنبرة رجولية والفرحة تتغلغل داخله
ألف مبروك عقبال ما تنوري بيتك
استدارت لتنظر إليه وكانت هذه أول مرة تنظر إليه عن قرب هكذا وترى عينيه الرمادية الخلابة والسعادة التي
متابعة القراءة