ندوب الهوي بقلم ندا حسن
المحتويات
إنه هنا معه منذ لحظة وصوله أبعد يده وابتسم بسخرية قائلا وهو يستدير إليه
خلاص عرفنا إنك هنا
ابتسمت هي الأخرى لعودة تلك المناوشات التي كانت تحدث بينهم بين الضحك والمرح وابتعدت عن الباب دالفه للداخل راكضا وهي تصيح بصوت عال
جاد رجع يا ماما فهيمة.. جاد رجع
وقفت أمام باب المطبخ تنظر إليها بابتسامة عريضة والدمع داخل عينيها فرحا تركت والدته سريعا ما كان بيدها وتقدمت للخارج تتخطاها قائلة بقوة وعدم تصديق
ابني.. ضنايا رجع
يا حبيب عمري... يا فرحة عمري يا جاد
قبل أعلى رأسها وهي يحتضنها قائلا بعتاب
أجابته ضاحكة والدمع يخرج من عينيها بغزارة قائلة ومازالت تتشبث به
دي دموع الفرح يا واد
ضحك بقوة رافعا رأسه للأعلى مازالت تنعته بطفل
مش هتبطلي واد دي بقى
عادت للخلف تضربه بخفه على ذراعه مبتسمة بسعادة لا يوجد بعدها سعادة إلا واحدة فقط
هتفضل واد طول عمرك يا واد
ضيقت ما بين حاجبيها بحنان بالغ قائلة بهدوء وفرح
حمدالله على سلامتك يا حبيبي نورت بيتك
مرة أخرى قبل أعلى رأسها مبتسما وهو يعلم ما الذي بداخل الجميع ناحيته وأولهم والدته
الله يسلمك يا أم جاد
أبعدت نظرها إلى سمير قائلة بسعادة وحماس كبير
هتف سمير مجيبا باقتراح أخر لكي ينعم هذا الرجل ببعض الراحة بعد هذه الرحلة الشاقة
يا مرات عمي ادي ل جاد فرصة يريح شوية الأول
استدار ينظر إلى سمير قائلا بنبرة أصبحت مرهقة بعد وصوله إلى هذه النقطة
لأ أنا هروح
بس أخد دش كده اظبط بيه نفسي وأغير هدومي وهاجي على طول على ما الحج يوصل
ربتت على كتفه بيدها بحنان
طيب يا حبيبي يلا روح وارتاح شوية لسه بدري على الغدا
استدارت تنظر إلى زوجته قائلة
يلا يا هدير معاه وهنادي على أم سمير تنزل معايا
ماشي يا ماما فهيمة
هتفت والدته مرة أخرى بحنان وحب بالغ وهي تقترب منه تعانقه مرة أخرى تستنشق عبير رجولته وحضوره
يلا يا حبيبي.. حمدالله على سلامتك يا قلب أمك انشالله آخر مرة تخرج فيها من بيتك ومكانك
بادلها العناق بقوة مربتا على ظهرها
بابتسامة كبيرة ناظرا إلى زوجته غامزا لها بعينيه
إن شاء الله يا أم جاد
خرج جاد من المنزل ومعه زوجته بعد أن هندمت ملابسها لتلائم الخروج للبيت الآخر والظهور في الشارع بينما صعد سمير إلى منزل والدته في الأعلى..
دلفت إلى شقتها وأنارت الأضواء بهدوء وهو يدلف من خلفها بهدوء شاعرا أن روحه قد عادت بعودته إلى مملكته ومكانه الوحيد الذي شهد على كم السعادة الخالصة التي شعر بها مع حبيبة عمره..
تقدم بهدوء وعينيه الرمادية متعلقة بها بقوة وعمق وقف أمامها لا يفصل بينهم شيء يوزع نظرة على كامل وجهها عينيها العسلية نمشها الرائع الخلاب شفتيها التي احتوته كثيرا..
إنه يفتقدها منذ أيام كثيرة مرت عليهم وهم مبتعدين عن بعضهم بقوة حمدا لله أنها تناست حزنها الذي لا يعلم سببه وابتسمت له وللحياة مرة أخرى..
عاد للخلف بعد قبلته التي أخذت وقت طويل وأخفض يده الاثنين إلى خصرها مقتربا منها قاطعا المسافة نهائيا..
وضعت يدها اليمنى على وجنته بحنان خالص ناظرة إليه بحب ليس
معهود على أي حد غيرهم تهتف بنبرة خاڤتة لينة رقيقة
حمدالله على سلامتك يا حبيبي
ابتسم إليها وأقترب مرة أخرى طابعا أعلى جبينها قبلة حنونة بريئة قائلا بحماس ومرح
الله يسلمك يا وحش... بس ايه الحلاوة والطعامه دي... دا فرق سرعات عن آخر مرة خرجت فيها من هنا
رفعت يدها هي الأخرى ووضعتها على ذراعيه قائلة بهدوء وجدية تامة بعد أن فهمت كل ما حدث وقررت أنها لن تعيده مرة أخرى
أكيد يا جاد.. أنا عرفت كل حاجه ولازم بقى ننسى اللي حصل ونبدأ صفحة جديدة
غمزها بعينيه الرمادية ضاحكا
اعتبريه حصل
أبعدت يدها عنه محاولة العودة للخلف وهو محاوطها بذراعيه تهتف مقترحة
طيب خد دش وهطلعلك هدوم علشان عايزة أتكلم معاك وأقولك حاجه مهمة
ضيق ما بين حاجبيه متسائلا باستغراب وعينيه عليها بدقة
حاجة ايه
أشارت برأسها مؤكدة أنها ستتحدث عندما يخرج فقط وحركت شفتيها مجيبة
يلا بس أما تخرج هقولك
أومأ إليها برأسه ثم تقدم إلى الداخل متوجها إلى المرحاض فهو في حاجه شديدة لأن يأخذ قسطا من الراحة أسفل المياة ليريح جسده عما تعرض إليه في اليومين الماضيين..
خرج من المرحاض بعد أن ارتدا ملابسه الداخلية التي قامت بإعطاءه إياهم كان يضع المنشفة على رأسه يحركها بقوة بيده لكي تجف خصلات رأسه سريعا..
دلف إلى الغرفة ليراها تقف أمام المرآة بعد أن بدلت ملابسها هي الأخرى إلى غيرها بيتيه مكونه من قميص طويل لونه أحمر ڼاري يصل إلى بعد منتصف قدميها من الأسفل مفتوح من الجانبين ومن الأعلى يحمل رسومات وردية زائدة على كتفيه ومقدمه صدره..
وقف أمامها يبتسم مانعا نفسه عن الخطړ الذي يفكر به فهناك أشخاص بانتظاره تحركت تفاحة آدم على أثر ابتلاع ما وقف بجوفه بعد رؤيتها مد يده إلى البنطال يأخذه من على الفراش يرتديه
ها ايه بقى الحاجه المهمة
نظرت إليه بعمق داخل عينيه وناداته بإسمه برقة ونظرتها مطولة عليه
جاد!
استغربها وهو يراها تنظر إليه بعمق تناديه هكذا تقدم من الفراش جالسا عليه وأجاب محركا شفتيه ببرود أخذا المنشفة مرة أخرى يجفف خصلاته بعد أن ارتدى البنطال
نعم
أنا حامل
ابتعدت يده عن المنشفة التي وقعت على الأرضية جوار قدمه وعينيه ثبتت عليها متسعة پصدمة كبيرة بعد
أن قالت كلمتين لم يكونوا في الحسبان أبدا..
يتبع
ندوب_الهوى
الفصل_الثامن_والعشرون
ندا_حسن
فراق مرة أخرى
هل استمع إلى ما قالته بشكل صحيح هل قالت أنها حامل! تحمل داخل أحشائها طفل لها وله هل قالت هذا أم لأ..
نظر إليها بعينين متسعة بقوة والصدمة وقعت فوق رأسه جعلته لا يستطيع أن يفعل أي شيء سوى النظر إليها بعمق شديد منتظرا منها أن تكمل أو أن تقوم بفعل أي شيء يخرجه عن صمته..
رفع حاجبيه للأعلى دون حديث وحرك عينيه بحركة تعرفها دليل على أنه يريد تأكيد الحديث مرة أخرى لكي يستوعب أنه صحيح..
تقدمت بهدوء منه ووقفت أمامه وهو جالس على الفراش يرفع رأسه لينظر إليها بتركيز واستمع إليها تهتف بنبرة خاڤتة ووجهها يبتسم بهدوء
أنا حامل يا جاد
أخفض وجهه إلى الأرضية ووضع كف يده على جبينه يمسح عليه بقوة هذا صحيح! لقد أكدت حديثها أنها حامل تحمل طفل داخلها منه هو! سيكون والده! إنه سيكون أب عن قريب..
سيتحقق حلمه البعيد صعب المنال الذي تأخر عنه ولكنه لم ييأس وعلم أنه له وقت وميعاد يأتي به مقدر له من الله..
لقد كان هذا أكثر شيء يريده.. أكثر وأول شيء يريده من الدنيا بعد وجوده مع زوجته وحبيبته يريد ولدا منه ومنها يحمل جمالها وصفاتها الرقيقة يكن له السند والعون في الحياة..
قلبه يدق پعنف شديد ووجهه أصبح يتصبب عرقا
متابعة القراءة