ندوب الهوي بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز

أيام فقط على زواجهم حتى لم تكتمل لتكون أشهر وبدأت الآن هذه الأفكار بالتلاعب بها.. لو ذهب إليها الآن واعترف أنه يحبها ستقول أنه يشفق عليها ويفعل ذلك حتى لا يأتي بالمشاكل في حياتهم إنه يعرف كيف تفكر..
رفع صوته عندما رآها تبتعد تريد أن تدلف إلى الداخل وقال بنبرة رجولية جادة
هدير اعقلي واطردي الأفكار دي من دماغك.. أنا جوزك معاكي وعايزك وشاريكي بلاش تخلي الأفكار دي تخرب بينا وخلينا نعيش مرتاحين زي أي اتنين
أكملت طريقها إلى داخل غرفة النوم بعد أن استمعت إلى هذه الكلمات منه منذ يوم الزفاف وهي تحاول أن تبعد هذه الأفكار حقا حتى تنعم معه ببعض الهدوء والراحة وأفعاله وحديثه
معها يوضح أنه يحبها ويريدها وعندما يكون معها في لحظة خاصة يظهر كم يشتاق لها ويحبها يظهر كم الشغف المكنون داخله تجاهها والذي لا يستطيع كبحه عنها..
ولكن مازال لا يتحدث ويعترف أنها يحبها!.. ربما سيفعل أو ربما يجب أن تعيش معه بعض الوقت الآخر لكي يتحدث بشيء هام ومصيري كهذا..
ربما هي هكذا معها حق عليها بالانتظار والتحلي بالصبر فقط لبعض الوقت وسترى إن كان يحبها حقا أو لا..
تحدثت هدير مع شقيقتها عبر الهاتف لتأتي إليها وتتحدث معها قليلا بشيء هام..
جلست مريم أمامها على الأريكة بغرفة الصالون وهي تستمع إلى حديثها الهادئ
مريم أنا عارفه إنك خلاص مبقتيش صغيرة ودلوقتي أنا حابة أتكلم معاكي بصراحة عن موضوع مهم بس ياريت لو فيه حاجه أنت مخبياها عني قوليهالي.. أنا أختك وبخاف عليكي أكتر من نفسي وعايزه سعادتك
استغربت من هذه المقدمة التي قالتها شقيقتها ولكنها على أي حال ابتسمت وهي تؤكد حديثها برقة
طبعا يا هدير أنا عارفه أنك واخده دور كبير في حياتي وشايله همي كله..
عادت بظهرها للخلف وهي تجلس براحة أكثر كي تتحدث معها دون عائق وتسترسل معها في الحديث قائلة ما لديها سألتها ببساطة ووضوح
طب قوليلي أنت مشاعرك ايه من ناحية سمير
ابتلعت مريم ما وقف بجوفها بعد هذا السؤال الصريح منها وكررت اسمه باستنكار
سمير..
مرة أخرى تومأ إليها ببساطة مؤكدة
أيوه سمير
تساءلت مريم باستغراب كلي عن سؤالها الواضح بخصوصه ليس هناك أحد يعلم بمكنون قلبها ناحيته ولم تفعل شيء يظهر ما تخفيه داخلها له إذا!
هو أنت ايه اللي خلاكي تسأليني عنه
تقدمت هدير بجسدها للأمام لتقترب من وجه شقيقتها وتدقق النظر إليها مردفة بجدية
جاوبيني بصراحة وأنا هقولك كل حاجه..
ترددت كثيرا في اخبارها ولكنها طلبت منها البوح ولا تخفي عنها شيء نظرت إليها بتردد وحركت عينيها على وجهها وهي تنظر إليها تراها منتظرة إجابة منها زفرت بهدوء وأجابتها سريعا لتتخلص من ذلك العبء
بصراحة... بصراحة أنا بحبه بحبه وبدعي في كل صلاة إنه يكون من نصيبي وليا في الحلال
دققت النظر إلى وجه شقيقتها الصغيرة وهي تراها تعترف بذلك الحب الذي تكنه له فتساءلت بجدية شديدة
أنت بتكلميه يا مريم!..
سألتها الأخرى باستغراب ولم تفهم مقصدها
بكلمه إزاي مش فاهمه
أشارت هدير بيدها وهي توضح قائلة
بتكلميه في التليفون أو راسمين علاقتكم مع بعض
أدركت مقصدها فأردفت سريعا تنفي ما تتحدث به وتعتقده داخلها
لأ أبدا والله يا هدير
أنا عمري ما أعمل كده.. هو طلب رقم تليفوني علشان يكلمني بس أنا رفضت وعمري ما كلمته غير في الشارع أو السطح
استنكرت هدير حديثها عن السطح لما تقابله عليه وأردفت بحدة مرددة نفس الكلمة بضجر
السطح..
تقدمت مريم هذه المرة وهي تحاول أن تجعل شقيقتها تتفهم ما تريد قوله ضيقت ما بين حاجبيها وأردفت موضحة
متفهميش غلط أنا كنت بشوفه صدفة فكنا بنتكلم عادي ومكنتش بطول أنا كنت بنزل على طول
مسحت على وجهها وهي تدرك أن هناك كثير من الأمور غفلت عنها في حين اهتمت ب جاد ونفسها سألتها مجددا
طب وأنت حاسه بايه من ناحيته الفترة دي.. أقصد يعني زي ما انتوا وهو على وضعه ولا متغير
مطت شفتيها بتردد وحركت رأسها بقلة حيلة وهي تتذكر آخر أفعاله معها لتفصح عنها قائلة بتشتت
بصراحة لأ هو متغير أوي بيلمح بكلام غريب مالوش غير معنى واحد ودايما لما يبص عليا لو في الشارع يفضل باصص ويتابعني أوي بقاله فترة متغير فعلا وبيحاول يقرب مني
أدركت هدير أن رفض شقيقتها للزواج ليس الدراسة كما تظن وكما تقول هي بل إنه السبب سمير إذا!..
بس يا مريم اللي أنا أعرفه أنك مش عايزة عرسان علشان الكلية معنى ذلك أن السبب الحقيقي هو سمير
نفت ما تحدثت به وما تظنه داخل رأسها ف الدراسة أيضا سبب مهم لمنعها ذلك الأمر الآن اتسعت عينيها العسلية المماثلة لشقيقتها وهي تجيب
لأ والكلية كمان والله أنا لسه قدامي تلت سنين مش هينفع أفكر في الموضوع ده خالص
رفعت هدير أحد حاجبيها وتشدقت بخبث قائلة
حتى لو سمير اتقدملك!
لم تستوعب الأخرى ما الذي أردفته شقيقتها الآن أردفت بدهشة وذهول متسائلة كأنها لم تستمع
ايه!
أعادت هدير حديثها مرة أخرى بتروي وهدوء والخبث احتل نبرتها والمكر عبث
بنظراتها نحو شقيقتها أكثر بعدما رأت ردة فعلها
حتى لو سمير اتقدملك
صمتت ولم تتحدث وكأنها تحاول استيعاب ما تقوله لها كيف تتسائل عن هذا وهو لم يتجاوز أي شيء معها سوى نظرات وكلمات من خلف الجدار أكملت هدير بعبث وهي تتسائل
أفهم من كده إننا نرفضه!
صاحت مريم بعينين متسعة ووجه أحمر بسبب ما تستمع إليه لا تدري أهذا خجل أم ڠضب أم ماذا
ترفضوا مين!
أجابتها هدير بحنق وضجر مصطنع موضحة الذي لم تقوله إلا الآن
سمير.. مهو متقدملك الله اومال أنا بقول ايه من الصبح
وقفت مريم بلهفة وانتقلت لتجلس جوارها على الأريكة المقابلة أمسكت يديها الاثنين وأردفت بعدم تصديق
أنت بتتكلمي بجد!. يعني هو اتقدملي بجد عايز يتجوزني وكده
صاحت بتذمر واقتضاب وهي تشاهد عدم تصديق شقيقتها
اومال هياخدك يربيكي طبعا هيتجوزك
ابتسمت مريم بسعادة غامرة واتسعت ابتسامتها أكثر وأكثر كاشفة عن أسنانها البيضاء ولمعت عينيها العسلية بفرحة شديدة ثم أردفت بنبرة واثقة ملهوفة
موافقة... موافقة طبعا أكيد
نظرت إليها هدير ترى فرحتها وسعادتها اللامتناهية عندما علمت أنه يريدها حقا وأزالت أي مانع كانت تتحدث عنه عندما علمت أنه هو من يهواه قلبها فتحت لها ذراعيها لترتمي داخل أحضانها وهي تبتسم بسعادة غير مصدقة أنه شعر بحبها له شعر أنه يحبها هو الآخر ويريدها معه وله!.. كيف حدث ذلك!..
ربتت هدير على ظهرها بفرحة متسائلة بعتاب
بقى كل ده ومتقوليليش يا مريم.. يا ترى بقى كنتي مكسوفة ولا خاېفة
خرجت من أحضانها ونظرت إليها بخجل ووجهها تلون بالحمرة مرة أخرى وأردفت مجيبة إياها بهدوء وخجل
مكنتش خاېفة ولا كنت مكسوفة إني بحب بس كنت مكسوفة إني أجي أقولك أنا بحب واحكيلك حواديتي وأنت طالع عينك علشانا.. كنت حاسه إني أنانية
أجابتها وهي تبصرها بتدقيق وتتحدث بعمق وهي تتذكره هو تتذكر هروبه الدائم وعدم مصارحته بحبه لها وكأنه يبخل بفرحتها
لأ يا مريم الحب مالوش دعوة بأي حاجه في الدنيا دي بيجي من غير معاد في شخص القلب اللي بيختاره.. حاجه مالكيش دخل فيها إذا طلع بيحبك خير وبركة
استرسلت مكملة بضعف والحزن يظهر على ملامحها الرقيقة وكأنها
تم نسخ الرابط