ندوب الهوي بقلم ندا حسن
المحتويات
بهذه الملابس التي تفصل جسدها بشدة..
نظرت إلى وجهها عن قرب عندما خرج من الغرفة وتركها دققت النظر بها تتأكد إن كانت هي حقا التي أتت على خلدها! إنها كامليا عبد السلام المذيعة الشهيرة!.. ما الذي تفعله في بيتها! ستجن!
رأته يدلف إلى الغرفة مرة أخرى وبيده زجاجة عطر تخصها أتى بها من غرفة نومهم أقترب من تلك النائمة على الفراش ثم قام برش قليلا في الغطاء مقربة من أنفها ليجعلها تستفيق محاولة ثم أخرى وأخرى حركت رأسها بضيق وأغمضت عينيها أكثر فاطمئن قلبه وتركها كما هي تنام في هدوء..
خرج من الغرفة وهي خلفه أنتظر أمامه لكي تخرج فأغلق الباب وتقدم إلى غرفة النوم الخاصة بهم دون التفوه بحرف ولم ينظر لها أيضا لم يعيرها أدنى انتباه شاعرا أن عليه أخذ موقف حاسم معها لتتعلم من ذلك الخطأ الذي قامت به بحقه وبحق نفسها دلفت خلفه وسألته مرة أخرى وهي تغلق الباب بجدية وخفوت
تقدم من خزانة الملابس ووقف أمامها بعد أن فتحها وأخرج ملابس بيتية له منها دون أن ينتظر منها فعل ذلك استدار ووضعهم على الفراش وأجابها دون النظر إليها بجفاء
كانت على الطريق بتتخانق مع حد وبعدين واغمى عليها اضطريت اجبها هنا
رأته يزيل قميصه عنه ووقف أمامها عاري الصدر بعد أن زال قميصه الداخلي أيضا وبدأ في ارتداء الملابس الأخرى فقالت وهي تقترب منه بهدوء
طب ومكلمتش حد من أهلها ليه
انتهى من ارتداء الملابس فأخذ ما ازالهم عنه وألقاهم على المقعد ثم تقدم للخروج من الغرفة قائلا بنبرة خشنة باردة
يتحدث بخشونة وبطء وكأنه رغم عنه! لما كأنه فهو حقا هكذا نظرت إليه بحزن طاغي على جميع خلاياها فكل ما حدث لم تكن تريده أن يحدث مثله تماما وأكثر ولم يكن لها يد به كم مرة ستقول هذا الحديث حتى يفهم..
كل شيء حدث عن طريق الخطأ ومع ذلك لقد أخطأت وهي معترفة بذلك ولكنه لا يعطي إليها فرصة لتصليح ذلك الخطأ أو حتى الاستماع إليها والتقرب منها وفوق كل هذا رفع يده عليها وقارب على ضربها من المفترض أن تكون هي المنزعجة!..
لن تبالغ هو من ينزعج لأنها من أخطأت ولو هناك أحد غيره وضع في مكانه لفعل أكثر من ذلك ولكنها تطمع في المغفرة منه وإن يعود كما كان..
هحضرلك تاكل.. هعملك حاجه خفيفة أنت أكيد جعان
بخشونة وجفاء أجابها وهو يغلق الباب بوجهها غير مبالي بأي شيء
مش عايز
أغمضت عينيها بقوة تعتصرهما بضعف شديد وهي لا تستطيع تحديد موقفها هل تبتعد عنه وتتركه حتى يعلم أنه من أخطأ في حقها عندما تطاول عليها بصوته العالي ويده وتعامل معها بخشونة لم تعتادها من حبيب قلبها وسندها في الدنيا
أم تعترف أنها من أخطأ أولا وبعد ذلك ترتب كل ما فعله لأنه كان رد فعل لفعلها القبيح!..
ذهبت إلى غرفة النوم وأغلقت الباب خلفها ثم تقدمت من الخزانة وأخرجت منها قميص يصل طوله إلى قبل ركبتيها بقليل حمالاته رفيعة للغاية وبه فتحت صدر واسعة..
لم تفعل هذا لاغراءه وجعله يتناسى ما حدث فهي من الأساس لم تنساه ولم تتخطاه ولن يحدث هذا بسهولة مهما فعلت ولكن كل شيء داخلها تخفيه لكي تتمكن من التعايش معه وإخراجه سريعا من هذا الحزن والفراق الذي من مظهره قد فهمت أنه عزم نيته عليه والأهم من كل هذا أنها في صلاة قيام الليل شعرت بالراحة الكبيرة.. أكبر راحة قد تشعر بها في حياتها وفي يوم ملئ بالمصائب كهذا اليوم..
دائما هي هكذا تحل عليها المصېبة فتتوجه إلى سجادة الصلاة وتقضي عليها بعض الوقت بخشوع وتحدث الله وكأنه معها وأمامها تقرأ بعض الآيات التي تطمئن قلبها فترتاح وتنسى كل ما حدث وكأنه لم يحدث..
رؤية الجميع لها هكذا بشعة للغاية أنها
لم تكن بملابس ڤاضحة أو أي شيء آخر ولا يظهر منها سوى خصلاتها ولكنها لأنها محجبة وتخاف الله أكثر من أي شيء بحياتها وتود أن تكون مؤمنة بحق ليست كلمات فقط انزعجت كثيرا وانتابها الحزن الطاغي ولكن يداوي الله كل هذه الچروح برحمة ومغفرة منه..
والآن هي تود أن تظهر زوجته التي يعرفها لكي تجعله يلين أكثر وفي محاولة بائسة بأن يفعل كما فعلت ويحاول أن يتخطى ذلك معها لن تتركه هكذا.. لن تتركه يقدم لها كل الدعم والحب المودة والحنان والعطف وفي النهاية تفعل أخطاء غبية مثلها وتتركه حزين هكذا بسببها..
وأيضا مهما حدث هي لا تستطيع البعد عنه حتى عندما كانت في فترة ما مشتتة لم تبتعد عنه ولكنه الآن تقريبا مقرر ما الذي سيفعله معها وهذا واضح بشدة..
دلف إلى الغرفة ونظر إليها وهي تقف أمام المرآة بدلت ذلك الإسدال وارتدت قميص مغري بالنسبة إليه يظهر مفاتنها المحلله له لحظة!.. لقد ظهر منهم في الصور أيضا..
أغمض عينيه بقوة محاولا أن ينسى ما حدث توجه إلى الفراش صعد عليه ثم تمدد نائما على ظهره ينظر إلى السقف ويديه أسفل رأسه فاقتربت منه في لحظتها وصعدت تجلس جواره بهدوء وخجل شديد..
تحدثت بصوت خاڤت هادئ والخجل جعل وجهها أحمر مثل حبة الطماطم وهي تقول له
أنا آسفة
لم يجيبها ولم ينظر إليها من الأساس بل تركها تفعل ما يحلو لها غير قادر على الحديث معها أو النظر بوجهها لما حدث بسببها لقد احرقته النيران وكأنها كلما تخمد ألقى عليها البنزين لتشتغل أكثر..
وضعت يدها على صدره وهي تقول بصدق ونبرة صوتها حزينة للغاية
والله العظيم والله العظيم لو كنت أعرف أنها هتوديه عنده ما كنت اديتهولها
مرة أخرى لم ينظر إليها ولا يجيب على حديثها وداخله يعلم ما الذي سيفعله وهذا ما تستحقه حتى تحافظ بعد ذلك على كل شيء يخصها وتضعه داخل عينيها لتخفيه عن الجميع حتى هو
والله يا جاد هو لما وقف مريم كانت نازله فقولتلها تاخده معاها مش أكتر من كده وكان في بالي أنت تروح تجيبه كمان
استدار ينام على جانبه يعطي إليها ظهره العريض الصلب علمت أن المهمة ستكون صعبة للغاية معه وضعت يدها على ظهره بدلال وأقتربت منه تميل عليه قائلة بخفوت ونبرة تعلم أثرها عليه
جاد!.. علشان خاطري بلاش كده
تنفست بعمق ومرة أخرى تحاول معه طبعت قبلة سريعة على وجنته التي تميل عليها وقالت بدلال وكأنه سيفعل ما تريد الآن
أهون عليك طيب!... أنا عارفه إني غلطانة بس والله مكنش قصدي وأنا أهو معترفة بغلطي
عادت إلى الخلف في جلستها عندما وجدته لا يجيب ولا يشعرها بأنه يستمع إلى حديثها من الأساس زفرت بضيق وهي تقول بدهشة لأنه لا يشعر بوجودها جواره
طيب رد عليا حتى!
شعرت بالغيظ عندما وجدته لم يحرك ساكنا جذبته من ذراعه إليها
متابعة القراءة