ندوب الهوي بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز

إليها بعمق منتظرا أن تنتهي من حديثها الذي تفوهت به بحدة وقوة لأول مرة وكأنها تتمرد عليه
أنا لسه هنا مبعدتش.. حاولي أنت بقى مبعدش بجد
أمر غريب قد تحدث به وهي لم تفهمه! ضيقت ما بين حاجبيها وتسائلت بجدية واستغراب
تقصد ايه..
أجابها وهو يبتعد
مقصدش حاجه
نظرت إليه وجدته يذهب إلى الخارج ثم إلى خارج الشقة كاملة بعد أن استمعت إلى صوت الباب يغلق!..
جلست مرة أخرى مكانها وقد انتابها الضعف الشديد لما يفعله بها!.. لقد مضى الأمر وتناست الناس ما حدث حتى هي تناست ما حدث لما هو الوحيد المتذكر مع أنه أخذ حقه من مسعد مرتين ليس واحدة فقط إلى أن أصبح لا يجيد السير في الحارة رافع الرأس!.. ما الذي يريده أكثر من هذا!. النيل منها هي!.. أن يجعلها تشعر بالخطأ الذي فعلته! لقد شعرت وفهمت وعلمت وانتهى الأمر ما به بعد ذلك..
غير أن وجود هذه المرأة التي ظهرت من العدم يعكر صفوها ويجعلها تود أن تغلق عليه الأبواب إلى أن يعترف ما الذي تريده منه!.. فمؤكد هناك شيء وإن لم يعود
عما في رأسه ستخلق المشاكل يوميا بينهم وتنتهي تلك الحياة الوردية التي لم تستطيع أن تنتهي منها بل هي التي نفذت وقدمت محلها حياة تتشح بالسواد..
في المساء
وقف عبده مقابلا ل جاد في الورشة وهو يتحدث معه في أمور عدة ثم مرة واحدة هتف قائلا وكأنه تذكر
نسيت أقولك يا كبير.. الڤرج حضر
تغيرت ملامح جاد شاعرا بالاستغراب وعدم الفهم فسأله وهو يعتدل في وقفته جوار باب الورشة
فرج!.. فرج ايه 
ابتسم الآخر ابتسامة عريضة أظهرت أسنانه وضيقيت عينيه السوداء
الرد وصل من عند أهل العروسة.. رحمة
ابتسم جاد هو الآخر بشدة بعد أن فهم ما الذي يتحدث عنه لقد قالت له هدير أن عبده تقدم إلى صديقتها رحمة ثم في اليوم التالي قد تحدث هو معه وقال له ما الذي يريد فعله..
ظهرت الفرحة على وجه جاد وأقتربت منه يحتضنه بعد هذه الابتسامة التي أظهرها على وجه ولا تدل إلا على القبول
ألف مبروك يا عبد.. ألف مبروك ياض
بادلة عبده العناق بقوة والفرحة تهتز داخل قلبه محركه إياه بقوة
الله يبارك فيك يا كبير.. عقبال ما نشيل ولادك يارب
مازال يعانقه وقد هزت قلبه هذه الكلمات البسيطة يا الله كم يتمنى أن يحدث هذا هذا أكبر حلم بحياته ولو كان صغير ولكنه حقا يريده بكل جواره! طفل! طفل فقط منه ومنها لا غير ذلك..
لما الجميع يذكره اليوم بهذا الأمر. ابتسم أكثر مسيطرا على مشاعره وعاد للخلف وهو يقول بهدوء
عرفت إزاي بقى
والله زي ما أنت عارف هما من وقت ما اتقدمت وسافروا.. أبوها كلمني امبارح وقال إنهم رجعوا وأننا نشرف في أي وقت
ربت جاد على ذراعه وقال بابتسامة بسيطة وحب ظهر على ملامح وجهه
ألف مبروك
اليوم
التالي
في الساعة السابعة صباحا كان جاد ينام على فراشه في غرفة نومه جواره زوجته التي كانت تحتضن إياه بقوة تضع يدها اليمنى على صدره والأخرى جوارها قدمها اليمنى فوق قدميه الاثنين والأخرى على الفراش مقتربة منه إلى حد كبير وهو ينام على ظهره ولم يكن يشعر بهذه السلاسل التي تحيط به بل كان ينام على ظهره واضعا يده اليسرى فوق ذراعها يحتضن إياها هو الآخر..
لا يدري أنه يفعل هذا وهي لا تدري أنها مقتربة منه إلى هذا الحد فكل واحد منهم يوميا ينام بعيد عن الآخر ولا تدري ما الذي يحدث أثناء نومهم يجعلهم يقتربون إلى هذا الحد!..
وكأن هذه الراحة لا تأتي إلا في القرب لا يرتاح في نومه إلا وهي داخل أحضانه يشعر بتواجدها ويستنشق عبير خصلاتها وجسدها.. ولا تشعر هي بالأمان والسکينة إلا عندما تشعر بوجوده معها إن كان في نومها أو يومها!.
قلبين يحرقهم البعد والفراق ويشتعلوا على النيران والجمر معهم والأرواح تتلاقى في غفوة النوم لقسۏة الجسد عليها ثم يستفيق كل منهم ويعود الوضع إلى ما هو عليه..
دون سابق إنذار والاثنين ينعمون بأفضل أوقات نومهم جوار بعضهم اخترق صوت صړاخ عالي أذنيهم بقوة عڼيفة جعلتهم ينتفضون من على الفراش مرة واحدة معا بفزع..
تمسكت هدير بذراع جاد وهي تنظر إليه بعد أن جلست بهلع والنعاس يؤثر عليها قائلة پخوف
في ايه يا جاد
حاولت فتح عينيها بقوة لتنظر إليه فوجدته هو الآخر ينظر إليها باستغراب ومازال كأنه يحلم ولكن الصوت مستمر پعنف وقوة جعلته يهلع لما قد يكون يحدث
مش عارف
وقف سريعا من على الفراش مبتعدا عنها بعد أن هتف هذه الكلمات بقلة حيلة تقدم من مقعد المرأة وهو يضغط على عينيه بقوة أخذا بنطاله البيتي وقميصه بهرجله ليرتديهم حيث أنه كان ينام بملابسه الداخلية..
سريعا وبهرجله ارتدى ملابسه وخرج إلى الشرفة ليرى ما الذي يحدث في الخارج وكلما أقترب تبين إليه الصوت!.. فتح الشرفة سريعا ونظر إلى الخارج ليرى البعض اجتمع أسفل منزلهم والصوت يأتي منه بقوة وعڼف اهتزت له الجدران..
عاد إلى الداخل يركض بهلع وخوف حقيقي لما جال بخاطره عما قد يحدث في المنزل في مثل هذا الوقت وأصبح قلبه يدق پعنف وقوة قابلته وهو يركض إلى باب الشقة بعد أن ارتدت روب سريعا على ملابسها والصوت يكاد يخرج من الأذن الأخرى..
سألته بقلق ولهفة ظاهرة عليها والخۏف يدق قلبها پعنف ولم تعد تستطيع
أن تقف على قدميها
في ايه يا جاد
أجابها بقوة وهو يخرج من الباب قائلا بنبرة رجولية خائڤة ضائعة
دا صوت أمي.. الصوت من عندنا
ثم خرج من الباب وتركها تقف تنظر في أثره تحاول أن تبتلع الصدمة أو تفهم ما الذي يحدث لكي تستطيع أن تتحرك!..
يتبع
ندوب_الهوى
الفصل_الواحد_والعشرون
ندا_حسن
أين طريق الحزن السعادة لا تليق بنا
استمع سمير إلى هذا الصوت الذي اخترق جدران المنزل ليصل إلى غرفة نومهم ومن بعدها إلى داخل أذنيهم ليجعلهم يستيقظوا من نومهم بهلع ولهفة خائڤة مما قد يحدث..
جلس على الفراش وهو يمسح على وجهه بيده الاثنين يحاول أن يستوعب أن هناك صوت صړاخ قوي وإن ميزة سيعرف لمن!.. وجواره مريم التي جلست هي الأخرى بعد أن استمعت إلى هذه الأصوات الآتية من الخارج..
وقف سمير على قدميه سريعا يتقدم إلى الخارج ليذهب إلى صالة المنزل ويرى ما الذي يحدث في الصباح الباكر وكلما أقترب تبين له الصوت أكثر وأكثر عندما فتح الشرفة ورأى بعض الأشخاص في الشارع وجاد يركض دالفا إلى منزلهم!.. وهذا صوت زوجة عمه!.. إنها هي!..
أغلق الباب مرة أخرى سريعا دون التفكير وهو يعود إلى زوجته قائلا بنبرة متوترة خائڤة
أنا نازل يا مريم أشوف في ايه
اعتدلت في جلستها وتسائلت بجدية ولم يأتي بخلدها أن يكون شيء يخصهم
الصوت ده منين
أجابها وهو يخرج من الغرفة تاركها مذهولة بعد إجابته
دا صوت مرات عمي
خرج بعد هذه الكلمات البسيطة وتركها تنظر في أثره بقوة وعينيها مفتوحتان بذهول تام لما قد يأتي هذا الصوت من عندهم الآن ولما تصرخ هكذا!..
وقفت سريعا هي الأخرى لترتدي ملابسها وتهبط إليهم..
بينما في ذلك الوقت كان قد وصل جاد إليهم بعد أن ركض على جمر مشتعل ليصله إلى
تم نسخ الرابط