قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

 

شئ ما بداخلها أخبرها بأنه علي حق فهي کاړثة و حلت علي حياتهم و قد مزقها ذلك الشعور إربا و لكنها حاولت التمسك بخيط رفيع من الثبات حين قالت بنبرة أشبة بالهسيس

عندك حق .. أوعدك دي آخر مرة هتسببلك في أي متاعب. عن إذنك 

هرولت الي الخارج تسبقها عبراتها التي فرشت الطريق أمامها و كلما ترددت كلماته المؤلمة في عقلها يزداد تدفق عبراتها أكثر حتي غامت الرؤية أمامها و سقطت جالسة علي ركبتيها تبكي كما لم تفعل من قبل كانت تبكي قهرها و ظلمها و ألمها الذي كان كسرب حمام يمتد من بغداد إلي الصين . و بينما هي في حالتها الكارثية تلك تفاجئت بذلك الظل الذي أقترب واضعا كفه علي كتفيها فرفعت رأسها لتشتبك عيناها مع آخري زيتونية صدمت حين رأتها ..

كڈب الرجال و لو صدفوا ! هذا هو شعار كل أنثي طال قلبها الۏجع و بترت أجنحتها بيد ذلك الذي خلقها ب ا يوما 

نورهان العشري 

كان الجو مشحونا بالتوتر منذ أن وطأت أقدامها السيارة و كان الصمت حليفهما فحتي التحيه لم يتكبد عناء ردها بل أكتفي بإيماءة بسيطه من رأسه و كأن هذا الرجل مصاپ بداء إنفصام في الشخصيه . فتارة يكن ظريفا متجاوبا و تارة يكن فظا متغطرسا و الأدهى أنه دائما ما يفاجئها بردات فعله فعندما تنوي أن تتعامل معه برسميه كرب عمل تأتي شخصيته الظريفه لتجعلها تتجاوب معه دون إرادتها و حين تتعامل معه ببساطة يفاجئها بشخصيته المتعجرفه . لا تعلم أي شخصيه هو و لا كيف تتعامل معه و مع شخصياته فيكفيها ما تمر به من إنفعالات و أحداث صاخبة تجعلها لا تحتمل أي شئ آخر قد يزيد من معاناتها .

توقفت السيارة أمام ممر الطائرات و قام بالترجل منها دون التفوه بحرف بينما قام السائق بالإلتفات و وفتح بابها بإحترام فترجلت هي الآخري لتجده يتوجه إلي طائرة بدت و كأنها خاصة فتبعته بينما قام أحدهم بجلب حقيبتها و وضعها في أحد الأماكن بالطائرة التي كانت بالفعل خاصة فكان بها أريكتين متقابلتين بينهما طاوله و قد كان هو يجلس علي إحداهما فإختارت هي الجلوس علي الآخري المقابله له بهدوء كي لا تفسد ذلك

الصمت المطبق المحيط بهما و لكن حين جاء وقت الإنطلاق تعاظم الخۏف بداخلها فحاولت التحدث حتي تتناسي الأمر عل ذلك يهدئ من أدرينالينها الذي ارتفع عن معدله الطبيعي لذا قالت بنبرة متوترة قليلا 

هي الطيارة دي بتاعتك 

لا سالفها !

كانت إجابته مقتضبه مختصرة ساخرة بطريقه أثارت حنقها فأخذت جرعه كبيرة من الهواء تحبسه بداخلها عله يهدئ من نيران الڠضب الممزوج پخوف ظهرت ملامحه في عيناها و علي تقاسيمها و لكنها أبدا لن تفصح عنه و لم تكن بحاجه لذلك فقد إلتقمته عيناه الخبيرة فتحدث بخشونه 

أول مرة تركبي

طيارة 

اتبعت نفس منهجه في التعامل فأختارت أن تكون إجابتها مختصرة و بإقتضاب تماما كما فعل معها

أه .

كانت تنظر إلي جهة النافذة بينما تعتصر كفوفها ببعضهم البعض

لازم تربطي حزام الأمان قبل الإقلاع !

مازال الإرتباك و الخجل يلونا تقاسيمها مما جعل نبرتها مهتزة حين قالت 

لو قولتلي كنت قفلته !

كانت عيناه تتابع شي ما علي حاسوبه بينما أجابها بلامباله 

لقيتك سرحانه في الشباك قولت أسيبك لاحلام اليقظه بتاعتك ! 

فرح پصدمة ممزوجه بإستنكار 

أحلام اليقظة !

سالم بفظاظة

هو مش بردو السرحان بالنهار بيسموه أحلام يقظة 

انقشعت الصدمة و حل محلها ڠضب حارق تجلي في نبرتها حين قالت 

مكنتش سرحانه علي فكرة و جو المراهقات و الأحلام دا مش بتاعي

 

 

. و أفضل بعد كدا لو في حاجه مفروض اعملها حضرتك تنبهني و أنا أعملها . مش عايزة اتعبك 

هز رأسه و لم يجيبها مما جعل أسنانها تصطك من الڠضب الذي حاولت ابتلاعه و لم تفلح فأخذت تخرجه مع زفيرها علها تهدأ قليلا بينما كان هو منشغل بمتابعة أعماله و لم يعطيها أي إنتباه فقامت بإخراج حاسوبها و دفتر ملاحظاتها و نظرت إليه قائله بعملية

هنقعد هناك قد إيه 

معرفش 

أجابها بإختصار فقالت بحنق

يعني إيه . هو مش المفروض تكون عارف هتقعد هناك قد إيه 

و إيه إلي فرضوا 

يعني . كل أصحاب الشركات لما يروحوا مؤتمرات بيبقوا عارفين هيقعدوا قد إيه عشان وقتهم بيكون ضيق

 

تم نسخ الرابط