قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

 

أصبحت أكثر من نبضاته . حاولت أن أصارع خۏفي و لكنه كان يهاجمني من أكثر نقاطي ضعفا و حين قررت أن أبوح لليلي بآلامي و أحزاني أهلكني صمته الذي إمتد أمامي كطريق مظلم لا نهايه له. و حينها أدركت بأن الأيام تمضي و العمر يتضائل بينما ما زال القلب عالقا عند لحظه ما ولم يستطع تجاوزها أبدا ...

نورهان العشري 

خرج سليم مهرولا إثر سماعه شهقه قويه آتيه من الخارج و لكن عندما خرج لم يجد أحد فأخذ ينظر حوله لمعرفه من الذي أستمع إلي حديث والدته الكارثي و لكنه وجد الممر خال من أي بشړ فلعڼ بداخله ثم دخل إلي الغرفه و أغلق الباب خلفه بقوة أهتزت لها جدران القصر

و إلتفت إلي والدته بعينان تتقدان بنيران الڠضب الذي تجلي في نبرته حين قال

عاجبك كدا . أقدر أعرف أستفدتي إيه من إلي عملتيه دا 

ظهر التوتر الجلي علي ملامح أمينه قبل أن تقول بلهجه حاولت أن تجعلها ثابته 

أنا مش هستني لما يتحرق قلبي مرة تانيه . البنتين دول مش ناويين علي خير و أختها قالت بعضمه لسانها أنها بعد ما جنة تولد هتاخدها و يمشوا من هنا . عايزني أستني إيه تاني يا سليم 

أبتسم بمرارة قبل أن يقول ساخرا

و أنت كدا بتقنعيها عشان تفضل معاكي هي و الولد !

قاطعته بحدة 

مش محتاجه أقنعها . واحده زي دي كل إلي يفرق معاها الفلوس و دا إلي عرضته عليها !

تجمد للحظات حين

 

 

سمع حديث والدته و تأهبت جميع حواسه بينما حبست أنفاسه حين تحدت بترقب

و قالتلك إيه 

تراجعت لتجلس علي مقعدها قبل أن تقول بإختصار 

المتوقع منها !

إلي هو إيه 

أمينه بتريث

رفضت و إنهارت و طلعت تجري زي ما شفتها !

كانت تراقب وقع كلماتها علي ملامح وجهه الذي بد جامدا و لكن صفاء عينيه عكس مدي إرتياحه لما حدث لذا أخذ نفسا عميقا قبل أن يقول بخشونة 

يوم ما وصلوا هنا متحملتش معاملتنا ليها . تعبت و ودناها المستشفي و هناك الدكتور قال إننا معرضين نفقد الجنين في أي لحظه و إن حالتها غير مستقرة و حذرنا من أي ضغط نفسي أو عصبي . عشان كدا فضلت أسبوعين نايمه في الملحق و كان الأكل بيروحلها هناك. دي كانت أوامر الدكاترة مش زي ما سالم قالك أنه إجهاد من السفر . 

تغيرت تعابير أمينه التي غزا الخۏف ملامحها و شعرت بنغزات قويه

في قلبها و خاصة حين رأته يتوجه إلي باب الغرفه و من ثم إلتفت إليها متمتما بجفاء 

لو فعلا مش عايزة قلبك يتوجع مرة تانيه يبقي متتعرضيش ليها بأي سوء .

كانت سماتدور في غرفتها كمن مسه الجنون فهل ما سمعته لتوها كان صحيحا ! هل تلك الفتاة كانت عشيقته أم هي فتاة كان يعبث معها و غافلته لتحمل بهذا الطفل حتي يكون الطريق الذي يجعلها تستمتع بأمواله ! 

دخلت همت الغرفه لتجد سماعلي حالتها الغريبه فسألتها بإهتمام 

مالك يا سما حصل حاجه و لا إيه 

سما بتفكير

دا حصل و حصل و حصل . 

همت بعدم فهم 

حصل إيه يا بنتي 

سما بغل

الزباله إلي كانت بتعايرني من شويه و بتذلني بحبه ليها طلعت مجرد واحده صا.... كان بيقضي وقت معاها . 

قطبت جبينها و لم تفهم شي من هذيانها لذا ألتفت تقف أمامها و هي تقول بنفاذ صبر 

بت أنتي أقعدي كدا و فهميني في إيه بدل مانتي عماله تهرتلي كدا .

طاوعتها سما و جلست علي الأريكه خلفها و قصت عليها تلك المحادثه التي حدثت بينها و بين جنة صباحا و من ثم أخبرتها بما دار بين أمينه و سليم لتنهي سردها قائله پقهر 

عايرتني أنه محبنيش و أنه اختارها هي. بس ربنا أراد يكشفلي قد إيه هي واحده رخيصه و حقېرة . 

أنهت جملتها ثم وجهت أنظارها إلي همت قائله بفرح يتنافي مع عبراتها

المتساقطه و ضجيج قلبها الملتاع

طلع مكنش بيحبها يا ماما . حازم كان بيحبني أنا و أنا واثقه من دا . 

ناظرتها همت پألم علي فلذه كبدها التي طال قلبها الۏجع و لكنها أحكمت تعاطفها و تأثرها بحال صغيرتها و قالت بهدوء 

و بعدين يا سما . هعتبر أن كلامك صح و أنه فعلا مكنش بيحبها . إيه إلي أتغير 

تقصدي إيه 

همت بتعقل 

كسبتي أنتي إيه من كل دا 

لم تستطع الإجابة علي والدتها فاخفضت رأسها پألم و قد زال فرحها الواهي و عادت أمام عيناها حقيقه مرة و هي أن حازم لم يعد موجودا من الأساس و لكنها وجدت يد والدتها التي إمتدت ترفع رأسها المنكث و هي تناظرها بحنان تجلي في نبرتها حين قالت

حازم كان صفحه في حياتك و أتقفلت بمۏته يا سما . سواء كان

 

تم نسخ الرابط