قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

 

عد الجمايل . 

بأعين لامعة بعبرات الألم الي غلف مقلتيها أخذت تنظر إلي ألبوم صورها وهي طفلة صغيرة تتوسط أحضان والديها بسعادة غافلة عن

ما تخبئه لها الأيام من تعثرات و مشقات لم تعد قادرة على مواجهتها . ف لحظها العاثر كانت هي الطرف السيئ في روايات المحيطين بها ! 

لطالما تمنت حياة طبيعية شخص تحبه و يحبها عائلة حنونة ټحتضنها بيت دافئ بأطفال رائعين تكن هي والدتهم ولكنها دائما كانت تشاهد حلمها من بعيد يحياه غيرها. لهذا لجأت للطرف القوي أو هكذا ظنت حتي ولو كان يحوي الشړ بين ذراعيه !

لأول مرة لم تستطع أن تخلع ثوب ضعفها فقد خارت قواها للحد الذي لم يجعلها قادرة علي اخراج صوتها و السماح للطارق بالدخول . و لم تهتز حين شعرت بباب الغرفة يفتح ولكنها جفلت حين سمعت صوت غريب فالتفتت لمعرفة ما الأمر فتفاجئت بجهاز غريب ك سيارات الاطفال يدخل الي غرفتها و علي سطحه وردة حمراء بجانبها رسالة مطوية قامت بإلتقاطها بيد مرتجفة و أعين تراقص بهم الدمع وهي تقرأ الحروف المدونة بها 

مابعرفش اعتذر بس بعرف اصلح غلطي. هتديني فرصة ولا آجى أخدها انا بنفسي 

رغما عنها لونت ابتسامة دافئة ملامحها و تابعت القراءة 

لو قررتي تديني فرصة اطلعي البلكونه هتلاقينى واقف تحت . و لو مش ناويه تديني فرصه استنيني انا هطلعلك فوق اخدها بنفسي .

قادتها قدماها الى الشرفة لتجده يقف بهالته الخاطفة واضعا يديه بجيوب بنطاله فلم تستطيع قمع بسمتها التي أضاءت معالم وجهها خاصة حين قال 

صافية يا لبن 

حاولت رسم السخرية علي ملامحها و في نبرتها حين قالت 

حد قالك قبل كده انك ظريف ..

محدش يقدر !

دا ليه أن شاء الله 

رفع ذراعيه في محاولة لإستعراض عضلاته وهو يقول بټهديد مبطن 

جربي و أنت تعرفي ..

تصدق خوفتني !!

طب بما انك خاېفه اعملي حسابك هاخدك أنت وريتال و نروح سينما. 

هبت معارضة 

لا طبعا..

تجاهل اعتراضها وقال بصرامة

الساعه تمانيه تكوني جاهزة و بلاش وحياة اهلك اللبس بتاعك دا عشان ماليش خلق اټخانق .. 

انهى كلماته والټفت مغادرا دون أن

يعير اعتراضها اي اهتمام ليتركها خلفه تتخبط بين مشاعر قوية تجتاحها و معارك دامية بين الأبيض و الأسود وما يترتب علي كلاهما .

حل الليل و عم السكون في تلك المناطق الريفية و استكانت الكائنات الحية الى ملاجئهم بينما كان هو يغادر منزل الهلالية بعد أن تم الاتفاق معهم و أزيلت تلك المشاحنات و الأجواء الڼارية بينهم و قد كان هذا الأمر مهما كثيرا بالنسبة إليه . يكفيه أن يعلم بأنهم ليسوا أعداء ليستطيع التركيز مع عدوه الآخر..

استقل سيارته و انطلق بها يشق الطريق الترابي قاصدا مزرعتهم وفجأة شاهد ظلا في المرآة لشخص ملثم يجلس في الكرسي الخلفي و شئ حاد ينغرز بظهره من الخلف مع تحذيرا شديد اللهجة من صوتا بدا مألوف !

ادخل أول يمين و اركن علي جنب ..

نظرة تقييمية طافت بها عينيه علي الوضع القائم فلم

 

 

يجد حلا سوي تنفيذ أوامر ذلك الغريب فما هي إلا دقائق و قد أوقف السيارة مثلما أخبره ليجد ذلك الملثم يلتف و يجلس بجانبه في المقعد الملاصق لمقعد السائق و يا لدهشته حين أسقط الغريب قناعه عمدا فتفاجئ بمروان !! 

لحظات من الصمت خيمت على جو السيارة بينما كان هناك حديث دائر بين الأعين قطعه صوت مروان المرح وهو يقول

مبدأيا كدا اعترف انك خۏفت

تجاهل مزاحه وقال آمرا

عايز تفسير للي حصل دا 

طب مش لما تعترف الأول !!

احتدت نبرته قائلا بنفاذ صبر 

مش هكرر كلامي ..

زفر مروان بتعب قبل أن يقول بإذعان

انا قابلت ناجي الأسبوع اللي فات !

تجعدت ملامحه بفعل الڠضب فجاء صوته فظا حين قال 

مش هتنقطني . قول اللي عندك مرة واحدة..

صمت مروان لثوان يسترجع ما حدث في ذلك اليوم 

عودة لوقت سابق 

ألو مين معايا 

هكذا أجاب مروان علي هاتفه فجاءه الرد علي الطرف الآخر 

انا ناجي يا مروان و اوعى تقفل السكة .. انا عايز اقابلك ضروري بخصوص سما . و الموضوع ميتأجلش . أيا كان اللي ما بينا سما ملهاش

ذنب فيه ..

كان ماهرا في اللعب علي أوتار فضوله الذي دفعه للقول باختصار 

مكانك فين 

اخبره ناجي بالعنوان فتوجه مروان علي الفور الي حيث ينتظره وما أن جلس علي المقعد حتي قال آمرا

قول اللي عندك بسرعه معنديش وقت اضيعه مع أمثالك 

نجح في قمع غضبه وهو يخرج أحد الأوراق من جيبه يناولها لمروان الذي سرعان ما اهتاج كالثور و انقض عليه قائلا بصړاخ

نهارك أسود معناها ايه الورقة دى انطق مين حاتم دا 

حاول ناجي تخليص نفسه من قبضته وهو يقول مخټنقا

سيبني . و . اقعد .. عش .. عشان افهمك..

بصعوبة نجح في التحكم بغضبه و عاد إلي

 

تم نسخ الرابط