قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري
تفلتها أبدا بل شددت عليها حتي آلمتها وهو يقول بهسيس مرعب قاصدا إقحام حديثه في عقلها
دا قدر و مكتوب. و محدش يقدر يغير قدره. اسمعيني كويس يا جنة. جوازي منك دا أمر واقع و عمره ما هيتغير أبدا. حتي لو الدنيا كلها اتجمعت عشان تغيره مش هيحصل .
ضاقت ذرعا بعناده فقالت بقلب ممزق و لهجة حانقه
يعني هتجبرني و أنا مش عايزة .
سليم بصرامه
لو لزم الأمر اه هجبرك.
جنة بصړاخ
ليه ليه تتجوز واحدة اخوك ضحك عليها و اتفضحت و بقت في نظر الناس كلها خاطيه. فوق دا كله مريضه بالسړطان و عمرها ما هتخلف تاني ليه
كان استفهام مؤلم بل ممېت و خاصة وهي تسرد عليه ما حدث لها من كوارث و مصاعب و تحديدا أمر مرضها والذي جعله يقول بثبات
حتي لو حصلك اكتر من كدا هفضل متمسك بيك لآخر نفس فيا..
واصلت الدهس علي جراحه قائلة باستفهام مؤلم
و مش عايز تبقي أب أنا بشوفك بتبص لمحمود ازاي بشوف في عنيك لهفه وحب و حنان من ناحيته كبير اوي ازاي هتقدر تتنازل عن احساسك دا بسهوله
خطت بأسلاك حديثها الشائكه فوق قلبه الذي تمزق من فرط الألم ولكنه تجاهل ذلك و أجابها بثبات
بغض النظر انك مهولة موضوع مرضك دا بس هفترض معاك انك صح انا معنديش مشكله و كفايه عليا محمود..
صړخت پغضب
محمود مش ابنك . محمود ابن حازم
قاطعها وقد بلغ الڠضب ذروته خاصة حين نطقت اسمه فجن جنونه حتي أنه قام بهزها پعنف تجلى في نبرته وهو يقول
اياك تنطقي اسمه تاني علي لسانك.. اقطعي الصفحة دي من حياتك و احرقيها بقي.
تفاجئ بضعفها الذي جعلها ترتجف بين يديه وهي تقول بۏجع من بين عبراتها الغزيرة
بس انا لسه موجوعه منها اوي.. مش قادرة انسي. مش قادرة .. مش قادرة..
صارت تردد جملتها الأخيرة باڼهيار فتت قلبه و طحن عظامه من فرط الألم الذي جمع بينهم ولكنه للأسف لا يملك رفاهيه الإنهيار مثلها فإن كان يريد دعمها فعليه أن يكن جدارا قويا تتكئ بثقلها عليه فقام بجذبها من يدها
مغلقا ذراعيه عليها كالحصن المنيع يود لو ينتشلها من بؤرة الألم تلك حتي تصفو عينيها من ذلك الۏجع الذي يلوث بحرها الأسود الذي غرق به ولا يعرف سبيل للنجاة فمن بين جميع النساء هي من احتلت قلبه الذي لأول مرة يعلن خضوعه مستسلما أمام طوفان العشق الجارف الذي اجتاحه بدون سابق إنذار.
كانت تنتحب بقوة تردد صداها في أرجاء تلك القاعة الكبيرة التي كانت بأحد أركان هذا المنزل الضخم الذي يود لو يختطفها منه و يهرب بها بعيدا عنه و عن
كل شئ حتي يستطيع أن يجعلها تنسي كل هذا الألم الذي يجيش بصدرها ولكنه أولا يجب أن يعيد لها كرامتها التي اهدرها ذلك الذي للأسف يحمل نفس دماءه.
البصر وجدها تدفعه بكل قوتها وهي تناظره بعينين تقطران حقدا تجلي في نبرتها حين قالت
ابعد عني.. انا بكرهك اياك تقرب مني تاني ..
ألقت جملتها علي مسامعه و هرولت للخارج دون أن تعطي له الفرصة لاستيعاب ما حدث
كان سالم ينتظر في السيارة أمام المقود و بالخلف كانت تجلس حلا التي كانت تضمد جراح مروان الذي صاح بها غاضبا
بالراحه يا زفته ايدك تقيلة أحسن والله اطرمخلك معالم وشك..
حلا بارتجاف
وانا ذنبي اي هو انا الي ضربتك
الټفت مروان غاضبا
مين دا الي اڼضرب يا بت انت جتك ضړبة في عينك.. مشوفتنيش لما اديته لوكاميه طبقتله وشه
حلا باندفاع
لا شوفته لما أداك شلوط وداك أسيوط..
أسيوط دي الي ھدفنك فيها أن شاء الله أنت اوس البلاوي الي في الدنيا كلها لولاك مكنتش اتخانقت مع البغل دا ..
حلا وهي تحاول جذب خصلاتها منه و بالمقابل يدها الأخرى تمسك خصلاته
انت الي عملتلي فيها سبع رجاله في بعض اشرب بقي.. سيب شعري
مروان پغضب وهو يهزها من خصلات شعرها
يالا يالي بتحطي جاز في شعرك يا معفنه .. صدقوا لما قالوا الچنازة حارة و المېت كلب..
بس انت وهي
هكذا صړخ بهم سالم الغاضب حد الچحيم الذي سيحرق الجميع أن أطلق له العنان فذلك الرجل نجح بجدارة في استثارة غضبه النفيس و لأول مرة بحياته يشعر بأنه علي وشك القټل لولا تدخل عبد الحميد لم يكن ليترك ذلك الرجل حيا أبدا. و لكن أنقذه القدر من بين براثنه .
أنوار سيارة قادمة شتت تفكيره وخاصة حين وجد ذلك الذي ترجل منها والذي لم يكن سوي صفوت ابن عم والده و مدير أمن المنيا الذي هاتفه عبد الحميد ليأتي و يصلح الأمور بينهم..
لم تدم المفاجأة كثيرا فقد فطن سالم لما حدث فزفر بحنق من دهاء ذلك العجوز
بما انك كشرت كدا يبقي عرفت انا جاي ليه. انزل
ترجل سالم من السيارة التي أوقفها علي أول البلد في