قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

 

بالإتصال علي هاتف فرح الذي كان مغلقا فقد اغلقته أثناء حضورها المؤتمر برفقه سالم الذي بدأ هادئا بشكل غريب منذ الصباح و طوال اليوم الذي بدأ طويلا لا ينتهي فقد انتصف النهار و اخيرا استطاع التخلص من الصحافه و اضواء الكاميرات التي رافقتهم طوال اليوم و ما أن خرجوا من

إحدي القاعات حتي قامت فرح بفتح هاتفها فوجدت جنة قد هاتفتها كثيرا و ايضا رقم جارتهم فقطبت فرح جبينها باندهاش و لم تلبث حتي وجدت جنة التي كانت تعاود الاتصال بها و ما أن فتحت الهاتف حتي أتاها صوت جنة المتلهف

ايه يا فرح فينك طول اليوم فونك مقفول

فرح بطمأنه

معلش يا جنة طول اليوم في شغل . طمنيني عليكي 

انا كويسه الحمد لله. اطمنت عالبيبي و الدكتور قالي أنه ولد .

قالتها جنة بسعادة شاركتها إياها فرح التي قالت 

يا روحي .. فرحتيني اوي . ربنا يجيبه بالسلامه 

يارب يا فرح . طمنيني انتي هتيجي امتا وحشتيني اوي 

فرح بحنان 

و انتي كمان والله . احتمال كبير بكرة أن شاء الله 

جنة بإندهاش

بكرة . ازاي هو سالم بيه ميعرفش الي حصل لحلا و لا ايه

فرح بإستفهام 

هو ايه الي حصل لحلا 

قصت جنة ما حدث علي مسامع فرح التي شهقت پصدمه و قالت بلهفه 

طب هي عامله ايه دلوقتي 

الحمد لله احسن . يعني مروان لما كلمته الصبح طمني و قال إنهم هيجيبوها و ييجوا

 

 

و المفروض انهم مش هيقولوا حاجه قدام الحاجه أمينه عشان ميخضوهاش و لما توصل هيقولولها أنها وقعت و كسرت أيدها و رجلها 

فرح بحزن 

لا حول ولا قوه الا بالله

العلي العظيم. ربنا يشفيها يارب . طب طمنيني الحاجة امينة عاملة معاكي ايه

والله يا فرح مش هتصدقي بتعاملني احسن معامله.

فرح باندهاش

و دا من امتا 

لا دا موضوع طويل . لما تيجي هحكيهولك . المهم طمنيني عليكي

أخذت الفتاتان تتبادلن أطراف الحديث و ما أن لمحته فرح قادما بهيبته و هيمنته التي تبعث شرارات قويه تجتاح سائر جسدها محدثه ذبذبات قويه بداخلها حتي أغلقت الهاتف مع جنة و ما أن وصل إليها حتي قال بخشونه

اخيرا خلصنا .

جاء صوتها قلقا علي غير عادتها 

سالم .. في حاجه حصلت و كنت عايزة اقولك عليها

تبدل جموده الي قلق كبير إرتسم بعيناه و تجلي بلهجته حين قال 

حصل ايه انت كويسه حد ضايقك 

اهتز قلبها بقوة داخلها حين لمست اهتمامه الكبير و لكنها لم تزيد من قلقه بل تابعت بخفوت

انا كويسه . الموضوع ميخصنيش . دي حلا..

قاطعها سالم بخشونة

مالها حلا 

فرح بتمهل 

عملت حاډثه بس اطمن هي كويسه شويه كسور بسيطة .

تجاهل حديثها و قام بجراء عدة اتصالات منها للإطمئنان عليها و منها لترتيبات عودتهم باقصي سرعه و في اقل من ساعتين كانت تستقل الطائرة بجانبه عائدين وقد كان متجهم الوجه و عيناه جاحظة يرتسم بها الجمود و قد ذكرها ذلك بيوم الحاډث المشئوم فوجدت نفسها تحادثه بلهجة رقيقة مطمئنه 

اطمن . أن شاء الله هتبقي كويسه 

التفتت عيناه تناظرها بغموض لم تعرف كنهه و لكن جملتها جعلت ملامحه ترق قليلا و بددت قتامه عيناه و بعد لحظات من الحديث الصامت بين عينيهم اومأ برأسه و تمتم بخفوت

أن شاء الله

أن لا تجد أحد يحارب من أجلك في هذه الحياة لهو شعور قاس ذو نكهه مريرة يشبه وحشة نبات صبار حزين يخشي الجميع عناقه.

نورهان العشري 

كانت سما تدور بغرفتها كالمجنونه ترفض كل ما يحدث حولها فرؤيتها لتلك الفتاة برفقة مروان كان أكثر ما يمكن احتماله فقد كانت تتحدث معه كما لو أنهم اصدقاء قدامي و قد قضوا اليوم بأكمله سويا بينما هو يعاملها أسوأ انواع المعاملة و لا تعلم السبب تشعر بالنبذ من جانب الجميع و كانها نبات شيطاني لا يرغب أحد بالاقتراب منه.

فلازال حديثه يرن باذنيها حين هاتفته تطمئن علي حلا التي لم تعود إلي البيت حتي وقت متأخر فأجابها بفظاظة

حلا عملت حاډثه و أيدها و رجليها اتكسروا و هتبات في المستشفي النهاردة . اتمني انك تكوني فرحانه بالي عملتيه . 

شعرت بالألم يعتصر قلبها ندما علي ما فعلته في صديقتها الغالية بغبائها و خرجت الكلمات حزينة منكسرة من بين 

مروان ارجوك بلاش اسلوبك دا انا ھموت من القلق عليها . ارجوك لو بتقولي كدا عشان توجعني انا فعلا

ھموت من تأنيب الضمير.

مروان بسخرية مريرة 

ايه دا عندك ضمير زينا و دا من امتى 

صړخت باڼهيار نابع من قلب محترق 

حرام عليك بكل أسلوبك دا. بقولك هتجنن عليها . اقولك انا جايه بنفسي اطمن عليها 

صړخت بها غاضبا 

أياك .

أياك يا سما تخرجي في وقت زي دا و الا هاجي اكسر دماغك فاهمه و لا لا . 

صدمها رده و لكنها كانت تريد الإطمئنان علي

 

تم نسخ الرابط