قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

 

ثباته كالعادة و توجه بخطى وقورة إلى حيث ارشدته تهاني و حين دلف إلى الغرفة تسمر بمكانه وهو ينظر إلى تلك التي كانت تقف بآخر الغرفة تخفض رأسها في خجل غير قادرة على رفع عينيها أمامه فخرج اسمها همسا من بين شفتيه 

فرح ..

لم تستطع إلا أن ترفع رأسها إثر همسه الذي استقر بمنتصف قلبها الذي ارتج حين طالعته بهيئته المهلكة و وسامته الفذة المطعمه بقوة بدائيه أضفت هالة من السحر الذي جعلها كالمنومة مغناطيسيا حين وجدته يفتح ذراعيه على مصراعيها في دعوة صريحه لتستقر بداخل أحضانه فما كان منها إلا أن حملت فستانها و بأقدام تحمل اللهفة و العشق معا هرولت إليه ليتلقفها بذراعيه القويتين اللتين حملتها برفق و ضمتها إليه بقوة وهو يدور بها في الغرفة في لحظة بدت خاطفة و رائعة للحد الذي جعل القلوب تحلق في صدريهما وهي تشدو بعشق جارف أثر في كليهما

فأغرقهما في لجة من المشاعر العاتية التي جعلت صدربهما يعلوان ويهبطان بسرعة من فرط التأثر. 

فقد كان عناقا كاسحا يفيض بأحاسيس فريدة لا تستطيع الأحرف وصفها أو التعبير عنها. 

أخيرا استطاع إخراجها من بين أحضانه و قام بوضع قبلة قوية على مقدمة رأسها بث فيها عشقه الجارف و شوقه الضاري هامسا بصوته الأجش 

أخيرا

كانت كلمة بسيطة تعبر عن مرارة انتظاره حتى تأتي

تلك اللحظة التي تصبح بها ملكه على الرغم من أن قلبه أعلن ملكيته لها منذ زمن ولكن أن يصبح الأمر واقعا كان هذا شعورا رائعا لم يستطع وصفه ..

رددت كلماته هامسة بقلب يطرق كالطبول و أنفاسا لاهثة 

أخيرا ..

رفع رأسه بحنان لا يعرف إلى أي جهة تسرب إلى قلبه و سددته نظراته كسهام مشتعله بنيران من عشق استقرت في أعماق فؤادها و جاءت كلماته لتطيح بكامل ثباتها حين قال 

الحاجة قالتلي عروستك حلوة أوي يا سالم بس طلعت بتضحك عليا..

اړتعب قلبها و انكمشت ملامحها من كلماته وقالت بلهفه 

ليه مش حلوة 

ارتسمت على ثغره ابتسامة عاشقة وهو يقول بخشونة

حلوة بس 

ارتخت ملامحها و تدللت قائلة

حلوة لأي درجة 

أجابها بهمسه القاټل و عيناه اللتان كانتا تلتهمان تفاصيل وجهها التهاما

حلوة لدرجة ټخطف العين والقلب..

لم تستطع الصمود أمام عينيه و كلماته العاشقة أكثر من ذلك فأخفضت رأسها تستند على صدره وهي تهمس باسمه بخفوت جعل جميع حواسه تتنبه و أطاح بثباته فقام بوضع قبلة شغوفه فوق رأسها متبوعه بزفرة قوية تعبر عن صعوبة تحكمه بنفسه ثم قال بجانب أذنيها بصوته الأجش 

يالا عشان نروح على بيتنا 

كانت الكلمة وقعها مميزا خاصة حين قالها بتلك

الطريقة فلون الخجل ملامحها و نبت محصول الطماطم الطازج فوق وجنتيها فتحدثت هامسة

هروح أغير هدومي و أجيلك على طول..

تؤ تؤ .. أنا عايزك تيجي زي مانت كدا . عايزك تدخلي البيت بالفستان..

هكذا تحدث بنبرة آمرة فرفعت رأسها باندهاش فأردف بخفوت 

فرحتي هتكمل لما تدخلي البيت و أنت عروسه .. عايزك تمليه فرح زي ما مليتي حياتي.. 

شعرت بما تحمله كلماته من معاني رائعة انشرح لها قلبها و شعرت بالسعادة و كأنه نبت لها جناحان فأومأت برأسها وهي تقول بخفوت

أوعدك هعمل كل اللي أقدر عليه عشان أفرحك

ابتسم بحنان قبل أن يقول بوقاحة

طب مش يالا بقى .. أنا مش ضامن نفسي أكتر من كدا.. و

 

 

عايز الفستان يوصل سليم .. 

أخفضت رأسها خجلا قبل أن تقول بخفوت 

بطل بقى .. 

كان خجلها لا يقاوم فقام بجذبها إليه بغتة دون أن يعطيها الفرصة لاستيعاب ما يحدث لتجد نفسها خاضعة بين براثنه يبثها عشقا جارفا فاض به القلب فأخذ ينهل من حلاوة ريقها و شهد برائتها بلا هوادة حتى شعرت بنفسها كأنها محمولة على أجنحة السحاب تطوف بها في سماء الحب الذي كان يسكبه على ثغرها و ملامح وجهها بروية و كأنه يرسم بشفاهه لوحة شغوفة لامرأة احتلت عالمه و اخترقت حصونه التي كانت أكثر من مرحبة بسطوتها التي فرضتها علي روحه أولا ثم تغلغلت لتعلن امتلاكها لكيانه العاصي الذي أعلن توبته أمام قدسية عشقها ..

في الجهة الأخرى كان سليم يجلس بانتظارها و كل خلية في جسده ترتجف ترقبا و لهفة و قد كان يحضر نفسه لكل رد فعل قد يصدر منها و بداخله يتضرع إلى الله لئلا يحدث أي شيء قد يعكر صفو هذا اليوم ولكنه تفاجأ بتلك التي دخلت إلى الغرفة عابسة تناظره پغضب ثم توجهت تجلس على الأريكه المقابلة له وهي تقول بسخط

أنا مش جعانة اتعشى إنت بس في الانجاز عشان عايزة أروح لمحمود ..

كانت تريد إغضابه ولكنها لا تدرك بأنه اتخذ عشقها مذهبا لحياته و لأجلها قرر أن يتعلم الصبر و يسلك دربه المليء بالأشواك حتى لو كان مستقرها قلبه و ذلك لأجل أن يظفر بها في النهاية لهذا ابتسم وهو يقول

 

تم نسخ الرابط