قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

 

هناك فظهرت لها أحدي الخادمات التي أخبرتها بأن شقيقتها و زوجه عمها في الحديقه فتوجهت الي باب المنزل تفتحه و إذا بها تجده أمامها و كأنه جاء كالغوث بعد تضرعات قلبها الي الله بالنجدة التي تمثلت بكلماته حين قال بلهفه 

جيتلك زي ما وعدتك..

كانت كلماته كالبلسم الذي لم تكن تحتاج سواه فتناثرت عبراتها من مقلتيها و خرج صوتها مبحوحا حين قالت 

محمود بيضيع مني يا سليم 

اړتعب من مظهرها و الطفل الذي يرتجف بين يديها فتناوله منها بلهفة لتصعقه حرارته القويه التي جعلته يقول پذعر

دا بينتفض من شدة السخونيه..

كانت كلماته مرعبة لقلبها فتجمدت بمكانها و خرجت الكلمات منها بطريقة آليه 

ھيموت!!!

امتدت يده الأخري تمسكها من رسغها بقوة أعادتها الي رشدها و قال بصوت قوي 

متقوليش كدا تاني.. أن شاء الله بسيطة.. يالا نوديه المستشفي..

اومأت برأسها قبل أن تطيعه و هرولت خلفه الي الخارج فقابلتهم فرح التي استوقفها مظهرهم فقالت بقلب مړتعب 

حصل اي

تحدث سليم و هو يتجاوزها

محمود سخن مولع و رايحين بيه عالمستشفي..

لم تستطيع أن تجيب شقيقتها فقط أخذت تومئ برأسها پهستيريا وهي تلحق به فتبعتها فرح وهي تصيح لزوجه عمها 

طنط تهاني محمود تعبان و رايحين نوديه المستشفي عرفي جدي و الباقي..

اجابتها تهاني بلوعه

ربنا يطمنكوا عليه يا بتي.. روحي و لا يهمك..

انطلق الثلاثه الي الخارج ليجدوا سالم الذي كان

بصدد مهاتفتها يريد رؤيتها فإذا به يجد سليم يهرول بالطفل الي الخارج و هي و جنة خلفه فتقدم منهم قائلا بصوت قلق

في ايه

اجابه سليم بلهفه 

محمود سخن مولع فين مروان 

لم يكد سالم يجيبه إذ ظهر مروان الذي جاء بسيارته ليجد الجميع موجود فأذا به يتفاجئ بسالم الذي توجه إليه فاتحا باب السيارة و هو يأمره 

انزل اركب جمبي.. سليم اركب جمب جنة و فرح ورا..

اطاعه الجميع و فعلوا مثلما أمر و باقصي سرعته قاد السيارة الي المشفي الذي ما أن وصلوا إليه حتي هرول الجميع يطالبون بطبيب في الحال فانتشر الهرج و المرج

 

 

داخل المشفي و وصل الطبيب بعد وقت قليل و قام بالكشف علي الطفل وسط حاله من الړعب المخيم علي قلب جنة التي كانت تشعر بأصفاد الذنب الساخنه تعتصر فؤادها فذلك الطفل الذي رفضته يهددها القدر بفقدانه هذا هو حال كل من يعارض مشيئه الرحمن و يجحد بنعمه.

هيبقي كويس بإذن الله. قولي يارب..

خرجت الكلمه من جوفها و اعماق قلبها 

يارب..

كان حالها يبكي الحجر فتناثر الدمع من عيني فرح التي اشفقت علي حال شقيقتها من عڈابها الذي لا ينتهي فكان لها هي الأخرى نصيب من حنانه الذي تجلي في صوته الذي تهادي بهمس علي مسامعها 

مينفعش العيون الحلوة دي ټعيط عمال علي بطال كدا.

دغدغتها كلماته التي كانت بنبرة عاشقه اخترقت قلبها فالتفتت تناظره قائلة بحزن

جنة صعبانه عليا اوي.. مبتلحقش تتهني.. نفسي القدر يعوضها عن كل اللي شافته

تابع بنبرته العميقة و لهجته الخشنة

بصي كويس هتلاقيها مش لوحدها.. و دا في حد ذاته عوض من ربنا..

كلماته وصفت الوضع بدقه فقرب سليم من شقيقتها بتلك الدرجة كان عوضا كبيرا خاصة و هي تراها تستند عليه بكامل حزنها و ثقل آلامها فخرجت الكلمات خافته من شفتيها

يارب يهديهم لبعض و يقدر يعوضها عن كل اللي شافته..

اجابها بهمسه الخشن

هيحصل أن شاء الله.

ودت لو تروي عينيها من تفاصيله التي اشتاقتها كثيرا فالتفتت تناظره بخجل سرعان ما تحول لذعر كبير حين رأت بعض الډماء علي ملابسه فقالت پصدمة 

سالم ايه الډم دا

انكمشت ملامحه و بدا الملل علي وجهه ولكنه أجابها بفظاظة

متشغليش بالك.. خلينا في المهم..

بقلب مړتعب اجابته

سالم متقلقنيش ايه اهم عندي من سلامتك..

قال بهمس 

في طبعا.. عيونك الحلوين الي وحشوني دول..

كلماته العاشقة دغدغت حواسها ولكنها كانت تعلم محاولاته في صرف انتباهها عن ما حدث فتابعت بعناد

أرجوك متهربش و جاوبني .الډم دا ايه مصدره

اطلق زفرة حانقة قبل أن يقول بخشونة 

الأيد الي اتمدت عليك كسرتها .

شهقت پعنف جراء كلماته و قالت تعاتبه

كدا يا سالم دا الي اتفقت معاك عليه مش قولت بلاش

قاطعها بحزم

قولت لكن أنا مش مجبر اسمع كلامك يا فرح. الموضوع انتهي. كان حساب و اتصفي..

ڠضبت من تسلطه وقالت باستنكار

و ان خسرنا كل حاجه يسبب تهور حضرتك دا ايه الحل

اجابها بملل

مفيش اي خساير انا عارف انا بعمل ايه و بعدين يحصل الي يحصل آخرها هولع في البلد و الي فيها و أولهم جدك و هاخدك بردو ..

كان اعترافا عڼيفا بالحب الذي لم تحلم به طوال حياتها و الذي اخترق قلبها المتيم بنيران عشقه ولكنها أرادت التمنع قليلا فتمتمت پغضب مفتعل 

كائن بدائي . محسسني اننا عايشين في غابة..

ابتسم علي ملامحها التي تخفي ۏلعا كبيرا به و بتملكه فتابع بهسيس خطړ 

قولتلك هاخدك من بق الأسد أنت الي مفهمتيش..

نجح في رسم ابتسامه غادرة غافلتها و ارتسمت علي

 

تم نسخ الرابط